مستشار المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز الترب لـ”الثورة “: على إخواننا في المحافظات المحتلة أن يهبوا بانتفاضة غاضبة لطرد الاحتلال الجديد ورموزه

 

الجنوبيون الذين أعلنوا استعدادهم التطبيع مع إسرائيل سقطوا واقفين
النظام السابق بعد 94م جَّير الانتصار لأجندات خارجية وليس للوطن
بريطانيا زرعت الخلاف السياسي بين المناضلين وبين الجبهة القومية وجبهة التحرير
السعودية وكيل بريطانيا وهي لم تعترف بالحكومة في الجنوب بعد الاستقلال مباشرة
البريطانيون ظلوا يحلمون بالسيطرة على باب المندب مرة أخرى باختيار من يحكم الجنوب
هناك استثمارات في تركيا بـ3 مليارات و750 مليون دولار من حق أبنائنا جميعاً
ما يحدث في الجنوب من اغتيالات وانتهاكات يعجِّل بإنهاء تواجد الاحتلال الجديد
السعودية اشترت كثيراً من القيادات لتخريب اليمن، وقد فضحت في موضوع التطبيع

أكد الدكتور عبدالعزيز الترب – مستشار المجلس السياسي الأعلى أن استقلال جنوب الوطن من الاحتلال البريطاني لم يأت صدفة وإنما جاء بعد كفاح مسلح دام لسنوات وأن بريطانيا بعد أن غادرت عملت على زرع الخلاف بين الثوار وبين الجبهة القومية وجبهة التحرير وهي اليوم من يهندس المؤامرات في المنطقة كلها، كما أنها من تحمل حاليا ملف اليمن في مجلس الأمن.
وقال الدكتور الترب: إن هناك بعض الإخوة في الجنوب من لا يفكرون مع الأسف، حيث يقتل بعضهم بعضا بالريال السعودي، والبعض الآخر يقتل بالدرهم الإماراتي وعليهم أن يدركوا أن أبناء الجنوب هم الخاسرون.. مشيراً إلى أن السبب الأساسي لوجود الفوضى في البداية بالمحافظات الجنوبية يعود للنظام السابق الذي جيَّر الانتصار بعد الوحدة لأجندات خارجية وليس للوطن ولم يسمع النصائح، ما دفع الاخوة في المحافظات الجنوبية للتحرك بحراك مطلبي وليس لفك الوحدة، وبعدها استغلت بريطانيا هذا الوضع وخططت عبر بعض عناصرها لزعزعة الأوضاع في الجنوب.
وأكد مستشار المجلس السياسي الأعلى أن ما يحدث في الجنوب من اغتيالات وانتهاكات وسلب للثروة يعجِّل بنهاية الاحتلال الجديد.. داعيا الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلة إلى أن يهبوا بانتفاضة غاضبة للتعجيل برحيل الاحتلال الإماراتي السعودي ورموزه من أرض الوطن.
الدكتور الترب تطرق إلى قضايا ومواضيع مهمة تخص الأوضاع في الجنوب.. تفاصيل ذلك تقرأونه في سياق الحوار التالي الذي أجرته “الثورة” معه:

الثورة /أحمد المالكي

* وشعبنا يحتفل بالذكرى الـ53 لعيد الجلاء الـ30 من نوفمبر بطرد آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.. كيف تقرأون المشهد في الجنوب في ظل وجود الاحتلال الجديد؟
– الحقيقة ما يحدث في الجنوب كنا نتوقعه لعدم وجود قيادات حرة، كما أن المال يحرك أطماع السعودية والإمارات ومن ورائهما بريطانيا التي طردت بكفاح مسلح وتريد أن تعيد الوضع وتحتل الموانئ وتهديها إلى دولة إسرائيل.
