بحضور الرهوي والسامعي - عضوي المجلس السياسي الأعلى

بدء أعمال المؤتمر التاسع للصحة النفسية لدعم الطب النفسي ودراسة الآثار النفسية التي خلَّفها العدوان

 

 

الثورة / أحمد المالكي

قال عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي، إن عقد مؤتمر الصحة النفسية يعتبر فرصة لتوحيد الآراء ودعم الطب النفسي والارتقاء به مستقبلا، مؤملا أن يخرج المؤتمر – الذي ينعقد في هذه الأوضاع التي تمر بها اليمن في ظل العدوان والحصار الغاشم المستمر منذ ستة أعوام متتالية – بتوصيات فعالة تدعم الطب والعلاج النفسي في البلد خاصة وأن الحرب خلَّفت وراءها آثارا وتداعيات كبيرة على المستوى النفسي وغيره، وبالذات في أوساط فئة الأطفال والنساء.
وأشاد عضو المجلس السياسي الأعلى بالحضور المتميز في المؤتمر، والذي جمع أبناء الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه ومن جميع المحافظات اليمنية، ما يدل على ترابط الشعب اليمني وانسجام النسيج الوطني وتمسكه بالوحدة الوطنية للجمهورية اليمنية.
مشيرا إلى أن الطبيب النفسي يجب أن يتحلى بالمهارة ليشخِّص ويوصف المرض والعلاج بالطريقة العلمية السليمة والصحيحة ويستطيع تصنيف المرض النفسي من كونه علاجا سلوكايا أو علاجا جدليا ديناميكيا تحليليا أو علاجا كيميائيا وتحديد مدَّة العلاج.
وقال: إن هناك ندرة في عدد الأطباء النفسيين في اليمن والذين لا يتجاوزن حاليا 70 طبيباً نفسياً، وهو عدد قليل مقارنة بعدد سكان اليمن المقدر بـ30 مليونا، حيث يحتاج كل عشرة آلاف شخص إلى طبيب نفسي، وهناك حاجة للاهتمام بمجال تأهيل الأطباء النفسيين في البلد عموما.
وأوضح الرهوي – في افتتاح المؤتمر التاسع للصحة النفسية، الذي نظمته وزارة الصحة وشركاء الصحة النفسية – أن الإصابة النفسية هي عبارة عن تغير كيميائي مُعيّن يصيب دماغ الإنسان نتيجة أحداث معينة تسبب هذه الإصابة، وبالتالي فإن مهمة الأطباء النفسيين تتمثل في كشف المزيد من الأسرار المسبِّبة لتغيَّر سلوكيات الإنسان الذي يحتاج في هذه الحالة إلى رعاية نفسية للتخفيف من مرضه، مشيرا إلى أن عقد مؤتمر الصحة النفسية يعتبر فرصة لتوحيد الآراء.
وقال الدكتور طه أحمد المتوكل –وزير الصحة العامة والسكان، في الكلمة التي ألقاها، في المؤتمر الذي حضره كل من سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى، ومحمد العيدروس رئيس مجلس الشوري، وعبدالرحمن الجماعي نائب رئيس مجلس النواب، وعبدالعزيز الكميم وزير التخطيط – “إن العدوان ارتكب جرائم بشعة بحق الشعب اليمني، واستهدف النساء والأطفال والرجال من قبل أشخاص حاقدين لا يمتلكون ذرة من إنسانية، مؤكداً أن المجازر التي ارتكبت في اليمن هي أبشع بكثير من أي مجازر ارتكبت على مستوى التاريخ، وأعظم مما ارتكب في قطاع غزة، وهي جرائم كبرى عشناها طيلة ست سنوات، ونحن على مشارف العام السابع وما نزال نرى هذه الجرائم ترتكب كل يوم”.
وقال: إن الحصار الجائر والظالم على البلد أثّر على الأفراد والأسر صغاراً وكباراً، كما امتد تأثيره على المستشفيات والمياه وعلى كل شيء، ولا بد من استعراض الصورة البشعة التي أراد العدوان أن يتخذها للضغط على الشعب اليمني حتى يستسلم، حيث أن العدوان استخدم بداية الحرب أسلوب الصدمة النفسية كطريقة يريد من خلالها التأثير على نفسيات هذا الشعب.
