الثورة نت/..
بعث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي رسالة إلى عائلة الشهيد الحاج قاسم سليماني في الذكرى الأولى لاغتياله .. فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. اللهم صل على محمد وآله محمد
قال الله تعالى في القرآن الكريم ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “.. صدق الله العلي العظيم.
في أجواء هذه الآية المباركة نلتقي بشهيد الأمة الإسلامية المجاهد الكبير الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليه الذي حظي بتوفيق الله سبحانه وتعالى ليكون في عداد هؤلاء الرجال المؤمنين الذين عنوان موقفهم هو الصدق مع الله سبحانه وتعالى، فكان ثابتا في مرحلة “ومنهم من ينتظر” وكانت تجلّيات صدقه مع الله سبحانه وتعالى في تلك المرحلة عزماً لا يلين ومثابرة في العمل بكل جد واهتمام كبير وتفاني في سبيل الله تعالى وكان جندي الإسلام الحاضر باهتمامه المتميز وإسهامه الكبير في كل ساحات وميادين المواجهة.
إن من نعمة الله تعالى عليه ومن توفيقه الكبير له أن تكون مسيرة حياته منذ بداية شبابه جندياً في سبيل الله تعالى من جنوده المتميزين بإيمانهم وأخلاقهم وفاعليتهم، وإن يستمر دون توقف منذ انطلاقته تحت راية الولاية مع الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، ثم بمواصلة مسيرة الدرب مع الإمام الخامنئي حفظه الله بكل صدق ووفاء ودون كلل أو ملل وإنما بفاعلية أكبر وارتقاء في سلم الكمال الإيماني وعلى مستوى العطاء والإيثار.
لم يبدل ولم يتبدل لأن العنوان هو الصدق والوفاء توأم الصدق كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ” وما بدلوا تبديلا” كما قال الله سبحانه وتعالى وهذا يعبر عن الثبات في كل الأحوال وعلى طول الطريق، فلا بتأثير الإغراءات المادية والمعنوية بدلوا ولا بتأثير التحديات والصعوبات والأخطاء بدلوا ولا بتأثير المعاناة والظروف العملية والعوائق بدلوا ولا بتأثير اللائمين والمثبطين والمتخاذلين بدلوا.
لم يبدلوا لا في الموقف ولا في الانتماء ولا في الالتزام ولا في الروحية ولا في الولاء وفي ولائه لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله حظي الحاج قاسم بنفحات من بأس علي وتفاني الحسين عليهما السلام ونفحات من تصميم وإيثار العباس عليه السلام ومن مدرسة سيد الشهداء عليه السلام تخرج هذا المجاهد الشجاع فكان حسينياً في جهاده وتفانيه وإقدامه وتواضعه العجيب.
أما ما بعد ومنهم من ينتظر وعند الانتقال إلى” فمنهم من قضى نحبه”، فقد حظي الحاج قاسم رضوان الله عليه بشهادة مميزة، فكان الآمر بقتله هو يزيد الكفر ترامب أمريكا والمنفذون هم جنوده المجرمون القتلة أمثال “شمر”، وكانت الشهادة بذل الروح في سبيل الله وتمزيق الجسد إرباً إرباً كعلي الأكبر عليه السلام ويبقى لأختنا العزيزة زينب أن تقول اللهم تقبل منا هذا القربان.
أما الحاج قاسم رضوان الله عليه فقد بقي خالداً في التاريخ وخالداً في ضيافة الله تعالى وكرامته ورحمته برفقة محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله ورفقة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً وخالداً في وجدان الأحرار في كل الأجيال الآتية وحاضراً في إنتاجه وآُثاره وإسهاماته في كل الساحات.
وقد فاز بتوفيق الله له أن كان جندياً من جنوده الذين كانوا على درجة عالية من الوعي والبصيرة والإخلاص والتفاني والتواضع وأن يكون إسهامه كبيراً في مختلف الساحات والميادين، ثم فاز بأن تكون خاتمته شهادة مميزة شهد بمدى تأثيره الكبير ومستوى انزعاج الطغاة والمستكبرين منه، وقد أكرمه الله سبحانه بكرامة الجهاد كجندي لله حمل راية الإسلام بجدارة وبما يليق بعشاق الحسين عليه السلام ” وكرامتنا من الله الشهادة “.
اللهم تقبل عبدك الصالح المجاهد الحاج قاسم سليماني وارفع درجاته في الشهداء الأبرار وألحقنا بعده صالحين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله الطاهرين.