مدير مركز التعامل مع الألغام: معاناة اليمنيين جراء قنابل ومخلفات العدوان لا توصف
الثورة نت../
أكد مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام علي صفرة أن معاناة أبناء اليمن والكارثة الإنسانية التي يمرون بها، لا توصف بالمدن والمزارع وآبار مياه والطرق والأحياء السكنية الملوثة بفعل مخلفات العدوان.
وأوضح صفرة في فعالية نظمتها اللجنة الوطنية والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية اليوم بصنعاء، أن غارات العدوان التي أسقطت في مناطق متفرقة باليمن، مثلت معاناة دائمة وما تزال تحصد اليمنيين وتٌعد موتاً يتربص بعشرات الأطفال والنساء.
وذكر أن إجمال عدد المتضررين من القنابل العنقودية ثلاثة آلاف و709 مدنياً منهم 962 شهيداً وقرابة 100 طفل، فيما بلغ عدد الجرحى ثلاثة آلاف و700 مدنياً.
ولفت إلى أن مديرية القرشية بمحافظة البيضاء لوحدها من بداية العام الجاري، تسجل حوالي 90 ضحية ونفوق 50 رأسا من المواشي .. مبيناً أنه بحسب احصائيات مركز الأطراف التابع لوزارة الصحة، بلغ عدد الضحايا من المسجلين بالمركز ستة آلاف من الضحايا حتى منتصف 2019 وآلاف ممن لم يسجلوا بالمركز.
وقال “نشعر بحجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها اليمن، لأننا في الميدان الملوث بمخلفات العدوان” .. مشيراً إلى أن هناك حرمان للمجتمعات المتأثرة بالألغام والقنابل العنقودية في عدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم رغم أنها أصبحت آمنة.
وأضاف” عندما نتحدث عن كارثة فليس ذلك وهمّا ولدينا إحصائيات بـ2500 غارة بقنابل عنقودية دون الأسلحة التكتيكية ” .. موضحاً أن هناك 15 نوعاً من القنابل العنقودية التي استهدف بها اليمن والتي لم يتم التعرف عليها والدول المصنعة لها.
وأشار مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام إلى أن في المسح الميداني لثلاث مديريات بمحافظة الجوف، تم تسجيل 50 ألف مزرعة متضررة من مخلفات العدوان والقنابل العنقودية .. مبيناً أن المساحة المتأثرة بالذخائر التي ألقاها العدوان في مديرية المتون بلغت خمسة آلاف هكتار زراعي، مصدرا لمعيشة أربعة آلاف أسرة بالمديرية.
وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه مركز التعامل مع الألغام في الحصول على الأجهزة الكاشفة والمستلزمات الميدانية، كون التنمية والقطاعات الأخرى لا يمكنها العمل ما لم يتم رفع وتطهير المناطق من المخلفات والقنابل العنقودية.
وقال” كان في الماضي وقبل الحرب الدعم المالي والامكانيات أكثر رغم حجم التلوث، وحالياً والحاجة للاستجابة كبيرة لتشمل بقية المحافظات والمناطق”.
وناشد صفرة الممثل المقيم للأمم المتحدة باليمن منسق الشئون الإنسانية ديفيد جرسلي والمنظمات الدولية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني بتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة، بما يمكن المركز من انقاذ أرواح المدنيين وتخليص أراضيهم وتعزيز سبل المعيشة الآمنة.
وأضاف” خلال العام الماضي لم يكن هناك سواء عدة مشاريع وحملات توعوية قد لاتصل إلى خمس حملات رغم أنه العام الأكثر تسجيلاً لضحايا “.
وطالب مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، بتنفيذ حملات توعوية بالتنسيق مع المركز وحسب الأولوية وعدم تكرار تقديم أنشطة التوعية في مكان من أكثر من جهة كما كان يتم في السنوات السابقة، والعمل على توفير اللوحات التحذيرية للحد من سقوط الضحايا.
واستعرض دور المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في الست السنوات الماضية في الاستجابة الطارئة وعمل المسوحات الأولية والفنية.
وعبر صفرة عن الألم والحزن لمحدودية الامكانيات والقوام البشري الذي لا يتعدى الـ250 نازع وجهاز كاشف .. مبيناً المركز التنفيذي قدّم خيرة كوادره ومنتسبيه في سبيل الحفاظ على أرواح المدنيين وتخليص أراضيهم من تلك الألغام والقنابل، رغم تأثر مناطق في البيضاء وماهيلية وحريب القراميش بمأرب وصعدة والحديدة.
كما أكد خطورة القنابل العنقودية والألغام ومخلفات الحرب على الانسان والبشرية في اليمن كبير جداً .. وقال” لقد عانى اليمن من الألغام من 26 سبتمبر وأيضا ما شهده اليمن في سبعينيات القرن الماضي في المناطق الوسطى، وأحداث صيف 94 والحروب الست في صعدة وأبين وزنجبار وبقية المناطق”.
وذكر أن اللجنة الوطنية أكملت تطهير المناطق ذات التأثير العالي والمتوسط وتبقى المنخفضة وكانت تخطط إعلان اليمن خالياً من الألغام في مايو 2017، غير أن أحداث أبين وزنجبار والأحداث التي حصلت بعد عام 2011 حال دون ذلك .. وأضاف” في 26 مارس 2015م، نسفت جهود اللجنة الوطنية وأُعيدت إلى الوراء عشرين عام وتلوثت من جديد بدرجات وتصنيفات عالية ومساحات أكبر من السابق وبأنواع مختلفة”.
واختتم مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام كلمته بالقول” إن المناطق التي لم يشملها المسح الأولي في العام 2000 أصبحت ملوثة وبأعلى المستويات، خاصة القنابل العنقودية ابتداءً من أمانة العاصمة صنعاء إلى المناطق الحدودية التي كانت بالنسبة للمركز التنفيذي كارثة ومشكلة جديدة لم يسبق التعامل معها وسبق أن تم التأهيل للعمل في التخلص من هذه الآفة الخطيرة”.