د. محمد النظاري

الحكام..بين ضرب اللاعبين وصمت الاتحاد!!

 

 

ليس فقط حكام كرة القدم من يتعرضون للضرب من اللاعبين أو المدربين أو الإداريين، فحكام كل الألعاب الرياضية يتعرضون لنفس التصرف المشين.
الحكم يعتبر القاضي الذي يحكم بين اللاعبين تماما كما يفعل القاضي في المحكمة.. فهل رأينا في المحكمة من تسول له نفسه المساس بهيبة القضاء وضرب القاضي .. بالتأكيد لا، لأن هناك ضوابط رادعة ضد المعتدي.
إذاً المشكلة من شقين.. الشق الأول يتعلق بسلوك مشين من الشخص المعتدي.. والشق الثاني يتعلق باللوائح الضابطة لهذه الأمور.
إذا دخلنا في متاهات .. هل هذه البطولة رسمية أم تنشيطية؟ فإن حق الحكم سيضيع، وعليه في هذه الحالة (عبر لجنة الحكام) الامتناع نهائيا عن التحكيم في أي مسابقات رسمية أو تنشيطية يشارك فيها الشخص المعتدي.
إن أي سوء فهم بين الاتحاد العام وفروعه حول إعلام الأخيرة للأول بالإشراف على أي بطولة تقيمها الأندية (مع أن المنطق يقضي بضرورة أخذ إذن الاتحاد العام).
إذاً من حق أي شخص داخل الملعب ضرب الحكم الدولي، دون أن ينال عقاباً، فمساكين هم حكام الدرجات الأدنى سيتم ركلهم بالأرجل!!.
الاكتفاء بعقوبة فترة الدوري التنشيطي ليست منطقية، وهذا يفتح الباب لضرب الحكام طالما والعقوبة تقتصر على فترة قصيرة وغير مؤثرة لا على اللاعب ولا على فريقه.
لا نعاني فقط من غياب اللوائح، لا نعاني من أزمة أخلاقية، فالنادي مؤسسة تربوية، اعطوني أي ناد عاقب أي منتم له قام بضرب حكم ما، فالسكوت على ذلك هو موافقة على هذه السلوكيات الخاطئة.
الاعتداء يتم في الملعب وأمام خلق الله، والاعتذار يكون خلسة إما في منزل الحكم أو مقر لجنته.. كل من يسعى في حل هذه المواضيع بهكذا أساليب هو شريك في ضرب الحكام، والأشرف له إما معاقبة المعتدي أو منعه قبل فعله المخزي.
الحكم بدوره عليه حماية نفسه بتطبيق القانون، وعدم ارتكاب أخطاء فادحة تضر باللاعبين أو الفرق، فهذه الأخيرة تصرف الملايين على إعداد لاعبيها، ومن غير المنطقي أن يضيع كل ذلك بسبب حكم نزل الملعب ليجرب على الآخرين قرارات ليست في القانون، ورغم ذلك، فهذا ليس مبررا للاعتداء عليه، بل هناك جهة يتبعها، عليهم تقديم الاحتجاج إليها.
من المؤسف أن بطولة ناجحة مثل شتوي جمعان، يراد نسف كل نجاحها بمثل هذه الأمور المسيئة.

قد يعجبك ايضا