الثورة نت/ أحمد كنفاني
عقدت بمحافظة الحديدة صباح اليوم الثلاثاء ندوة ثقافية فكرية بعنوان “الهوية الإيمانية في مواجهة الحرب الناعمة” نظمها مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة.
وخلال الندوة التي أقيمت بجامع السنة أكد وكيل أول – مشرف عام المحافظة أحمد مهدي البشري أهمية التمسك بالهوية الإيمانية للخروج من الواقع المهين الذي تعيشه الأمة وسيطرة أعدائها على مصادر القرار فيها ومواطن والقوة وأماكن الثروات.
وتطرق إلى المنهجية في مواجهة الحرب الناعمة ووسائلها المستخدمة من قبل الأعداء وكيفية مواجهتها .. لافتا إلى خطورة الحرب الناعمة في هدم كيان الأمة ومواقف بعض الدول التي إرتضت أن تكون تابعة لقوى الهيمنة وما ترتب على ذلك من تنازلات كان آخرها إعلان أنظمتها التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
ونوه البشري إلى أن الأعداء يدركون ما تمثله هذه الهوية من قوة وعزة لأمة الإسلام وخذلان وانكسار لقوى الكفر والطغيان.
مؤكدا على أهمية استمرار حشد الهمم واستنهاض أبناء اليمن وتحفيزهم للتوجه إلى ميادين العزة والكرامة ضد قوى العدوان.
مشيرا إلى مكاسب الشعب اليمني وثمار تمسكه بهويته وانتمائه وأهمها قوة الصمود والانتصارات على الأعداء على مدى ست سنوات من العدوان والحصار.
فيما أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد أهمية تحرك الجميع لترسيخ الهوية الإيمانية وتعليم وتثقيف الأجيال بثقافة القرآن الكريم والنهج على الرسالة المحمدية وإتباع القدوة الحسنة من أمهات المؤمنين وتحصين المجتمع من الغزو الخارجي.
ولفت إلى أن التمسك بالهوية الإيمانية هو السلاح الفاعل لمواجهة أعداء الأمة الذين يسعون بكافة الوسائل والسبل لتمزيقها وشق صفها.
وجدد التأكيد على الاستمرار في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن كواجب ديني وإنساني ووطني حتى تحقيق النصر في دحر تحالف العدوان وتحرير ما احتله وتحقيق الاستقلال التام للشعب اليمني باعتبار ذلك حق مشروع.
ودعا عضو المكتب السياسي لأنصار الله الشعب اليمني إلى مواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال والعناية بكل ما من شأنه الإسهام في قوة وتماسك الجبهة الداخلية والعناية بالزراعة باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد الوطني والتعاون بين الجانبين الرسمي والشعبي في كل ما يساعد على الصمود والتماسك الاقتصادي والعناية بالتكافل الاجتماعي والاهتمام بالفقراء.
وحث رواد رجال الجبهة التوعوية من العلماء والمثقفين والخطباء والمعلمين إلى مواصلة جهودهم في التصدي لكل مساعي الأعداء التضليلية والمثبطة وحربهم الناعمة والعناية المستمرة بالأنشطة التوعوية والتعبوية والتعليمية.
وشدد على ضرورة العودة إلى كتاب الله والعمل بما جاء به الرسول الكريم والتمسك بالهوية الإيمانية.
من جانبه رحب مدير عام مكتب الأوقاف بالمحافظة فيصل أحمد الهطفي بالمشاركين في الندوة من العلماء السلفيين ومختلف المذاهب .. موضحا أن الندوة تأتي ضمن سلسلة أنشطة ثقافية وتوعوية ينفذها مكتب الأوقاف بالمحافظة في إطار حملة تأصيل الهوية الإيمانية.
واستعرض الهطفي دور العلماء في الحفاظ على الهوية الإيمانية وترسيخها في ذاكرة اليمنيين .. لافتا إلى خصوصية اليمنيين وارتباطهم بالهوية الإيمانية منذ بزوغ فجر الإسلام.
وأكد أهمية اضطلاع العلماء والخطباء بدورهم في تعزيز الوعي المجتمعي بالهوية الإيمانية خاصة في أوساط الأجيال من خلال الندوات والمحاضرات التثقيفية والخطب الإرشادية ..مبينا أن العلماء هم صمام أمان للأمة كونهم ورثة الأنبياء وارتباطهم الوثيق بالمولى تبارك وتعالى.
من جانبه أوضح نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ علي عضابي أن منشأ كل المشاكل والمفاسد والمظالم التي تعاني منها أمتنا الإسلامية والمجتمع البشري هو الإنحراف عن رسالة الله تعالى وتعاليمه وهديه ونوره وعدم الاقتداء والتأسي برسله وأنبيائه.. مؤكدا أن الظلاميين عملوا على إزاحة حقائق مهمة أبرزها الإيمان بالله بالشكل الصحيح الذي بلغه الأنبياء والرسل.
وأضاف العضابي أن التجاهل لواقع الأمة بما فيه من مشاكل وتحديات بقدر ما هو تنصل عن المسؤولية هو أيضا حماقة ونتائجه كارثية.. لافتا إلى أن الإيمان الذي ثمرته طاعة الله تعالى ونظم شؤون الحياة وتحرر الإنسان من عبودية الطاغوت والاستعباد هو أهم الحلول لمشاكلنا.
وقال “إن الإيمان بالله أساس لمنظومة من المبادئ والقيم والتعليمات التي أمرنا الله بها لتستقي بها حياتنا ويصلح بها واقعناكما أن أي مخالفة لمنظومة التعليمات الإلهية لها آثار سلبية على واقع الإنسان ومحيطه”، مشيرا إلى ضرورة تمسك الأمة بالهوية الإيمانية النابعة عن نهج الرسول الكريم لتحقيق النصر على أعدائها.
وفي الندوة التي حضرها وكيل المحافظة علي عبدالله الكباري ومسؤول الدائرة التربوية لأنصار الله هادي عمار ونائب مدير مكتب الأوقاف عبد الرحمن الورفي ونائب رئيس وحدة العلماء والمتعلمين على صومل أكد الشيخ العلامة صالح العويري والشيخ محمد علي هبة أن شعبنا اليمني المسلم وانطلاقا من هويته الإيمانية ووعيه بأهميتها هاهو اليوم يصنع الانتصارات ويكسر شوكة الأعداء ويزداد قوة وصلابة وصمودا في مواجهة العدوان وتحالفه البغيض.
واشارا إلى أن الخيارات تجاه أعداء الرسالة والنبوة تنحصر بين القوة والشدة أو الخنوع والاستكانة والتراجع .. ولفتا إلى أن الشدة في وجه أعداء الإسلام تتجلى ثباتا وتمسكا وجهادا وتضحية مهما امتلك العدوان وطواغيته من إمكانات.
وذكرا أن الشدة ليست نزعة إجرامية بل هي حيث يجب أن تكون نابعة من قوة أتباع المبادئ الإيمانية .. وأعتبرا طاغوت العصر المتمثل بأمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم هو إمتداد للآعوجاج عن الصراط المستقيم.