منذ بداية العام الحالي لم يصل إلى اليمن لتر واحد من الوقود.. الأمم المتحدة الكارثة تتحدث عن الكارثة لكنها تشارك المجرمين
14 سفينة وقود وغاز رهائن “تحالف العدوان” وسط البحر..اليمن ثكنة محاصرة بقرار أمريكي
الثورة / تقرير خاص
قال وزير النفط والمعادن أحمد دارس، إن 14 سفينة وقود وغاز منزلي مخطوفة وسط البحر من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي مع طواقمها ، وأن التحالف يمعن في محاصرة اليمن ويرتكب بذلك إبادة جماعية.
وقام تحالف العدوان والحصار بقيادة أمريكا، باختطاف السفن المحملة بالوقود وهي في طريقها إلى ميناء الحديدة اليمني ، ويبلغ إجمالي حمولة السفن المخطوفة (354.770) طناً من مادتي البنزين والديزل ، وسفينة مازوت بحمولة 28 ألف طن ، وسفينة غاز منزلي بحمولة 5001 طن من الغاز، ونحن اليوم في نهاية فبراير 2021م، ومنذ بداية العام الحالي قام تحالف العدوان والحصار بقيادة أمريكا باختطاف كل سفن الوقود التي حاولت الوصول إلى موانئ الحديدة وقام باحتجازها مع طواقمها في جيزان وجدة ، وأدى ذلك إلى بلوغ الأزمة الإنسانية ذروتها.
بندج فيكتوري رهينة لدى القراصنة وسط البحر ومثلها 13 سفينة أخرى
في العاشر من أبريل العام الماضي أبحرت السفينة «بندج فيكتوري» من ميناء الفجيرة الإماراتي وعلى متنها «30273» طنا من البنزين قاصدة ميناء الحديدة أكبر موانئ البضائع في اليمن، لكنها لم تصل قط إلى وجهتها ميناء الحديدة ، فقد اعترضت طريق السفينة بندج فكتوري سفينة حربية سعودية من السفن التي تحاصر موانئ اليمن على البحر الأحمر ، وما تزال السفينة وطاقمها حتى اللحظة رهينة القراصنة السعوديين والأمريكيين الذين ينصبون نقاط تفتيش وقرصنة منذ بداية العدوان.
ومثل بندج فيكتوري 13 سفينة أخرى تحمل «146.423» طناً من البنزين و«208.347» طناً من الديزل ما تزال مخطوفة من قبل البحرية السعودية والأمريكية منذ 1078 يوماً ، إضافة إلى سفينة مازوت تحمل 28 ألف طن وسفينة غاز تحمل 5001 طن من الغاز المنزلي ، العام 2020م كان عاما كارثيا على الحياة الإنسانية في اليمن بفعل الممارسات الإجرامية لتحالف العدوان ، وعلى مدار العام 2021م لم يصل إلى اليمن لتر واحد من البنزين أو الديزل ، لهذا الحصار الفعلي والإرهاب والقرصنة ثمن باهظ على الصعيد الإنساني ، حيث باتت الحركة في المدن اليمنية شبه متوقفة جراء انعدام البنزين والديزل والغاز.
يحتجز تحالف العدوان عشر سفن محملة بالوقود بعضها منذ حوالي عام ، وتشمل حالات الاحتجاز حتى اليوم السفن المدونة أسماؤها في الجدول التالي:
كان من المتوقع وصول ناقلة «بندج فيكتوري» التي تحمل 30273 طناً من البنزين إلى ميناء الحديدة في 20 أبريل 2020م، ولكن تم تحويلها إلى ميناء قبالة جيزان، وحتى اللحظة مرت عليها عشرة أشهر وما تزال محتجزة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «ماجنون» تحمل 29497 طناً من البنزين إلى الحديدة في 30 أبريل 2020م ، ولكنها احتجزت في نقطة تحالف العدوان، وحتى اليوم لم تصل.
