كرة القدم الحديدية

 

د. جابر يحيى البواب

يعيش عشاق كرة القدم ،لاعبون ومدربون وحكام ومختصون وإداريون وجماهير، حالة من الاستغراب والذهول سببه التضارب والتناقض غير المنطقي في قرارات الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم، التي صرحت قبل أشهر عن إقامة دوري كرة القدم، قرارات ينقصها التنفيذ، لقد اكتفى اتحاد الكرة اليمني بإعلان لائحة الدوري العام، دون القيام بأي إجراءات تنفيذية، تخبط وصراعات وقرارات تهديم وهدر للجهود والطاقات، وإحباط وتحطيم للقدرات والمهارات، في بداية شهر يناير من العام الحالي 2020م أعلن الاتحاد العام لكرة القدم عن استئناف الدوري العام للدرجة الأولى والثانية والثالثة “إعلان لم ينفذ”، وللمرة الثانية وفي شهر أغسطس من نفس العام يعلن الاتحاد عن استئناف دوري كرة القدم للدرجة الأولى والثانية “الانطلاق شهر أكتوبر” لكن الدوري لم يرى النور، هذا هو سلوك الإدارة التنفيذية لاتحاد كرة القدم “الأمانة العامة”، لقد حولت رياضة كرة القدم بقوانينها وبريقها الممتع ونشاطها المسلط على الرياضيين أصحاب القدرات العالية والمهارات المرنة في عالم كرة القدم اليمنية، إلى رياضة صلبة متحجرة كصلابة الكرة الحديدية.
لقد تصلبت أفكار وآراء وأهداف القائمين على اتحاد كرة القدم، حتى أصبحوا غير قادرين على منح الصلاحيات أو السيطرة المنظمة على فروع الاتحاد في المحافظات، فعندما يكون لديهم فرع ناجح وقادر على تنظيم المنافسات والفعاليات الكروية يصدر قرار بمنعهم ومعاقبتهم ومحاسبتهم، وعلى الرغم من أن الاتحاد يصارع لتجنيب رياضة كرة القدم معترك العمل السياسي إلا أن هناك بعض العقول المتعصبة تحاول الزج بالرياضة في ساحة الصراع السياسي، كما حدث مؤخرا في محافظة أبين وحضرموت الساحل، لقد أوشك العام 2020م على الانتهاء ولم يف اتحاد كرة القدم بتنظيم الدوري المعلن، بل أن الاتحاد قد بادر بتوزيع لائحة المسابقات على الأندية للموسم الرياضي 2020-2021م، دون توزيع أي مستحق مالي يعينهم على الاستعداد والتجهيز لانطلاق دوري كرة القدم “للدرجات الثلاث الأولى والثانية والثالثة”، جمود وتصلب حديدي، دفعني لإطلاق اسم الكرة الحديدية على اتحاد كرة القدم اليمني، سيتساءل الكثير ماذا نعني بالكرة الحديدية؟ التوضيح في السطور التالية.
الكرة الحديدية هي رياضة هادئة جداً من حيث المجهود البدني، ومناسبة جداً للرياضيين المتقاعدين أو الأشخاص المتقاعدين كبار السن، وهي مناسبة أيضا للترفيه عن النفس، وملئ الفراغ الذي يعانون منه بدون عمل، تمارس هذه الرياضة في أي مكان مسطح سواء في الصالات المجهزة أو علي الأرض غير الرملية أو في الهواء الطلق، وهي رياضة تعتمد على التنافس بين لاعبين يقومان برمي الكرة الحديد من علي مسافة معينة ومحددة داخل دائرة مرسومة على الأرض أو على حلقة حديدية موجودة علي الأرض ويتم احتساب النقاط في المباريات للاعبين أو الفرق المتنافسة بكرة مصنوعة من الحديد علي حجم يد كل لاعب فعلي كل لاعب حمل الكرة التي تناسب حجم يده أو كفه لكي يقوم بالتصويب في مرمي الهدف أو الحلقة المرسومة على الأرض ويتم اللعب بكرات حمراء وزرقاء أثناء اللعب.
يتم ممارسة رياضة الكرة الحديدية أيضا بعدد اثنين أو أربعة أو ستة لاعبين في فريقين، ويمكن للاعبين التنافس كأفراد في اللعبة في مباريات الفردي والزوجي وكل لاعب لديه ثلاث كرات يقوم باللعب في المباراة؛ وفي منافسات الثلاثيات يتم اللعب بكرتين فقط.
يقوم حكم المباراة بعمل قرعة لتحديد الفريق الذي يبدأ اللعب في المباراة وهو الفريق الذي يبدأ رسم دائرة على الأرض كما ذكرنا ويبلغ قطرها ما بين 35-50 سم أو يضع حلقة بدلا من ذلك: وجميع اللاعبين في الملعب يجب عليهم رمي الكرات المصنوعة من الحديد داخل هذه الدائرة، مع ثبات كلا القدمين على الأرض لكل لاعب واللاعب الذي يلقي الهدف أو يحرز الهدف يقف على بعد 6-10 أمتار بعيداً مع الإبقاء على مسافة متر واحد من حدود الملعب على الأقل، لهذه الرياضة نصوص قانونية متعددة تضمنها القانون الدولي للكرة الحديدية، لا تمكننا هذه المساحة من ذكرها لكن لمن أراد معرفة الكثير عن هذه الرياضة عليه بالرجوع إلى هذا القانون المتوفر بالعديد من المواقع الإلكترونية.
أن هدفي من الاستعانة بمصطلح الكرة الحديدية، هو مقارنة حال الاتحاد اليمني لكرة القدم، بصلابة وجمود الكرة الحديدية وصراع هذه الكرة مع مثيلاتها في ملعب المنافسة، وفتح مجال جديد لمن عجز عن ممارسة كرة القدم، وسيطر عليه الضعف البدني وتصلبه مهارات أقدامه، ليستعين بمهارات اليدين، أيضا كان الهدف الرئيسي هو المعرفة والثقافة الرياضية والاطلاع على الأنواع المختلفة للألعاب الرياضية التي سنتناولها في مقالات قادمة إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا