الصواريخ والمسيرات اليمنية .. تتخطى “الباتريوت “
زين العابدين عثمان
في كل عملية هجومية بالصواريخ والمسيرات اليمنية على العمق السعودي يتضح الفشل الرهيب لمنظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية “باتريوت” في صد الهجمات أو اعتراضها، فالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تطلق لضرب المنشآت ومحطات النفط والمواقع الحيوية بالعمق السعودي تقطع مسافات واسعة تصل إلى اكثر من 1300 كم دون أن يكون هناك اعتراض ناجح وفعال لمنظومات الباتريوت فالأخير تقف مشلولة تقنيا وعملانيا في كشفها أو التصدي لها ، بالتالي هذا يؤكد فشلاً كبيراً وربما عيوب قاتلة في هذه المنظومة المتطورة أو أن التقنية اليمنية متفوقه فعلا على تقنية أسلحة الجيل الرابع الأمريكية التي تهيمن بها عالميا..
ما هو نظام الباتريوت ؟
منظومة الباتريوت منظومة دفاع جوي من أسلحة الجيل الرابع وهي من مفاخر الصناعات الأمريكية الحديثة ، تستخدم في مهام دفاعية على مستوى الجو حيث تقوم باعتراض وإسقاط أي جسم معاد في الجو سواء كانت طائرة مقاتلة أو صواريخ باليستية أو مجنحة أو طائرات مسيرة فمهمتها الأساسية حماية الأجواء من أي خطر استراتيجي أو هجوم جوي وقد صممت لتكون من أهم أسلحة الردع التي تعتمد عليها أمريكا وخط دفاع ناري مهم بعد “منظومات الدرع الصاروخية ثاد THAAD “ وأحد أسلحتها الدفاعية الأغلى ثمنا الذي تعتمد عليه أيضا في حماية مشاريعها وقواعدها وحلفائها بالمنطقة والشرق الأوسط من الأخطار والتحديات الاستراتيجية المختلفة والقادمة من الدول الخصم روسيا الصين ايران .
لا مبالغة بالقول أن أنظمة الباتريوت رغم ما تتمتع به من خصائص تقنية متطورة وخصوصا نظام “باتريوت باك- 3 “الجيل الأحدث والذي يصل سعر الصاروخ الواحد ما بين 2 الى3 ملايين دولار لم تستطع أن تعطي نسبة إنجازات ترقى لمستوى قدراتها ومهامها باعتبارها احد الخطوط الدفاعية الرئيسية لأمريكا ولحلفائها ،، فالواقع اثبت أنها فشلت تماما أمام الصاروخ والطائرة المسيرة اليمنية ولم تقدم أي فارق عملاني يرقى لدورها الوظيفي ، وبهذا نستطيع القول بأن فشل هذا السلاح يمكن أن نفسره في بعدين رئيسيين :
الأول : أن أمريكا بالغت كثيرا في الترويج لقدرات منظومة الباتريوت وان كل ما قيل عن هذه المنظومة من ميزات وأرقام وقدرات كان للحرب النفسية والاستهلاك التجاري وهذا أمر وارد، فأمريكا أثبتت أنها تصنع السلاح ولكن ليس بالكفاءة والتقنية الناضجة والمفترضة التي تغطي وظائفها العملياتية،، فهناك أسلحة كثيرة غير الباتريوت أثبتت فشلها كأسطول دبابات الابرامز M1A1 التي لاتزال ضعيفة جدا أمام مضادات الدروع التقليدية كذلك مقاتلات F35 الشبح التي اتضح مؤخرا أنها تعاني من عيوب وأخطاء كبيرة في تصميمها الهيكلي والتكنولوجي.
الثاني أن فشل وعجز هذه المنظومة يثبت أن التقنية والقدرات التي تتمتع بها الصواريخ والطائرات دون طيار اليمنية متطورة إلى حد كبير يفوق تقنية منظومة الباتريوت نفسها وهذا الأمر الأكيد فالتقنية التي يصنع منها الصاروخ اليمني والطائرة المسيرة هي تقنية ذكية ومتقدمة جدا تلبي عوامل اختراق وتحييد الأنظمة الدفاعية بأنماطها .
التداعيات :
مسألة فشل الباتريوت مسألة واضحه فسواء كانت نتيجة عيوب وخلل فني في تصميم المنظومة أو نتيجة تفوق تقنية السلاح اليمني فكلا الحالتين تعد مصيبة كارثية على التكنولوجيا الأمريكية ومستقبلها ومستقبل سمعة الأسلحة التي تصنعها ، فإذا كانت منظومة الباتريوت فشلت نتيجة أخطاء فنية فهذا يعني أن أمريكا تصنع أسلحة ضعيفة مليئة بالأخطاء ولا تلبي الطموحات الاستراتيجية واذا كان فشلها نتيجة تفوق تقنية السلاح اليمني فهذا سيجعل أمريكا ملزمة بإعادة الحسابات كثيرا في مسألة قوة وفاعلية أسلحتها التي تصنعها لمواجهة تهديدات دول كبرى كروسيا وايران وكوريا الشمالية ، فاليوم أطاحت التقنية الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية فاعلية نظام الباتريوت وغدا قد يكون نظام ثاد أيضا مشكوكاً في أمره وقد يصبح النظام الدفاعي الأمريكي الذي يصطدم بالفشل والإخفاق في معركة التكنولوجيا المحتدمة.