التصنيع الحربي.. إنجاز أسطوري وإعجاز يماني

منير إسماعيل الشامي

 

 

التميُّز هو أن تبدأ من حيث انتهى اﻵخرون والتفوُّق هو أن تكون بدايتك أكثر تطورا مما انتهى عنده اﻵخرون أما الابداع فهو الإتيان بما لم يأت به اﻵخرون ، غير أنك إن نجحت في كل ما سبق وانت تواجه عدواناً دولياً وحصاراً محكماً تفتقر في ظله إلى ابسط الإمكانيات فعند ذلك تكون قد بلغت مستوى الاعجاز وصنعت اعظم الانتصار وهذا هو حال قواتنا المسلحة التي فاجأتنا اليوم ، في خضم فعاليات ذكرى استشهاد الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بمنتجاتها الحربية الجديدة من مختلف الأسلحة المتطورة التي عرضت في معرض الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- والذي افتتحه فخامة الرئيس المشير الركن مهدي محمد المشاط ووزير الدفاع وأزاح الستار فيه عن أحدث ما توصلت إليه تقنية التصنيع الحربي من الصناعات العسكرية المختلفة لجميع الوحدات العسكرية المتخصصة وبمختلف أنواعها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وما تليها من أسلحة الردع الاستراتيجية المتطورة الهجومية والبعيدة المدى والمتمثلة بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة بخبرات ومواد وتقنية يمنية 100 %.
ومن الملفت للنظر أن الأسلحة الجديدة التي تم الإعلان عنها شملت ثلاثة أنواع من الصواريخ الباليستية الجديدة وهي صواريخ من طراز “سعير” و”قاصم2، بالإضافة إلى صاروخ “قدس2” المجنح.
كما تم الكشف عن سبعة طرازات متطورة من الطائرات المسيرة ، وهي طائرات “وعيد” و”صماد4 و”شهاب” و”خاطف” و”مرصاد” و”رجوم” و”نبأ”.
وفي المجال البحري كشفت القوات المسلحة عن ألغام بحرية متنوعة من طراز “كرار1 و”كرار2 و”كرار3 و”عاصف2 و”عاصف3 و”عاصف4 و”شواظ” و”ثاقب” و”أويس” و”مجاهد” و”النازعات”، ولا يتسع المجال هنا للحديث عن مواصفاتها الدقيقة وخصائصها المؤكدة وقدراتها المتفوقة التي أكدتها مقاطع الفيديو في العمليات التجريبية لبعضها والنتائج التي حققها البعض الآخر منها في عمليات حية في العمق السعودي.
تأتي هذه الإنجازات العسكرية النوعية والمتطورة كترجمة حقيقية للتحرك القرآني السليم وعلى طريق “وأعدوا لهم” وتجسيداً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله ويرعاه -لتشكل إضافة نوعية إلى قدرات الجيش اليمني ولتعكس التطور المتسارع الذي تشهده قواتنا المسلحة ولتؤكد أن ثورة الـ14 من سبتمبر المباركة تنطلق بخطى حثيثة نحو تحقيق أهداف الثورة اليمنية التي ظلت في الماضي ولعقود طويلة مجرد حبر على ورق .
هذه الإنجازات العملاقة التي حققتها قواتنا المسلحة في مجال بناء قواتنا المسلحة والإعداد لمواجهة أعداء الأمة في فترة اتسمت بظروف صعبة جدا وفي ظل اصعب التحديات وشحة الإمكانيات وانعدامها بسبب العدوان والحصار، إنما تؤكد التوجه الحقيقي لقيادتنا الثورية والسياسية نحو الاعتماد على الذات في تعزيز قدراتنا العسكرية وتطويرها وبناء القوات المسلحة وإعدادها الاعداد الكامل لتتحمل مسؤوليتها الدينية والوطنية تجاه الوطن وتجاه الأمة ولتتمكن من النجاح فيها بعد ستة أعوام من العدوان والحصار، الأمر الذي يؤكد للقاصي والداني أنه لا مستحيل أمام الإرادة التي تنطلق وفق رؤية الشهيد القائد “رضوان الله عليه”، ويدل دلالة قاطعة على صوابية مشروعه وواقعيته.
ذلك أن النجاح الحقيقي هو النجاح العملي الذي تبرز ثماره إلى الواقع المحسوس كحقائق مشاهدة وهو في ذات الوقت يعكس أننا اليوم في يمن جديد حقيقي ينبئ بمستقبل افضل تفوح منه رائحة العزة والكرامة والقوة والتحدي، وأننا نمضي خلف قيادتنا في المسار القرآني الصحيح وان على الشعب اليمني التي أن يكون واثقا بأن التغيير في واقعه يمضي إلى الأفضل والأحسن والأجمل والأكمل وسيشمل كافة مجالات الحياة وأن ما ينتظر الشعب اليمني بعد طول معاناته هو الفرج الواسع والفرحة الكبرى التي ستنسيه كل آلام الماضي في ظل قيادتنا الثورية الحكيمة، وأن مواصلة الصمود والمواجهة هو خياره الوحيد في ظل الإنجازات العظيمة التي تحققت وستتحقق لاحقا بشكل مستمر ودون سقف محدد، ما يجعل منها اقوى عامل محفز لتعزيز صموده الأسطوري حتى بلوغه النصر الموعود بعد أن فرض نفسه أمام العالم ووقف ثابتا بشموخ وتحدٍ أمام قوى الشر العالمية بفضل الله وتأييده وحكمة قيادته وصوابية مساره.

قد يعجبك ايضا