كان من المتوقع وصول ناقلة «ديناستي» تحمل 29954 طناً من الديزل إلى الحديدة في 30 أغسطس 2020مم ، ولكنها خطفت في أحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «ثريا» تحمل 29605 أطنان من الديزل إلى الحديدة في 12 نوفمبر 2020م، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «سي هارت» تحمل 27893 طناً من البنزين إلى الحديدة في 8 ديسمبر 2020م ، ولكنها احتجزت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «برنسيس خديجة» تحمل 28378 طناً من الديزل إلى الحديدة في 8 ديسمبر 2020م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «فوس سيبرت» تحمل 29987 طناً من الديزل إلى الحديدة في 15 ديسمبر 2020م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «حافظ» تحمل 30000 طن من الديزل إلى الحديدة في 30 ديسمبر 2020م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «جي تي فريدوم» تحمل 29979 طناً من البنزين إلى الحديدة في 5 يناير 2021م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «قيصر» تحمل 30435 طناً من الديزل إلى الحديدة في 12 يناير 2021م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «ميركل » تحمل 22702 طن من المازوت إلى ميناء الحديدة في 12 يناير 2021م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «برونو » تحمل 28782 طناً من البنزين إلى ميناء الحديدة في 28 يناير 2021م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «كلوديا غاز » تحمل 5001 طن من الغاز المنزلي إلى ميناء الحديدة في 10 فبراير 2021م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
كان من المتوقع وصول ناقلة «باتريوت» تحمل 29988 طنا من الديزل إلى ميناء الحديدة في 16 فبراير 2021م ، ولكنها خطفت في إحدى نقاط التفتيش والقرصنة التابعة لتحالف العدوان ولم تصل حتى اللحظة.
خطف التحالف لسفن الوقود يهدد المدنيين
الحصار السعودي الأمريكي على الواردات إلى اليمن أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني ، كما أدت القرصنة والحجز للسفن – التي تنتهك القانون الإنساني الدولي – إلى إيقاف السلع المنقذة لحياة السكان من الدخول إلى الموانئ ، وبات استمرار الحصار الظالم يهدد بتوقف مستشفيات البلاد، حيث يعد الوقود ضرورياً لتشغيل المولدات التي يعتمد عليها معظم اليمن لتوليد الكهرباء ، وضروري لضخ المياه النظيفة ، ولتشغيل معدات المستشفيات وتخزين اللقاحات بأمان مثلاً ، وخلال الشهر الأول من العام 2021م واجهت كل هذه المنشآت – على سبيل المثال لا الحصر – صعوبة في توفير الوقود الكافي لتشغيلها ، ومع استمرار الاحتجاز والحصار يمكن أن تتوقف في أي لحظة..
ومع إمعان أمريكا وحلفائها في الحصار الظالم الذي ينافي الأخلاقيات والقوانين والمواثيق الدولية ، يموت يوميا عشرات الأطفال جراء انقطاع الكهرباء في المشافي والحضانات، كما أدى الحصار إلى ارتفاع أسعار المشتقات وبالتالي أسعار الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة في ظل انقطاع المرتبات التي سببها قيام التحالف الأمريكي السعودي بنقل البنك المركزي إلى عدن.
ما يزال المدنيون معرضين للموت جوعاً جراء الحصار والقرصنة والخطف للسفن التي تحمل الوقود والغذاء ، ولا تبدي الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي أي موقف إنساني تُجاه هذا الاستعراض للقوة والبلطجة والقرصنة البحرية والإرهاب الذي تمارسه السعودية وحلفاؤها.
قراصنة وإرهابيون دوليون
منذ عام 2015م، نشر تحالف العدوان والقرصنة السعودي الأمريكي – إضافة إلى حلفاء له من الدول العربية – قوات بحرية في المياه اليمنية وحولها ونصب نقاط تفتيش وخطف للسفن بدعوى منع وصول الأسلحة ، لكن ما يمارسه التحالف الأمريكي السعودي فعليا هو منع دخول إمدادات ضرورية إلى اليمن كالوقود والدواء والغذاء رغم حصولها على التصاريح الأممية وفقا لآلية التفتيش البحري التي تطبقها الأمم المتحدة تنفيذا للقرار الجائر 2216.
