الثورة / احمد السعيدي
– في إطار الوعي المجتمعي الكبير واهتمام القيادة السياسية بالمبادرات المجتمعية وإعطائها الأولوية للوصول إلى التنمية ومساندة الدولة وإيجاد الحلول لمشاكل المواطنين كان العام الماضي عام المبادرات المجتمعية بامتياز وفي كل المحافظات والمديريات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى.
– ولهذه المبادرات المجتمعية أهميتها في تفعيل دور المجتمع للبناء وتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات ففي الجانب الخدمي مثل شق الطرقات وجلب مياه الشرب ومكافحة الأوبئة وفي المجال الزراعي استصلاح الأراضي الزراعية والإرشاد الزراعي والتشجير وتصفية قنوات الري في الأودية ومواجهة الجراد ومكافحة الآفات الزراعية وإنجاز المبادرات التي تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يعتبر من الاقتصاد المقاوم ومبادرات صحية مثل نشر الوعي لمواجهة الأوبئة، وكذلك ردم المستنقعات وأماكن تواجد البعوض للحد من حالات حمى الضنك، إضافة إلى مبادرات ضمن العرف القبلي، وتنفيذ وثيقة شرف مثل الحد من غلاء المهور ومنع الاحتطاب الجائر، ومنع التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية ومبادرات التعليم والتكافل الاجتماعي وغيرها.
– وفي هذه المبادرات أيضا رسالة لأفراد المجتمع للتحرك في هذا الجانب الذي يمثل بالنسبة لشعبنا سلوكاً معتاداً منذ القدم ومنهاجاً نهجه الأباء والأجداد الذين ساهموا بمشاركة مجتمعية في تكوين حضارات يمنية جيلا بعد جيل وهي في الموروث الثقافي على مستوى الممارسة تعد أصيلة بالنسبة لمجتمعنا اليمني وإن وردت بأسماء مختلفة مثل الفزعة والرفد وغيرها بالإضافة إلى مبادرات التعاونيات التي أطلقها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في سبعينيات القرن الماضي إحياء للقيم والمساهمات المجتمعية.
– كما أن لهذه المبادرات أثرها الإيجابي من خلال بذل الجهود التنموية التي تعتبر الوسيلة الأهم التي من خلالها يتم التغلب على الكثير من المشاكل وفي مختلف الجوانب وتظهر قيادات واعدة يحركها التطوع والشعور بالمسؤولية، وللمبادرات أثرها في تنمية الأحساس بتملك المجتمع للمشروع، وتحقق الاستدامة وتغرس روح العمل الطوعي والجماعي بين أفراد المجتمع، فتعزز قيم التعاون والتكاتف والتسامح ومن خلالها يمكن الاستغلال الأمثل للموارد والفرص، وتتحقق التنمية المحلية بأسرع وقت وهي الخيار الأمثل والناجح للنهوض بالمجتمعات ليس على المستوى التنموي فحسب بل الثقافي والاجتماعي بالإضافة إلى ترسيخ الهوية الإيمانية والقيم اليمانية الأصيلة.
– وقد تجاوز عدد المبادرات النموذجية التي أقيمت العام الماضي ألفاً وخمسمائة مبادرة بتكلفة تجاوزت العشرين مليار ريال وهذا ليس العدد الكلي لجميع المبادرات التي أقيمت في 13 محافظة، وكان لمجال الطرق النصيب الأكبر بـ 850 مبادرة كما بلغت المبادرات الذاتية التي يقيمها المواطنون أنفسهم ألف مبادرة فيما كانت المبادرة المشتركة والمدعومة أكثر من خمسمائة مبادرة – حسب تقرير أعدته وزارة الإدارة المحلية مطلع العام الحالي.