في وداع رائد العمل الإداري ورجل السياسة والتنمية

إبراهيم أحمد الحيفي

 

 

قال تعالى 🙁 أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَٱللَّهُ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ ) صدق الله العظيم .
ونحن نعيش في هذه الأيام إحياء ذكرى أربعينية فقيد الوطن الأستاذ القدير إدريس سعيد الشرجبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات- رحمة الله تغشاه ..
فلا بد أن نذكر جزءاً من مناقب وبصمات عطائه المهني والإداري والذي كان حافلاً بالإخلاص والتفاني والنزاهة خلال مشوار حياته العملي
هذا القيادي والمفكر السياسي والإداري، عرفته في البداية عبر ظهوره المتكرر على شاشة قناة المسيرة وقنوات فضائية أخرى كانت تجري معه مقابلات تلفزيونية ،،
وحقيقة كنت ألمس من كلماته النابعة من القلب صدق التوجه الثوري الغيور والمحب لوطنه، فكنت معجباً بأفكاره المستنيرة وأطروحاته الوطنية العميقة،
وعندما تولى حقيبة وزارة الخدمة المدنية في حكومة الإنقاذ الوطني، كان لنا شرف العمل تحت إدارته، حيث وجدناه نعم الرجل المخلص والمتفاني في عمله .. وجدناه نموذجاً راقياً في الإخلاص والنزاهة ملتزماً بالقيم والمبادئ الرفيعة وروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه الوطن والشعب وباعتبار وزير الخدمة المدنية والتأمينات – هو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات _ فقد جمعتنا مناسبات ولقاءات عمل كثيرة فكان، تعامله كالأخ الكبير مع الآخرين، يتعامل بتواضع وحكمه بعيداً عن حواجز العمل الرسمي وكان لنا داعماً وموجهاً في مختلف مجالات عملنا ..
كنا نسترشد بأفكاره وتوجهاته الاقتصادية والتنموية والإدارية، فهو صاحب الخبرة الطويلة في مجال العمل الإداري والاقتصادي والسياسي بشكل عام .
وأتذكر عندما كنا نجلس معه في خارج أوقات العمل الرسمي أنه كان يتحدث بإعجاب عن فكر السيد حسين الحوثي- رضوان الله عليه- وما تحتويه ملازمه من دروس دينية وأخلاقية وحياتية يسترشد بها الناس أجمعين وكان دائم الافتخار بالسيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- ويردد باستمرار بأن المدرسة التي تعلم وتربَّى فيها السيد القائد عبدالملك وشقيقه السيد حسين هي مدرسة لتربية الأنبياء والقادة العظماء للأمة في هذا العصر.
إننا اليوم .. ونحن نودع هذه الهامة الوطنية العملاقة نحزن كثيراً لفقدان رجل مخلص لوطنه، رفض كل المغريات التي عرضت عليه من دول العدوان ومن الناصريين القابعين في فنادق الرياض من باعوا أنفسهم رخيصة للعدوان،، وانحاز إلى صف الوطن رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا بسبب العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والحصار الظالم، وظل صامداً ثابتاً على الحق بشموخ وعزة القادة الأبطال، ورغم معاناته المريرة مع المرض إلا أن ما أصابه من ابتلاء لم ينل من عزيمة وإصرار الفقيد واستمر في ثباته ومثابرته على العمل الدؤوب بشكل يومي وبعطاء متجدد، إلى أن لاقى الله صامداً صابراً محتسباً مفتخراً بالحياة والممات داخل وطنه وبين أهله عزيزاً مكرماً ليكون مثالاً يحتذى به وشاهداً حياً على مسيرة الحق .. المسيرة القرآنية التي تفتخر برجالها المخلصين العظماء أمثال الفقيد إدريس الشرجبي، رحمة الله تغشاه..
وبرحيله خسر الوطن رجلاً قيادياً محنكاً ترك بصمات واضحة في مسيرة عطائه المهني والفكري والسياسي والتي جسَّدت البعد الوطني الذي سكن وجدانه وكان حاضراً في كافة أعماله الوظيفية والمهنية والسياسية .
في الأخير.. ونحن في غمرة الحزن على فقدان الوطن أحد رجالها المخلصين .. نسأل الله أن يجمعنا معه في مستقر رحمته، ونشاطر أولاده وأسرته وآل الشرجبي جميعاً ، وكافة زملاء الراحل وأصدقائه ومحبيه الحزن والألم، بهذا المصاب الجلل.
وندعو الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان.
* رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات

قد يعجبك ايضا