حسن الوريث
فضل رازح شخصية رياضية وإدارية معروفة مشهود لها بالكفاءة في العمل الإداري الرياضي، هو الآن أمين عام نادي العروبة التقيته مصادفة في ميدان التحرير وكان معه المدرب القدير علي باشا مدرب الفريق الكروي الأول للنادي والذي يعد من أكفأ مدربي كرة القدم في اليمن حيث كانا ليس في “حيص بيص” كما يقال في المثل العربي القديم فقط وإنما يضربان “أخماساً في أسداس” وعندما سألت عن سبب هذه الحالة عرفت أن إدارة النادي تبحث عن تمويل للمشاركة في الملتقى الشتوي بنادي الوحدة وكذا المسابقات والبطولات القادمة في مختلف الألعاب ولم يجدوا أمامهم من ينقذهم من هذا المأزق.. مشاركات واستحقاقات في مقابل دعم مفقود وإن وجد فهو شحيح.
طبعاً لم تكن حالة نادي العروبة هي الوحيدة، فمعظم الأندية تعاني من نفس المشكلة المتمثلة في انعدام الدعم من وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب، وحتى القطاع الخاص ليس ذلك الداعم الذي يعتمد عليه، فالكثير من رجال المال والأعمال ليست الرياضة في مرمى أهدافهم أو أن هناك خللاً ما في طريقة تعامل الجهات المختصة مع هذا القطاع وسنؤجل الحديث عن علاقة القطاع الخاص بالرياضة والاستثمار فيها ودعمها إلى موضوع قادم ، ولكننا الآن وفي هذه الزاوية سنتحدث عن ما هو متاح وكما يقال “عصفور في اليد خير من عشرة عصافير على الشجرة” وهذا العصفور الذي يفترض أن يكون في يد الأندية الرياضية هو الدعم من السلطات المحلية في أمانة العاصمة والمحافظات خاصة أن 30 % من إيرادات صندوق النشء يذهب إلى المجالس المحلية وفقاً لقانون إنشاء الصندوق ويفترض أن يذهب جزء منه إلى الأندية لدعمها ومساعدتها في المشاركات المختلفة.
طبعاً بعد المتابعة للكثير من الأندية اتضح أن الدعم المحلي غائب تماماً وأن أغلب السلطات المحلية أغلقت باب دعم الرياضة والشباب والأندية ولا تقدم لها أي شيء رغم أن ذلك من أبسط واجباتها تجاه هذا القطاع الهام لكن لا حياة لمن تنادي وعندما نبدأ من رأس الهرم في السلطات المحلية والمتمثلة بأمانة العاصمة والتي تستحوذ على معظم الموارد من عائدات الـ30 % المخصصة من صندوق النشء نجد ليس غياباً ولكن هروباً كبيراً حيث أنها تركت الأندية تواجه مصيرها المحتوم بالفشل وربما يصل في قادم الأيام إلى الفشل والانهيار، فالرياضة ليست في وارد اهتماماتهم إلا في حضور افتتاح واختتام بعض البطولات فقط لا غير لتسجيل الحضور في منصات الإعلام ووسائله بتصريحات وهمية عن دعم للرياضة غير موجود إلا في مخيلتهم أما في واقع الأمر، فالرياضيون لم يلمسوا أي شيء وأنا أقول أنهم لن يلمسوه لأن هذا العصفور الذي كانت الأندية تظن أنه في يدها طار ولم يتبق لها شيء من ذلك وهذا الأمر ينطبق على بقية المحافظات والسلطات المحلية.
بالتأكيد إن هروب السلطات المحلية من القيام بواجباتها في دعم الأندية يشكل علامة استفهام كبيرة عن السبب وراء ذلك؟ ولماذا تترك الأندية تواجه مصيرها لوحدها؟ وأين تلك الأموال التي تجبى باسم المجالس المحلية عبر صندوق الشباب؟ ولماذا لا يتم تخصيص ولو جزء بسيط منها لدعم الأندية في مشاركاتها المختلفة؟ وأين التنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية والسلطات المحلية في هذا الجانب؟ وهل تعرف السلطات المحلية دورها الذي يجب عليها القيام به في دعم الرياضة ورعاية الشباب وأنشطتهم؟ أم أنها – أي الأندية – كالمغني جنب الأصنج مع هذه السلطات المركزية والمحلية والقطاع الخاص؟ وتساؤلات كثيرة تبحث عن إجابات لكن السؤال الأهم والأبرز هو: هل ستبقى الأندية والرياضة بشكل عام واقعة بين دعم مركزي شحيح أو غائب ودعم محلي مفقود تماماً؟.. نتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى هذه الجهات كافة لتقوم بدورها وواجبها تجاه الرياضة والشباب.