لن ننسى تضحياتهم.. خالدون أبدا

 

ضيف الله الضبياني

الذكرى السنوية للشهيد مناسبة عظيمة وعلامة مضيئة يستذكر فيه شعبنا العظيم ما قدمه أبناؤه الشهداء من تضحيات وبطولات وفاء لوطنهم وأمتهم، وستظل الأجيال القادمة تستلهم من تضحياتهم دروس التفاني من أجل الوطن ورفعته، فالشهداء دوما هم أيقونة وعنوان كل نصر أو معركة.
ويُمثّل الاحتفاءُ والإحياءُ لأسبوع الشهيد قيمةً جهاديةً وَمناسبة وطنية عظيمة في بلادنا التي تخوض ملحمة تاريخية على طريق مواجهة وردع العدوان السعودي الأمريكي وَالدفاع عن الوطن وسيادته وبناء دولته المستقلة وَالقوية على كافة ترابها وَجوها وَحدودها البحرية ، وتحل علينا الذكرى السنوية للشهيد من العام (1442هـ) ونحن على مشارف دخول العام السابع على التوالي منذ شن العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ، ونحن مازلنا أقوى بكثير من ذي قبل وبكل فخر واعتزاز بالشهداء الأبرار الذين ستظل أسماؤهم وتضحياتهم علامة مضيئة في تاريخ الوطن وذكرى محفورة بأحرف من نور في وجدان كل أبناء الشعب اليمني ، فهذه المناسبة الوطنية ليست مجرد تاريخ نستذكر فيه مآثر الشهيد وإنما هي تعبير عن التقدير والتكريم لرجال بواسل صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولما سطروه من مواقف تاريخية جهادية بطولية وعمدوها بدمائهم ورسموها بصدق انتمائهم للإسلام في ميادين الجهاد والتضحية والفداء في مواجهة الطواغيت المعتدين ، فلكل شهيد منهم صولات وجولات ومعارك واقتحامات وثقة كبيرة بالله قادتهم إلى عالم الخلود أحياء عند ربهم، ولكل شهيد من الشهداء حكاية عظيمة سطرها بمواقف في التصدي لآلة الحرب والعدوان والذي سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته حيث داسوا بأقدامهم الحافية فخر الصناعات الأمريكية .
ومرغوا أنوف الغزاة والمرتزقة دفاعا عن الأرض والعرض ببسالة وشجاعة لا نظير لها فجادوا بأرواحهم وعبدوا بدمائهم الزكية والطاهرة معالم النصر ضد المتربصين بأمنه وأمانه ولبوا نداء الواجب والمسؤولية الوطنية في ردع المعتدي وعودة الحق لأهله، ومن الصعب أن نوفيهم حقهم أمام ما قدموه وبذلوه في التصدي للعدوان.
فتأتي هذه الذكرى ونحن صامدون صمودا أسطوريا في وجه المعتدي وثابتون بقوة الحق وعدالة قضيتنا، والتي ما كان لها أن تتعزز وَتتعمد إلَّا بدماء الشهداء التي نزفت في سبيل ذلك على كافة الجبهات والثغور، وَبها منح هذا الشعب متنفسا من نسائم الحرية والكرامة، ولن ننسى تلك التضحيات الذي قدموها وَسنجددُ يوميا العهد والولاء للشهداء الذين ارتقت أرواحُهم الطاهرة إلى جنات الخلود وهم يتصدون لقوى البغي والعدوان في مختلف ميادين العزة والشرف.
وانه وبقدر ما تحمله هذه المناسبة من قيم وَمدلولات داخلية، فَـإنَّها ستمثّل رسالة لتحالف العدوان ومرتزِقته وعملائه، على أن هذا الشعب يثمّن بإجلال وَإكبار وفخر واعتزاز تضحيات شهدائه وَيعلي من مكانتهم وَيصنع منهم قُدوة وَمنهجا، في الوقت الذي يهين الأمريكي والإسرائيلي ومن أمامهم السعودي والإماراتي مرتزِقتهم الذين باعوا أنفسَهم بثمن بخس، ولم يكونوا إلَّا مُجَـرّد أدوات رخيصة لم تنل أدنى اهتمام، بل عُوملت بعبودية وَاسترخاص وهم أحياء، وتركت جثثهم في جبال ووديان وصحارى اليمن دون دفن، ناهيك عن العار الذي سيظل يلاحقهم في الدنيا والآخرة على ما قتلوا؛ مِن أجلِه.
فاليمن هي من استطاعت بتلك الدماء أن تعيد الأمور إلى نصابها وإلى منبع أصالتها بعدما طغى عليها زمن الجبابرة وألبسوها ثوب الزيف الذي تستر خلفه كل ضيمٍ وكل جرم، وها هو اليمني بكل وعيه وبكل قوته بل وبكل المقاييس يعّلم العالم أصالة هذا الدين ومدى أصالة تعاليمه ومدى نجاحه.
كما أن أعظم وفاء له في ذكراه هو في التفات الشعب اليمني قيادة وشعبا حول أسر الشهداء وأبناء هؤلاء الرجال العظماء ونجعلهم في مقدمة اهتماماتنا ومسؤوليتنا وأن يحظوا بالرعاية الكاملة سواء في التعليم أو الصحة وغيرها من الخدمات، وبهذه المناسبة نذكر المجتمع بشكل عام والمقتدرين بشكل خاص من رجال أعمال ومسؤولين ومشايخ وتجار، بأهمية زيارة هذه الأسر وتقديم يد العون والهدايا الرمزية وغيرها من الاهتمامات ، وكذا زيارة روضات الشهداء أين ما كانت، كما أنها التفاتة كريمة من القيادة والشعب إلى الجوانب التي يمكن أن تتكامل فيها الجهود الرسمية والشعبيّة لتحقيق الرعاية المناسبة واللائقة لأبناء الشهداء وأسرهم ومعاقي الحرب، وأن نستحي من كرم الشهيد الذي بذل دمه ليحقن دماءنا, وبذل عمره لنحيا, وخاض غمار الأخطار لنسلم ونأمن لا سيما في الجوانب المعيشية والتعليمية والصحية، وتجسيد صورة وحجم الالتفاف الشعبي حول المشروع الوطني المقاوم الذي يقوده قائدُ الثورة سيدي ومولاي السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي، ومدى التلاحم الشعبي وتماسك الجبهة الداخلية على ذلك النحو المشرف الذي أثلج صدور الأصدقاء وَأغاظ الأعداء، فأعظم ما نقدمه كإحياء لذكراه أن تشتعل بذكر الشهيد والإشادة بشجاعته وبطولته وإقدامه كل المؤسسات التي يقع على عاتقها تربية وتثقيف الشعب وأن نربي أبناءنا وأنفسنا على ما تربى عليه من القيم التي بلغته هذا المقام وأن الأمة لا عزة لها إلا بنهج وثقافة الاستشهاد والجهاد.
وختامًا نقول للشهداء: سلامٌ من الله عليكم أيها الشامخون، أيها الأساتذة في مدارس الجهاد ، أيها الفلاسفة والدكاترة في جامعات العزة والكرامة ، أيها البناؤون بدمائهم صرح الإسلام العالي ، و الموظفون في شركات إعادة المجد للوطن، أيها الأبطال في المعارك ، والشجعان في المواجهة ، الأولون في الصفوف الأولى في الجبهات يا من انطفأت أرواحُكم في جبال اليمن وَأوديتها وَصحاريها وَسواحلها لتوقد فيها مشاعل وَبشائر النصر الأعظم، وَلتصنعوا للأُمَّـة تاريخاً يمحو زمنَ الزيف والضلال، يا من عبّدتم أمام هذا الشعب الطريق بعد أن رسمتم معالمها، وَسبقتمونا في اجتيازها، يا من بدمائكم نعيش في أمن وأمان وعزة وكرامة ، يا من بتضحياتكم نتذوق طعم الحرية والاستقلال ، يا من بمواقفكم سطر الشعب اليمني ملاحم تاريخية شهد لها العالم ، يا من ببطولاتكم كسر قرن تحالف العدوان وتقهقرت جيوش الغزاة وتحطمت آمال المستعمرين ، يا من بدمائهم الزكية استطاع الشعب اليمني أن يمتلك قراره بيده وأن يرسم خارطته السياسية والاستراتيجية المستقبلية وأن يقول لجميع قوى الاستكبار العالمي قف عند حدودك وتدخلاتك اللامتناهية ، أنتم من أهم رموز وعناوين هذا الوطن .. ووالله أننا عن دربكم لن نحيد ، ولنهجكم مطبقين ، ولرسالتكم مواصلين ، وعلى دمائكم محافظين وعلى عهدكم ماضين وفي حضرة مقامكم أيها الأوفياء نجدد العهد بالانتماء والصدق في الولاء لسيدنا ومولانا علم الهدى عبد الملك ابن بدر الدين الحوثي.. وعهدا منا لكم أننا لن نتراجع عن القضية ولن نتنازل عن الدم ولن نخضع ولن نضعف ولن نستكين ولن نستسلم لكم أيها البعران اللقطاء الطلقاء لا لكم أنتم يا صهاينة العرب ولا لأسيادكم الأمريكان والإسرائيليين والبريطانيين ، وقولنا اليوم وغدا وكل يوم هو ما قاله سيدنا وقائدنا الحيدري عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله (هذا هو الذي لا يكون ولن يكون)،(لأن نتحول إلى ذرات تطير في الهواء أحب إلينا وأرغب إلينا وأشرف لدينا من أن نستسلم لكم أيها المجرمون والمنحطون، وعهداً منا لكم أن نكون أوفياء لمبادئكم وأسركم وَوطنكم وَدينكم، ولن نفرّط بأي من ذلك ما بقينا، وَبقيت مسيرتنا المباركة.
* وكيل محافظة الضالع

قد يعجبك ايضا