الثورة/ أحمد علي
الضرع الأول لمملكة النفط في رأس تنوره بالمنطقة الشرقية والذي يعتبر من أكبر موانئ تصدير النفط في العالم ينزف بفعل الضربات المسددة ونيران القوة الصاروخية والطيران المسيَّر اليمنية التي أشعلته أمس الأول ضمن عملية توازن الردع السادسة التي أعلن عنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع والتي استهدفت شركة أرامكو في ميناء رأس التنورة وأهدافا عسكرية أخرى بمنطقة الدمام في السعودية.
وقالت القوات المسلحة في بيان صادر عنها إن القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِ المسيَّر تمكنت من تنفيذِ عمليةٍ هجوميةٍ واسعةٍ ومشتركة في العمقِ السعوديِّ بأربعَ عشرةَ طائرةً مسيرةً وثمانيةَ صواريخَ بالستيةٍ منها عشرُ طائراتٍ مسيَّرةٍ نوع صماد3 وصاروخ “ذو الفقار” استهدفت شركةَ أرامكو في ميناءِ رأسِ التنورةِ وأهدافاً عسكريةً أخرى في منطقةِ الدمامِ في “عمليةِ توازُن الردعِ السادسة”.
وأضاف البيان أن هذا الاستهدافُ يأتي في إطارِ حقِّ الجمهورية اليمنية الطبيعيِّ والمشروعِ في الردِّ على تصعيدِ العُدوانِ وحصارهِ الشاملِ على بلدِنا العزيز.. فما هي الأهمية الاقتصادية والإستراتيجية لميناء رأس تنورة النفطي؟ وما هي الرسائل التي أرادت القوات المسلحة أن تبعثها للسعودية وحلفائها اقتصاديا؟!
ميناء رأس تنورة هو ميناء نفطي حيوي يقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة القطيف، يعتبر أكبر ميناء لشحن النفط في العالم، يشحن منه أكثر من 90% من صادرات المملكة العربية السعودية من الزيت الخام والمنتجات المكررة.
ورأس تنورة هي عبارة عن شبه جزيرة تقع في السعودية، وتعتبر من المدن الحديثة، وتحيط بها مياه الخليج من ثلاث جهات، ويعود ذلك إلى شكل بنائها الذي يشبه الرأس والممتد على طول البحر، بالإضافة إلى وجود دوامة بحرية مشابهة في شكلها للتنورة.
وتتميز مدينة رأس تنورة بموقع جغرافي واستراتيجي؛ وذلك بسبب وقوعها على الخليج؛ حيث تقع في الجهة الشرقية من السعودية وتبلغ مساحتها 290كم²، وتبعد عن مدينة الدمام ما يقارب 40كم من جهة الشمال، كما يصل عدد سكانها إلى ما يقارب 43,000 نسمة.
أهمية رأس تنورة الاقتصادية
رأس تنورة مدينة تكمن أهميتها في أنها تحتضن بين أراضيها أكبر مصافي النفط على المستوى العالمي، وميناءين لشحن النفط، كما تحتوي العديد من المعامل أهمها: معملان لإنتاج الغاز ومعملان لإنتاج الكبريت، ومعمل القطيف، ومعمل أبو سعفة، بالإضافة لامتلاك المدينة أكبر وأول محطة كهربائية بخارية في الشرق الأوسط، كما أن معظم سكان المدينة يعملون في مجالات مختلفة كالشركات مثل: شركة آرامكو السعودية، والشركة السعودية الموحدة للكهرباء، وشركة سابك، ويعمل البعض منهم في التعليم، والبعض الآخر في الزراعة والجيش وصيد الأسماك والصناعة والورش، بالإضافة لعمل آخرين في العقارات والأعمال الحرة.
مصفاة رأس تنورة: تأسست عام 1949م لتعد أول مصفاة في المملكة العربية السعودية، وتصل قدرة استيعابها التكريرية إلى ما يقارب 525 ألف برميل في اليوم الواحد، وذلك جعلها مميزة بأنها أكبر مصفاة في الشرق الأوسط.
محطة كهرباء غزلان: تقع هذه المحطة في في شمال المدينة، وتعتبر أول وأكبر محطة كهربائية بخارية وكهربائية في الشرق الأوسط؛ وذلك لأنها تزود العديد من المناطق والمدن بالطاقة الكهربائية منها: الدمام، والظهران، والجبيل الصناعية، والقطيف وغيرها.
ميناء رأس تنورة: يعتبر أكبر ميناء لشحن النفط على مستوى العالم، ويقع في نهاية رأس تنورة.
معمل تجزئة الغاز في الجمعية: يعد من أكبر معامل تجزئة الغاز الطبيعي في العالم؛ حيث تشحن أغلب منتجاته إلى منطقة الجبيل الصناعية؛ دعمًا للصناعات البروتوكيماوية.
ويضم ميناء رأس تنورة ساحات لخزانات النفط بسعة 33 مليون برميل و4 جزر اصطناعية يمكنها تحميل 6 ناقلات تصل حمولتها إلى 500 ألف طن في وقت واحد.