في حوار حصري أجرته «الثورة » مع د. عبد الرحيم الحمران رفيق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي عن رحلته لـ 30 عاماً المشروع القرآني لم يستهدف السلطة.. والنظام نفذ رغبة أمريكا
في الناس من على جبل (اُحد) وأطلق مشروعه لمواجهة الهيمنة الأمريكية وإصلاح حال الأمة
القرآني مكتوب له البقاء لأنه مرتبط بالقرآن الكريم
فيه الأباطيل وهكذا فعلوا مع الأنبياء والصالحين
أن يعرف عظمة هذا المشروع فلينظر إلى مخرجاته
الدكتور عبدالرحيم الحمران رئيس جامعة صعدة، ناشط بارز في الحشد والتعبئة، رافق الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ثلاثين عاما..
شهد الكثير من مراحل التحول في حياة الشهيد، ورافقه في عديد سفرياته خارج اليمن، فأدرك عن قرب استثنائية السيرة والمسيرة للشهيد القائد.. تعرض للسجن على خلفية نشاطه ومساعيه للإفراج عن المكبِّرين، ووثقت ذاكرته الكثير من الأحداث والمشاهد والوقفات التي كانت تؤكد أن ظهور المشروع القرآني لم يكن عبثيا وإنما لحاجة الواقع إليه..
«الثورة» حظيت بلقاء مع الدكتور عبدالرحيم الحمران واقتربت من الكثير من التفاصيل في تتابع مراحل حياة الشهيد القائد مرورا بتكون وعيه واشتغاله بهموم الأمة واستشرافه المستقبل منطلقا من القرآن الكريم، وصولا إلى إعلان الحرب عليه واستشهاده.الثورة/ وديع العبسي
* كيف تصفون الشهيد القائد كإنسان حمل هم الناس والأمة ؟
– كان الشهيد القائد -رضوان الله عليه- متميزا منذ طفولته، تميز عن الآخرين بسمات وصفات قلما توجد في أشخاص، ولا غرابة فقد نشأ في أحضان فقيه القرآن، العالم الرباني السيد بدرالدين الحوثي، كان من أبرز صفاته استشعاره المسؤولية والتأثر بمعاناة الآخرين، ما كنت ألحظ أنه يعيش في إطار ذاته ومصالحه وإنما في إطار الأمة، منذ كنا في الثانوية وبعدها في القسم العالي ضمن المعهد العلمي، كان رجلاً استثنائياً بما تعنيه الكلمة وكان الجميع يتوسمون في هذا الشخص أنه سيكون له دور في المستقبل، هذا في الثمانينيات.
* كيف ظهر متميزاً في حياته؟
– من خلال اهتماماته -رضوان الله عليه- بشؤون الناس، مثلا في منطقة مران كان يهتم بشؤون الناس وبقضاياهم، رجل ظهر قياديا منذ البداية، قائد اجتماعي ومصلح اجتماعي، اهتم بإيجاد المستوصف وإرسال الطلاب والطالبات للدراسة والتأهُل كطبيبات وقابلات، ويحث على العلم كثيراً باعتباره السلاح للوعي ومواجهة أعداء الأمة.. وعندما كان يأتي إلى ضحيان باعتبار أنها مدينة علمية كان يدفع الشباب لأن يتحدوا ولأن يكون لهم دور قوي، كما اهتم بوحدة الأمة وجمع كلمتها وأن تكون قوية وعزيزة.. في مدينة ضحيان أيضا كان له إسهام كبير في نشأة حراسة أمنية لأن الوضع كان في فوضى، لا أمن ولا نظام، فعمل على إيجاد حراسة للمدينة، من الشواهد على تميزه -رضوان الله عليه- المبكر أيضا، أذكر أنه في المعهد العلمي عام 82 قاد مظاهرة داخل المعهد على بعض الكتب، حين لاحظ أن هناك محاولات لتسريب المد الوهابي إلى المنهج وقد تعلّم على يد والده مخاطر الوهابية على الهوية الإيمانية.
* وما هو المنهج الذي كان يدرَّس في معهد صعدة؟
– معهد صعدة، صدر بشأنه قرار خاص من الرئيس الغشمي آنذاك على أساس أن يكون منهجه وفق منهج المدرسة العلمية التي كانت موجودة قبل الثورة والتي تخرَّج منها إبراهيم الحمدي والكثير من العلماء والساسة حتى قادة ثورة 26سبتمبر تخرجوا منها ومنهم الإرياني، ما شعرنا إلا وقد دخلت بعض الكتب الوهابية، وبدأت تُدرَّس، ولذلك قاد الشهيد القائد مظاهرة استنكار ضد هذه المساعي الخبيثة، هذا التحرك الاستثنائي الذي قام به الشهيد القائد لفت الانتباه إلى تميز هذه الشخصية، كما كان متميزا حتى في وعيه السياسي، مع أنه كان قليل الحديث، رجلاً عملياً، فعله أكثر من كلامه.
