حملة النظافة الشاملة

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

في إطار الاستعدادات الجارية لاستقبال شهر رمضان المبارك ومن باب حرص القيادة الثورية ممثلة بقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على محاربة الأمراض والأوبئة والحد من انتشارها من خلال الاهتمام بالنظافة وتحويلها إلى سلوك وثقافة عامة لضمان سلامة الجميع وللحفاظ على صحتهم ، جاءت الدعوة الكريمة من قبل السيد القائد لكافة أبناء الشعب للقيام بتنفيذ حملة نظافة شاملة في عموم محافظات الجمهورية الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى، لتتزامن نظافة القلوب خلال الشهر الفضيل مع نظافة المدن والأحياء من القمامة والمخلفات التي تشكل البيئة الحاضنة لانتشار الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها جائحة كورونا التي تمثل اليوم الرعب الذي يتهدد العالم والذي حصد أرواح الكثير من المواطنين حول العالم.
حملة النظافة الرسمية المجتمعية تكاد تكون الأولى التي تحظى بكل هذا الزخم والاهتمام، حيث ستشارك صناديق النظافة والتحسين والمكاتب التنفيذية والسلطات المحلية بالتعاون والشراكة المجتمعية مع كافة أفراد المجتمع من أجل ضمان فاعلية ونجاح الحملة في تحقيق أهدافها المنشودة وفي مقدمتها رفع المخلفات المتراكمة وتنظيف الشوارع والأحياء وتهيئتها لاستقبال شهر رمضان المبارك وخصوصا قبل موسم الأمطار، والمطلوب تفاعل الجميع وتكاتف وتضافر الجهود من أجل تنفيذ الحملة على الوجه الأمثل، فالقضية لا تخص صناديق النظافة والتحسين وعمال النظافة فحسب، وإنما تخص الجميع، الدولة والمجتمع ، كل الأطراف معنية بالنظافة والالتزام والتقيد بمواعيد ومواقع إخراجها لضمان رفعها أولا بأول، وللحيلولة دون تراكمها داخل الأحياء وفي الشوارع والأزقة والتي تشكل مظاهر مقززة تشوه المظهر الجمالي للمدن والأحياء وتمثل تعديا على الذوق العام .
الله سبحانه وتعالى حثنا على النظافة، وديننا الإسلامي أمرنا وحثنا عليها، وكان الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم السباق في القيام بهذه الفضيلة التي جعلها علامة من علامات الإيمان، ورفع من أجر ومثوبة من يقومون بها، حتى جعل من إماطة الأذى عن الطريق من أدنى شعب الإيمان ، فلا حرج ولا تذمر في المشاركة المجتمعية الواسعة في نظافة الأحياء والمدن والشوارع التي نقيم فيها ونمر منها، بل على العكس من ذلك تماما ، فعلاوة على الأجر والثواب الرباني، يعد القيام بذلك مدعاة للفخر والاعتزاز، ولا يمكن أن نصل إلى مدن نظيفة خالية من الأمراض والأوبئة ما لم تتكاتف الجهود ويشارك الجميع ويستشعروا المسؤولية والواجب المنوط بهم، وخصوصا في ظل العدوان والحصار الذي أسهم في تراجع مستوى النظافة نتيجة الحصار الخانق على المشتقات النفطية وتوقف الاعتمادات الخاصة بشراء المعدات والآليات الخاصة بالنظافة جراء قيام المرتزقة بالاستيلاء على عائدات النفط ونهبهم للإيرادات التي كانت تمثل المرتكزات الرئيسية للموازنة العامة للدولة.
بالمختصر المفيد، شهر رمضان محطة إيمانية لتنقية النفوس وتصفية القلوب وطهارتها من الخطايا والأوزار والذنوب، وعلينا أن نستقبله بنظافة الأحياء والشوارع والمدن والقرى، ليكتمل المشهد الإيماني، ويتجلى بهاء المشهد الرمضاني اليمني، لننعم بأجواء روحانية بكل صورها وأشكالها، الكل مطالبون بالمشاركة في حملة النظافة من باب المسؤولية الدينية والوطنية والمجتمعية، وعلينا أن نستثمر حرص القيادة واهتمامها بهذا الجانب الخدمي الهام، للوصول إلى المستوى المنشود من الاهتمام بالنظافة والعمل على إسناد ومساعدة عمال النظافة من خلال التحلي بالوعي والبصيرة ، فاليد الواحدة لا تصفق، وبدون المشاركة المجتمعية ووعي أفراد المجتمع بأهمية النظافة ستظل شوارعنا وحاراتنا مكبات ومقالب للمخلفات، وهو ما يجعل منها بيئة حاضنة لكل الأمراض والأوبئة الفتاكة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا