توضيح محطة المعالجة: حول قضية ري الخضروات بمياه الصرف الصحي

 

للتوضيح نقرأ من خلال السطور التالية رد محطة المعالجة بأمانة العاصمة على ما نشر في التحقيق الصحفي لمحرر ملحق قضايا وناس الزميل حاشد مزقر في صحيفة “الثورة” العدد (20520) بتاريخ -24 -1 2021 م وبعنوان.. (خضروات بنكهة مياه الصرف الصحي) والذي ناقش من خلاله قضية ري بعض المزارعين الخضروات بمياه الصرف الصحي في منطقة الرحبة نظرا لطمعهم للعائد المادي الذي يحصلون عليه بعد جني المحاصيل مقارنة بالمحصولات الزراعية التي يتم ريها بالآبار الارتوازية التي تستهلك مادة (الديزل):

تفاصيل الرد
الهدف من إنشاء محطة المعالجة بصنعاء هي التخلص الآمن من الفضلات البشرية (الصرف المنزلي) وقد أنشئت المحطة لتغطية الخدمة لحوالي ٦٠٠٠٠٠شخص بينما كان عدد سكان صنعاء حينها ٤٥٠٠٠٠ شخص عام ٢٠٠٠م بينما أصبح تعداد سكان صنعاء حاليا حوالي ٤ ملايين شخص ما بين سكان ونازحين نتيجة العدوان والحصار الجائر على بلادنا مما انعكس سلبا على جميع القطاعات الخدمية ومنها قطاع المياه والإصحاح البيئي حيث أدى ذلك إلى زيادة العبء على المحطة.
كما إن تدهور الوضع الصحي والإنساني والوضع الغذائي نتيجة العدوان والحصار انعكس سلبا على الوضع البيئي وفي خضم ما طرح آنفاً نحاول جاهدين استيعاب جميع مياه الصرف الصحي في أوقات الذروة في إطار المساعي الحثيثة التي تبذلها قيادة المؤسسة للحفاظ على ديمومة عمل محطة المعالجة واستقرار وضعها الفني والتقليل من الأثر البيئي بالإضافة إلى استقبال المحطة لما يفوق طاقتها التصميمية من مياه الصرف الصحي وما تحمله من مواد عضوية كذلك هي أيضا تمر بظروف عمل غير طبيعية نتيجة تعطل الكثير من المعدات التشغيلية نتيجة العدوان الذي استهدف تدمير البنية التحتية لأغلب القطاعات المؤسسية والخدمية ومنها محطة معالجة الصرف الصحي بالعاصمة صنعاء بالإضافة إلى فرض حالة من الحصار البربري الذي تسبب في عرقلة أي طلبية لمعدات صيانة وحدات المحطة المتهالكة .
إن المحطة والعاملين فيها يواجهون معركة حقيقية وتحدياً صعباً متمثلاً في مواصلة العمل رغم كل ما سبق ذكره من معوقات وصعوبات مما انعكس سلبا على أداء المحطة ولذا تحركت وتضافرت الجهود ابتداء من إدارة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وإدارة المحطة الجديدة تحت توجيهات ورعاية من قبل الوزارة التي تسعى بكل مصداقية وبكل جدية لإيجاد الحلول التي تهدف إلى تخفيف الضغط والعبء الواقع على المحطة وذلك من خلال عمل برنامج رقابي صارم يتضمن عمل مسوحات ميدانية وإدارة أنظمة المراقبة للعناصر البيئة المختلفة وتوثيق المتغيرات البيئية وأجراء دراسات هيدرولوجية وهيدروليكية وهندسية حسب الحاجة وعمل قياسات ميدانية وأخذ عينات للتحليل الميداني والمخبري وباستخدام مبادئ الإحصاء والنمذجة المختلفة .
نأمل تضافر جميع الجهود الرسمية مع مؤسسة المياه والصرف الصحي بالأمانة من الجهات المانحة ذات العلاقة والمجلس المحلي للتدخل في ظل الوضع الاستثنائي لمنع عملية استخدام مياه الصرف الصحي في ري المزروعات والاعتداء على القناة الخارجة من المحطة وتفعيل الدور الرقابي لكل من وزارة الزراعة ووزارة الصحة وأمانة العاصمة وأجراء حملات توعية مجتمعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة (المرئية والمسموعة والمقروءة ) وكذلك الوعظ والإرشاد بتجريم هذه الممارسات التي تضر بالإنسان والأرض وتكريس مزيد من الدعم لمحطة المعالجة من خلال المنظمات الداعمة من أجل استقرار الوضع التشغيلي للمحطة.
كما نشير هنا إلى أنه قد تمت مخاطبة المجلس المحلي للمديرية من الاعتداءات المستمرة من قبل المزارعين على قناة الصرف الصحي وتم أيضا مخاطبة أمانة العاصمة وتم نزول أمين العاصمة الأستاذ/ حمود عباد وتفاعل بشكل إيجابي مع الأمر واصدر أوامر للمجلس المحلي والنقاط بمنع المزارعين من إدخال الخضار التي تم ريها بمياه الصرف الصحي إلى أسواق العاصمة وتم تنفيذ ذلك لمدة شهر فقط وعادت الأمور إلى سابقها.
إن المسؤولية كما ذكرنا سابقا مسؤولية مشتركة تتحملها عدة جهات متمثلة في وزارة المياه والبيئة، وزارة الزراعة ووزارة الصحة بالإضافة إلى أمانة العاصمة في تحديد الإجراءات المناسبة لتخفيف الآثار المترتبة على استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري من أجل حماية المصادر الحيوية (التربة والمياه الجوفية) ومكونات الأنظمة البيئية المختلفة .
إن العامل البشري وبمدى وعيه يستطيع أن يتجاوز أي معضلة وبالمقابل هو أيضا باستطاعته مفاقمة المشكلة كما إن اتجاه المزارعين في مديرية بني الحارث إلى استحداث بركة ماء وشق قنوات من القناة الرئيسية لمياه الصرف الصحي يعتبر مخالفة كبيرة وتعميقاً للمشكلة وزيادة رقعة التلوث وانتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة حيث إن هذه المياه قد سنت لها قوانين وأنظمة محلية وعالمية صارمة متمثلة في الري المقيد وفق ضوابط ولوائح تحول دون أي أضرار بيئية أو صحية و الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع هي أن الحل لن يأتي فردا إنما هي حلول مترابطة وبتكاتف الجميع.

قد يعجبك ايضا