عدد من قادة الأحزاب الوطنية يؤكدون لـ(الثورة):قضيتنا مقدسة وخيارنا واحد وندعو المغرر بهم للتوبة والاستفادة من قرار العفو العام
الروحاني: نحث الجميع على بذل المزيد من الجهد لإعادة المغرر بهم والعمل على ترتيب أوضاعهم
الشرفي: قضيتنا عادلة وندعو إلى التحشيد ومواصلة التحرك الجاد
سفيان العماري: استطاعت القوى الوطنية الرافضة للعدوان خلق اصطفاف وطني في مواجهة العدوان
أحمد العماري: عودوا إلى جادة الصواب وحكِّموا عقولكم قبل فوات الأوان
عبر أكثر من مصدر ومنبر حكومي، توالت رسائل التطمين لأهل مارب ومن نزح إليها ولم تقتصر تلك الرسائل على أولئك ولكنها شملت من يقاتلون في صفوف العدوان من المغرر بهم، حيث أعلنت حكومة الإنقاذ عن أرقام خاصة بهذه الفئة لكي يجنبوا أنفسهم القتل أو الأسر أو التشرد.. ومع اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من دخول مركز المحافظة شهدت العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة سلطات صنعاء، حالة من الاستنفار وبدأت التحضيرات لعقد مؤتمر مصالحة وطني يستوعب كل فئات وشرائح المجتمع اليمني.
إلى ذلك تداعت القوى الوطنية والجهات الرسمية وأعلنت عن عدد من الإجراءات التطمينية لأهل وقبائل مارب وللنازحين إليها، وعن استمرار العمل بقرار العفو العام لمن يترك القتال إلى جانب المعتدين والعملاء.
في هذا السياق التقت “الثورة” عدداً من قادة الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان وسألتهم عن الأدوار التي تؤديها هذه الأحزاب في معركة اليمن الكبرى وعن مصير ومستقبل المغرر بهم الملتحقين بقوى العدوان وعن حبل النجاة الذي رمته لهم صنعاء، وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / جمال الظاهري
• البداية كانت مع الأستاذ/ فاروق مطهر الروحاني – وكيل محافظة المحويت – الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي، الذي بدأ حديثه عن الحدث الأبرز قائلا: نبارك للشعب اليمني الانتصارات الكبيرة التي تتحقق بفضل الله ثم بفضل أولئك الأبطال من الجيش واللجان الشعبية والقبائل اليمنية الحرة في جبهات مارب والجوف وغيرهما وما تنفذه القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير من ضربات موجعة تطال مصالح العدوان السعودي الأمريكي.
ولفت الروحاني إلى أهمية الاستفادة من قرار العفو العام الذي أطلقته القيادة السياسية ودعوتها للمغرر بهم للعودة إلى صف الوطن.. وتحدث عن دور الأحزاب والمكونات الوطنية قائلا:
إننا في حزب الحرية التنموي نعمل مع كافة القوى والمكونات الوطنية وفي مقدمتها أحزاب التكتل المناهضة للعدوان على مواصلة الجهود لإفشال مخططات العدوان الرامية إلى تمزيق الوطن وتعميق الشرخ في أوساط الشعب اليمني وإذكاء النعرات المناطقية والطائفية والجهوية وخلق صراع دائم بين أبناء مجتمعنا عن طريق استخدام المغرر بهم من بني جلدتنا كأداة لتمرير مخططاتهم الساعية لاحتلال الأرض وانتهاك العرض ونهب الثروات والاستيلاء على مقدرات شعبنا والعمل على تغيير ديمغرافية البلاد في ظل هذا العدوان والحصار الذي يستهدف كل مكونات وأطياف مجتمعنا.
وأضاف: نعمل من أجل تعزيز عوامل الصمود وتوحيد الجبهة الداخلية وفي سبيل ذلك فإننا نجدد دعوتنا للمغرر بهم الذين ما يزالون يقفون في صف الغزاة المعتدين العودة إلى صف الوطن والاستفادة من قرار العفو العام باعتباره طوق النجاة والوسيلة الوحيدة لمراجعة أنفسهم وتصحيح مواقفهم الخاطئة فالوطن يتسع لكل أبنائه.
وشدد الروحاني قائلا: في هذا السياق ندعو ونؤكد على أهمية تضافر الجهود من قبل كافة القوى والمكونات الوطنية والمشائخ والوجهاء والشخصيات السياسية والاجتماعية ونحث الجميع على بذل المزيد من الجهد لإعادة كل المغرر بهم الملتحقين بصفوف العدوان والعمل على ترتيب أوضاعهم بعد العودة.
ولفت الروحاني إلى أهمية استغلال المغرر بهم لفرصة العفو العام ما دامت الفرصة سانحة ويعززها التوجه العام لتطبيع الوضع مع كافة أبناء المجتمع.
وأضاف قائلاً: حان الوقت ليقف جميع أبناء الوطن صفا واحدا ويعملون تحت راية واحدة في مواجهة العدوان وقوى الغزو والاحتلال.. حان الوقت للانتصار لليمن والاقتصاص ممن ارتكبوا جرائم الحرب وجرائم الإبادة بحق الأبرياء وجرائم ضد الإنسانية بحق الأطفال والنساء في كل مدينة وقرية على امتداد الجغرافيا اليمنية.
ونوه بأن من يشكك في أمن وسلامة العائدين من المغرر بهم إلى صف الوطن ويعمل على تثبيطهم ومنعهم من العودة إلى أهلهم ومنازلهم وقراهم ومناطقهم إنما يعمل على منعهم من نيل شرف المشاركة في الدفاع عن وطنهم وشعبهم وأولئك هم المستفيدون من استمرار هذا العدوان ومن يعملون على إطالة أمد الحرب على حساب شعبنا ووطننا وأمنه واستقراره.
وأضاف: العدو هو المستفيد الوحيد من بث روح الفرقة والاقتتال واستخدام أبناء الوطن الواحد كأداة في عدوانه الظالم وحصاره الغاشم وهذا ما لم ولن يكون في حال وحَّدنا صفنا لمواجهة العدو ونبذنا كافة الخلافات وراء ظهورنا تغليبا للمصلحة العليا للوطن مع حفظ الحقوق للجميع.
وأشار الروحاني قائلا: قضيتنا في مواجهة المعتدين قضية وطنية عادلة وها هي بوادر النصر تلوح في الأفق بفضل الله وبفضل سواعد الأبطال، إلا أننا في ذات الوقت نؤكد أن من يصرون على البقاء في صف العدو والقتال ضد أبناء شعبهم فإن نهايتهم على مر التاريخ معروفة، فمن لم تطله نيران أبطال الجيش واللجان الشعبية ستطاله نار الغدر والقتل ممن يعملون لديهم كمرتزقة وخونة وعملاء ضد أبناء شعبهم ووطنهم وستطاردهم لعنات التاريخ والأجيال القادمة.
خيار مقدس ومبدأ ثابت
•الأستاذ محمد احمد الشرفي – نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان استعرض البدايات وركز على أهمية استشعار المسؤولية إزاء خطورة العدوان وكيف تعاملت الاحزاب المناهضة للعدوان مع الحدث وحددت مواقفها منه .
وقال: استشعرت الأحزاب المناهضة للعدوان مسؤوليتها الوطنية المقدسة منذ الوهلة الأولى للعدوان، وانضمت إلى جانب شركاء النضال الوطني وفي مقدمتهم حركة أنصار الله في معركة اليمن المصيرية للتحرر والاستقلال من الهيمنة الخارجية، انطلاقاً من مسؤوليتها الدينية والوطنية أمام الله والشعب.
وأكد أن خيار الأحزاب الوطنية الوحيد هو الدفاع عن الوطن وأنه لن يتغير وسيظل إلى جانب حلفائهم وأن هذا الخيار مقدس ونابع من المبدأ الثابت الذي لن يتغير مادام العدو مستمراً في عدوانه، وبالتالي فإن أي وسيلة شرعية من شأنها مناهضة العدوان، فإنها متاحة ومشروعة لجميع مكونات المجتمع السياسية والقبلية والمدنية وتصب في تعزيز تماسك الجبهة الوطنية بين مكونات المجتمع السياسية والقبلية المختلفة.
وعن تطلعات الأحزاب الوطنية التي ثبتت وحددت خيارها في الصمود والمواجهة للعدوان يستعرض الشرفي الخيارات والمتاحة قائلا: أما في إطار الحراك الدبلوماسي الدولي بشأن العدوان على اليمن واستئناف العملية السياسية، فإن الأحزاب ما تزال – كجميع اليمنيين- تتطلع إلى صحوة ضمير المجتمع الدولي وأحرار العالم من أجل إيقاف العدوان ورفع الحصار والمعاناة عن الشعب اليمني، لكنها في الوقت نفسه تدرك – من خلال التجارب الكثيرة- أن المجتمع الدولي لا يستجيب إلا للقوة، ومن هذه الحقيقة فإنها تدعو إلى مواصلة مسيرة العطاء والتضحية والتحرك الجاد من الجميع في التحشيد إلى ساحات المواجهة المختلفة، انتصاراً لمظلومية اليمنيين وقضيتهم العادلة، متوكلين على الله ومؤمنين بأن النصر من عند الله وحده، وأن النصر والفرج قريب.
ولفت محمد الشرفي – نائب رئيس التكتل الوطني للأحزاب المناهض للعدوان- إلى أن:
إضافة إلى جهود الأحزاب المناهضة للعدوان في الحشد والتعبئة والتثقيف، فإنه تقع على عاتقها مسؤولية التواصل مع المغرر بهم من المرتزقة -سواء الموجودين في المحافظات المحتلة أو المقيمين خارج الوطن- ودعوتهم للعودة إلى حضن الوطن وإلى ديارهم آمنين وإرشادهم إلى ذلك وإلى ضرورة التنسيق مع الجهات المختصة لضمان سلامتهم وحفظ حقوقهم.
وأضاف: لقد تكشفت الحقائق لدى كثير منهم، وظهر لهم أن ما كان يروِّج له قادة العدوان وأذنابهم من الأهداف لم تكن سوى وسيلة لاستمرار سلب السيادة الوطنية ونهب الثروات والمقدرات عن طريق تجنيدهم كعملاء لضرب اليمنيين ببعضهم ولضمان ديمومة الصراع.
حامل سياسي ومنير إعلامي ثقافي
• أما الأستاذ سفيان العماري – الأمين العام المساعد لحزب الشعب الديمقراطي فقد بدأ حديثه عن الأسباب التي أوجبت إنشاء التكتل السياسي المناهض للعدوان كضرورة لمواجهة العدوان وحامل سياسي معبِّر ومدافع عن مصالح الشعب اليمني ومنبر إعلامي ثقافي يتصدى للجهاز الإعلامي للعدو ويفضح ما يضخه من أباطيل ومعلومات مضللة.. وفي هذا قال: منذ تأسيس هذا التكتل السياسي المناهض للعدوان كردة فعل طبيعية على بدء العمليات الحربية على وطننا العزيز عملت هذه الأحزاب على توحيد الجبهة الداخلية خلف مكون أنصار الله الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن سيادة هذا البلد واستقلاله والانعتاق من التبعية الإقليمية والدولية.. ومن منطلق الواجب الوطني والأخلاقي والديني اندفعت هذه الأحزاب والمكونات الوطنية وانخرطت في جهد سياسي وإعلامي شكل حاملا سياسيا للجيش واللجان الشعبية ومنبرا لتفنيد ادعاءات وسائل إعلام العدوان التي حاولت تصوير مكون أنصار الله على أنه فصيل مسلح تمرد على الدستور وانقلب على السلطة وأن البلاد افرغت من قواها السياسية والوطنية بعد رحيل بعض رموز النظام من أولئك السياسيين الانتهازيين وبعض القيادات القبلية والاجتماعية التي لطالما استمرأت العمالة للأجنبي ورهنت مصيرها له.
واستطرد قائلا: لقد استطاعت القوى الوطنية الرافضة لهذا العدوان خلق اصطفاف وطني سمي (تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان) ومنذ البدايات كان له شرف الانطلاق منذ تأسيسه في عملية مواجهة أبواق العدوان وآلته الإعلامية رغم فارق الإمكانات الواضح.
ونوه العماري بالدور الذي لعبه التكتل السياسي المناهض للعدوان قائلا: لقد خاض التكتل معركة من نوع آخر في الميدان الاجتماعي من خلال التحشيد لرفد الجبهات وصيانة الوعي الجمعي لأبناء الوطن من الاختراقات الفكرية والآيديولوجية عبر حضور اللقاءات والندوات الشعبية والنخبوية والفعاليات الجماهيرية والمؤتمرات الصحفية التي عملت على نشر المعلومة العسكرية والأمنية الصادقة وعن عمليات ومواقع الاستهداف الممنهجة لمقدرات هذا البلد من قبل تحالف العدوان الذي استهدف الأرض والإنسان.
وقال: ما يزال هذا التكتل الوطني يضطلع بأدوار هامة في ملفات حساسة، منها على سبيل المثال لا الحصر ملف المصالحة الوطنية والحوار الوطني الذي يهدف إلى إعادة اللحمة داخل المجتمع وتفعيل قانون العفو العام والتواصل الجاد والمسؤول مع كل من يرغب في العودة إلى أحضان الوطن أفراداً أو جماعات والتنسيق لذلك مع القيادة السياسية وها قد أثمر ذاك الجهد الذي نجني ثماره اليوم من خلال عودة الآلاف من المغرب بهم إلى أحضان الوطن.
ولفت سفيان العماري- الأمين العام المساعد لحزب الشعب الديمقراطي- إلى دور آخر اضطلع به التكتل لا يقل أهمية عمّا ذكر سابقا وذلك عبر المشاركة الفاعلة في الوفد الوطني المفاوض والمساهمة إلى جانب مكون انصار الله في البحث عن حلول تضمن الحل الشامل والعادل غير المنقوص الذي يضمن إنهاء العدوان والحصار على بلادنا وخروج القوات الأجنبية المحتلة من كافة التراب اليمني وإيجاد صيغة وطنية للسلام والتعايش من خلال الدولة الوطنية الضامنة التي تقف على مسافة واحدة من كل أبناء الوطن, لأن هذه هي الدولة المدنية الحديثة التي يستحقها اليمنيون بعد كل هذه التضحيات الجسام.
التاريخ لا يرحم
• أما الأخ أحمد العماري – عضو الهيئة التنفيذية لتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان فيبدأ حديثه عن نشاط الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان، قائلاً: منذ الوهلة الأولى للعدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا وحتى اليوم في عامه السادس على التوالي تتحرك الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان بكل وسيلة ممكنة ومتاحة سياسيا وعسكريا وثقافيا وتعبئة عامة لدعم ورفد الجبهات بالمال والرجال والقوافل الغذائية من خلال الأعمال والأنشطة والفعاليات المستمرة التي تقوم بها قيادات وكوادر هذه الأحزب في إطار الهيئة التنفيذية لتكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان بالتنسيق والتعاون مع أنصار الله الذين هم في صدارة المشهد وأصحاب الدور الأبرز في هذا المعركة المقدسة التي يخوضها أبناء شعبنا اليمني بكل اقتدار وبسالة، على الرغم من الفارق الكبير في الحشود والإمكانيات التي يمتلكها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الغربي الذي استخدم كل الطرق والوسائل والأساليب القذرة في هذه الحرب الوحشية والعدوانية لتحقيق أهدافه الاستعمارية، لكنه عجز عن تحقيقها بفضل صمود وتضحيات هذا الشعب العظيم الواثق بالنصر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى ..
وعن دور هذه الأحزاب تجاه المخدوعين، يقول العماري: الدور الذي تقوم به الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان تجاه المخدوعين والمغرر بهم يتمثل في توجيه النصح لهم ودعوتهم للعودة إلى حضن الوطن الذي يتسع للجميع والعودة إلى جادة الصواب وتحكيم العقل قبل فوات الأوان واستغلال قانون العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي الأعلى لأن التاريخ لا يرحم خصوصا بعد أن تجلت الأمور أمامهم واتضحت الحقائق لهم، لاسيما بعد كل الأحداث والتطورات والمجريات في الآونة الأخيرة التي كشفت حقيقة كل من النظام السعودي والإماراتي والنظام البحريني المطبعة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي هي عبارة عن أدوات وجزء لايتجزأ من المشروع الصهيوامريكي في المنطقة.
تقرأون في الملف :
داعش والقاعدة تقودان جبهات العدوان والمرتزقة في مارب.. التحالف المكشوف
أكاديميون لـ”الثورة “: اختطاف النساء في مارب وصمة عار في جبين مرتزقة العدوان