* هل التاريخ يعيد نفسه؟
– ليس مستبعدا
* في الـ30 من نوفمبر 1967م طرد الاحتلال البريطاني من جنوب الوطن كاحتلال عسكري لكن الدور البريطاني لم يغب بعد الاستقلال، نريد أن تعطوا القارئ الكريم فكرة موجزة عن ذلك الدور وكيف أثر على الوضع الجيوسياسي والاجتماعي في جنوب الوطن؟
– أتفق مع ما ذكرته في السؤال وإن كنت أريد تعديل السؤال بالرد عليه وحقيقة الاستقلال لم يأت صدفة بل جاء بعد كفاح مسلح دام أربع سنوات من 14 أكتوبر 1963م حتى الـ30 من نوفمبر 1967م وبريطانيا عندما واجهت المقاومة الشديدة وتلقت خسائر كبيرة في الأرواح وخسرت كثيراً من المناطق قررت الرحيل وتقديم الاستقلال، وطلبت إرسال أسماء وفد للتفاوض حول مجريات الخروج من اليمن وبالطبع بريطانيا عندما واجهت رفض قادة الجبهة القومية فكَّرت في الاستعانة بقوى داخلية لأنها بعد أن خرجت من الباب أرادت الدخول من النافذة، وفي مطلع العام 67م استطاع الثوار أن يحرروا كريتر ويرسلوا إشارة إلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بأن “ارفع رأسك يا أخي” ولم تستطع بريطانيا أن تدخل إلى إحدى المناطق المحررة، وفي نوفمبر استطعنا إسقاط كثير من المناطق، ومع هذا بريطانيا بدأت تفكر في زرع الخلافات السياسية بين المناضلين أو المقاتلين وبين الجبهة القومية وجبهة التحرير، وتوحدت الجبهة القومية مع منظمة التحرير وأعلنوا شيئاً اسمه جبهة التحرير، وبعد سنة من الاندماج، تم إلغاء أو انسحاب الجبهة القومية مرة ثانية واشتغلت باسمها، وظلت جبهة التحرير بالاسم الجديد حتى أن إذاعات صنعاء وتعز وصوت العرب ظلت تنسب أي أعمال تتم في الداخل لجبهة التحرير، وعندما فكرت بريطانيا في التفاوض طلب من الوفد الذي سافر إلى القاهرة مقابلة قيادات التحرير من ناحية ومن الناحية الأخرى في نوفمبر قابلوا القاضي الراحل عبدالرحمن الإرياني قبل أن يكون رئيساً وسألوه كيف تنظر إلى اليمن لأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من إعلان الاستقلال، فقال: عليكم تنظيم أنفسكم وتوحيد صفوفكم وكونوا داعمين لثورة 26 سبتمبر التي قدمت الكثير لثورة 14 أكتوبر وأترحم على الموتى وعلى رأسهم عبدالله الأصنج والذين لو كانوا أحياء لنصحوا أبناءهم في المحافظات الجنوبية والشرقية أن لا يعملوا بأجندة المستعمر، وتأكيداً على أن هناك مؤامرة منذ القدم سافر وفد الجبهة القومية، وإذا بكلينتون رئيس الوفد البريطاني يقول: لدي ثلاث نقاط الأولى مستشفى الملكة اليزابيت يظل كما هو وسيقدم لكم عوناً معيناً، لكن وفد الاستقلال رفض، والثانية إيجاد قاعدة عسكرية بحرية جوية وشرطة قوامها 2000 جندي، كذلك رفض وفد الاستقلال، وقال خسرتم 25 مليون إسترليني، والثالثة والأخيرة عبارة عن دس السم في العسل، قال إن صاحبة الجلالة قررت منح كل من خدموا أثناء بقائها في المحافظات الجنوبية في عدن والمحميات 100 % للقطاع المدني و75% للقطاعين العسكري والأمني، ورفضنا ذلك العرض، وحركنا الجماهير في وقت لاحق ورفعنا شعار “تخفيض الراتب واجب”، وكان يمكن لنا أن نقول نعم لرفع الرواتب، لكنه تنصل