الثقة بالذات 

 بقدر الآثار العميقة التي تعرض لها اليمن جراء الأعمال الإرهابية التي أطلت عليه بوجهها القبيح من خلال شرذمة ضالة ومنحرفة اعتنقت فكر التطرف والعنف والقتل.. بالقدر الذي حرك فيه هذا التحدي في نفوس أبناء الشعب اليمني مكامن الإرادة وعزائم المواجهة والإصرار القوي على اجتثاث هذه الآفة الخبيثة وتطهير الأرض اليمنية من رجس التطرف والغلو والإرهاب وتخليص الوطن من شرور عناصره الإجرامية بشكل نهائي وكنسها إلى مزبلة التاريخ.
وتتأكد شواهد هذه الإرادة في تلك المواقف الشجاعة التي يسجلها أبناء محافظتي شبوة وأبين وغيرها من المحافظات الأخرى الذين بادروا إلى الالتفاف خلف إخوانهم أبطال القوات المسلحة والأمن في ملاحقة تلك العناصر الارهابية ودك أوكارها ومخابئها وجحورها حيثما حلت وتواجدت وتلقين تلك العناصر الضالة التي خانت الله ورسوله .. الدروس التي تستحقها جزاء ما اقترفته من جرائم وآثام بحق هذا الوطن وشعبه.
 – وإذا كان مثل هذا المشهد من التلاحم الشعبي في مجابهة أعمال الإرهاب¡ والذي برزت تجلياته بأنصع صورة في الموقف الوطني المسؤول الذي قدمه أبناء محافظتي شبوة وأبين وغيرها من محافظات الوطن وأكدوا من خلاله رفضهم التام والقاطع أن تصبح أي من مناطقهم مأوى لأي إرهابي أو مخرب أو عابث أو خارج على النظام والقانون.. فإن مثل هذا الموقف يتكرر بنفس الدلالات والروح الوطنية من قبل أبناء محافظات عدن ولحج وأبين وغيرها من المحافظات الذين عبروا بصدق وإخلاص عن أنهم سيكونون جنودا أوفياء لكل ما من شأنه إنجاح «خليجي 20» الذي تنطلق فعالياته الرياضية والثقافية في الثاني والعشرين من نوفمبر القادم.
وأنهم لن يسمحوا لأي موتور أو حاقد أو مختل عقليا بالتشويش على هذا الحدث البهيج الذي تستضيفه بلادنا للمرة الأولى والذي سيشكل نجاحه نجاحا لليمن وأبنائه جميعا بدون استثناء.
وما يسر أكثر أن الجميع صار مستشعرا لمسؤولياته بما فيهم أولئك الشباب الذين يقومون ومن تلقاء أنفسهم بمبادرات ذاتية لتنظيف شوارع مدينة عدن من المخلفات وغيرها¡ ومنهم من رأيناه مصابا بإعاقة جسدية ولكنها لم تمنعه من إثبات حبه ووفائه وإخلاصه لهذا الوطن المعطاء.. يتكئ على عصاه بيد وبالأخرى يمسك أدوات التنظيف وينهمك في العمل جنبا إلى جنب مع إخوانه الشباب وفي ذلك دلالة حية وقوية على أن أبناء الشعب اليمني هم أقوى من كل التحديات فلا الإرهاب يمكن أن يفت في عضدهم.. ولا جسامة المسؤولية المرتبطة باستضافة «خليجي 20» يمكن أن تثنيهم عما عزموا عليه لإثبات الذات.
– وحسبنا في هذه المشاهد الوطنية الرائعة أنها التي تبعث للأشقاء المشاركين في هذا الحدث العظيم برسالة تؤكد أنهم سيكونون ضيوفا كراما أعزاء على كل أبناء الشعب اليمني وقيادته السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية- الذي ظل يتابع أولا بأول وعن كثب فرق الأعمال الميدانية المكلفة بإنجاز المنشآت الرياضية والشبابية ومرافق الإيواء وكل ما يتعلق باستضافة هذا الحدث وبما يؤدي إلى إنجاز كافة الأعمال بحسب الخطط والبرامج الموضوعة لها وبأدق التفاصيل المرسومة.
– وليس من المبالغة في شيء أن اليمن قد استطاع التغلب على الزمن والمصاعب¡ حيث أنجز ثمانية ملاعب رياضية وبمواصفات دولية حديثة وغيرها من المنشآت الإيوائية ومشاريع البنية التحتية في فترة وجيزة وزمن قياسي ليسجل بذلك تميزا بين الدول التي سبق وأن استضافت الدورات السابقة لفعاليات كأس الخليج للمرة الأولى¡ لتواكب بلادنا بهذه المنجزات والمنشآت المستوى الذي بلغه اشقاؤها في هذا المجال وفي فترة محدودة جدا  وهو أمر كان أشبه بالمستحيل.. ولكن ها هو المستحيل قد أصبح حقيقة بفضل توفر الإرادة والعزيمة والإصرار على بلوغ الهدف المنشود.
– وستبقى مثل هذه الشواهد مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الوطن اليمني الذين اختزلوا الزمن وبرهنوا على اقتدارهم وجدارتهم في كسب الرهان وتحقيق المعجزات.

قد يعجبك ايضا