شكرا◌ٍ للأشقاء..!! 

المواقف الأخوية الصادقة التي عبرت عنها القيادات السياسية والرياضية في دول مجلس التعاون الخليجي والتي أكدت من خلالها دعمها اللامحدود لإنجاح خليجي 20 الذي تستضيفه اليمن وتنطلق فعالياته في 22 نوفمبر المقبل في محافظتي عدن وأبين¡ مثل هذه المواقف الأخوية جسدت بحق الاستطراد التاريخي الذي تتميز به علاقات اليمن بأشقائها في منطقة الجزيرة العربية والخليج وكذا التمازج الحضاري الذي يستمد صيرورته وحيويته الدائمة والمستمرة من وشائج القربى والإخاء وأمومة الجغرافيا والترابط الأسري والاجتماعي والمصير المشترك.
لقد كنا على ثقة من أن الأشقاء لن يكونوا إلاø عونا◌ٍ وسندا◌ٍ لكل الجهود لتي بذلها اليمن¡ وما يزال¡ من أجل تهيئة كل سبل النجاح لبطولة خليجي 20 وإظهارها بالصورة المشرفة واللائقة بشباب هذه المنطقة وتطلعات شعوبها وطموحاتها في إضفاء بريق جديد على هذه البطولة التي صارت اليوم تحمل الكثير من الدلالات الشاهدة على أن ما يجمع بين شعوب منطقة الجزيرة والخليج من أواصر التلاحم والإخاء هو أقوى من كل الحدود المصطنعة والأوهام التي ينفخ في نارها من يسوؤهم أن تمتلك هذه المنطقة تلك الخصوصية التاريخية والجغرافية.
وبعيدا◌ٍ عن كل ما جرى من تشكيك وما تم تسويقه من تشويش بشأن جاهزية اليمن لاستضافة هذا الحدث الرياضي والشبابي الكبير¡ وهو ما تجاوزته اليمن بخطوات جادة أفضت إلى استكمال إنجاز المنشآت الرياضية من ملاعب مباريات وتدريب وبنية تحتية ومنشآت إيوائية وتجهيزات أخرى ذات صلة بنجاح هذه البطولة¡ نجد أنفسنا اليوم في اليمن أكثر سعادة بما أنجزناه في هذا الجانب وفي وقت وجيز¡ لإيماننا بأن ما تحقق على جميع المستويات يعزز في الانسان اليمني على هذه الأرض الطيبة عوامل الدافعية والحماس لمزيد من العمل الجاد¡ لإنجاز أولويات التطور والنهوض التنموي الشامل¡ خاصة وقد أظهرت هذه الجهود الكبيرة قدرة الانسان اليمني على التفوق والإجادة والأداء المنظم والتغلب على كل الصعاب والإمكانيات الشحيحة.
وتزداد سعادتنا أكثر أننا لم نترك حمىø التشكيك والتشويش تنال من همتنا وعزيمتنا ونحن نتصدر لهذه المهمة التي مثلت بالنسبة لنا اختبارا◌ٍ حقيقيا◌ٍ كان لا بد وأن ننجح فيه¡ سيما وأن تلك المهمة كما أشار تقرير اللجنة الإشرافية العليا قد انصب بشكل أساسي على تحقيق ثلاث غايات رئيسية تمثلت في التهيئة الكاملة للمنشآت الرياضية والإيوائية وخدمات البنية التحتية وضمان حسن التنظيم والإعداد الجيد للبطولة إضافة إلى حفز قدرة المنتخب الوطني الكروي على المنافسة المشرفة.
وفي الوقت الذي نعبر فيه عن امتناننا وشكرنا لموقف الأشقاء المساند والداعم لإنجاح خليجي 20 في اليمن¡ فإننا نؤمن بأن مشاركتهم الفاعلة ستفتح الآفاق واسعة أمام مزيد من التعاون وانسياب المشاريع المشتركة التي من شأنها توسيع المنافع المتبادلة والمصالح المتنامية بين دول الجزيرة والخليج¡ خاصة وان اليمن يتمتع بفرص كثيرة للاستثمار وتوظيف الأموال في إقامة المشاريع التي تنهض بالقاطرة الاقتصادية ليس في اليمن وحسب¡ وإنما في المنطقة كلها.
وسيلمس الأشقاء بأنفسهم عن قرب مكانتهم في نفوس أبناء الشعب اليمني¡ ومدى المحبة التي يبدونها لأشقائهم في هذه المنطقة على امتدادها الجغرافي. وأنهم يتطلعون إلى اليوم الذي تصبح فيه هذه المنطقة أنموذجا في التكامل والاندماج والشراكة الإنمائية والاقتصادية¡ وبالذات في هذه المرحلة التي يقف فيها العالم على أبواب الحدود المفتوحة وتحديات شروط منظمة التجارة العالمية¡ الساعية إلى جعل أسواق العالم بمثابة سوق واحدة سيكون فيها التأثير للتكتلات والتجمعات المتماسكة.
ولا نملك بعد ذلك إلاø أن نقول لأبناء العمومة أن منبع أصل العرب ينتظر إخوة كراما وضيوفا أعزاء حبهم في قلوب اليمنيين في منزلة واحدة .
وسيكون اليمن السعيد أكثر سعادة بهم وهم يشاركونه الاحتفاء بالحدث الثقافي والرياضي المرتقب¡ الذي سيتوهج أكثر في حاضرة الزمان والتاريخ وطن الإيمان والحكمة.