وتطرق الدكتور المتوكل إلى عدد من الجرائم التي ارتكبها المعتدون، والمجازر في المساجد، والاغتيالات للشخصيات الوطنية، وأشار إلى أن طائرات العدوان التي أغارت على اليمن ليلة 26 مارس 2015م، ارتكبت أول مجزرة بحق المدنيين في بني حوات، وكان من ضمن من استشهد فيها أطفال ونساء منهن امرأة حامل.
وأكد الدكتور المتوكل أنه وبفضل إيمان هذا الشعب ووجود القيادة القرآنية بقيادة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي، استطاع شعبنا أن يمتص الضربة ويجعل المعتدين- بعد ست سنوات من الحرب والحصار- يشعرون بالصدمة ويعيشون في البدرومات في حالة انهيار نفسي.
وشدد وزير الصحة العامة والسكان على أهمية أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعمل على إجراء الدراسات والبحوث والمسوحات التي تعنى بالمشاكل النفسية، لا سيما على فئتي الأطفال والنساء؛ كونهما الأكثر عرضة وتأثراً، خاصة وأن هناك الكثير من الأطفال اليوم يعانون من الأمراض النفسية.
وقال: تعرفون معدل الإصابة بالأمراض النفسية، من قلق وتوتر عصبي وشرود ذهني وبُعد عن الدراسة والقراءة وصولاً إلى التبول اللا إرادي.. هذه الحالات الكثيرة يجب التعامل معها بجدية، وما الذي يجب على الجانب الصحي إزاء ذلك سواء في الوزارة وبرنامج الصحة النفسية أو غير ذلك من الجهات المعنية.
وقال الدكتور المتوكل: إن الحضور الرسمي من أعلى هرم الدولة إلى أدناها في المؤتمر، يمثل اصطفافاً وطنياً كبيراً لمناصرة وعلاج الأمراض النفسية، مضيفاً أن البلد يفتقر إلى المراكز العلاجية الخاصة بالصحة النفسية، وأنه لا يوجد لدى وزارة الصحة سوى مبنى أو مبنيين لعلاج الحالات النفسية، وهناك ضرورة لزيادة عدد المستوصفات أو المستشفيات، خاصة وأن الواقع مؤلم في ما يخص منشآت الصحة النفسية، بل إن المركز الموجود في مستشفى الثورة بصنعاء ليس مؤهلاً للعلاج النفسي، ولا بد من التوسع للقيام بخدمة الطب النفسي، وتوفير التجهيزات والأدوية اللازمة.
وشدّد الدكتور المتوكل على جميع المنظمات الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية أن تخضع لقرارات وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء.
مناشداً المنظمات بعدم هدر الدعم والعبث به باسم الصحة النفسية والذي يقدر بملايين الدولارات وتحت مسمى الحماية والمناطق الصديقة، وهو عبارة عن هدر غير مجد بينما الأطفال يحتاجون للدواء والأكل والغذاء ولا يجدونه، وهذه بعض الأمثلة لممارسات الهدر التي تقوم بها تلك المنظمات.
لافتاً إلى احتياج البلد من للأخصائيين النفسيين والذين لا يتجاوزون حالياً العشرات، حيث يحب تأهيل الكادر الصحي في جانب الصحة النفسية وتدريبه تدريباً كاملاً.
بدوره أكد محمد العيدروس – رئيس مجلس الشورى – أن العدوان والحصار الغاشم أثرا بشكل كبير على جميع مناحي الحياة بما في ذلك ازدياد عدد حالات المرضى النفسيين في المجتمع اليمني صغاراً وكباراً، واعتبر أن المؤتمر يعد امتدادا للفعاليات والأنشطة التي يقوم بها الأطباء النفسيون في اليمن.
مشيداً بدور وزارة الصحة وأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذين يعملون على اختيار جمعية جديدة لأطباء الصحة النفسية ووضع برنامج عمل موحّد لمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع الطب النفسي في هذه المرحلة..
