يحمل النظام السعودي الإجرامي تاريخاً أسود فيه الكثير من الخزي والعار والولاء لليهود وقوى الاستكبار العالمي منذ نشأته، كما يحتوي سجل هذا النظام على العديد من المجازر التي راح ضحيتها الكثير من العرب والمسلمين، وفي سياسته كثيرا ما قام هذا النظام بتزوير الحقائق وشراء الذمم لصناعة وجه مشرِّف ومغاير لحقيقته.. وهنا نستعرض جزءاً من هذا التاريخ الأسود باعترافات وثقها العميل البريطاني “جون فيلبي” الذي عاش في جزيرة العرب ولخص ظروف نشأة المملكة وعلاقته بأسرة آل سعود ودوَّن ذلك في كتاب ” رحلة استكشافية في جزيرة العرب ” والذي كشفت سطوره علاقة آل سعود بالمخابرات البريطانية وولاءهم المطلق لها كما رصدنا أصداء هذا الكتاب على مستوى الوطن العربي.
الثورة / أحمد السعيدي
قام البريطاني جون فيلبي بتأليف كتاب ” رحلة استكشافية في جزيرة العرب” في العام 1419هـ وعدد صفحاته 275 صفحة ومترجم باللغتين العربية والإنجليزية، وقد شهد الكتاب حين صدوره رواجا واسعا على مستوى الوطن العربي والعالم لما يحوي من اعترافات تخص نظام آل سعود وتاريخه المشبع بالعمالة والانبطاح لليهود وتشويه الإسلام، وقد سارع النظام السعودي بعد نشر هذا الكتاب إلى محاولة تحسين صورته بحذف ما يحتويه الكتاب ونشره مرة أخرى.
فمن هو العميل البريطاني “جون فيلبي” وماذا يحمل هذا الكتاب من تاريخ مخز لنظام آل سعود؟.. نتعرف على ذلك عبر حديث عدد من الباحثين العرب الذين كتبوا شهادتهم على هذا الكتاب حين نزوله:
المخابرات البريطانية
البداية من المعارض السعودي خالد الشنوك الذي وصف ما يحتويه هذا الكتاب بالتاريخ المخزي لآل سعود وتحدث بصراحة وصدق عن أنه لمّا بدأ القراءة عن تاريخ آل سعود بحث عن بعض الحقائق المتعلقة بعلاقاتهم مع بريطانيا، فلم يتوقع أن يجد كل هذا الخزي وهذه الحقائق المفجعة، لكن التاريخ لا يرحم وسرد الحقائق المختصرة التالية :
– يروي العميل البريطاني-اليهودي “جون فيلبي” الذي بعثته المخابرات البريطانية لتوجيه عبدالعزيز بن سعود، قصة علاقة الأخير بالمكتب الهندي، فيقول: (وجد الإنكليز علاا في عبدالعزيز القابلية التامة، والاستعداد، وقوة الذاكرة لتلقي ما يملى عليه).
ليقول جون فيلبي -بعد أن أشهر إسلامه خديعة-: (ووضعنا مرتّباً شهرياً مبدئياً لعبد العزيز قدره 500 جنيه استرليني، ومبلغ 100 جنيه استرليني لوالده عبد الرحمن، و25 جنيها لكل واحد من إخوته. وتمّ احضار 30 ألف بندقية مع ذخيرتها، وكمية من المدافع الرشاشة).
– اعتمد عبد العزيز على آل الشيخ، فصرف مرتبات ثابتة لهم ليفتوا بتكفير من يعارضه!
– كان المكلف بإدارة الشؤون القانونية والسياسية في فريق بن سعود الذي يرأسه جون فيلبي هو يوسف ياسين وهو يهودي من أصل شامي!
– تشير المصادر التاريخية إلى الأصول اليهودية لآل سعود وكيف أنهم زوروا نسبهم وبدّلوا اسم أحد أجدادهم في شجرة عائلتهم، بالاستعانة طبعا بالمخابرات البريطانية وعملاء اليهود! وعلى رأسهم محمد التميمي (مؤلف شجرة آل سعود).
