محمد العزيزي
أقل من 24 ساعة المدة الزمنية التي تفصلنا عن احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني الـ53 للاستقلال وخروج الاحتلال البريطاني من أرض الوطن والأحرار، وانسحاب آخر جندي بريطاني محتل وغاصب من عدن في الـ30 من نوفمبر 1967م، هو يوم عظيم وخالد في نفوس اليمنيين، وله دلالات كبيرة على عظمة النضال والحرية والاستقلال وكذا عظمة شعب استطاع على مدى عشرات السنين مقارعة المحتل الذي مملكته لا تغيب عنها الشمس وعن عرش التاج الملكي أقوى وأشرس محتل على مستوى العالم آنذاك.
وبنفس التوقيت والزمن يفصل الجمهور الرياضي من الاحتفال أيضا ببطل من أبطال اليمن، حيث أقرت إدارة نادي شعب إب موعد إقامة احتفال النادي بحصوله على لقب النادي الأكثر جماهيرية وشعبية في اليمن وفقاً لاستفتاء الاتحاد الآسيوي الذي أقيم سابقاً وذلك على هامش احتفالات بلادنا والنادي بالعيد الوطني “نوفمبر”.
هما مناسبتان عظيمتان أن نحتفل بعيد الجلاء وبحصول نادي الشعب على جائزة النادي الأكثر شعبية وجماهيرية على مستوى اليمن، لقد أحسنت إدارة نادي الشعب في اختيار 30 نوفمبر تاريخاً وموعداً للاحتفال، وهي بالفعل تستحق الشكر حين جعلت أبناء إب والشعب والجماهير الرياضية اليمنية تحتفل وتبتهج بهاتين المناسبتين وتكريما وتخليدا لهذا الفريق اليماني الكبير.
وقفة:
دييغو ماردونا أسطورة كرة القدم واللاعب الأرجنتيني الذي شغل العالم طوال فترة السبعينات والثمانينيات وما تلاها، هو ذاته ماردونا شغل العالم ومحبيه وجماهيره عند وفاته يوم الأربعاء الماضي إثر سكتة قلبية مفاجئة أشعلت الجماهير من جديد.
شخصيا ذهلت وأنا أتابع الجماهير المحتشدة أمام القصر الرئاسي بالأرجنتين وهم يهتفون بأسم الأسطورة دييغو، ويتجمعون ويتزاحمون في شوارع المدن الأرجنينية الأخرى ومدن العالم وذلك في وداع الأسطورة والمبدع الرياضي “دييغو ماردونا”، ليس هذا فقط بل عندما انتشرت صورته وامتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي والإخبارية الإلكترونية وكل وسائل الإعلام المختلفة التي تناولت وفاته وتاريخ حياته، فضلا عن تغيير “البروفيالات” الشخصية للجماهير الرياضية ومحبي الأسطورة صورهم بصورة ماردونا.
المحبة والعشق لا تشترى بكنوز الدنيا، بل هي هبة وأيضا عمل إبداعي يتقنه صاحبه ويقدمه، فيعجب به الناس ويحبونه، وهذا ما جسده عشاق ومحبو وجماهير مارادونا، وتلك اللوحة الجماهيرية المعبرة بصدق تلك المحبة، هي بمثابة موعظة ورسالة لكل شعوب العالم والزعماء والقادة والحكام بأن المحبة هبة وعمل يرضي الناس ولا تمنح بالقوة.. وداعا أسطورة العالم والكرة مارادونا.
Next Post