ما يحدث اليوم في مسقط قد يكون شبيهاً بمسرحية جنيف، مفاوضات من أجل أخذ نفس وتحشيد ما تبقى من مرتزقة العالم لمعركة اقتربت من الحسم، فهناك مقايضات مباشرة للتراجع عن تحرير محافظة مارب والتوقف عن التقدم حتى خطوة واحدة لكي تبقى مارب كما هي خانعة للمحتل، وكل ذلك بإشراف المبعوثين الأممي والأمريكي!! لكن ماذا عن الملف الإنساني والذي هو الأهم؟!
لم تكن توجهات الأمم المتحدة تهدف لحل مشكلة الملف الإنساني في اليمن، ورفع الحصار بشكل عام عن الموانئ والمطارات اليمنية، كما هو الحال لدى المبعوث الأمريكي الذي لو رجع الأمر إليه لسلم اليمن للعدو الصهيوني على طبق من فضة، لكن محافظة مارب الركيزة الأساسية لقوى العدوان في شمال اليمن هي من جعلتهم يفتحون ملف المفاوضات من جديد.
ستة أعوام وأمريكا تقود المعركة من واشنطن بذرائع لم تعد مقبولة للجميع، وهي ذات الأعوام التي لم يقتصر دور الأمم المتحدة خلالها على التآمر الواضح على اليمنيين ولنفس الغاية الأمريكية، فالسعودية والأمم المتحدة وأطراف أخرى جميعهم أدوات للوبي الصهيوني من أجل السيطرة على الجزيرة العربية بشكل كامل.
الخطوات الجديدة هي ذاتها القديمة، ولن تحقق المفاوضات أي نتيجة تذكر حيث وقد تلاشت اتفاقية السويد، دون أن تحقق منها الأمم المتحدة أي بند يخص الملف الإنساني، فما يهمهم هو النفط، وليمت الشعب جوعا وكمدا، وليبقى ضحية للأوبئة والأمراض المستعصية، فقد جعلوا من هذا الملف ملفا للضغط على الأطراف الوطنية خوفا من الحسم العسكري الذي بات وشيكا.
لم نعد نعول على أي مفاوضات تقعد خلف طاولتها وجوه عميلة محسوبة على العدوان، فـ الـ6 أعوام قد حملت في طياتها الكثير من الدروس والعبر التي تعلم منها الشعب ليمني الصمود إلى آخر نفس، والحسم العسكري هو الذي سيحل الملف الإنساني، وهو الذي سيرفع الحصار ويفتح المطارات ويفتح باباً للحياة والحرية أمام اليمنيين، والعاقبة للمتقين.