– “يوسف بن مقرن الياهو” اليهودي هو أحد أجداد آل سعود، لما زاره العميل “جون فيليبي” سلمه يوسف كتابا خطيا بعضه بالعربية وبعضه بالعبرية، ليكشف جون فيليبي بعدها الحقائق المخزية التي حواها ذلك الكتاب، فيقول مفاخرا: (إن السعوديين من أصل يهودي إذ يرجعون بنسبهم إلى “بني القينقاع”، ومن أبناء أعمامهم اليهودي النجراني يوسف المتقدم ذكره والفائز بصلات الملك السعودي ومبرّراته والذي يلتقي نسبه مع آل سعود في الجد السادس وقد تفرع الجميع من اليهودي سليمان اسلايم الذي كان له ولدان أحدهما اسمه (مكرن) الذي سمي “مقرن” أخيرا وهو واحد من أجداد آل سعود).
الأصول اليهودية
هذا وقد عرض العالم محمد التميمي لمحه على ما احتواه كتب رحلة استكشافية في جزيرة العرب ” وذلك في كتابه (نبع نجران المكين) قائلا: [إن الاسم الحقيقي لعائلة آل سعود هو “مردخاي” وأن هذه العائلة اليهودية كانت منبوذة وكانت تتعاطى التجارة). وحتى لا ينكشف أمرهم بين القبائل العربية في الجزيرة العربية انصهروا وتذوّبوا في فخذ من أفخاذ قبيلة عنزة، وهي عشيرة “المصاليخ”.
والسعوديون بهذا النسب اليهودي العريق يشبهون اليهود الأتراك الذي عرفوا باسم ” الدونمة” في تركيا إلى اليوم.
فقد رفض آل سعود أن يساهموا بدينار واحد في إنقاذ أرض فلسطين، ورفضوا أن يبعثوا جيشا سعودياً مع جيوش العرب الداخلة إلى فلسطين، وكان الجند السعودي جاهزا أبدا للهجوم على أي بلد عربي يقف موقفا حازما مع الاستعمار أو مقاومة المشاريع اليهودية والأمريكية في المنطقة!!
“جون فيلبي” الحاكم الفعلي
أما الكاتب والمناضل ناصر السعيد -الذي قتله آل سعود- فيذكر في كتابه (تاريخ آل سعود) نقلا عن مذكرات العميل البريطاني
” ألقت الثورة اليمانية القبض على “يوسف بن مقرن الياهو” في 19/ 12/ 1962 حينما تسلل إلى اليمن واعترف يوسف بكل تحركاته بين فلسطين المحتلة والجزيرة العربية، واعترف بصلاته الوثيقة العرقية بآل سعود، واعترف بالكتاب المذكور حينما سئل عنه، وقال: (لقد حزنت كثيرا على هذا الكتاب الذي أخذه مني جون فيلبي بناء على طلب من عبد العزيز آل سعود في رسالة قال فيها عبد العزيز أنه يريد طبعه لكنه تبين أن عبد العزيز يريد أن يخفي الكتاب لكي لا ننشره نحن اليهود ولكي لا يقع بيد غيرنا من اليهود أيضاً لأن عبد العزيز له أعداء من اليهود التقدميين لا يؤيدون طريقته وحينما راجعت عبد العزيز حول الكتاب وقلت له دعنا نتولى طبعه نحن، ضحك عبد العزيز وهو يسخر من هذا الكلام وقال “هذا الكلام هو الذي جعلني أطلب الكتاب منكم لأنني علمت بعزمكم على تسريبه لليهود في فلسطين ليتخذ منه بعضهم وسيلة ضغط كبيرة ضدي تجعلني أسير حسبما يرون.
وقال “يوسف بن مقرن” في اعترافاته للإذاعة سنة 1962 بعد أن تم القبض عليه: (إن لآل سعود علاقات جيدة بإسرائيل وأنهم يسبونها علنا ويتعاونون معها سرا) وقال: (مع إن المخفي أصبح مكشوفا في دوائرهم). وقال: (وللتغطية والتستر على هذا ترونهم يعلنون في مناسبات شتى أن المملكة السعودية لن تقبل بإدخال اليهود الذين يحملون جنسيات أمريكية مزدوجة، ولكون الأمريكان يدركون أن مثل هذا “الإعلان” ما هو إلا من باب كسب الدعاية أمام الفلسطينيين والعرب فإنهم يستقبلون مثل هذا الإعلان بالابتسامات العريضة).
يقول الشيخ حسين -أحد النجديين أخفوا اسمه الكامل خوفا من بطش آل سعود-، يقول: (..ذلكم التاريخ هو تاريخ آل سعود، تاريخ اجتمع على وضعه وتزويره خونة سعوديون أين منهم مسيلمة الكذاب وسجاح من غربيين وشرقيين ومستشرقين؟ والانكى من ذلك والأدهى هو أن هؤلاء الخونة ربطوا تاريخ هذه الجزيرة العربية الحافل بالبطولات والأمجاد والتي شع منها نور المعرفة وبزغ من ربوعها فجر الحضارة وأشرق على الأفكار سناها، هذه الجزيرة العربية التي يرتبط تاريخ الشعوب الإسلامية بتاريخها، ربط هؤلاء الخونة المأجورون تاريخها بتاريخ آل سعود، التاريخ المزور الذي حشد المستعمرون وعملاؤهم من كتاب ومؤرخين كل جهودهم لتزويره وفرضه تاريخا على الجزيرة العربية وبالتالي على تاريخ الشعوب الإسلامية، وبالنتيجة يفقد العرب والمسلمون كل تاريخهم الذي حفل بأنواع البطولات والعبقريات).
في أمسية من أماسي عام 1937 كان ركب السير جون فيلبي الإنكليزي الشهير الذي صار الحاكم الفعلي للجزيرة العربية والموجه لسياستها والمدير لأمورها… كان ركب فيلبي هذا يدخل مدينة نجران في رحلته الشهيرة التي مضى فيها بعد ذلكإلى الربع الخالي. وكان في الركب رفيق لفيلبي اسمه محمد التميمي (والتميمي هو مؤلف شجرة آل سعود)… فما أن استراح “فيلبي” من وعثاء السفر حتّى راحيس أل في نجران عن أسرة يهودية عن عميدها المسمى ” يوسف بن مقرن الياهو” ليسلمه أمانة مالية مرسلة من الملك عبد العزيز بن سعود، ثم مضى فيلبي يصحبه التميمي وسلم “فيلبي” يوسف المذكور خمسمائة ريال فضية من العملة المنقوشة عليها اسم “ماري تريز” وهي العملة المتداولة في اليمن آنذاك، وأبلغه تحيات الملك، وسأله عن حاجاته ليقضي منها ما يستطيع قضاءه وليرفع مالا يستطيع قضاءه إلى الملك ليقضيه بنفسه. فشكر يوسف اليهودي فضل الملك وعاطفته ثم قدم إلى فيلبي كتابا خطيا بعضه بالعربية وبعضه بالعبرية اسمه العربي (نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين) ولم يكن بعض ما في الكتاب مجهولا لدى كثير من الخاصة في نجد، لكن التفاصيل التي فيه كانت مثيرة حقا، وكلف يوسف اليهودي فيلبي أن يهدي بالنيابة عنه هذا الكتاب إلى جلالة الملك السعودي تقديرا لعاطفته وصلاته المتكررة بيهود نجران عامة وبيوسف وأسرته خاصة، وقد كان في الكتاب شيء خطير حمل فيلبي على أن يذاكر بشأنه زميله الإنكليزي الآخر هـ. ر. ب. دكسن المعتمد البريطاني في الكويت، وأن يقررا معا وجوب طي الكتاب وعدم إظهاره حرصا على المصلحة الاستعمارية.
وهم لا يدركون عواقب سيرنا المكشوف حسب أهوائهم وحسبما يريدون لا حسبما تقتضيه مصلحتنا المشتركة” وقال لي عبدالعزيز: “وعلى كل حال فإن الكتاب موجود لدى الأخ عبد الله فيلبي فتشاور معه عن موضعه” ولما ذهبت إلى فيلبي وسألته عن الكتاب قال فيلبي: “لقد نقلت وصورت ما يهمني من الكتاب وسلمته لعبد العزيز” فقلت لفيلبي:
“إنني أخشى أن يحرقه عبد العزيز” فقال فيلبي ” إنّه فعلا ينوي إحراقه ثم تراجع وطمأنني عبد العزيز بعد أن قرأت له الكتاب: بقوله (انّه كتاب مهم وهو ليس “نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين، فقط وإنما هو نبع العالم كله في تاريخ اليهود”. وقال جون فيلبي: “يا أخ يوسف… إن الكتاب لدى عبد العزيز وقد أقسم لي أنه لن يذهب منه الكتاب إلا إذا ذهبت روحه وانه إرثه الوحيد الذي يريد توريثه لا لكل أولاده وأنتما لأعز أولاده، وقد اطلع عليه جمع كبير من أقاربه وأخوته ومنهم شقيقه عبد الله بن عبد الرحمن اطلع عليه قسم من كبار أولاده، وقال لهم عبد العزيز: على كل حال يا عيالي ـ أنا لم أطلعكم على هذا الكتاب إلا لتعرفوا أنكم أنتم وحدكم في هذا العالم الذين جمعتم المجد من أطرافه الثلاثة فأنتم: يهود، عرب، مسلمون، إنها “ثلاثية الأصول الحقيقية”.
احتلال الجزيرة العربية
الكاتب والباحث المصري هشام كمال عبد الحميد كتب عن هذا العميل البريطاني وملفاته ما يلي: من المعروف والمشهور بين كبار المشايخ في الجزيرة العربية أن أول الإجراءات التي قام بها عبد العزيز(بن سعود) بعد احتلال الجزيرة بمساعدة بريطانيا هو حركته السريعة نحو نجران لتطويق كل ما يمكن أن يثبت الأصول اليهودية لآل سعود وكان في حينها (الياس بن مقرن الياهو) زعيم اليهود في نجران وأحد أسلاف آل سعود وكان بيد الياس من الوثائق اليهودية التي تثبت يهودية آل سعود ،والأصول اليهودية “لمكرن” جدهم ، ومكرن هذا الذي حرف اسمه لاحقا إلى “مقرن” حيث يلتقى عبد العزيز مع الياس الياهو في الجد السادس وهو الجد الجامع لإلياس وآل سعود ، وإثر وصول مبعوثي بن سعود إلى نجران اختفى الياس وما معه من وثائق، ولكن البريطاني جون فيلبي مهندس العرش السعودي وبن سعود لم يطمئنا واحتمال بقاء شيء من تلك الوثائق أو غيرها في نجران ومحيطها من نجد شرقا إلى الحجاز غربا ، لذا تقرر أن يقوم فريق مخابراتي بريادة جون فيلبي نفسه – لأهمية الموضوع لدى المخابرات البريطانية مؤسسة العرش السعودي- بتمشيط المنطقة تحت غطاء بعثة آثار بلجيكية ، تكونت البعثة من ثلاثة يهود :فيليب ليبنز/ كونزاك ريكمان/ جاك ريكمان ورابعهم هاري سنت جون فيلبي الذي أصبح) الشيخ عبدالله فيلبي) فيما بعد وقد استغرقت الرحلة مدة أربعة أشهر حيث انطلقوا جوا من بلجيكا يوم24/أكتوبر من عام 1951 إلى بدايات عام 1952 وقد بذل الأربعة جهود مضنية منذ انطلاقتهم من الرياض إلى نجران إلى جدة مرورا بكل قرية وكل بئر وكل حجر ومدر بهذا المحيط .
ولمن أراد المزيد عن هذه الرحلة فليراجع كتاب (رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية) من تأليف عضو الفريق البلجيكي فيليب ليبنز الذي ننقل المقاطع التالية منه بالحرف وقد قدّم للكتاب كما هو مثبت في بدايته سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض والكتاب ترجمة وطباعة دارة عبد العزيز وأحد إصدارات الدارة بمناسبة المئوية كما يسمونها.
يؤكد الكتاب الإشراف المباشر لعبد العزيز على الفريق ورحلته وتكفله بكل نفقات الرحلة ولا يفوتنا توضيح ما ألمح إليه في الكتاب وهو قيام الفريق بتصوير وعمل خرائط وإحداثيات لآلاف من المواقع والآثار والأماكن والتي رتبها الفريق لاحقا كوثائق ومرجع للحفاظ على آثار أسلاف بن سعود وحفظت هذه الوثائق لدى كبرى المنظمات اليهودية في العالم والنسخ الأصلية موجودة الآن في سويسرا ويتعاهدها آل سعود بشكل دائم.
يذكر ليبنز نص البرقية التي بعث بها بن سعود إليهم للبدء في رحلتهم المكلّفة بعمل مرجع للحفاظ على الآثار اليهودية جنوب الجزيرة العربية وغربها ، جاء في البرقية نصا:
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
رقم : 5859/ 2/ 3/ 5
ديوان جلالة الملك التاريخ: 2/ 10/ 1370هـ
الشعبة السياسية
عزيزي الحاج فيلبي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
جواباً على رسالتكم بتاريخ 17 رمضان 1370 هـ التي تطلبون فيها الإذن لكم للقيام برحلة إلى منطقة نجران من اجل البحث عن الآثار القديمة، على غرار ما سبق لكما أن قمتم به مؤخراً حيث رأيتم أنها كانت مفيدة خلال استكشافاتكم للمنطقة الشمالية ـ الشرقية للمملكة..
وقد عرض هذا الموضوع على الدوائر العليا فحظي بموافقة المقام السامي الذي أمر بالتصديق عليه وبتنفيذ جميع البنود الواردة فيه.
وتقبلوا فائق تحياتي
التوقيع : يوسف ياسين
ويوسف ياسين يهودي من أصل شامي – كما سبقت الإشارة – مكلفا من المخابرات البريطانية بإدارة الشؤون القانونية والسياسية في فريق بن سعود الذي يرأسه جون فيلبي ولاحظ مخاطبة الديوان الملكي للأخير بالحاج فيلبي؟؟.
كما أضاف الباحث المصري:
لقد بدأ الشهادة بالحديث عن رحلته وهو لم يدرك أنها شهادة للتاريخ… ورحلته هذه هي التي رافق فيها المؤسس الأول للعرش السعودي “الحديث” (جون فيلبي) الذي “أسلم” هو الآخر ! وعلى طريقة “الإسلام السعودي” نفسه، فسمته المخابرات الإنكليزية باسم “الشيخ الحاج محمد عبد الله فيلبي”… وكان رفيقه في رحلته.. تلك إلى نجران الشيخ محمد التميمي… فكم يا محمدْ تسمّوا بكَ وكم يا محمدأ ساءوا إليك وملخص الحقائق التالية والتي تليها أن فيلبي ومعه التميمي ذهبا برسالة من الملك عبد العزيز آل سعود إلى اليهودي يوسف بن مقرن الياهو وكان عبد العزيز يواصله باستمرار وطلب منه فيلبي لحساب عبد العزيز تسليمه الكتاب المهم (وقد أقنعه أنهم يريدون طبعه) والكتاب هو: (نبع نجران المكين في تراث أهله الأولين) الجامع الشامل لتاريخ يهود الجزيرة العربية كلها ـ الأولين والآخرين ـ وكافة اليهود الذين دخلوا في الدين الإسلامي والمسيحي واندسوا في القبائل الأخرى للاحتماء بها وأثارتها ضد العرب ونشر النفوذ اليهودي الذي سبق له أن تقلص بعد أن لوحق في جزيرة العرب منذ عهد النبي محمد بعد مؤامراتهم ضده… وانتشرت بقايا اليهود في كافة الديانات والبلدان الأخرى…
وفي هذا الكتاب كشف واضح لانسلاخ عدد من يهود قبيلة بني القينقاع وكيف تم إسلامهم ومنهم “آل سعود” وكيف أطلقوا على أنفسهم اسم “آلسعود” وكيف هاجروا إلى العراق، وكيف اندسوا في فخذ المصالي، وزعموا أنهم من قبيلة “عنزة” وغير ذلك مما يكشف الغطاء ـ غطاء ـ الذهب الأسود الخادع عن وجوه آل سعود.