* كان لكم شرف مرافقته في عدد من السفريات.. ما الذي كان ملفتا في اهتماماته خلال هذه السفريات؟
– نعم ترافقنا في العديد من السفريات إلى مصر، إلى الأردن، إلى سوريا، إلى إيران، إلى السعودية، إلى أكثر من بلد، أيضا إلى الحج، فقد حججنا أكثر من مرة سويا زمالة وصداقة عمر حوالي ثلاثين سنة، إنما ما يمكن أن أشير إليه هو ما كان منه -رضوان الله- عليه في سفره للحج، كان له اهتمام خاص ورؤية خاصة للحج، فقد كان يؤكد دائما أن الحج ينبغي أن يكون حجا عمليا وفق التشريع الإلهي، قال تعالى ﴿وأذِّنْ في النّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ ﴿لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهم ويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾، كان يسأل: ما هي المنافع التي تعود على الأمة من الحج، من هذا المؤتمر الإسلامي الكبير على مستوى العالم، ما هو دور الحج في حال المسلمين واستهدافهم ونزيف الدم الإسلامي في كل مكان؟ لذلك كان يسعى إلى الارتقاء بالوعي لدى الناس، فكانت له أنشطة ملحوظة.. لم يكن يحج ليمارس الطقوس الاعتيادية وكفى وإنما كان ينشط بشكل استثنائي جدا لما فيه خير الأمة، حتى مسألة الصرخة رددها اليمنيون هناك ذات مرة أثناء أو بعد انطلاقها بشكل رسمي في مران، وأذكر أنه كانت له محاضرة خاصة في المدينة المنورة فوق (جبل اُحد)، موجودة بالصوت والصورة، في حضرة عدد من الحجاج تحدث فيها عن كيف نبغي أن يكون الحج الذي شرعه الله وما هي فلسفة الحج وما وراء الحج والغاية من الحج حتى يكون للحج أثر في واقع حياتهم، وكان يؤكد أنه ينبغي أن يكون من أهم أهداف هذا المؤتمر الإسلامي الكبير تدارس أوضاع المسلمين والعالم وطرح قضايا ومشاكل ومعاناة المسلمين والعمل على حل هذه المشاكل، وهذه هي الفائدة المرجوّه من الحج التي كان يراها الشهيد القائد.
* كيف تهيأت له فرصة أن يلقي محاضرة هناك؟
– معروف أن الوضع الأمني في موسم الحج كان شديدا جدا، قبضة حديدية من قبل آل سعود ومن ورائهم الصهاينة، لم يكن لفرض أمن بقدر ما اتسم بالتضييق على الحجاج كثيرا حتى اقتصر الحج على ممارسة شكلية للطقوس المعتادة دون تفكر أو تدبر فيها، طبعا نحن كنا نستبعد أن يكون للصهاينة دور بهذا الشكل إنما تكشفت الحقائق ورأينا كل ما تحدث عنه الشهيد القائد حقيقة ماثلة أمام الجميع، كانت اليد الصهيونية تتحرك سواء في الحج أو المناسبات الدينية المختلفة وحتى في تجنيد كثير من الرموز، ولعل جميعنا يتذكر قصة الحاج (عبدالله فيلبي)، هذا العميل البريطاني الذي ادعى الإسلام وصلى بالمسلمين في الحج، وهذا معروف كما سرده هو في كتاب له وليس ادعاء ضده.. عموما تهيأت الفرصة للسيد حسين -رضوان الله عليه- لإلقاء محاضرة لأنه كان حريصا على الخروج بالحج إلى أن يعيش الحاج مدلولات هذا المؤتمر الإسلامي الكبيرة وكل شعيرة يؤديها الحجاج.
* أشرت إلى أنه كانت له رؤية خاصة أو فلسفة في الحج.. برأيك كيف تكونت لديه هذه الرؤية؟
– لأنه كان يحمل هم الإسلام، لأنه -كما أشرت- قد ظهر استثنائيا منذ طفولته ومرحلة شبابه، ميوله، اتجاهاته، طموحاته، تطلعاته كلها كانت استثنائية تهدف إلى إصلاح حال الأمة ورفع مستوى الوعي لديها وتحريكها لتكون الفاعل الرئيس في الخروج من هذه الحالة التي أرادها لهم أعداء الأمة الأمريكان والإسرائيليين بالتعاون مع المنافقين من الأنظمة البائسة.. الشهيد القائد كان لديه رؤية وكان لديه استشراف للمستقبل بشكل كبير جدا سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، وهذا برز في الفترة الأخيرة كما لاحظنا.. وهذا كله جعله أبعد في التأمل والاستنتاج، ومن ذلك الحج في ظل حالة الانحدار التي كانت تعيشها الأمة الإسلامية وسيطرة اليهود والنصارى على كل شيء في حياة هذه الأمة، رأى في الحج إمكانية كبيرة لأن يتحد المسلمون ضد كل المخاطر التي تهدد دينهم وواقعهم.
* بالانتقال إلى المشروع.. كيف كانت الانطلاقة؟
– أولا بالنسبة للتكون، لا يمكن أن نتحدث عن حركة أي مصلح أو أي ثائر وحتى الأنبياء صلوات الله عليهم بمعزل عن الواقع الذي كانوا فيه بأن الوضع كان يقتضي هذه الحركة وأن الوضع كان يقتضي إرسال نبي معين، عندما نتكلم عن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم نتحدث عن إرهاصات النبوة، نتحدث عن وضع قريش وكيف كان وضع الجزيرة العربية وكيف كان الوضع العالمي، على أساس أن يدرك القارئ أن المرحلة التي أطلق فيها الشهيد القائد ثورته الثقافية السلمية كانت تقتضي وجود مثل هذا الدور، ولم يكن الأمر عبثيا، فإذا تأملنا الواقع اليمني المعاش حينها سنجد أن الوضع كان متردياً جدا في كل الجوانب، في الجانب الأمني على سبيل المثال في العاصمة صنعاء ونحن الآن نعيش داخل صنعاء، كانت الاغتيالات في باب رئاسة الوزراء وبجانب وزارة العدل وفي بوابة مجلس الرئاسة «القصر الجمهوري» وبجانب دار الرئاسة فوضى عارمة.. أذكر أيضا أنه في شهر رمضان ماض لا أذكر في أي عام تحديدا في صعدة أكثر من ثلاثة عشر شخصا سقطوا في مواجهة بين شخصين، وأين؟ في المجمع الحكومي على مرأى ومسمع من السلطة، إنفلات كبير..
كان عندنا طرق العمشية لا أحد يجرؤ أن يسافر عبرها ليلا، القطاعات كانت مشهورة، وكان يطلق على اليمن بلد الاختطاف، الوضع كان يفتقد للأمان، كل واحد يحمي نفسه بنفسه أما الدولة فغائبة تماما، تستطيع أن تقول لا يوجد دولة إلا حينما يشعر الحاكم بأن قضية ما تهدده، أما الناس يموتوا، يعيشوا، يجوعوا، يفقروا كل ذلك لا يهم هذا الحاكم، في شهر واحد ..
أذكر لك أنه حين أراد حزب الحق أن يعقد مؤتمراً تحت اسم مخيم الفتح أراد الوالد أحمد الشامي -الذي كان الأمين العام- والدكتور أحمد شرف الدين ومجموعة من القياديين أن يخرجوا إلى صعدة للمشاركة، فتقطعوا لهم في سفيان بإيحاء من هنا من صنعاء، ما خرجوا إلا بدماء وهذا في مناسبة يقرها النظام والقانون وتعدد أحزاب وتنظيمات سياسية.. هذا في الجانب الأمني.
في الجانب السياسي كان القرار مرتهناً بأيدي السفارات وأحقر السفارات السعودية والإماراتية ناهيك عن الفرنسية والأمريكية ، سفير أمريكا كان يخرج ويتنقل حتى أنه كان لا يعتمد الأوراق والتقارير التي ينقلونها إليه، بل كان ينزل بنفسه إلى المناطق والقبائل ونزل حتى إلى سوق الطلح في صعدة وعمل على تجفيف السوق من بعض الأسلحة كما نزل إلى رازح.. كان يتحرك في أي منطقة بكل حرية لم يكن رئيس نظام ذاك الوقت يتحرك كما كان يتحرك السفير الأمريكي، القرار السياسي كان مرتهنا تماما.
ما كان لأحد أن يصل إلى مدير عام إلا وفق هوى السعودية.. أنا لا أقول إنهم يعودون إليها في إصدار القرار لكنهم – أي أدواتها في النظام – يعرفون ما يتماشى مع رغباتها، أما الجانب الاقتصادي فحدِّث ولا حرج.. أنا أستغرب الآن ليس هناك لا بترول ولا غاز ولا موانئ ولا مطارات، موارد شحيحة جدا تمثل وفق إحصائيات المؤسسات الرسمية 2.5% من إيرادات ذاك الوقت، فأين كانت تذهب الأموال وما المشاريع التي أنجزوها؟!