في سبتمبر 2015م قالت الأمم المتحدة إنها توصلت إلى اتفاق لإقامة نظام للتفتيش يسهل مرور السلع إلى اليمن ، وقالت إن مقر هذا النظام أو آلية التحقق والتفتيش سيكون في جيبوتي ، استغرق الأمر ثمانية شهور أخرى لتدبير ثمانية ملايين دولار لكي تبدأ الآلية عملها ، وعندما بدأ عمل الآلية في مايو عام 2016م كان هدفها المعلن “إعادة الثقة في أوساط النقل البحري” أنه لن تكون هناك تأخيرات غير متوقعة ومكلفة للشحنات المتجهة إلى اليمن ، ومنذ ذلك الحين أصبح على كل السفن التجارية المبحرة إلى موانئ الحديدة في اليمن التقدم بطلب إلى الأمم المتحدة يتضمن بيانات شحناتها وقوائم بآخر الموانئ التي زارتها ، غير أنه حتى بعد صدور موافقات الأمم المتحدة يتعين على كل السفن التجارية الحصول على موافقة من سفينة حربية تخضع لإدارة سعودية ترابط على مسافة 61 كيلومترا غربي ميناء الحديدة.
في يونيو 2019م توصلت الحكومة في صنعاء إلى اتفاق ثنائي مع الأمم المتحدة بموجبه يتم نقل آلية التفتيش الأممية إلى موانئ الحديدة ، والاتفاق كان تنفيذا لما نص عليه اتفاق السويد في ديسمبر 2018 ، م ، والذي نصَّ على نقل آلية عمل التفتيش الأممي “انفم” من جيبوتي إلى ميناء الحديدة، اختصارا للوقت وتوفير كلفة النقل لإيصال الشحنات والإمدادات الأساسية إلى اليمن لما يساهم في تخفيف وقع الأزمة الإنسانية في اليمن نتيجة الحصار المفروض على الموانئ اليمنية من قبل تحالف العدوان منذ الـ26 مارس 2015م ، لاحقا تنصلت الأمم المتحدة عن تنفيذ الاتفاق وصرّح مصدر في ميناء الحديدة نهاية العام 2019م بأن الأمم المتحدة تراجعت عن الاتفاق تحت ضغط إماراتي سعودي ، زامن ذلك تشديد للحصار وإمعان في القرصنة للسفن بلغ ذروته في العام 2020م.
مضاعفة للمعاناة
وفيما تقول الأمم المتحدة إن آلية التحقق والتفتيش “ساهمت في التصدي لتحديات الأزمة الإنسانية الحالية، وذلك بإتاحة السلع الأساسية في السوق اليمنية” ، يمنع تحالف العدوان السعودي الأمريكي سفن الوقود من الوصول إلى ميناء الحديدة على علم الأمم المتحدة وأمام مرآها ومسمعها ، إذ أن التحالف العدواني يمنع السفن التي وافقوا على مرورها أو يعطلها ، ويقوم بتأخيرها واحتجازها لمدد تصل إلى عام كامل ، وقد أدت الممارسات الإجرامية خلال العام 2020م والحجز والقرصنة لكل السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة في الانخفاض الشديد في الواردات ، وقطعت البنوك الأجنبية خطوط الائتمان للشركات بسبب مخاوف تتعلق بسداد مستحقاتها وصعوبات في إتمام المعاملات ، وأصاب الشلل أنشطة البنك المركزي اليمني بسبب قرصنة العمليات المصرفية للبنك المركزي في صنعاء وتحويل التعاملات المالية إلى عدن بموجب قرار أصدره الفار هادي بإسناد ودعم أمريكي وإماراتي وسعودي.
إمعان في الجريمة
منذ بداية العام الحالي احتجز تحالف العدوان والحصار بقيادة أمريكا كل سفن الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة ، وقد أثّر انعدام البنزين والديزل إلى توقف السيارات وتوقف ناقلات الغذاء وتوقف على إثر ذلك عدد كبير من المصانع ومحطات التوليد والطاقة والمنشآت الطبية التي تعتمد على الوقود في تشغيلها.
من الصعب تقدير الآثار التراكمية التجارية والإنسانية للحصار الإجرامي على اليمن على وجه الدقة ، لكن الأمم المتحدة تحذر من أن اليمن أصبح على شفا المجاعة ، وأدت الإجراءات القسرية والحصار المتعمد للسفن المتجهة إلى اليمن وتأخيرها عرض البحر لفترات تصل إلى عام كامل إلى رفع تكاليف التأمين وبالتالي زيادة في قيمة الشحنات التي تصل إلى اليمنيين، مما ضاعف المعاناة المعيشية وفاقم الحياة سوءاً ، وفي بعض الحالات احتجزت سفن لمدة عام كامل قبل أن يسمح لها بالرسو في ميناء الحديدة ما أدى إلى تراكم مصروفات وقود وتبريد وغرامات تأخير بلغت في السفينة “فيكتوري” بقيمة الشحنة التي عليها إلى 5.5 مليون دولار.
تسببت القرصنة والإرهاب السعودي الأمريكي في البحر إلى توقف اثنين من أكبر خطوط نقل الحاويات في العالم، هما (إم.إس.سي) التي تعمل انطلاقا من سويسرا (وبي.آي.إل) التي تعمل من سنغافورة، عن تسيير سفن إلى موانئ الحديدة، وذلك بسبب التأخير والمخاطر التي تواجهها – ولم تستأنف (بي.آي.إل) خدماتها حتى الآن ، وواجهت شركة (إم.إس.سي) ثاني أكبر شركة شحن في العالم تحديات خلال رحلاتها ، ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي وتقرير الأمم المتحدة – الذي لم ينشر حسب وكالة رويترز -فقد جرى تأخير السفينة هيمانشي التابعة للشركة شهرين خلال صيف 2016 عندما حاولت الإبحار صوب الحديدة ، وقال متحدث باسم (إم.إس.سي) “الكثير من الشحنات التي نحملها في هذه المنطقة محدودة الصلاحية ومنها على سبيل المثال المواد الغذائية والأطعمة المبردة والمجمدة”.
وتوقفت الشركة عن الإبحار إلى موانئ في البحر الأحمر، وقالت في أغسطس إنها ستستأنف الخدمات للحديدة بطلب من العملاء بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة ومستوردين من القطاع الخاص ، ونتيجة للحصار لا توجد أي رحلات جوية تجارية إلى العاصمة صنعاء منذ العام 2016م.
انخفاض شديد في الاحتياجات الضرورية
بسبب الحجز المشدد والقرصنة الشاملة التي تمارسها سفن حربية سعودية وأمريكية على سفن الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة، لم يصل إلى اليمن خلال العام 2020م من النفط والغاز إلا ما يعادل 40% تقريبا من الاحتياج ، أما العام 2021م فلم تصل أي سفينة حتى اليوم ، فيما لم تصل أي شحنة حاويات خلال العامين الماضيين إلى ميناء الحديدة نهائيا ، ما دعا جماعات الإغاثة الدولية إلى التحذير من آثار الحصار السعودي.
يتمادى التحالف السعودي الأمريكي في الحصار الظالم على الواردات الضرورية ، وضمن سياق استراتيجية التجويع الإجرامية التي ينتهجها يحتجز عشر سفن نفطية منذ عام .