مشيراً إلى ما تسبب به العدوان والحصار الذي يشن على اليمن من زيادة في أعداد حالات الاضطرابات النفسية بين شرائح المجتمع، ما يستدعي تضافر الجهود الحكومية والشعبية وإسهام منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية في التخفيف والحد من التداعيات النفسية للعدوان والحصار، مؤكداً على أهمية تكامل الجهود بين وزارات الصحة والتربية والتعليم والإعلام والثقافة والإرشاد والصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمات المجتمع لعمل برامج مشتركة للحد من التبعات والآثار النفسية المترتبة على العدوان والحصار، ونوه بأهمية إصدار قانون خاص يعنى بالصحة النفسية وبما يسهم في إعادة بناء هذه المنظومة المهمة في مجال الصحة النفسية من أجل بناء الإنسان الفاعل القادر على العطاء والبناء، وبما يتواكب مع المتغيرات والمعطيات الحاصلة جراء العدوان.
وشدَّد العيدروس على أن اليمن يحتاج إلى تأهيل دفع جديدة من الأطباء والمختصين من كافة الفئات وكسر حاجز العزوف عن الانخراط في هذا التخصص من خلال منح حوافز وعناية خاصة لهؤلاء الأطباء من خلال فتح تخصصات جديدة في الجامعات المحلية أو الابتعاث الخارجي عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، واستنهاض الهمم لدى متخذي القرار في الوزارات والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقيادات المجتمعية المؤثرة للاهتمام بقضايا الصحة النفسية وتفعيل وتطوير ودعم الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية.
الدكتور أحمد مكي – رئيس المؤتمر – عضو مجلس الشورى، قال: إن هذه اللحظات الحرجة من واقعنا اليمني الذي سيطرت عليه روح الحرب والعدوان الغاشم الذي تسبب في كوارث إنسانية لكل اليمن، حيث أصبح علينا كأطباء وعاملين في مجال العلاج والتمريض النفسي أن نقوم بواجبنا إزاء المجتمع الذي نعيش فيه، والذي تأثر بفعل العدوان والحصار اللذين أديا إلى تفاقم الأمراض النفسية إلى جانب الفقر والجوع، وجعلا اليمن يعيش كارثة إنسانية – حسب تقارير الأمم المتحدة والتقارير الدولية – وهذا الوضع الصعب أثر على الأطباء النفسيين.
وأكد أن هذا المؤتمر يعمل على جمع الأطباء النفسيين في اليمن الموحد بهدف تقديم خدمات معقولة للمواطنين، كما سيتم خلال المؤتمر اختيار هيئة إدارية جديدة من الشباب النشطاء والقادرين على إدارة جمعية الطب النفسي.
وناشد الدكتور مكي، وزارة الصحة والمجتمع بالتوسع في مراكز الخدمات النفسية خاصة أن الحرب والقات يلعبان دورا في زيادة هذه الأمراض.
وقال مكي إن تشريف كوكبة من مسؤولي الدولة وقيادة المجتمع للمؤتمر يعتبر دعماً لهذه الفئة التي تعتبر في حكم المعاقة عقلياً وعلاجها والاهتمام بها يعيدها للعمل، خاصة أن معظم المرضى هم في سن الشباب.
الدكتور علي المؤيد – عضو لجنة الصحة في مجلس الشورى، بدوره أكد في كلمته التي ألقاها في المؤتمر أن انعقاد المؤتمر في ظل الظروف التي يتعرض فيها اليمن لأعتى عدوان كوني يستهدف شعبنا ويريد فرض الوصاية والهيمنة عليه، يعد نقلة نوعية وتحديا كبيرا لقيادة وزارة الصحة والقائمين على المؤتمر.
مشيراً إلى أن العدوان ارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني مستعيناً بالإمكانيات العسكرية والمادية وسيطرته على القرار في كافة الهيئات والمحافل الدولية، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على الصحة النفسية في البلد وضاعف من معاناة المواطنين وحرم المجتمع من دخول المستلزمات الضرورية ومن أهم احتياجاته كالغذاء والدواء والوقود، وهذا ما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان التي يتشدَّق المعتدون بحمايتها.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا