بين (أثر الفراشة) وأثر الضربات الباليستية اليمنية على دول العدوان
صلاح محمد الشامي
* يؤمن علماء العالم بمبدأ أثر الفراشة، الذي يعني أن كل فعل له تأثير كبير مهما كان هذا الفعل ضئيلاً أو تافهاً.. ويُبنى تصور هذا المفهوم على أنه لو تم قتل فراشة في (كندا) فقد يؤدي ذلك إلى فيضان في أمريكا الجنوبية أو آسيا أو أفريقيا أو أي مكان في العالم ، ولو بعد حين.
* من هذا المنطلق، يمكننا تصور مدى أثر الضربات الباليستية اليمنية على دول العدوان ومشاريعها وآمالها الاستعمارية في المنطقة العربية والعالم أجمع.
* وبالمقارنة بين أثر الفراشة وأثر الضربات الباليستية نستنتج أنه لا مجال للمقارنة ولا مجال لاستخفاف دول العدوان بهذه الضربات، حتى ولو أطلقت على أيٍّ منها اسم (مقذوف).. نعم إنه مقذوف لكنه باليستي، صاروخ باليستي انطلق من اليمن وعبر أجواءكم رغم أنف أنظمتكم الدفاعية متعددة الجنسيات الحديثة والباهظة الثمن مادياً ومعنوياً، ووصل سالماً إلى هدفه الذي لم يعد سالماً بعد وصوله.
* إن كونه مقذوفاً لا يحط من مكانته، بل من مكانتكم ومكانة أنظمتكم الدفاعية التي دفعتم عرق شعوبكم ودماءها ثمناً لها وأنقصتم من مرتبات موظفيكم قيمتها ، ثم لم تقدم أو تؤخر هذه الأنظمة المتطورة شيئاً ..وصل (المقذوف) الباليستي اليمني الصنع إلى هدفه وضربه ودمره بكل دقة.. وضرب لامتكم في الوحل.
اليمن رغم الحصار وأنظمة المراقبة والتجسس التي تفرضها عليه دول العدوان من أقمار صناعية ورادارات وطائرات تجسس ورصد، وغيرها..، رغم ذلك كله يضرب عصب اقتصاد دول العدوان ومعسكراتها وغرف عملياتها بكل دقة ، ولا تستطيع كل تلك الأنظمة منع الصواريخ الباليستية أو الطيران المسير من الوصول إلى أهدافها وضربها.
* بالمقابل، لا تؤثر في اليمن قيادة وشعباً وجيشاً ولجاناً شعبية كل تلك الدعايات الإعلامية و(خراطيش الفشنك) التي تطلقها وسائل دول العدوان الإعلامية للتقليل من شأن أو من أثر الضربات الباليستية وضربات الطيران المسير.. كما لا تؤثر على أي مواطن عربي أو حتى كائن بشري، فأمام العالم اليمن يضربكم رغم الحصار والعدوان لست سنوات متواصلة ، وتعجز أنظمتكم عن صد هذه الضربات.
* كان اللقاء الإسرائيلي العربي للعشرين دولة في شمال السعودية، وصاروخ (قدس2) يضرب منشآت بترولية في جدة.. وكان من نتائج ذلك الاجتماع اجتماع آخر لغرفة عمليات سعودية في (مارب) ضربها صاروخ باليستي يمني.. وهكذا.. كلما أبرموا أمراً أبرم اليمن أمراً بعون الله ، واليمنيون لديهم خبرة كبيرة وتاريخية في (البَرَمَات).
* وبرغم التحديات العظيمة والأوضاع البائسة التي يعيشها اليمن إلا أن روح الجهاد وثقافة النضال والقوة والشجاعة والبأس الشديد تسكن في أعماق شعبه، وهي بإيمانه العميق ما يواجه بها عتاولة الاستكبار العالمي وأوغاده.
* ولنتساءل هنا: ما مدى أثر الضربات الباليستية اليمنية على دول العدوان وعلى مشاريعها الاستعمارية في العالم العربي بشكل عام؟!!..
* أولاً: يعيش قادة دول الاستعمار في قلق على مصالحهم الاقتصادية التي تتعرض للضرب من قبل اليمن ولا تستطيع أنظمتهم الدفاعية صد هذه الضربات .
* ثانياً: تعزز هذه الضربات الثقة لدى الشعوب العربية بجدوى التصدي والمقاومة ، فتنهار كل أكاذيب إعلام العدو التي تسعى إلى التأثير السلبي على الجماهير العربية لاستسلامها أو صمتها.
* ثالثاً: تسقط سمعة أو شعبية أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية وغيرها التي تستخدمها السعودية والإمارات، فلا تسعى دول العالم إلى شرائها، ما يجعل سوقها ينحصر على أنظمة دول الخليج فقط.
* رابعاً: يعزز نجاح هذه الضربات من تطوير اليمن لأسلحته الاستراتيجية، ومن تقنيتها وقوة تفجيرها ومدياتها.
* خامساً: يدفع ذلك إلى ثقة الشعب اليمني بقيادته وتمسكه بها ومناصرتها والخوض معها غمار المقاومة والتصدي رغم المعاناة بسبب الحصار والعدوان.
* سادساً: يرفع من فاعلية دول المقاومة في وجه صَلَف الاستكبار العالمي الغربي والخيانات العربية.
* سابعاً: يعرقل نجاح الضربات الباليستية خطط ومشاريع دول الاستعمار الحديث بقيادة أمريكا وإسرائيل وحليفاتهما، ويجعلهم في حيرة.
* وهناك آثار أكثر تفصيلاً عَبَّرَ عنها الخبراء العسكريون والاستراتيجيون، وقد تمت مناقشتها في أكثر من قناة على رأسها قناة المسيرة الفضائية ، وكتبت عنها الصحف بما فيها صحيفة الثورة في تقارير صحفية ومقالات وغيره، إلى جانب قنوات وصحف عربية وعالمية عدة.
* وليسأل كل منا نفسه.. هل أخطأ اليمن حتى الآن في اطلاق صاروخ، سواءً من ناحية الهدف أو اعتراض وتدمير من قبل أنظمة الدفاع الجوي لكل من السعودية والإمارات رغم امتلاكهما أحدث الأنظمة الدفاعية ومن جنسيات متعددة؟!!.
* لو كانت دول العدوان أسقطت صاروخاً باليستياً يمنياً واحداً أو طائرة مسيرة واحدة لملأت وسائل إعلامها ضجيجاً وانتصاراً زائفاً.
* بالمقابل: لو سقط مدني واحد جراء الضربات اليمنية الباليستية لملأت العالم عويلاً وأغرقته دموعاً.. ولكن ذلك لم يحدث لأن اليمن يضرب وفق مبادئ الحرب السماوية، بينما هم مجرد مجرمين.
* لقد فشلت كل أنظمتهم الدفاعية في صد هجوم باليستي واحد، بينما نجحت كل عملياتنا الباليستية وطيراننا المسير في ضرب أهدافها، وأدت وظائفها وأحدثت الآثار المطلوبة منها بل وتجاوزتها إلى كل تلك الآثار التي دفعت بدول العدوان العربي إلى الارتماء في أحضان دول العدوان الغربي وفي الحضن اليهودي الذي أصبح اليوم يعيد حساباته ألف مرة بينما تتضاعف مخاوفه ألف ألف مرة .. وهذا أهم أثر للفراشة اليمنية .. أو بالأصح أثر الضربات الباليستية اليمنية.