الإرهاب على أصوله
حمدي دوبلة
أقل ما يمكن أن توصف به ممارسات وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز سيطرتها وهيمنتها في العالم بأنها بلطجة تثير التقيؤ وإرهاب على أصوله واستعلاء أرعن لا يقبله إلا الخانعون والمستسلمون والمنبطحون في مشارق الأرض ومغاربها.
– سياسات واشنطن الرعناء وغطرستها الإرهابية والتي لا تقتصر على بلد بعينه وأنظمة بذاتها لا تتغير أبدا سواء كان حاكم البيت الأبيض جمهوريا متطرفا أم ديمقراطيا برتوش ومساحيق تجميلية زائفة، فلدى كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة الشعارات والأدوات والمفردات ذاتها التي لا تنفك تهدد بها البشر أنظمة وشعوبا لإخضاعها والإبقاء على حالة العبودية والخضوع التي عليها .
– من أبرز أدوات أمريكا وأساليبها الممجوجة التي عفا عليها الزمن لإخضاع الآخرين تلك المفردات مثل الإرهاب والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، وجعل هذه الشعارات البراقة عصا غليظة لابتزاز واستعباد الناس ونهب خيراتهم وثرواتهم ظلما وعدوانا ومن يأبى ذلك أو حتى يبدي قليلا من الاعتراض والتذمر فهو إرهابي وفاسد ومنتهك لحقوق الإنسان ومعادٍ للديمقراطية والقيم الإنسانية الفاضلة.
– يخطئ كثيرا من يظن خيرا في إدارة بايدن بعد أربع سنوات عاصفة من حكم الرئيس ترمب المعتوه والذي كانت له محاسن كثيرة رغم قبحه على صعيد إزالة شيء من قناع الزيف والتضليل والمغالطات التي تتوارى خلفه السياسات الأمريكية قبل أن يتوج إنجازاته الإعجازية كما وصفها في خطابه الوداعي بقاعدة اندروز في واشنطن بحادثة اقتحام أنصاره المتطرفين لمبنى الكونغرس في سابقة أحرجت كثيرا من مهندسي السياسات الأمريكية من خلف الكواليس وجعلتهم يستميتون في ترميم الصورة المهزوزة لمواصلة دور الناصح والمرشد الأمين للنهج الديمقراطي كما يحاولون إقناع الآخرين بذلك من خلال الترهيب والوعيد.
– حتما يعرف كل من خبر السياسة والساسة الأمريكيين بأن بايدن لن يكون بأفضل حال من سلفه المجنون، وها هي إدارته تباشر هوايات الاتجار بدماء البشر بابتزاز أبقار المنطقة للحصول على مزيد من الحليب الأخضر وذلك من خلال التهديد بإعادة فتح ملف جريمة اغتيال الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، وكذلك التلويح بإمكانية إعادة النظر في قرار تصنيف” أنصار الله” منظمة إرهابية وذلك فقط لكي يسارع سفراء سلمان بنقل حقائب الأموال إليهم وتقديمها قربانا لكسب رضاء سيد البيت الأبيض الجديد وإدارته المتعطشة للأموال.
– أقدم بايدن في يومه الأول بعد التنصيب على توقيع 17 أمرا هاما قضت بإلغاء قرارات وإجراءات هامة للإدارة السابقة، لكنه ارجأ تلك القرارات الدسمة التي يتوقع أن تدر عليه الأموال ومنها بطبيعة الحال ما يتعلق باليمن وربما سيمارس الحلب طويلا قبل أن يثبته أخيرا ولا عزاء أبدا لخزائن آل سعود.