عن دفع تعويضات لحكمهم أو بقائهم في المحافظات المحررة حينها، لهذا السبب عاد وفدنا إلى القاهرة، وأصر وهذا للتاريخ على أن يأتي رفاقنا مرة أخرى للتفاوض وإعلان حكومة الاستقلال ورفضوا المشاركة، وفي نوفمبر حاولت بريطانيا أن تفجر صراعا ثانيا حيث تقاتل الثوار مرتين في ما بينهم لأنها كانت تلعب بالأوراق ليتقاتل الثوار وهذا سيناريو واحد أما السيناريو الثاني فهو أن بريطانيا غرست مجموعة من الضباط والجنود وكثير منهم عملوا مع ثوار الجبهة القومية، ومع ثوار جبهة التحرير أيضا، وكان العميل البريطاني يخلع البدلة ويأخذ البندق ويقاتل معنا، وكما قلت هم غرسوا مجموعة من الناس بدليل أن الاستقلال في 30 نوفمبر حدث بعده في 20 مارس 1968م انقلاب آخر، حيث انقلب العساكر على الرئيس الراحل قحطان الشعبي، إذاً بريطانيا هي مهندسة المؤامرات في المنطقة كلها حتى اليوم ومن يحمل ملف اليمن في مجلس الأمن حالياً هي بريطانيا، أما أمريكا فلا تاريخ لها، وبريطانيا في العراق بعد استشهاد صدام حسين جعلت الأمريكان يدخلون بغداد لكنهم ذهبوا إلى البصرة لأنهم استعمروا العراق وهم يعرفون من أين تؤكل الكتف!.
• ما وجه المقارنة بين احتلال الأمس القديم واحتلال اليوم الجديد في ظل ما يتعرض له الجنوب من تجريف واسع للهوية والثروة والجغرافيا؟
– لنكون أمناء مع أنفسنا ومع جماهيرنا يجب أن نصدق النوايا، الإخوة في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة اليوم لا يفكرون مع الأسف، فهناك من يقتل بالريال السعودي وفي الجانب الآخر هناك من يُقتل بالدرهم الإماراتي ومن يدفع أكثر، لكن السبب الأساس هو أننا بعد 94م لم نقم بدراسة عميقة لوضع المحافظات المحتلة اليوم، لأن المنتصر أو قيادات الزمرة – كما يسمونهم من دخلوا الجنوب أولاً لتصفية الحسابات وثانياً لتثبيت الوحدة، لكن النظام السابق جيَّر الانتصار لأجندة خارجية ورفض الاستماع للنصح والنظر لبدائل قدمت حينها ، والدليل أنه تم إلغاء الدستور وإعادة حكم الفرد بدلاً عن المجلس الرئاسي بعد الوحدة المباركة عام 90م وعدنا مرة أخرى إلى رئاسة الجمهورية واستطاعت “القوى الثلاثة” علي عبدالله صالح ومن معه ، وعلي محسن الجناح العسكري والديني ومن معه، والجناح القبلي ممثلاً بالشيخ عبدالله الأحمر ومن معه، التحكم بالوضع هناك وتم تجيير الانتصار ليس للوطن وإنما لأهداف معينة، ما دفع الإخوة في المحافظات الجنوبية للتحرك بحراك مطلبي وليس لفك الوحدة أو بهدف استقلال آخر لهم ، ولم يستوعب النظام هذه النقطة التي ذكرها الشهيد الراحل عبدالقادر هلال في تقريره ، ونزل المنتصر “النظام” وألغى المؤسسات واحتل البيوت وأخذ الأراضي ، هذه أوجدت نوعاً من الغضب ، ولم يستوعب النظام هذا وجاءت خطط بريطانيا عبر بعض عناصرها لتخطيط وترتيب وزعزعة الجنوب من جديد، وبالمناسبة السعودية لم تعترف باليمن الجنوبي بعد الاستقلال في 67م لكنها اعترفت به في عام 70م ، واستطاعوا بعد عام 94م توظيف الخلاف ، وبريطانيا ظلت تحلم بالعودة مرة أخرى بالسيطرة على باب المندب من خلال اختيار من يحكم الجنوب.
• بعد ستة أعوام من العدوان والاحتلال، تزايدت حالات الاغتيالات والاختطافات، والسجون السرية، وقمع الحريات و..الخ، بعكس ما بشَر به المحتلون الجدد بداية الأمر ، كيف ترون ذلك اليوم؟
– إن ما يحدث في الجنوب من اغتيالات وانتهاكات سيعجِّل بإنهاء الاحتلال وسيوقظ الشعب في المحافظات المحتلة الجنوبية والشرقية، والدليل ما حدث في المهرة من غضب وكذلك ما يحدث في سقطرى من غضب يعد مؤشراً للثورة العارمة ضد الاحتلال ونحن اليوم وبعد اجتماع مجلس النواب ومجلس الشورى لمناقشة الوضع في سقطرى والمحافظات المحتلة نرى أن على الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية المحتلة أن يهب بانتفاضة غاضبة للتعجيل برحيل الاحتلال ورموزه ، لكن ما يجب علينا هو أن نتجاوز الخلافات فيما بيننا التي دفعت بمهندسي الاستراتيجيات والسياسة الخارجية إلى تغذية هذه الخلافات للوصول إلى هذا الوضع، وأحلامهم بأن تكون عدن جزءاً لا يتجزأ من الإمارات أو دبي مستحيلة، واليوم المواطن يشعر بعدم وجود الكهرباء والماء والخدمات الأخرى، وميناء عدن هم يريدون بأن لا ينافس ميناء جبل علي ومعلوم أن ميناء عدن هو ثاني ميناء في العالم ، وبعد الوحدة اليمنية تمت المتاجرة بميناء عدن وعندما تمت إعادته إلى اليمن تم دفع 275 مليون دولار تعويضاً للإمارات.. إذاً كل ما يجري هو نتيجة لسياسات مخططة لهدم الاستقرار في اليمن لأنه ليس فقيراً ولهذا غرسوا هنا وهناك بعض رموزهم الذين يتم تحريكهم بالريموت كونترول حتى جاءت ثورة الـ21 من سبتمبر حيث وجد أعداء اليمن هذه الثورة الجديدة وثوارها عصاة عليهم، فعملوا على تفجير العدوان في مارس 2015م ، وهناك مؤامرة كبيرة، وفي نفس الوقت حركة أنصار الله لم تفكر بالانقلاب على الشرعية والدليل أنهم أشركوا الجنوبيين في الحراك وعلى رأسهم الأخ أحمد القنع وخالد باراس ممثلي الحراك الجنوبي الذين شاركوا في حوار موفنبيك وطلبوا منهم استلام 6 مقاعد حيث كانت القسمة “9،9 “6،6” أنصار الله كان لهم ستة مقاعد أعطوها للحراك الجنوبي المتواجد هنا .. إذاً مع هذه الرؤى أصرت دول العدوان على المؤامرة بدليل أن هادي لم يكن يعلم أن هناك هجوماً على اليمن إلا من الأمريكان حسبما قال – والحقيقة أن العدوان والحصار بكله هو خطة تم إعدادها مسبقاً بعد أن وجدوا قيادة أنصار الله غير قابلة للمساومة وتصر على السيادة والاستقلال ورفض التدخل الخارجي.
• برأيكم دكتور.. هل بدأ الوعي الشعبي والنخبوي يتنامى للتخلص من الوضع المأساوي الذي فرضه الاحتلال اليوم في الجنوب أم أنه بحاجة لمن يحركه أو يعيد تشكيله؟
– لا.. لا.. الناس استيقظوا بعد سنة أولى من الاحتلال في المحافظات الجنوبية ، إلا أن الجانب السياسي وأنا قلت في بداية حديثي لا يوجد قيادات ولذا استطاع قائد الثورة بحكمته أن يرسل رسالتين رسالة للداخل بتعيين محافظين للمحافظات المحتلة أولاً وهو يقول لهم أنتم جزء لا يتجزأ من اليمن الواحد، والرسالة الأخرى للخارج والتي لم يستوعبها إلا بعد أرامكو .. واننا من يعمل على إحلال الاستقرار في المناطق الجنوبية ، وكان القرار الآخر يتمثل بتشكيل هيئة مصغرة من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين لديهم مناصب قيادية برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور بن حبتور، وهي هيئة تنسيق ومعالجة أوضاع المحافظات الجنوبية والشرقية ، ومستشارين من المجلس السياسي وهما أحمد علي الأحول وأنا ، وعندما زادت الممارسات الصبيانية والعنتريات لدولة الإمارات ، تواصلنا أكثر ببعض العناصر للعمل في الداخل الجنوبي وبدأت العملية بترديد “برع يا استعمار” وإحراق صور سيئي الصيت وليي عهدي السعودية والإمارات والعمل يحتاج إلى تواصل مستمر ونحن نعمل في الداخل بشكل منظم ، وندعو أبناءنا وإخواننا في الجنوب أن يعودوا إلى الحكمة والعقل ويتحركوا ضد المحتل وليس بطرد إخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية، وعلينا أن نهب وننظم أنفسنا ونحمل البنادق لإخراج المستعمر الجديد ومرتزقته كما أخرجنا البريطانيين في الـ30 من نوفمبر 1967م، وللتأكيد هناك أكثر من مليون و775 ألف مواطن من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في صنعاء والشمال ولم نجد أحداً يقول لهم أخرج يا جنوبي وصنعاء العاصمة كما استقبلتنا في الماضي وفي كل خلافاتنا السياسية من بعد 30 نوفمبر 67م كانت ترحِّب بكل من وصل إليها وآخرهم جماعة 13 يناير “الزمرة” ، ونحن بحاجة إلى إعادة التربية لأنفسنا لنتمسك بالوحدة كما كنا نناضل من أجل الدفاع عن اليمن وتحقيق الوحدة اليمنية ، ولا بد من زيادة العمل السياسي بين الجماهير.
• هناك من القيادات الجنوبية في الانتقالي بالذات من أعلن استعداده التطبيع مع إسرائيل .. كيف تعلقون على ذلك؟
– في الحقيقة .. لقد سقطوا واقفين ، وهذه تذكرني بالخلاف في 94م قبل الاقتتال على التمسك بالوحدة ، لو لم يقم الأخ علي سالم البيض بإعلان الانفصال لانتصر على علي عبدالله صالح، لكنه سقط واقفاً لأنه دعا إلى الانفصال وخرج كل الناس رفضاً للانفصال ونحن مع الوحدة، وهؤلاء وأنظمة دول الخليج هي من باعت قضية القدس وفلسطين منذ وقت مبكر وإعلان الاخوة في المجلس الانتقالي التطبيع مع إسرائيل مع أنهم لا يحكمون إلا أنفسهم لأنهم في الحقيقة يتحركون بالريموت كنترول حسب أوامر وتوجيهات قيادة السعودية أو الإمارات، وإذا تحركنا سياسيا نستطيع إسقاط هذه الوجوه ولن تقوم لها قائمة، ومن استقوى بالخارج واستباح الدم اليمني لا عودة له مطلقاً، وكل من تاجروا باليمن منذ ثورة 26 سبتمبر هم من يتاجرون اليوم في دول وعواصم الخليج وغيرها، وهناك أكثر 3 مليارات و750 مليون دولار عبارة عن استثمارات في تركيا، هذه من حق أبنائنا جميعا، ويقظة الشعب والقيادة السياسية اليوم هنا في صنعاء استطاعت تسيير الأمور 6 % من الاحتياجات وهذا إنجاز برغم بعض الاختلالات الإدارية.
• وأنتم أحد خبراء الاقتصاد، كيف تقيِّمون السياسات الاقتصادية التي أوجدها المحتل الجديد، والتي خلقت أوضاعا اقتصادية ومعيشية مأساوية في الجنوب خاصة، وعلى مستوى اليمن ككل؟
– أتفق معك بأن السياسة الاقتصادية التي استخدمها العدوان تسببت في نتائج سلبية كبيرة على اليمنيين ونحن منذ وقت مبكر استطعنا أن نضع النقاط على الحروف ونقدم بدائل وأهم بديل هو عدم القبول بتداول العملة المطبوعة الجديدة، وهم طبعوا حسب تصريح محافظ سابق في قيادة الفنادق تريليوناً و750 مليار ريال وهذا المبلغ لم تتم طباعته منذ حكم المشير السلال حتى تمت طباعة العملة الجديدة، وهذه هي هندسة المطبخ الاسترايتيجي البريطاني والذي يعاونه خبراء آخرون بإغراق السوق بالعملة طبقاً لما قاله السفير الأمريكي للوفد الوطني في مسقط “سنجعل قيمة العملة اليمنية لا تساوي قيمة الحبر الذي طبعت به”.
واليوم نجد سعر الصرف في صنعاء مستتباً وهناك في المحافظات المحتلة غير مستقر، ثانياً هم عملوا على إدخال المخدرات والحبوب والسلع الغذائية المنتهية الصلاحية وقاموا بدلاً عن فتح حساب في البنك المركزي قاموا بفتح حساب في البنك الأهلي بجدة وأردوا بعد أن فشلوا عسكريا أن يلعبوا بالورقة الاقتصادية مع ورقة الاغتيالات، ونحن نحيي جهاز الأمن والمخابرات الذي كشف جريمة اغتيال الأخ الوطني حسن زيد وزير الشباب والرياضة، رحمة الله عليه.
• دور السعودية لم يغب منذ معركة الاستقلال فهي تستميت لفصل محافظات بعينها كحضرموت والمهرة، ماذا عن هذا الدور؟
– السعودية هي وكيل ولو نظرت لتاريخ آل سعود وكيف جاءوا، ستعرف أن أباهم عبدالعزيز أوصاهم بأن قوتهم بضعف اليمن وقوة اليمن في ضعفكم، وأعلن ولاءه لبريطانيا إلى يوم القيامة ولذا فإنهم اشتروا كثيراً من القيادات لتخريب اليمن، وقد كشفهم الله بموضوع التطبيع مع إسرائيل، وما دمنا نتحدث عن يوم الاستقلال وطرد المستعمر، نجد أن ثوار الجبهة القومية أو ثوار اليمن رفضوا تسليم بنادقهم يوم 30 نوفمبر بعد أن أعلن الراحل قحطان الشعبي جمهورية الجنوب الشعبية لست محافظات ولم يسمها كما هي اليوم بل سماها بأرقام من “1-6” محافظات، ورفضوا تسليم بنادقهم إلا بعد تحرير الخليج وتم تشكيل جبهة ظفار برئاسة علي سالم البيض آنذاك وعضوين آخرين من عمان في عهد حكم السلطان قابوس.
• هناك دور شكلي تعطيه السعودية لحكومة هادي والإمارات للانتقالي بينما إدارة كل التفاصيل تأتي من الرياض وأبوظبي، كيف انعكس هذا الدور على الأوضاع السياسية في جنوب الوطن؟
– هم مختلفون ولا بد من توظيف هذه الخلافات لصالحنا، ونبهنا في اتصالاتنا مع بعض الرموز التي تريد أن تسمع الآخر، بأنه لا الانتقالي ولا شرعية الفنادق تحكمنا وآل جابر السفير السعودي هو من يتحكم في الجنوب على ضوء ما يملى عليه من إسرائيل وأمريكا وبهندسة بريطانيا، والحقيقة أن المال يعمل دوره وهؤلاء لا يريدون أن يحكموا بل يريدون استثمار ما يحصلون عليه من أموال وبيع اليمن بثمن رخيص كما باعها بعض المشائخ والقيادات منذ عام 62م وحتى اليوم وهناك من يتاجر باليمن، لكن اليمن هو رقم صعب لا يمكن مسحه والآن اليمن هو من سيفرض ما يريد لأنه أصبحت لدينا قنوات للضغط توصلنا إلى مرماهم وتجعلهم ويتباكون في مجلس الأمن بينما هم صامتون طيلة ست سنوات عن العدوان وعندما ضربت مواقعهم سمعنا الصياح.
• السيد القائد عبدالملك الحوثي خاطب الإخوة في جنوب الوطن أكثر من مرة موعياً ومستنهضاً إياهم بالاستفادة من الدروس والأوضاع المأساوية التي أوجدها المحتل الجديد، كيف تقرأون أنتم تلك الرسائل؟ وهل الوعي الثوري في الشمال بدأ يمتد إلى الجنوب؟
– نعم حكمة السيد قائد الثورة ونحن نعيش هذا العدوان والحصار لو استوعبناها صح لانتصرنا على أنفسنا في إدارة الشأن وآخرها الـ30 محاضرة التي ألقاها في رمضان الماضي، في المحافظات الجنوبية والشرقية قد تنبهوا ولمسوا كذب وغرور المستعمر الجديد إلا أنه لا توجد قيادات تستطيع أن تحرك الشارع، إلى أن وجّه القائد بالعمل مع الجماهير في الداخل حيث صارت الأمور تتحرك بشكل طيب للغاية وفي القادم القريب جداً سنعلن استقلالاً آخر للمحافظات الجنوبية المحتلة.
• هناك حراك بدأ يتشكل ضد المحتل الجديد في عدن وسقطرى والمهرة وغيرها.. هل بالإمكان أن تعطونا فكرة عن طبيعة هذه التحركات وهل بدأ الوعي الوطني يدرك طبيعة المشروع الاحتلالي؟
– نعم هناك يقظة وهبَّةٌ شعبية للحصول على الحرية والسيادة ليس في المهرة ولا في سقطرى فقط وإنما في كل المحافظات ونحن نقول إن المحافظات المحتلة اليوم هي جزء من اليمن الكبير، ونريد من أبنائنا في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة أن يجعلوا اليمن قضيتهم الأولى وعندما يسقط الاستعمار الجديد سنأتي لرسم استراتيجيات حول كيفية إدارة اليمن في حكومة اتحادية أو بمزيد من اللامركزية أو بحكومة فيدرالية، لا تريد الرجوع باليمن إلى ما كان قبل الـ30 من نوفمبر ولن ترجع مشيخات ولا إمارات، سنظل نقاتل للحفاظ على الجمهورية اليمنية بإدارة اتحادية فيدرالية وبعلم واحد، وعلى المواطن أن يعلم أن علم الجمهورية اليمنية هو علم الكفاح المسلح وطرد المستعمر وتحرير المحافظات المحتلة منذ 30 نوفمبر 1967م.
• لبناء يمن حر موحد وقوي، ألا ترون أن المصلحة الوطنية اليوم باتت أمراً ملحاً لتجاوز المؤامرات الاستعمارية التي تريد تفتيت اليمن وتستهدف الوحدة اليمنية؟ كيف يمكن ترجمة ذلك بعيداً عن الوصاية والهيمنة الخارجية؟
– في الحقيقة نحن نرى مع بداية 2020م- 2021م أن كل المراهنات ستسقط ، وأنا مع التحضير لمؤتمر وطني شامل لا يستثني أحداً تكون أساسه المصالحة والتسامح والحل السياسي، وعلى رأس هذا الموضوع تكون مبادرة الرئيس المشاط حاضرة والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مع أخذ مبادرات أخرى، وعلى الأحزاب المناهضة للعدوان هنا، وعلى كل الأصوات التي تريد أن تحافظ على يمن مستقر بعيداً عن الهيمنة والوصاية، أن تقدم أفكاراً لمناقشتها في هذا المؤتمر بما من شأنه الخروج بوثيقة أساسها اليمن للجميع وتؤسس لمبدأ تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، ودولة مدنية حديثة بنظام وقانون، وهو ما نادى به قائد الثورة منذ انتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م والذي قبل باشراك كل الأحزاب وظل وفياً لهذا العهد حتى خيانة خالد بحَّاح بتقديم استقالته وبعده استقالة المنتهية شرعيته عبدربه منصور هادي، حيث كانا يتحركان بتوجيهات السفيرين الأمريكي والسعودي لإيجاد فراغ دستوري وفوضى ، وفي الأخير كانت السفارة السعودية تدير أركان الدولة مع السفارة الأمريكية، كل الأمور حتى تفجير الوضع وإعلان بداية العدوان في 26 مارس 2015م، وبالتالي أنا مع المصالحة الوطنية ومع توسيع اللجنة وإشراك كل الناس ونرفع شعار “اعمل معنا، خطط معنا، نفذ معنا لاستقرار اليمن” والاتجاه إلى الإعمار وبناء الإنسان ، ونحن نريد أن يتنافس كل الكوادر لخدمة المجتمع ونريد من كل رجال المال والأعمال وقاطرة التنمية المساهمة في البناء وقد فكرنا بمجلس أعلى بالشراكة مع الدولة والقطاع الخاص، وأنا مع مبدأ أن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، ولا بد من مراجعة الحسابات وفقاً للرؤية الوطنية الحديثة وهي حتى 2030م، والنظام السابق لم يقدم خططاً ونحن على الرغم من العدوان والحصار استطعنا أن نقدم هذه الرؤية كفكر وأحيلت مع بعض الملاحظات على مفكرين وأكاديميين وسياسيين وأعيدت صياغتها بمرسوم جمهوري وأصبحت ملزمة لكل الأطراف ونحن في السنة الأولى من تنفيذ اتجاهات الرؤية الوطنية.
• هل من رسالة أخيرة تريدون توجيهها في ختام هذا اللقاء؟
– مرة أخرى أقول لا خوف على اليمن في ظل عنتريات المرتزقة ودول العدوان في محافظاتنا الجنوبية والشرقية لأننا أكثر قدرة على إعادتها خلال فترة قصيرة جداً بعد أن انتصرنا للجمهورية اليمنية وإرادة الإنسان والقرار السياسي بعيداً عن الهيمنة والتدخل، وأنا لدي ثلاثة رسائل الأولى أقول لأبنائنا في المحافظات الجنوبية والشرقية عليكم استيعاب الدرس وأنتم تعيشون نار الحرب وغياب الأمن بدون قوت ولا دواء، فارفعوا رؤوسكم إذاً وهبوا نحو انتفاضات في كل المحافظات والمديريات والمراكز لطرد هذا المستعمر الجديد، ولن يحكمكم إلا أبناؤكم بانتخابات محلية شريفة.
والرسالة الثانية أوجهها للقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وكذلك إلى الأحزاب المناهضة للعدوان، حركوا المياه الراكدة وترجموا الأقوال إلى أفعال من خلال الاستفادة من الخطاب التاريخي للرئيس المشاط مع المحافظين الذي أكد فيه أن المحافظ أو الوزير هو المسؤول الأول والأخير والمحاسبة هي غراس هذه الوزارة أو المؤسسة، وعلينا جميعاً أن نعمل كفريق واحد، والرسالة الثالثة هي للسيد قائد الثورة بأن يوجه كما وجه الحكومة والمؤسسات مؤخراً، بأن المسؤولية هي تكليف وأن يعيدوا ترتيب أوضاع مؤسساتهم ووزاراتهم لأن الوظيفة هي تكليف وليست تشريفاً ولا مانع من أن نخفف من حدة كبر الحكومة بحكومة مصغرة حتى تحقيق الانتصار وتحقيق الاستقرار بالعودة وفق الرؤية الوطنية إلى إعادة الإعمار الذي ستتحمله دول العدوان.

قد يعجبك ايضا