* ولكن هناك الكثير من الهيئات والمؤسسات؟
– كلها هبات وتبرعات خارجية وليست منهم، هم لم يفعلوا شيئاً أبدا.. قال الشاعر الكبير عبدالله البردوني في محاضرة له عام 1990أيام إرهاصات الوحدة اليمنية قال «لم تبن الثورة حجراً على حجر لا في الشمال ولا في الجنوب» المستشفى الروسي -مستشفى الثورة الآن- بنته روسيا، مستشفى الكويت من الكويت كلها تمويل خارجي فأين كانت تذهب الأموال التي كانوا يجنونها، ناهيك عن القروض الكبيرة التي أثقلت كاهل الشعب اليمني.. الشهيد القائد كان يتلمس كل هذه الجوانب حتى أنه تحدث في إحدى محاضراته عن خطورة القروض التي لم ير الشعب منها شيئا وكانت تمثل عبئا كبيراً على هذا الشعب.. كل هذا وأكثر جعل الشهيد القائد يصل إلى قناعة بأن الوضع يقتضي أن يكون هناك دور لرجال الدين وللمصلحين ولأحرار اليمن، طبعا هذا جانب إنما أيضا هناك جانب آخر مهم جدا وهو النشأة التي نشأها الشهيد القائد وسنعود إلى خلفية انطلاق مشروع الشهيد القائد.. لا تنس إلى جانب ما سبق أن الشهيد القائد هو من أسرة ثورية، أبوه بدرالدين الحوثي وجده أمير الدين الحوثي وجد أبيه السيد حسين الحوثي من أكابر العلماء وأسرة أمير الدين بالذات تتميز بالثورية وسيدي أمير الدين كان رجلاً لا تأخذه في الله لومة لائم، ثم لا تنسى أنه تلقى العلوم والمعارف من فكر الإمام زيد الرجل الثائر الذي قال «إني أستحي أن ألقى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آمر في أمتي بمعروف ولم أنه عن منكر» هذا الإمام زيد بن علي صاحب المواقف العظيمة الذي قال حين رفرفت راية الجهاد على رأسه عبارته المشهورة «الحمد لله الذي أكمل لي ديني»، هو نشأ وترعرع في هذه البيئة.
* اسمح لي أن أقاطعك هنا، أشرت إلى أن المنهج الوهابي بدأ يتغلغل في ثقافة اليمنيين في الثمانينات..
كان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي يدرك أن الوهابية هي اليد الاستعمارية التي يريد من خلالها الاستعمار السيطرة على الشعوب ومصادرة هويتها وأن ينهب ثرواتها.
– من أكثر الأشياء التي كانت تقلقه هو المد الوهابي، كان يدرك أن المد الوهابي هو اليد الاستعمارية التي يريد من خلالها الاستعمار أن يسيطر على الشعوب ويصادر هويتها وأن ينهب ثرواتها، كان يدرك هذه الأشياء، ومسألة الاستشراف كانت لدى الشهيد القائد قوية جدا وهذا ليس من علم الغيب، اليوم في مراكز الدراسات والبحوث تجد قسم الاستشراف لما يمكن أن يحصل في المستقبل نتيجة دراسة الواقع والماضي والإسقاطات على الواقع والتنبؤ بما يمكن أن يحدث مستقبلا، حتى أنه قال يوما «أصبحنا غرباء في أرضنا وأصبح فكرنا غريبا في أرضه»، وأنا أذكر أن مدراء العموم مثلا في صعدة كانوا يعقدون مؤتمراتهم في أبها السعودية، وهل تتصور أيضا أنه تم وضع حجر الأساس لآخر نقطة في اليمن في أبواب الحديد جوار «باقم» دون أي اكتراث ما في عندهم مشكلة ولا يريدون حتى أن يعرفوا حدودهم الحقيقية لأنهم لا يريدون أن يسيئوا إلى أسيادهم.. الشهيد القائد كان يلحظ هذا الوضع الذي تعيشه الأمة، الوضع المأزوم، وانطلق من هذه المنطلقات في ثورته الثقافية السلمية، وأعتقد أن أحداث 11 سبتمبر كانت القشة التي قصمت ظهر البعير -كما يقال- فبعدها ظهر التوجه واضحا لضرب الإسلام وحرب المسلمين تحت مسمى محاربة الإرهاب، والشهيد القائد كان يستشعر أن اليمن مطلوبة قبل العراق، ثم بدأ الحديث عن اليمن والإرهاب في اليمن وربما الصرخة، لكن تنامي الوعي لدى الناس أخر تحركهم إلى اليمن وبدأوا بالعراق.. وقد نصح كثيرا أن يقفوا ضد هذا التوجه، وأن لا يكونوا شركاء في هذه الخدعة المسماة بالإرهاب وأن أمريكا لا قيم لها، فهي تستخدم أدواتها ككروت متى ما احترقت رموها وبحثوا عن غيرها، وهذا الذي ظهر في سلوكها مع شاه إيران وحسني مبارك وحتى مع صدام حسين، حذرهم ونصحهم لكن لا حياة لمن تنادي.
* المشروع القرآني في الأصل ثقافي.. فلماذا أزعج النظام؟
– بطبيعة الحال لأنهم لم يعتادوا أن تُردّ لهم كلمة أو أن يسمعوا صوت معارض، كانوا قد تفرعنوا لدرجة أن عفاش قال يوما «من هو بدرالدين» بنغمة فيها الكثير من التعالي والاستخفاف، وهو نفس منطق فرعون عندما تحدث عن نبي الله موسى، وعفاش كان يقصد سيدي حسين لكنه حتى لم يقل «من هو حسين بدرالدين الحوثي» وإنما «من هو بدرالدين الحوثي».. في قصة نبي الله إبراهيم قالوا : «سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم»، لاحظ «يقال له إبراهيم» هم يعرفونه لكنه أسلوب الطغاة دائما التعالي والاستخفاف، الأمر الثاني أنه لم يكن لهم قرار وهذا شيء معروف، قراراتهم كلها وتوجيهاتهم تأتي من السفارات.. ما استطاعوا أن يتحملوا صوت عبدالحبيب سالم الرجل الحر الذي كان يرعبهم بقلمه، لا قبيلة له ولا سند، كان حرا.