الحصار الإجرامي الذي يمارسه التحالف السعودي الأمريكي يعد إرهاباً دولياً موصوفاً بالقرصنة والخطف، فالسفن السعودية والأمريكية تقوم بتوقيف السفن النفطية والشحن التجاري بعد حصولها على تصاريح وفق نظام التفتيش الذي أقامته منذ مايو 2016م لتسهيل وصول الإمدادات التجارية وضمان منع وصول الأسلحة ، سفينة «بندج فيكتوري» حصلت في يناير 2020م على ترخيص دخول من قبل الأمم المتحدة وفقا لآلية التفتيش الأممية ، ومنذ ذلك الحين عام كامل مضى وما تزال السفينة وطاقمها محتجزين عرض البحر في أحد الموانئ السعودية ، النتيجة التي حققها تحالف العدوان بتواطؤ الأمم المتحدة والدول الغربية هي العزل الفعلي لليمن البالغ عدد سكانه 28 مليون نسمة يواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.
نقاط تفتيش وسط البحر
يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن فرض الحصار المطبق على اليمن بمنع سفن الواردات من الوقود والغذاء والدواء من الوصول إلى ميناء الحديدة ، حيث ينصب نقاط تفتيش عرض البحر يحتجز فيها كل سفن الشحن المتجهة إلى ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لليمنيين ، ففي العام 2020م أكثر من 50 ناقلة نفطية منعت من الدخول إلى ميناء الحديدة وخضعت للحجز ، ومنع تحالف العدوان والحصار والقرصنة السعودي الأمريكية سفنا تحمل ما يعادل 60% من الاحتياجات اليمنية من الوقود ، وعمدت وكالات الإغاثة إلى تخفيض كميات الغذاء التي تنقلها إلى بعض مناطق اليمن هذا العام وإلغاء المساعدات الممنوحة لقطاعات الصحة والمياه ، فيما يمعن تحالف العدوان والحصار والإرهاب والقرصنة في احتجاز السفن وتشديد الحصار على اليمن الذي يستورد أكثر من 85% من احتياجاته من الغذاء والدواء وسجلت الشحنات التجارية تراجعا شديدا.
تقع سفن المساعدات في شباك الحصار والقرصنة السعودية الأمريكية ، وسبق أن قامت سفن الحصار السعودية الأمريكية باختطاف إحدى السفن التي تحمل مضادات حيوية ومعدات جراحية وأدوية للعلاج من الكوليرا والملاريا تغطي احتياجات 300 ألف فرد ، وتعطلت الشحنة ثلاثة أشهر وقالت هيئة تعمل في المجال الإنساني إن أدوية قيمتها 20 ألف دولار تعرضت خلالها للتلف أو انتهت صلاحيتها.
لم تصل إلى ميناء الحديدة سفينة حاويات تجارية تحمل أدوية أو سلعاً غذائية منذ دمرت الغارات الجوية العدوانية من طائرات تحالف العدوان الرافعات العاملة في الميناء في أغسطس 2015م ، وردت سفن الحصار السعودي الأمريكي سفنا تحمل مساعدات وبضائع تجارية على أعقابها أو قامت بتعطيل مسارها قبل أن تصل إلى موانئ يمنية وذلك رغم أن الأمم المتحدة وافقت على شحناتها ، وكانت عشرات من تلك السفن تحمل أدوية ومواد غذائية بالإضافة إلى إمدادات أخرى.
إثر الحصار الذي يمعن التحالف العدواني السعودي الأمريكي في فرضه على الوقود بشكل كبير في الأزمة الإنسانية باليمن ، حيث يفاقم النقص في الوقود ندرة الأغذية لأن الوقود ضروري للزراعة والنقل ، وتقّدر الأمم المتحدة احتياجات اليمن من الوقود بحوالي 533 ألف طن شهريا حتى الآن، وفي عام 2021م لم يصل إلى اليمن أي لتر بنزين، فالتحالف يحتجز كل السفن ويمنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة منذ أشهر ، حيث بلغ النقص في الاحتياج في العام 2020م نسبة 55 % من الاحتياج الفعلي من واردات الوقود ، أدى ذلك إلى ارتفاع تكاليف الشحن المتزايدة إلى المستهلكين ، نتج عنه حالة معيشية متردية للمواطنين ، وضائقة مالية تعاني منها منشآت الخدمات والمرافق والنقل والمستشفيات تعاني من ضائقة مالية لا تستطيع في الغالب تحمّل تكاليف الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية.