الرهان على الخارج!!
عبدالله الأحمدي
لليمنيين تجارب مريرة مع العدوان والغزو والاحتلال والتدخلات الخارجية في شؤونهم الداخلية.
منذ ما قبل الإسلام واليمنيون يعانون من التدخل الخارجي في شؤونهم، ومحاولة الاعتداء على سيادة واستقلال بلادهم.
يحدثنا التاريخ أن الرومان حاصروا مأرب عاصمة السبائيين لسنوات، ولكنهم هزموا على أسوار المدينة،وعادوا يجرّون أذيال الهزيمة والعار.
وكان الغزو الحبشي هو الأقذر الذي تذرع بالمسألة الدينية،وبما سمي باضطهاد النصارى وإحراقهم في أخدود نجران إبّان سلطة الملك يوسف أمسار ( ذو نواس ) آخر ملوك الدولة الحميرية.
وحقيقة هذه الواقعة؛ أن نصارى نجران كانوا على اتصال بالدولة البيزنطية المسيحية في التآمر على الدولة الحميرية. ( طابور خامس ) ولم يضطهدوا بسبب معتقداتهم، كما تروّج بعض الكتابات الدينية والأساطير التاريخية.
وغالبا ما كان الغزاة يتخفّون وراء العملاء الذين يتقدمون جيوش الاحتلال،ويدّعون مظلومية ما.
وغالبا ما يكون أولئك الذين يستدعون الخارج ضد مواطنيهم وشعبهم هم أولّ الضحايا.
ابن ذو يزن كان واحداً من هؤلاء فقد استعان بسجناء كسرى ضد الأحباش لتحرير موطنه، ولكنه لقى حتفه على أيدي من استعان بهم.
أما تجربة اليمنيين مع الأتراك فهي أشد مرارة،فأربعة قرون من الاحتلال والغزو والقتل والنهب والاغتصاب والمقاومة لم تكن سهلة. ولم يكن الأتراك في وارد الخروج من اليمن لولا انهزامهم في الحرب العالمية الأولى.
والحال لا يختلف مع التدخل المصري في ستينيات القرن الماضي.
العدوان أو الاحتلال لا يخدم إلا أجنداته،ومخطئ كثيرا من يعتقد أن العدوان،أو الاحتلال،أو التدخل يعمل لصالحه،أو إنه سيعيده الى الحكم!!
تجربة اليمنيين مع العدوان السعودي وتدخلاته في الشؤون الداخلية لبلادهم هي الأكثر مرارة.
فمنذ عشرينيات القرن الماضي واليمنيون يتعرضون للمذابح والاعتداءات على أيدي عصابات مملكة داعش الوهابية.
وقد قتل مئات الآلاف من اليمنيين الأبرياء على أيدي عصابات الإرهاب الوهابي،وكانت مذبحة الحجاج في وادي تنومة في عسير في العام ١٩٢٣م هي الأفضع.
واليوم يتجرع اليمنيون وخاصة في المحافظات المحتلة مر الاحتلال بعد أن صفق بعضهم للعدوان وفرشوا عيونهم، وأباحوا أعراضهم لجيوش الغزو الأجنبي. وقد قرأنا عن فضائع تعرض لها مواطنون ومواطنات في عدن ومارب وسقطرى وتعز وصلت إلى حد اغتصاب الرجال والأطفال في سجون عدن، وشوارع تعز على أيدي جنود الاحتلال الإماراتي وبلاطجة منحطين في صفوف ما تسمى الشرعية.
هذه المرة تذرّع الغزو بعودة ما يسميه الشرعية،بعكس ما كان عليه في ستينيات القرن الماضي، حين كان يتذرّع بعودة إمامة بيت حميد الدين.
الذين يراهنون على قوى الاحتلال الأجنبي؛ هم جماعات مهزومة لفظها
الشعب،وثار عليها وتريد أن تنتقم من الشعب بالاستقواء بالاحتلال الأجنبي. هذه المرة هم حثالة حكم السفارات التي كانت تفرض علينا عملاءها الأنذال.
الاحتلال السعو/ إماراتي هو احتلال همجي لا يمتلك قيما،يستهدف تدمير هوية الشعب اليمني؛ قيما وأخلاقا. إذ يقوم بتفكيك النسيج المجتمعي وتحويل الكثير من الناس تحت ضغط الحاجة إلى مرتزقة أتباع، يلهثون وراء المغريات المالية.
كما يريد تحويل النساء إلى داعرات. وزرع الجنوب بالمعاهد السلفية الوهابية الداعشية التي تتنكر لهوية الشعب اليمني الدينية والوطنية.
قبل فترة نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي قرار إداري لمدير عام مكتب التربية في محافظة المهرة المدعو/ سمير مبخوت هراش،موافق عليه المحافظ بتسمية ثمان مدارس في المحافظة بأسماء مدن سعودية.
المسألة عند البعض بسيطة،لكنها في الحقيقة محو للذاكرة الوطنية والتاريخ، وحضور للاحتلال بأسماء مدنه ونظامه.