الثورة نت/
هل الهُجوم الإسرائيلي “الأحدث” على سفينة إيرانيّة قُرب باب المندب بداية التّدخّل في حرب اليمن وتصعيد لحرب النّاقلات؟ وهل الجبهة الجديدة بديل لنظيرتها السوريّة أم توسيع لها؟ ولماذا يتوعّد نِتنياهو بالتصدّي بقوّة للتّهديد الإيراني ومنع العودة للاتّفاق النووي بكُل الوسائل؟ ولِمَن ستكون الغلبَة؟
أكد عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم في مقال بشأن قيام اسرائيل باستِهداف سفينةً إيرانيّة تحمل اسم “ساويز” قرب مضيق باب المندب، أن القيادة الإسرائيليّة، بشقّيها السّياسي والعَسكري، تَشعُر بقَلقٍ شديد من جرّاء حُصول بعض التقدّم في المُفاوضات الإيرانيّة الأمريكيّة غير المُباشرة التي تجري في فيينا بوساطةٍ أوروبيّة، للعودة إلى الاتّفاق النووي المُوقّع عام 2015 في الأشهر الأخيرة لولاية إدارة أوباما الديمقراطيّة، وربّما تُقدِم على خطوةٍ تصعيديّةٍ عسكريّةٍ لإجهاض هذا التقدّم ومنع عودة إدارة بايدن إليه.
واضاف أن بنيامين نِتنياهو الذي صعّد من قرع طُبول الحرب ضدّ إيران للتّغطية على فشله في تحقيق فوزٍ حاسم في جولة الانتِخابات الرّابعة في أقل من عامين، أبلغ مجموعة من نوّاب حزب اللّيكود في الكنيست الثلاثاء بأنّه “لا يجب العودة إلى الاتّفاق النووي الإيراني الخطير جدًّا على “إسرائيل”…
وأكد عطوان أن نقل حرب السّفن والنّاقلات إلى البحر الأحمر وبحر العرب تطوّرٌ خطير قد لا يكون في مصلحة “إسرائيل” على الإطلاق، لأنّ الرّد الانتقامي لن يقتصر على شنّ هجمات على السّفن والنّاقلات الإسرائيليّة، وربّما يمتدّ إلى أهدافٍ في العُمُق الإسرائيليّ بالصّواريخ والطّائرات المُسيّرة المُلغّمة..
واشار الى أن وضع خُطط ومشاريع من قبل السعوديّة ودول خليجيّة أُخرى لإقامة خُطوط سكك حديد وقنوات بحريّة بديلة لقناة السويس تربط خليج العقبة بميناء أسدود على البحر المتوسّط، تأتي للاستِغناء، كُلِّيًّا أو جُزئيًّا، عن مضيق باب المندب وهرمز وتصدير النّفط عبرهما، لأنّهما باتا غير آمنين لخُروجهما عن السّيطرة الأمريكيّة الإسرائيليّة، ولكن هذا “الهُروب” إذا تحقّق لن يَحُل المُشكلة، فعندما تَصِل الصّواريخ اليمنيّة إلى الرياض وأبها وجدّة وينبع وخميس مشيط ومُنشآت النّفط فيها، فما الذي يمنع وصولها إلى إيلات، وحتّى حيفا نفسها؟
وقال عطوان إن “إسرائيل” تعيش حالةً من اليأس المصحوبة بالرّعب وعدم الاستِقرار تتضخّم بشَكلٍ مُتسارع مع سُرعة تطوّر التّرسانة العسكريّة الإيرانيّة في المجالات كافّة، ومعها قُدرات حُلفائها خاصّةً في اليمن وسورية والعِراق ولبنان، أمّا تورّطها في حرب اليمن، بشَكلٍ مُباشر أو غير مُباشر، سينقلب وبالًا عليها، ولن تَخرُج منها إلا مهزومةً مُثخَنةً بالجِراح العميقة، والحكيم من اتّعظ بغيره.
كما أكد ان إصابة سفينة لن يُؤثّر كثيرًا في إيران التي هزمت حِصارًا خانقًا، وخاضت حُروبا استمرّت ثماني سنوات بدعمٍ أمريكيّ، فإيران قارّة، ولكن ضرب سُفن، وإحداث شلل في قِطاع المِلاحة الإسرائيلي سيكون له وقع الصّاعقة ماديًّا ونفسيًّا على المُستوطنين الإسرائيليين، خاصّةً في ظِل تراجع القِيادة الأمريكيّة للعالم وظُهور تحالفات جديدة روسيّة صينيّة لا يُهيمِن عليها واقتِصادها وإعلامها وعُملاتها اللّوبي الصّهيوني.. والأيّام بيننا.