السلطات العربية وكل السلطات التي لا تقبل النقد وتكره الاستماع إلى الحقيقة التي لا تعجبها تحفر قبرها بمقدار حفرها قبر الحقيقة وقبر الأوطان التي تحكمها أو المكلفة بالتحكم فيها.
نعم قصة المستبدين مع السلطة هي قصتهم مع الحقيقة والحياة وهم في كر وفر في معركة البقاء في السلطة محكومين في ذلك بالغرائز مهما حاولوا عقلنتها ومهما رفعوا من شعارات ، ويبدو أن هذه الحقيقة ما تزال تتحكم بمصير البشر مع فارق حضاري بين البلدان طبعاً ليس بمعنى حضارة ادعاء بناء السلام في العالم ممن تمتلك أكبر ترسانة نووية قادرة على تدمير العالم عدة مرات (أمريكا) وإنما بمستوى الجنون الذي جعل منها (الشيطان الأكبر )الذي يتحكم بهذا السلاح المجنون ويعطي لنفسه الحق في أن يكون الخصم والحكم ليس فقط في منح حلفائه المعتدين حق الدفاع عن أنفسهم ضد المعتدى عليهم مثل الدعم المطلق للكيان الصهيوني المدجج بأكثر من مائتين وخمسين رأساً نووياً ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر ، وفي المقابل العمل بشتى السبل كما يشهد العالم على تحشيد كل الأتباع والحلفاء لحرمان إيران من حقها المشروع في استخدام الطاقة النووية السلمية ، وكذا في توجيه ودعم أعتى أشكال الحكم الملكي المستبد في الجزيرة العربية والعالم للقيام بأبشع أنواع العدوان والحصار ضد الشعب اليمني الأعزل -إلا من إرادته وإيمانه بالله وبحقه في الحياة والدفاع عن النفس- وتكوين ودعم الجماعات الإرهابية بكل صورها وأشكالها وأسمائها ومسمياتها المتطرفة والمتخلفة ليكون هو موجهها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ليس فقط بالدعم المباشر بل وبدوره المضلل في قلب الحقائق وبصورة مقززة وتحت شعار: (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها) وضد من نهبت إسرائيل أرضهم وشردت شعبه الفلسطيني ، وكذلك من حق السعودية وفق هذا المنطق الأعوج أن تدافع عن نفسها ضد الشعب اليمني الذي تعتدي عليه مع حلفائها المرتزقة العالميين أبشع عدوان في التاريخ وتحتل ثلثي أرضه منذ بداية تكوينها المستحدث بداية القرن الماضي بدعم بريطانيا قبل أن تستلم أمريكا راية الدعم .
هذه خلاصة حكاية بعض ملامح السلطة والثروة مع القيم الإنسانية السائدة ، ومع كل هذه الممارسات ما تزال أمريكا في نظر البعض رمز الإنسانية، وملاذ الليبراليين الذين تجمعهم اليوم مع بعض التقدميين شعارات تنفصل فيها الأقوال عن الأفعال لأن طغيان الدعاية والإعلام المضلّلَين قد أذهب العقول وأبقى العجول تتحكم بمصائر الناس يتحدون في جبهة واحدة للمنافقين مهما تعددوا !؛
النظام المؤهل للبقاء يقوم على تمثل قيم الإنسانية والعدالة ، ويخطئ ولا نقول أكثر من ذلك من يعتقد أن بإمكانه حكم العالم أو حكم دولة أو جزء من دولة بمنطق من يقوم بتقسيم الناس إلى حاكم ومحكوم بناءً على الميراث، وأنا هنا لا أقصد فردا بعينه أو حزبا أو جماعة أو مكونا فكريا أو سياسيا أو حتى بلدا بذاته إنما أقصد هذا الفكر المريض الذي أسأل الله أن يشفي أصحابه وأن يجنبنا شرهم ويجنبهم شر أنفسهم إنه سميعٌ مجيب !؛
معيار الحرية والأحرار التمسك بهذه القيم ، صحيح أن الخير والشر سيبقى ما بقيت الحياة ، ولكن ما حلم به كل حر هو أن لا نشرعن للشر والفساد بكل صوره باعتناق المفهوم الخاطئ لـ: (السياسة فن الممكن ) كعقيدة ، واستباحة الدماء دون وجه حق ، نعم (السياسة فن الممكن) ولكن بمنطق أن تتجه سلطات الدولة إلى تطبيق الممكن من الخير، واجتناب الشر فالسلطة الشرعية هي التي تكون أداة المجتمع في تحقيق العدل وفي جعل الخير معروفاً والشر منكراً وليس العكس أو تخلط بين المفاهيم بمنطق (السياسة فن الممكن) ، والشراكة مع الفاسدين جريمة وليست سياسة ، والفاسد فاسد أياً كان ثوبه أو لونه ومن أي قبيلة أو حزب أو جماعة أو فئة أو طائفة تشبه القبيلة أو أي مكون عصبوي أو جهوي أو مناطقي أو أو أو….اليمن بحاجة إلى جدية في البحث عمّا يوحده .
بداية الإنسانية أيها الأحبة البحث عنها في ذواتنا وتصرفاتنا ، والتخلي عن أشكال الأنانية والحقد المريضَة التي تدمر الشعوب وتجعلها نهباً لكل عابث مستهتر وهي التي جعلت من البدو الرحّل الملوثين -مع الاعتذار للبدو الرحّل الأصلاء الأنقياء- دولا عظمى تحتل أرض المخدَّرين بالتفاخر بتاريخهم وأنسابهم يقتلهم الخلاف واستخدام التكفير والتفسيق والتمجيس فهذا رافضي وذاك ناصبي وهذا سني وذاك شيعي وهلم جرا وبتوجيه الدول العظمى التي ننسى أو نتناسى ما تصنعه بأوطاننا وثرواتها فنطلق عليها ( المجتمع الدولي ) لرعايتها خيباتنا ، ونستمد منها شرعية وجودنا الغارق في الشرك ثم ندّعي أننا نؤمن بالله وحده !!.
متى نستفيق متى
متى يرجع للحبِّ معناه
وللكون بهجتهُ والضياء.