من جريمة قتل المصلين في جامعي بدر والحشحوش..إلى ألف جريمة أخرى
ستة أعوام شاهدة على إرهاب آل سعود وإجرام أمريكا
الثورة / تقرير
قبيل العدوان على اليمن بفترة خمسة أيام فقط، وبالتحديد يوم الجمعة 20 مارس 2015 ضربت العاصمة صنعاء تفجيرات إرهابية كبيرة وقاسية ، حيث استهدفت التفجيرات – يومذاك قبل ستة أعوام – جامعي بدر والحشحوش في العاصمة صنعاء أثناء أداء الآلاف في المسجدين الكبيرين صلاة الجمعة ، حيث قام أربعة انتحاريين بتفجير أنفسهم في أوساط المصلين بالتزامن مع فشل انتحاري خامس في تفجير نفسه وسط جامع الإمام الهادي بمدينة صعدة الذي كان يكتظ بالمصلين.
حصيلة تلك التفجيرات الإجرامية زادت عن 150 شهيدا ومئات الجرحى والمصابين ، ووصل العزاء والوجع كل بيت يمني ، وقد سعت المملكة السعودية وأمريكا من تلك التفجيرات إلى كسر القمقم أو ما اعتقدته زجاجا سينكسر بفعل هذه الأعمال الإجرامية لكنها كانت واهمة ، لقد استشهد علماء بارزون واستشهد مواطنون يمنيون وأطفال وشيوخ وقضاة وطلاب علم ومهاجرون ومقيمون من كل محافظات اليمن ، لقد قتلوا الناس جميعا في بيوت الله.
لم تكن تفجيرات بدر والحشحوش تلك إلا مقدمات لعدوان آل سعود على اليمن الذي استمر منذ مارس ذاك حتى اليوم.. ستة أعوام مرت وإلى اليوم ما تزال الحرب العدوانية التي شنها تحالف العدوان بقيادة الولايات المتحدة ووكلائها وأدواتها على اليمن منذ عام 2015 / م ، لم تترك أمريكا خلال الأعوام الستة حتى اليوم وسيلة ولا أداة ولا ممكنا إلا واستخدمته في حربها ، من التفجيرات التي نفذتها أدواتها والاغتيالات إلى العدوان العسكري المباشر، إلى الحصار الاقتصادي، مروراً بتسليح الجيوش والمرتزقة والإرهابيين لإسقاط المدن اليمنية واحتلالها ، وصولا إلى ممارسة التضليل والادعاءات وتحويل المؤسسات الدولية والأممية إلى منصات ذرائعية وتبريرية للحرب الظالمة على اليمن ، وإدانة الشعب اليمني وتشويه صورته والتجني عليه.
بعد أن قتل تحالف العدوان بقيادة أمريكا مئات المصلين في جامعي بدر والحشحوش بستة أيام أتى بقضه وقضيضه وشن العدوان على اليمن بالطائرات والبارجات والصواريخ التي كانت تطلق على اليمن من البر والبحر والجو ،كانت جريمة قتل المصلين لافتة وقتها ، فقد ارتكب تحالف العدوان بقيادة أمريكا منذ ذلك الحين وحتى اليوم مئات المجازر المشابهة وكلها أعادت إلى الأذهان جريمة قتل المصلين في جامعي بدر والحشحوش ، مع اختلاف أدوات التنفيذ ووسائل القتل ، وأذرع الجريمة.
لم يكن هدف تحالف العدوان الوهابي الأمريكي قتل اليمنيين فحسب بل سحقهم ودفنهم تحت التراب ، حين استهدف ألاف المصلين بتفجيرات مزدوجة وحين استهدف المعزين في الصالة الكبرى بغارات مزدوجة كان يقولها بالفم المليان لو تمكنت من قتل كل اليمنيين بضربة أو بضربتين أو بمائة ألف ضربة لما ترددت لحظة ، والأدلة على هذه النوازع الإجرامية أكثر من أن تعد وتحصى.
يكفي أن نشير هنا إلى بيان «داعش» الذي تبنى عملية التفجيرات آنذاك ، واستطاع النظام السعودي وقتها أن يتخلص من العبء الأخلاقي وقتيا ، لكنه انكشف بعد خمسة أيام حين شن العدوان على اليمن ، غير أن لحظة الانكشاف الكبرى كانت حينما لجأ النظام السعودي لإنكار صلته بشنّ غارات على قاعة العزاء في أكتوبر 2016م ، وصنع رواية سريعة تقول: إنّ التفجير ناجم عن عملية انتحارية نفذها «داعش». ولتأكيد الرواية عمد إلى «دواعشه» لصياغة بيان سريع يتبنى العملية ونشرته على وسائلها ، غير أنه سقط ـ سهواً ـ في شراك تخبّطه، ليثبت – لمن لا يعرف النظام السعودي – الارتباط الوثيق بين آل سعود و«داعش»، لأنّ الغارات وُثقت بالصوت والصورة وآثارها موجودة وأيّ تحقيق دولي لن يقود إلا إلى هذه النتيجة، وقد استدرك بان كي مون ذلك عندما قال في تصريحه: إنّ الإدلة قوية والإنكار غير مفيد!
يكفي أن نشير هنا إلى قيام الإرهابيين بأعمال مماثلة تبناها النظام السعودي واعتبرها أعمالا مقاومة ، وليتأكد للعالم كله أن داعش والقاعدة أذرع أمريكا والوهابية النجدية عليه أن يشاهد هذه الجماعات مصطفة في جبهات القتال التابعة للسعودية وأمريكا في طول اليمن وعرضه ، وكما تعتبر تفجيرات مسجدي البدر والحشحوش بصنعاء تفجيرات إرهابية فإن ما فعلته السعودية من قصف وتدمير واستهداف لليمن منذ مارس هي حرب إرهابية مروعة شاهدها العالم وتابع فصولها.