فضيحة أخلاقية وتبجح
الباحث في التاريخ وجدي عائمة من سوريا كان له رأي وحديث عن هذا الكتاب ومؤلف الكتاب لكن من زاوية أخرى:
بسبب ما احتواه كتاب رحلة استكشافية في جزيرة العرب للعميل البريطاني هادن السعوديون الرأي العام العربي والإسلامي فترة وتظاهروا بالتوبة ثم عمدوا إلى شراء أقلام الكتاب والصحافيين المأجورة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم بأموال المسلمين وذلك حرصاً على استتباب الأمر لهم وقاموا بكل جرأة وتبجح بارتكاب جريمة أخلاقية تتمثل في تغيير محتوى الكتاب فتم انتقاء ما يخص سياحتهم ومناطقه وحذفوا الحقائق الموثقة عن تاريخهم المخزي وقاموا بترجمته ونشره في مكاتبهم على انه كتاب يكشف المناطق الأثرية والسياحية في السعودية وقد تناسوا ان الكتاب موجود في الدول الغربية كما هو.. وهكذا قرأتم التأريخ المزور الذي رسمته وكتبته الأقلام المأجورة المستثمرة وأملته الضمائر الخائنة لقاء أرقام من المال تبدأ بالألوف وتنتهي بالملايين، ذلكم التاريخ هو تاريخ آل سعود، تاريخ اجتمع على وضعه وتزويره خونة سعوديون أين منهم مسيلمة الكذاب وسجاح من غربيين وشرقيين ومستشرقين؟ والانكى من ذلك والأدهى هو أن هؤلاء الخونة ربطوا تاريخ هذه الجزيرة العربية الحافل بالبطولات والأمجاد والتي شع منها نور المعرفة وبزغ من ربوعها فجر الحضارة وأشرق على الأفكار سناها، هذه الجزيرة العربية التي يرتبط تاريخ الشعوب الإسلامية بتاريخها، ربط هؤلاء الخونة المأجورون تاريخها بتاريخ آل سعود، التاريخ المزور الذي حشد المستعمرون وعملاؤهم من كتاب ومؤرخين كل جهودهم لتزويره وفرضه تاريخا على الجزيرة العربية وبالتالي على تاريخ الشعوب الإسلامية، وبالنتيجة يفقد العرب والمسلمون كل تاريخهم الذي حفل بأنواع البطولات والعبقريات
وقد قرأت الكتابين الأصلي والمحرَّف ووجدت أن كتابهم لم يذكر ما ذكره العميل البريطاني عن جرائمهم ضد العرب وإراقتهم لدماء المسلمين فقد تضمن الكتاب فقرة تحكي اعترافات نظام آل سعود له وتؤكد قتل جيش آل سعود عام 1918 أكثر من ألف شخص معظمهم من السنة لانتزاع أرض الحجاز، كما قتلوا المصلين في مساجد قرية الشعيبة ليلة 27 رمضان عام 1922م وكان عدد القتلى في هذه المذبحة (3790)، وإبادتهم لنحو (410) من المسلمين من عشيرة آل أسلم من قبيلة شمّر، وقتلوا 513 مسلما من قبيلة عنزة في مذبحة شهيرة عرفت باسم مذبحة “بيضاء نثيل”، كما أبادوا (411) مسلمًا في مذبحة عرفت باسم مذبحة “أم غراميل” شرقي حائل، وقتلوا أكثر من 3500 من الزيدية والشوافع والمالكيين، وارتكبوا مذبحة “تربة” التي راح ضحيتها (40.000) جميعهم من المسلمين من أتباع الشريف حسين بن علي الذي كان يحكم الحجاز حتى عام 1925 حينما سلّم الإنكليز عرشه لآل سعود، كما قتلوا 15.000 في مذبحة اشتهرت بمذبحة “الطائف والحويّة”، ومعظمهم من أطفال ونساء مكة، وقتلوا من مناطق القصيم ما يزيد عن 27000 غدرا.