أهداف ” شايلوك” الجديد!
علي محمد الأشموري
من لم يقرأ رائعة وليم شكسبير “تاجر البندقية” فهو لا يعرف عن أهداف اليهود المتشددين والصهيونية العالمية وأطماعها وأحقادها تجاه العرب والمسلمين أي شيء، فـ”شكسبير”- الذي أطلق العنان لخياله- أثار حفيظة اليهود في أصقاع العالم وحقدوا وما زالوا يحقدون عليه إلى اليوم، لأنه كشف “البخل اليهودي” والأهداف الصهيونية من خلال تاجر البندقية “شايلوك” الذي ازدرى بحلابس اليهودي ونجله وكيف كان ذلك المرابي يحاول الانتقال ممن يستدين منه “بيدقات” من تجار إيطاليا حتى أنه وصل به الحال بعد مفاوضات مع أحد المستدينين التجار إلى أن يضع شرطاً جزائياً في حال تأخره عن دفع الديون في موعد مضروب لوصول السفن.. فاشترط على أحد التجار وبصك هزلي خبيث بأنه “إذا لم يسدد الدين في الموعد المحدد فإنه سيقتص أربعة كيلوجرامات من جسمه وفعلاً تأخرت بواخر تجارة المستدين فرفع القضية أمام المحاكم الإيطالية وطالب باقتصاص الأربعة كيلوجرام من جسمه حقداً وانتقاماً وصارت تلك الواقعة مدعاة لسخرية العالم وتنامى حقد اليهود على الكاتب العالمي وليم شكسبير الذي صور وبدقة ذلك المرابي اليهودي الذي تفوح رائحة تألقه من عنقه وليس من تحت إبطه”.
ظهر ترامب الملياردير في إحدى الحفلات الخيرية ورغم ما يمتلكه من أموال وشركات وفنادق ومراقص وبيوت دعارة.. الخيرون في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الحفل بالذات جادوا بمئات وآلاف الدولارات وكانت الكاميرا مركزة على “ترامب” وبيده ورقة من فئة العشرين دولاراً ينظر إليها “ويبرمها” وفي نهاية المطاف يعيدها إلى جيبه وللخروج من الحرج أخذها ورماها في الصندوق” وكأن شيئاً انتزع من جسمه.
وظهر بعدها ليرى “الحجيج” في التلفاز ويقول هؤلاء خطر على العالم برمته، انظروا ما أكثرهم وأوعز لأذنابه بالتطبيع مع الكيان الغاصب وهلل أصحاب العقالات في الإمارات والسعودية والبحرين والسودان والقائمة طويلة لبيع القضية المركزية “فلسطين” وأصبحت فرداً في الحذاء من قبل المطبعين الذين يسيرون في فلكه بائعين المقدسات الإسلامية وأولها مسرى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وبدأ “كومبارس التطبيع” يمجدون “النتن” شايلوك الجديد والملقطين من أصقاع العالم شذاذ الآفاق حتى انهم جاهروا بأن “شايلوك” الجديد يمتلك الأرض المقدسة ويقذفون الشعب الفلسطيني المقاوم بأقذع الصفات ويمجدون أخلاق اليهود بأخلاقهم وقبلها ظهر أحد المستشرقين في “فيديو” يقول فيه بالحرف الواحد “يجب القضاء على المسلمين لأنهم في تنام مستمر وإذا لم يتم القضاء عليهم فسنجد أولادنا وأحفادنا مسلمين” وهو تحذير يدل على مدى الحقد والكره الماسوني الصهيوني للإسلام والمسلمين..
أحد المراقبين الأصدقاء كان متزوجاً بألمانية قال “إن أبنه الصغير كان ينظر إلى والدته وسلوك والده وبحسب القوانين السارية في ألمانيا الأبن هو الذي يختار ديانته وينفصل عن أبويه في الثامنة عشرة ونتيجة الخوف من الإسلام والحقد على المسلمين كانت طريقة المسيئين والكاثوليك أنهم كانوا يعطون بأبناءهم أفضل “الشوكولاتة” كجائزة أو حافز.. وعندما ينفذ الابن ما طلب منه يذهب إلى والدته ولعابه يسيل طالباً الشوكولاتة الراقية.. فماذا يكون الجواب؟؟
الجواب الصادم من الأم “محمد سرق منك الشوكولاته”.. وهكذا تتم تنمية الكراهية التي تكبر كل يوم في نفوس الأجيال على الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.. وعلى الإسلام والمسلمين، هكذا.
تحدث بحرقة امامي الأخ الزميل عبدالكريم الحلالي بمبنى مؤسسة “الثورة” وكنت أحد من المستمعين..
وحتى لا نذهب بعيداً، فعقب الوحدة اليمنية ظهر مسلسل “دحباش” الذي خرج من جعبة الاشتراكي.. وحذرنا منه في أول حلقة فجاءني الرد “يا رجل خلي الناس يضحكون؟ فقلت المسلسل له عواقب وخيمة على المدى المنظور والبعيد وأصبت بإحباط وكأني أؤذن في مالطا”..
على نفس السياق “الدحباشي” كانت بعض الأمهات في المحافظات الجنوبية والشرقية يقلن لأولادهن “إذا لم تسمع الكلام باجيب لك دحباش” وتصدى لهذا الموضوع زملاء من نفس المحافظات مثقفون وإعلاميون وظهرت تحذيراتهم على وسائل الإعلام المقروءة ولكن لا حياة لمن تنادي..
وخلاصة القول: إن تنمية ثقافة الكراهية قد جعلتهم يقولون “أهلا سلمان” وأهلا زايد” وأدخلوا المحتل الجديد ودفع الغلابى من المواطنين في المحافظات الشمالية الثمن غالياً بإحراق بسطاتهم في ابين وطردهم من وطنهم بحقد وتحميلهم وزراً لم يقترفوه، فتمت مصادرة ممتلكاتهم وترحيلهم قسراً على متن، حافلات..
ومن لم يفكر في العواقب ما له في الدهر صاحب، اليوم انظروا المحتل الجديد سعودي – إماراتي ومعاناة إخواننا وأبنائنا في الجنوب المحتل.. فهل تسمعون وتعون بذرة ثقافة الكراهية التي سقيتموها للأطفال ولن أزيد.