المهندس فؤاد محمد : إطارات السيارات المستعملة تعد من النفايات الخطرة
الدكتور منير الزبدي : يمكن الاستفادة من إطارات السيارات المستعملة في تنفيذ أعمال فنية وأشغال يدوية
أدخنة الإطارات المستعملة المحترقة تزكم الأنوف وتصيب الجهاز التنفسي بالأمراض .. فقُبيل الشهر الكريم تحرق الإطارات في الشوارع والأحياء المكتظة بالسكان ابتهاجا بقدوم شهر رمضان.. (الثورة) طرحت مشكلة حرق الإطارات المستعملة على المختصين وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / عبد الواحد البحري
تزايد أعداد الإطارات المستعملة سنويا يعد تحديا كبيرا يواجه صحة البيئة.. بل تعتبر قنابل موقوتة بكل معنى الكلمة.. وحرق هذه الإطارات يسبب أضراراً صحية خطيرة للمواطنين ويسبب تلوثا للهواء بالأدخنة والغازات السامة الناتجة عن 20 مادة كيميائية تدخل في مادة المطاط التي تصنع منها هذه الإطارات وإذا تم دفنها في مقالب القمامة فإنها لا تتحلل وتشكل خطورة على التربة والبيئة أيضا. لانها لا تتحلل بسهولة حتى مع دفنها لسنوات طويلة.
أكيد لا يوجد في بلادنا حتى الآن حصر دقيق لأعداد الإطارات المتهالكة ولم نجد أي دراسة محلية نعود اليها تخص مشكلة الإطارات المستعملة وكيفية التخلص منها أو إمكانية الاستفادة من هذه الإطارات رغم الفوائد البيئية والاقتصادية الضخمة حسب خبراء البيئة.
بداية يقول الدكتور / منير الزبدي طبيب المختبرات أن حرق إطارات السيارات خطير ويسبب أمراضاً للجهاز التنفسي والرئتين.
موضحا أن الإطارات تصنع من المطاط الصناعي الذي يصنع بالاعتماد على مشتقات البنزين والكربون الأسود والفولاذ والشمع وأكسيد الزنك والكبريت، وعند احتراق إطارات السيارات فإن هذه المواد تتطاير وترتفع إلى السماء وترسل الأدخنة التي تترسب في اسفل الرئة وتؤثر بشكل كبير جداً عن صحة الإنسان على المدى الطويل.
ويرى الدكتور الزبدي أن الأدخنة تؤثر على البيئة والغلاف الجوي والمزارع والحقول الزراعية. كما أن حرق الإطارات يتسبب في تلوث المياه في الأنهار أو المياه التي نستخدمها بشكل مستمر مما يجعلها حاملة للسموم والأمراض التي تصيب الإنسان بالأمراض والأوبئة.
ويرى طبيب المختبرات أنه اذا كان حرق الإطارات شيئاً ضرورياً فيمكن تنفيذ عمليات الحرق في المناطق الصحراوية أو الجبلية البعيدة عن السكان ومزارع الحيوانات والحقول الزراعية والغابات وبعيداً عن مصادر المياه المختلفة ومع ذلك يبقي لحرقها بعض الأضرار التي لا يمكن تجنبها مثل إيذاء الغلاف الجوي، ويمكن الاستغناء عن عملية حرقها ببيعها أو استغلالها في تنفيذ أعمال مختلفة ومفيدة حيث توجد مصانع إعادة تدوير الإطارات في بعض الدول الصناعية.
وأضاف الدكتور منير قائلا: يمكن الاستفادة من إطارات السيارات المستعلمة في تنفيذ أعمال فنية وأشغال يدوية مفيدة جداً، فمن الممكن استخدام الاطار الواحد وتحويله إلى كرسي كما يمكن تحويله إلى حوض مياه واستخدم الإطارات في أعمال الزراعة في الحدائق المنزلية وغيرها من الأعمال، ويمكن مشاهدة بعض الطرق التي تعطيك الأفكار لكيفية الاستفادة من الإطارات المستعملة.
سعيد الشرعبي – صاحب محل لتغيير الإطارات المستعملة: يقول الإطارات المستعملة كثيرة جدا ودورنا نحن في محال البنشر نقوم بجمعها وبيعها لأصحاب الحمامات البخارية لحرقها في تدفئة الحمامات .
وقال الشرعبي: لا توجد مصانع لإعادة التدوير في اليمن حد علمي وغالبية أصحاب محال تبديل الإطارات وتغييرها يجمعونها ويبيعونها بأسعار بخسة -الإطار الصغير بمائة ريال والكبير بمائتين.
وخلال مناقشتنا لهذه القضية اطلعنا على بعض الدراسات والتقارير العلمية حول تدوير الإطارات باعتبارها من النفايات الخطرة .. ولتحقيق الاستفادة الاقتصادية منها بدلاً من حرقها حرقاً مكشوفاً في الأحياء وقرب المزارع وفي الأسواق المكتظة بالسكان أو دفنها بطريقة عشوائية.
