جرائم مقصودة وصمت عجيب

حسن الوريث
بيان إدانة هزيل من اتحاد الفروسية لم يتجاوز بعض الصحف والمواقع المحلية ولا يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي في حق الخيول اليمنية الأصيلة واستهدافها بذلك الشكل الهمجي وغياب بقية الأطر الرياضية وأهمها اللجنة الأولمبية اليمنية التي لا نجد لها أي صوت إطلاقا في مثل هذه الأحداث والتدمير لمنشاتنا الرياضية.
فمنذ اليوم الأول للعدوان السعودي على اليمن والمنشآت الرياضية كغيرها من المنشآت والبنية التحتية للشعب اليمني تتعرض للقصف والتدمير ما يؤكد الحقد الأعمى لنظام بني سعود على الشعب اليمني ويدل على أن هذا النظام الغبي الأحمق وصل إلى درجة غير مسبوقة من الجنون والهستيريا بعد فقدانه نظام الوصاية على القرار اليمني وبالطبع فإن أي مبررات يسوقها العدوان غير مقبولة لأن هذا النظام الأحمق الغبي لا يحق له أن يعتدي علينا وأن يدمر مقدراتنا ويقتل شعبنا تحت أي مبرر ويجب أن لا ننساق وراء الرد على تبريراته فعدوانه أصلاً ليس له مبرر لا من الدين ولا من الأخلاق ولا من الإنسانية وبالتالي فكل ما يترتب عليه باطل بطلاناً مطلقاً.
هل ما تقوم به الجهات المعنية والقيادات في الشباب والرياضة من الوزارة إلى الاتحادات واللجنة الأولمبية اليمنية والأندية يتناسب مع حجم تلك الجرائم؟ فنحن لم نشاهد سوى ردود أفعال هزيلة جدا ويقتصر الأمر ربما على بيان هنا وكلمة هناك لكن العمل الحقيقي الذي يفترض القيام به لإيصال الصوت الرياضي إلى المجتمع الرياضي الدولي عبر الأطر الرياضية المحلية وفي المقدمة اللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات الرياضية وطلب لجان دولية لزيارة اليمن والمنشآت الرياضية التي تم تدميرها من قبل طيران العدوان كما يتطلب من الفرق الرياضية اليمنية التي تشارك في أي تجمعات وبطولات قارية وإقليمية ودولية إيصال رسالة للعالم عبر هذه المشاركات لتعرية وكشف نظام بني سعود الذي يستهدف كل مقومات الحياة في اليمن ومنها المنشآت الرياضية والبداية من منتخباتنا للناشئين والشباب لكرة القدم التي تشارك في بطولات أسيا من خلال التوقف عن اللعب لمدة دقيقة أمام عدسات التلفزيون والصحفيين والجماهير احتجاجاً على هذا التدمير المقصود للمنشآت الرياضية وتشكيل رأي عام عالمي ضد هذا النظام البربري.
ربما كانت وزارة الشباب والرياضة قبل فترة وفي بداية العدوان أنشأت ما تسمى الهيئة الرياضية والشبابية للتصدي للعدوان لكنها ولدت ميتة ولم نشهد لها سوى نشاط التدشين من أجل الإعلام فقط بعدها غابت تماماً بينما كنا نأمل منها أن تكون هي الصوت الشعبي المعبر عن الشباب والرياضيين وهي ربما تكون البديل لتلك الاتحادات الرسمية التي ذهب بعض قياداتها إلى دول العدوان للمشاركة في العدوان على اليمن والتحريض على تدمير منشآتنا وبنيتنا التحتية الرياضية وبالتالي فالمسئولية الآن تتحملها قيادة وزارة الشباب والرياضة التي يجب عليها أن لا تكتفي بإصدار بيانات تنديد وشجب ونشرها في وسائل الإعلام المحلية فقط بل يجب أن تتحرك مع الأطر الرياضية المحلية في كل الاتجاهات وبكل السبل والوسائل لما يصب في إيصال الصوت الرياضي اليمني بما تتعرض له المنشآت الرياضية اليمنية من تدمير خارج عن كل الأعراف والمواثيق الدولية الإنسانية والرياضية.
بالتأكيد أن جريمة استهداف الخيول اليمنية الأصيلة لأكثر من مرة يؤكد حقد نظام بني سعود على الشعب اليمني دون أدنى شك ولأنه نظام لقيط بدون هوية ولا تاريخ له فقد لجأ لتدمير أثار اليمن العظيمة في محاولة فاشلة لطمس هوية اليمن وتاريخها وآثارها وأقول فاشلة لأنه مهما عمل فلن يستطيع محو حضارة اليمن التي يشهد لها العالم لكنه فقط قدم نفسه عدواً لئيماً للإنسانية وكل تراثها وأثارها ويبقى دورنا نحن في قطاعات الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية والأندية والإعلام الرياضي في إيصال هذه الجرائم إلى العالم وفضح هذا العدو الغاشم عبر وسائل متنوعة وقوية والاستفادة من كل ما هو متاح وعدم الاكتفاء بتلك الطريقة الهزيلة المتمثلة في بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحقق أي هدف وأشدد هنا على دور اللجنة الأولمبية اليمنية لأن دورها محوري وصوتها يمكن أن يكون مسموعا أكثر من غيره وأن تصحو من سباتها الذي ذهبت إليه بقصد أو بدون قصد.. والله من وراء القصد.

قد يعجبك ايضا