الشهيد القائد حين تحرك بهذه الثورة وضع المنهج والمعالم المستوحاة من القرآن الكريم، حصل عندهم قلق كبير جدا مع أنه وضح لهم وقالها للـ»بي بي سي» : نحن جماعة نتعلم وندرّس القرآن ولسنا حركة سياسية، ومجرد عمل ثقافي على غرار المراكز الصيفية ومنتدى الشباب.
* إذن بانطلاقته الثقافية، لم يستهدف المشروع القرآني السلطة، لماذا جرى استهدافه؟
– أبدا لم يستهدف السلطة، بل على العكس كان ينصح انطلاقا من رؤيته القرآنية بالعمل بما ينأى بالأمة عن المخاطر والارتهان للأعداء.. السلطة كانت تتبجح بالديمقراطية ولم يكن هناك ديمقراطية، وقد قالها الشهد القائد في أحد المجالس بعد أن بدأ ثورته الثقافية السلمية في مجلس مع مجموعة من العلماء ومنهم سيدي بدرالدين الحوثي قال «عملنا حزب الحق فاخترق وأجهض، عملنا مؤسسة أهل البيت واخترقت وأجهضت، عملنا المراكز الصيفية كذلك اخترقت، عملنا شباب المنتدى».. قال «أنا الآن عملت هذا المشروع وأتحمل تبعاته لكنه أقلقهم جدا».. فأين هي الديمقراطية، صرخة الموت لأمريكا وجدوها كبيرة وليست عادية، والسيد حسين كان من أذكي الناس وأكثر الناس إدراكا للطغيان الأمريكي كان يعلم أن هذا الصوت لن تتحمله أمريكا وقد تكلم عن هذا لأنها كانت تحاول أن تصور نفسها بأنها الحمل الوديع وأنها حامية الديمقراطية وحامية الحرية وحقوق الإنسان.. فكيف بصوت يقول الموت لأمريكا؟ كيف تكشف واقع أمريكا؟ واقع الظلم والإجرام.. كل ما يحصل من شر في العالم وراءه أمريكا، هذا الشخص من مران يقول للعالم انظروا هذا الوجه الحقيقي لأمريكا، هذه مسألة كان من الصعب أن تتجاوزها أمريكا لأنهم استشعروا خطورتها.
ولاحظ دخول عفاش في الدول الثمان التي تمتلك الصناعة المتقدة والتكنلوجيا العالمية وتملك السلاح النووي… إلخ ودخول علي عفاش مع رؤساء هذه الدول بـ(العسيب) ما هي مؤهلات دخوله هذا المؤتمر؟ هم كانوا يؤهلوه لمواجهة المشروع الثقافي، وبالفعل عاد من هناك إلى الحرب.. وبالمناسبة أذكر عندما كان علي عبدالله في (الثمان) كنت في السجن حينها وكنت أقرأ الصحف -طبعا سمحوا لنا بالقراءة بعد خمسة أشهر من السجن وكنا مقطوعين عن العالم ولا نعلم ما يحدث- قرأت حينها في صحيفة «الثورة» بشرى بأن اليمن استطاع أن يصنع أكياس الإسمنت، فقلنا هذا إذن اللي أهّل علي عبدالله ليدخل في الثمان.
ادعى أنه يقود ثورة وهو في شمال الشمال، والثورات تكون عادة في العاصمة، ثم قال إنه يريد أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ما الذي يمتلكه الشهيد القائد من إمكانيات أو مقومات الثورة، كلها ادعاءات باطلة.
كان سيدي حسين -رضوان الله عليه- يدرك ويرى بنور الله.. هناك حديث عن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم «اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله» أنا قلت هذه العبارة مرة، ونقلت واحدة من قنوات المرتزقة صوتي وكلامي وهو عندهم – هذا الحديث- وهم مدركون أن المؤمن يرى بنور الله، لكن لأنها في الشهيد القائد، ما أعجبتهم، وهي مسألة ممكن تكون في أي مؤمن فضلا عن هذا المجاهد الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه وفي أمثاله من المجاهدين (وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاۚ).. كان يحمل هما إسلاميا كبيرا.. هذه الحركة تبلورت من جانب المعاناة ومن جانب الواجبات الدينية التي تحتم عليه وعلى أمثاله من الناس الواعين والمدركين أن يقوموا ويتحركوا في سبيل الله.
* السلطة كانت تشيع بوجود معسكرات تدريب في صعدة تتبع السيد حسين؟
– ادعاءات باطلة، السيد حسين كان رجلاً يحب السلم والسلام، وإنما دعا الناس إلى أن يأخذوا احتياطاتهم بعد نزول السفير الأمريكي وتجفيفه للسلاح من سوق الطلح، فحينها شعر السيد حسين بأن هناك مؤامرة، لذلك أمر الناس بأن يهيئوا أنفسهم للدفاع، يعني بامتلاك أسلحة شخصية، أما القول بتمرد وكلام من هذا فهي واحدة من أباطيلهم، أي طاغية يريد الاستباق بالتبرير لجريمته ينتهج مثل هذا السلوك.. أذكر عندما أتى نبي الله موسى كان فرعون خائفاً من موسى فقد حكى الله جل جلاله ذلك بقوله (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِىٓ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُۥٓ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَسَادَ).. إنها أباطيل الخوف من الحق.. ولاحظ، كان في اليمن أكثر من 2000 معهد وميزانية ضخمة جدا رغم ذلك لم تتحرك في أمريكا شعرة تجاه تلك المعاهد، لم تقلقها أو تقلق إسرائيل، وعندما انطلق صوت من جبل مران اعتبروه مشكلة وخطراً.
* لماذا؟
– لأنهم ليسوا وراءه، ليسوا من يدفع لهذا الصوت، لأنه صوت مستقل، صوت حر.. حاولوا أن يتهربوا من أشبه ما يكون بالاستحقاقات الديمقراطية التي ادعوها، مع أن كل محاضرات السيد حسين رضوان الله عليه تؤكد أنه عمل ثقافي مجرد، ليس فيه أي دعوة إلى عنف، وتلاحظ أنه في الحروب الست وحتى الآن حروب الأنصار كلها دفاعية.
* كيف واجه الشهيد القائد الحرب الأولى رغم ضعف الإمكانيات؟
– الإمكانيات كانت محدودة جدا ليس غير «الآلي»، والبعض نساؤهم بعن الذهب لشراء (الآلي) لهم، والظروف المادية للمنطقة نفسها وطلاب العلم دائما تكون ضعيفة، لم يكن هناك مقارنة، وهؤلاء حشدوا الحشود الكبيرة جدا، وأنا أعتقد أنه لم يكن المفصود فقط إسكات هذا الصوت وإنما إرعاب كل الناس، وهكذا الفراعنة والطغاة دائما عبر التاريخ إذا وجد صوت حر يتحدث ويحاول أن يفضح ويكشف الواقع يحاولون إسكاته وإرعاب بقية الأحرار حتى من يحدث نفسه بأن يسلك نفس الدرب ويتحرك ضد الطغاة والظالمين، وعلى سبيل المثال نبي الله إبراهيم عليه السلام، حينما حطم الأصنام وأراد أن يعيدهم إلى الذات وإلى الضمير بأن هذه الأصنام لا تضر ولا تنفع، ولو كانت تضر أو تنفع لدافعت عن نفسها، فنمرود طلب أن يُضرم ما بين الجبلين نارا لإحراق نبي الله إبراهيم، نار كبيرة قيل إن الطير احترقت منها، وما استطاعوا أن يقذفوا نبي الله إبراهيم عليه السلام بأنفسهم فعمدوا إلى استخدام «المنجنيق» من شدة النار، كان بالإمكان استخدام تنور صغير وكفى، لكن نمرود تعمد ذلك ليرعب الناس.. ومثله ما عمله الطغاة في حق الشهيد القائد، وهناك مقارنة عجيبة بين قوة الإيمان والارتباط بالله واستحضار المعية الإلهية.. جاء أحد الملائكة إلى نبي الله إبراهيم يقول له: هل من حاجة يا إبراهيم، فيرد عليه «أما إليك فلا»، قال له: ادعُ الله.. فقال «علمه بحالي يغنِه عن سؤالي» وهذا كان لسان حال الشهيد القائد في معركة حشدوا لها البشمرجة والجيش بأنواعه المختلف، الطيران والصواريخ، تكالب كبير ولم تهتز في سيدي حسين رضوان الله عليه (شعرة) لأنه يستحضر المعيّة الإلهية حتى مع اقتراب الجيش من الجرف حيث كان مع أولاده، وكان يرى أن النصر يكون أحيانا في الشهادة كما حصل للإمام الحسين بن علي في كربلاء.. في جلسة من الجلسات كنا نحاول أن نستعطفه لأنه كان رجلاً عظيماً جدا عندنا وكنا نعول في المستقبل أن يتحمل مسؤولية المرحلة.
* يعني كانت منطقة مران في مواجهة مع جيش بهذا الحجم والمجتمع هناك يلتف حول السيد حسين حتى أن النساء كما أشرت يبعن الذهب لشراء السلاح، لم يفكروا مثلا في ترك المنطقة، بماذا تفسر هذا الأمر؟
– سيدي حسين كان يتمتع بكاريزما عجيبة أكسبته حب الناس، وأسرة بيت الحوثي في مران أسرة محبوبة جدا لدى الصغير والكبير بأخلاقهم، بإحسانهم، باهتمامهم بالآخرين، بتبنيهم قضايا الناس ومعاناتهم، والمظلومية كانت كبيرة جدا، فما هو ذنبهم حتى تشن عليهم الحرب وبهذه الطريقة، حرب وقتل ودمار صواريخ وطائرات، الشهيد القائد كانت له مكانة مرموقة جدا لدى الناس جميعا ليس في مران فقط.. كلما كنت أكثر قربا منهم كلما أحببتهم أكثر وكان لديك استعداد أن تضحي دفاعا عن هؤلاء الناس لما فيهم من الصفات التي ذكرتها.. ثم المحاضرات التي ألقاها هي آية بحد ذاتها، يوميا محاضرات وبعضها (29) صفحة محاضرات، كانت مؤثرة ومن رجل مؤثر وصادق، لذلك حدث ارتقاء كبير في الوعي لدى الناس، وهذا التأثير أثار الأعداء حتى أنهم ادعوا أنه كان لديه «زير» من شرب منه سُحر، كما ادعوا على رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، وسألني في إحدى المرات علي محسن الأحمر «هل هو صحيح أن السيد حسين ما يتعلم السحر في السودان؟ قلنا: كان يتعلم سحر جده رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وعاد وعلّم الناس سحر جده رسول الله والذي هو القرآن، وقد سمعت أحد الدكاترة الكبار قال: عبر التاريخ ما قرأت ولا عرفت أكثر تأثيراً من هذا الرجل مجرد أن تسمع منه محاضرة واحدة تجد نفسك مستعداً أن تضحي بنفسك، أن تقاتل في سبيل الله، تأثير قوي.
* استشهد السيد القائد إلا أن المشروع القرآني استمر واتسع.. كيف تبدو النتائج من واقع استشرافه للمستقبل؟
– رغم أنه استشهد إلا النتائج كانت مبهرة للناس جميعا، توسعت المسيرة القرآنية وتساقط الطغاة بشكل مذهل جدا وانكشفت حقائقهم ونالهم الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة سيكون أعظم.. مشروع الشهيد هو أولا عالمي بعالمية القرآن ثم إنه مرتبط بالقرآن ومستوحى من القرآن، لأن القرآن لم يمت ولن يموت، لأن الله تكفل بحفظه حتى يوم القيامة، وكذلك مشروع الشهيد القائد لن يموت إن شاء الله، وقد لفت انتباهي أحد اللبنانيين – رجل أعمال في جنوب شرق آسيا – التقيت به في لبنان فتحدث بإسهاب يدل على أنه متابع للمسيرة القرآنية ومتابع لحركة الشهيد القائد ويبدو أنه قرأ كثيرا من الملازم «المحاضرات» قال: مشروعكم غير مشاريع الآخرين مشروعكم عالمي بعالمية القرآن.
في المحاضرات أي دكتور في الدنيا يستطيع أن يأتي بمحاضرة يوميا وتكون محكومة ومنطقية وعبارة عن لبنة في مشروع، أعتقد أنه لا يوجد شخص في العالم يستطيع أن يبذل هذا الجهد بصورة متتابعة، والله إنهم لو وجدوا في المحاضرات ثغرة لأسمعوا الدنيا لكنهم لم يجدوا فيها شيئاً من هذا أبدا وهي آية من آيات الله وقدرة عجيبة لدى الشهيد القائد واستحضاره الآيات القرآنية.
المشروع هذا مكتوب له البقاء لأنه مستوحى من القرآن الكريم، الشهيد القائد كان يقول «لم نأت بجديد أصلا وإنما نشكو من الجديد من المدخلات التي دخلت خارج الثقلين خارج القرآن والعترة» فالشهيد رغم أنه استشهد فاستشهاده كان له أثر كبير جدا.. عندما تنظر إلى مخرجات هذا المشروع العظيم وأعتقد أن هذه المواقف لم تحصل إلا في عصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم عندما ترى نماذج مثل (أبو قاصف)، و(عبدالقوي الجبري)، و(القوبري)، (أبو حرب)، و(أبو حسن المداني)، النفسيات المؤمنة التي تعيش مع الله، من أراد أن يعرف عظمة هذا المشروع فلينظر إلى مخرجاته، من الذي زوَّد هؤلاء بهذه القوة والمعرفة والوعي والإدراك والصمود والتضحية بالمال والأهل، انظر أبو حرب أخذ معه ابنه واستشهد وهو فلذة كبده إنه الإيمان دليل إدراك إنه يعيش بالمعية الإلهية، هذا المشروع المنهج الرباني جربناه ورأينا نتائجه على كل المستويات من الحرب الأولى، لم نر شخصاً يتراجع ما رأينا شخصاً يحدث عنده نوع من الخلل أو الاضطراب، وإنما إيمان، قناعة، أنا أعتقد لولا تعتيم المكنة الإعلامية الصهيونية العالمية لبلغت المسيرة أصقاع العالم، لأنها الأمل الذي يمكن أن يتشبث به مستضعفو العالم ليكون وسيلة لهم.. ناشطة بحرينية قالت: لا يحتاج البحرانيون للباليستيات والصواريخ اليمنية، يحتاجون إلى المشروع القرآني» أظن إذا أخذوه سيتحررون، فهو وسيلة للتحرر.
* هل نستطيع القول إنه مع اتساع المسيرة كانت هذه الهجمة بقصد القضاء على المشروع؟
– أنا أعتقد أن العالم الآن في وضعية حرجة كيف يوقف هذا العدوان، إذا كان هذا التمدد للمسيرة وهذه الانتصارات من إنجاز للصواريخ التي تضرب قلب الرياض وأرامكو، ومن المتوقع أن تضرب قلب تل أبيب، تحدث هذه الانتصارات ونحن أثناء حرب كونية، فكيف ستكون اليمن عندما يقف وينتهي هذا العدوان، وتجتمع لديها عوامل متعددة، من أهم عوامل السيادة التي كان يركز عليها الشهيد القائد كان يقول «المسلمون العرب لديهم عوامل السيادة على العالم، الموقع الجغرافي، الثروات المعدنية، اللغة المشتركة، القبلة الواحدة، الدين الواحد، عوامل سيادة العالم، لكن لأنهم بحثوا عن العزة من غير مصدرها ذُلوا». نحن اليمنيين أهل عزة وقوة وثبات وهوية إيمانية.. ما بنيت دول الخليج إلا بعرق اليمنيين، شعب يريد أن يأكل من عرق جبينه، شعب عملي ويمتلك قيادة حكيمة، وبالمناسبة ما كان ينقص الأمة والعالم إلا القيادة الحكيمة التي تتحرك بصدق، تستقي وتقتبس توجيهاتها من خلال القرآن الكريم، وتتمسك بحبل الله المتين ولديها الثقة بالله سبحانه وتعالى.. كان الدين قد أصبح مهزلة عند الناس بينما هو فقط من يضمن لهم عزة في الدنيا وحياة سعيدة في الآخرة.
* كلمة في نهاية الحوار؟
– نترحم على الشهيد القائد الرجل الاستثنائي، الرجل العظيم وأن نشيد بعظمة ودور السيد عبدالملك ونقول: إذا كان حصل نوع من التفريط مع سيدي حسين فعلى الناس إلا يفرطوا في هذا الرجل لعظمة هذا الرجل، فهو رجل المرحلة، لاحظ الإرادة الإلهية بأن السيد حسين كان رجل المرحلة في نلك الفترة ذلك متناسب جدا جدا، بينما السيد عبدالملك فيه سمات وصفات تتناسب جدا جدا مع المرحلة الموجودة وكلهما من بوتقة واحدة وكلهم يرمون من قوس واحدة وكلهم عظماء، وكم كان السيد عباس الموسوي متناسبا مع مرحلته، كان السيد حسن نصرالله متناسبا مع المرحلة وهذه إرادة الله.. نقطة آخرى.. زمان كنا نسمع الخطباء في نهاية خطبة الجمعة يدعون «اللهم ارفع راية الجهاد واقمع أهل الشرك والفساد» حتى خطباء الإصلاح كانوا يدعون بهذا، الآن رفعت راية الجهاد وفتح باب الشهادة وفي معركة ضد اليهود الذين هم في المحور المقابل لهذا المحور، فهؤلاء يتولون اليهود والنصارى والله يقول (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوْلِيَآءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ)، ومعلوم أن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يتولونهم حتى النخاع، ومن يقول غير هذا فإنه يكذب على نفسه، وأنا أعتقد أن شهداء المعركة التي نخوضها اليوم يضاهون أو يماثلون شهداء بدر وأحد وخيبر مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، لأن قرآن محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هو القرآن الموجود اليوم، هو القرآن الذي يسير به السيد عبدالملك، وهذه الراية التي نتحرك تحتها هي نفس الراية التي تحرك تحتها أمير المؤمنين وأصحاب رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، فلا نفوت على الناس الفرصة، الذي ينفق اليوم قد يتوقف هذا العدوان وتنتهي هذه الفرصة وقد لا تعوض، هذه الفرصة مسألة الشهادة مسألة الإنفاق في سبيل الله، الحركة الإسهام بأي دور في سبيل الله، قد يغلق هذا الباب ويندم الناس كثيرا.. أيضا أنا أنصح حتى هؤلاء الأغبياء، هؤلاء المرتزقة المغرر بهم أن يعودوا إلى رشدهم ويفكروا قليلا تحت أي راية يقاتلون، تحت راية محمد بن سلمان، ومحمد بن سلمان من أين يستمد الراية؟ وهكذا.. وكلهم إلى قعر جهنم إما كافر أو منافق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار.