د. جابر يحيى البواب
يتكلم الكثير من المعنيين بدوري كرة القدم “مجالس الأندية – الحكام – المدربين – اللاعبين – عشاق كرة القدم” ويجمعوا على ضرورة إقامة دوري كرة القدم وتنشيط المنافسات الرياضية الكروية في مختلف محافظات الجمهورية، كما يجمع البعض على ضرورة إنهاء الدوري السابق “دوري العام 2014” واستكمال المراحل التي توقف عندها، أو إلغاء كل النتائج التي ترتبت عنه “هبوط أندية وصعود أندية”، حتى ينطلق الدوري المعلن من قبل الاتحاد العام والذي كان من المقرر انطلاقه في الخامس عشر من هذا الشهر؛ ولكن ولأسباب غير معلنة لم ينطلق الدوري، حدث ليس الأول ولم يعد غريباً على الشارع الرياضي فاتحاد كرة القدم في السنوات الأخيرة أصبح مشهوداً له بقرارات السراب ومعروفاً بتصريحاته المراوغة، ووعوده الكاذبة.
فهل يبقى هناك بصيص من الأمل يرى الدوري من خلاله النور؟ وهل ستنتهي فقاعات التصريحات الكاذبة؟ ومتى سيشعر أمين عام اتحاد كرة القدم بمسؤوليته ويمحو النعاس الأبدي من ذاكرته؟ ست سنوات مضت واتحاد كرة القدم يعبث بتاريخ كرة القدم اليمنية ويهزأ بجمهورها وعشاقها، ست سنوات ومجلس إدارة الاتحاد يمارس لعبة الأطفال الشعبية المشهورة “الثعلب فات فات” ست سنوات والأكاذيب مستمرة.
قبل أسابيع سافر وفد من صنعاء من أعضاء مجلس الإدارة وآخرون من عدن ليلتقوا بسعداء الحظ القابعين في جمهورية مصر، من اجل إعلان دوري فات عليه الوقت متجاهلين دوري 2014 غير المستكمل.. كفى فلم تعودوا قادرين على تقديم شيء للكرة اليمنية، كفى لقد فقد الشارع الرياضي الثقة فيكم، ولم يعد حولكم غير المنتفعين الحريصين على عدم فقدان مصالحهم ومنحهم المالية التي تتيح لهم الاستمرار في بلاد الغربة والعيش في محيط اللعبة “الدوري فات فات وفي ذيله سبع كذبات”.
نعيد ونذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين، فلربما تاه مفهوم دوري كرة القدم في أزقة وحارات ذاكرة أعضاء مجلس إدارة الاتحاد من كثر ممارستهم للعبة “الثعلب فات فات”.. يا سادة يا كرام دوري كرة القدم هو مباريات أو بطولة محلية تنافسية في لعبة كرة القدم تنظم على مستوى الأندية، وتقام سنويا وفي كل دول العالم تقريبا، وتختلف إمكاناتها ومستوياتها من بلد لآخر ومن قارة لأخرى؛ ولا يشترط أن يكون اللاعبون في الدوري ينتمون إلى الدولة التي يلعبون فيها بل يمكن شراء أو استعارة اللاعبين من دول مختلفة وذلك في الفترة ما بين المواسم الرياضي لهذا البلد.
توجد في البلد الواحد عدة درجات أفضلها دوري الدرجة الأولى (الممتاز) ثم الثانية فالثالثة فالرابعة.. أول دوري رسمي في التاريخ كان الدوري الإنجليزي الذي أسس عام 1888.. وهو واحد من أفضل الدوريات في العالم حتى اليوم إلى جانب الدوري الفرنسي والإسباني والألماني والإيطالي.
يضم كل دوري محلي 20 نادياً ويتم تصنيف الأندية وفق الدرجات بحسب مستواها في الموسم السابق “بحسب مستواها في الموسم السابق يعني لا تتجاهلوا موسم 2014”.. فتنتقل الأندية الخمسة الأولى في ترتيب الموسم السابق إلى الدرجة الأعلى (مثلا من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى) وبالعكس تهبط آخر خمسة أندية في الترتيب من الدرجة العليا إلى الدرجة الأدنى؛ وتحظى الأندية ذات المراكز العليا من الدرجة الأولى فقط بالمشاركة في البطولات على مستوى القارة وعددها يختلف من دوري إلى آخر.
كل موسم في الدوري يقسم إلى مرحلتين مرحلة الذهاب (تنتهي في أغلب الدوريات مع نهاية السنة) ومرحلة الإياب (تنتهي غالبا مع بداية الصيف) وكل ناد لابد أن يلاقي جميع الأندية الـ19 البقية في درجته مرتين “ذهاب وإياب” أي أنه سيلعب 38 مباراة.
“ذهاب واياب” هل تعون معناهم، وهل لديكم القدرة على تفعيلهما في الدوري اليمني، وهل وفر الاتحاد الإمكانيات اللازمة لانطلاق الدوري؟ هل تم دعم الأندية ومنحهم السيولة المالية الكافية لمواجهة أعباء دوري كرة القدم في ظل هذه الظروف التي تمر بها اليمن؟ أم فقد تم حجز قاعة اجتماعات في فندق فاخر بالقاهرة، وصرف بدل سفر لأعضاء لا تأثير لهم ولا قيمة لأفكارهم وآرائهم أمام قرارات الأمانة العامة ورغبة رئيس مجلس الإدارة.. بصراحة الدوري فات فات وفي ذيله سبع كذبات، وفقدتم المصداقية وخسرتم ثقة الجمعية العمومية.