الدراسات والتقارير البيئية تشير إلى انه يمكن الاستفادة الاقتصادية من تدوير الإطارات والكثير يعتبرون الإطارات الكنز الأسود كما يصفونه حيث يمكن انتاج بودرة المطاط التي تستخدم في رصف الطرق وصناعات الأحذية وخراطيم المياه وكذلك في الفرامل “المكابح” كما يدخل في صناعة الأحذية الرياضية بنسبة تصل إلى 40في المائة. أيضا من مكونات الفرامل الخاصة مكابح السيارات بعد تنقيتها معمليا .
ويرى المهندس / فؤاد محمد أن وجود المطاط في مكابح أو فرامل المركبات يزيد من معدل الاحتكاك أي انه جيد للفرامل والمكابح..
يرى المهندس فؤاد أن دخول مخلفات الإطارات المستعملة في الصناعة شي جيد ومفيد ولكن في الحقيقة لا توجد لدينا مصانع لتدوير الإطارات المستعملة..
كما أن الإطارات تستخدم أيضا في أرضيات الملاعب الرياضية وأيضا كوقود في صناعة الأسمنت لما لها من محتوى حراري عال ..أي أن 4 إطارات تنتج قوة حرارية تعادل برميل بترول كما تستخدم في موانع تسرب الوصلات المرنة لما لها من مرونة عالية تضمن تشغيل المعدات بأمن وسلامة ضد اخطار التسريب والضغوط العالية..
ويضيف المهندس الزراعي أن الإطارات تستخدم أيضا لحماية ضفاف الأنهار والسواحل البحرية من أخطار التعرية المائية، فإلى جانب ما تتميز به من انخفاض تكاليفها، فإنها تتميز بتأثيرها الإيجابي على النظام البيئي والكائنات الحية أو الساحلية.
كذلك يعاد استخدام الإطارات المطاطية في تصميم الحدائق المنزلية ، هذا بالإضافة إلى استخدام الإطارات وفق تصاميم هندسية متنوعة في مجال ألعاب الأطفال.
وهناك الدراسات العلمية التي درست ظاهرة الإطارات المستعملة وكيفية الخلاص الآمن منها حيث توجد مئات الالاف من الإطارات في بلادنا وفي العالم مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ استهلاكها من الإطارات سنويا 2800 مليون اطار منها 90 بالمائة إطارات سيارات وتستهلك بريطانيا 500 مليون اطار والغريب ان أمريكا تقوم بتدوير 8بالمائة من الإطارات فقط وتحرق 40بالمائة كمصدر للوقود في مصانع الاسمنت ويوجد فيها قرابة 800 مصنع لتقطيع الإطارات المستعملة وما بين 20 إلى 30 مصنعا فقط لمعالجة المطاط الناتج عن عملية تدوير الإطارات في مقالب ومحارق خاصة .
فيما تشير الدراسة إلى أن إنتاج السيارات في العالم قد وصل إلى حوالي أكثر من 780 مليون سيارة ومركبة عام 2015. بينما بلغ أجمالي الإطارات في نفس العام حوالي أكثر من ثمانية مليار اطار، بمتوسط 20 اطار لكل مركبة.
وتفيد الدراسة أنه رغم امتداد الوطن العربي الكبير، وارتفاع عدد السكان يصل عدد المركبات إلى ما يزيد على الـ 220 مليون مركبة.
إلا انه لا يوجد سوى مصانع بعدد أصابع اليد للإطارات موزعة على سبع دول عربية فقط..
كما يقدر عدد الإطارات المستهلكة في العالم العربي بنحو 500 مليون إطار سنوياً، تأتي على رأسها مملكة بني سعود بمعدل 23 مليون إطار سنوياً، تليها مصر بنحو 20 مليون إطار. وفي الكويت يوجد أكثر من سبعة ملايين إطار قديم للسيارات تلقى بمنطقة رحبة، يعدها البعض أكبر مقبرة للإطارات في العالم.
وتعد الصين أكبر مستهلك لإطارات السيارات في عالمنا اليوم، وتقلل من مخلفاتها باسترجاع المطاط من الإطارات المستعملة، للتغلب على نقص خامات المطاط ولتقليل الأثر البيئي الناشئ عنها. وقد زاد إنتاج الصين من المطاط المسترجع من 1.1 مليون طن في 2002م إلى 2.5 مليون طن في عام 2015م، وهو ما يمثل 81 % من إجمالي المطاط المسترجع عالمياً. كما يوجد بالصين نحو 900 شركة لإنتاج مسحوق المطاط، تعمل بطاقة إنتاجية 15 مليون طن سنوياً.