قليلون هم الذين يستطيعون إدراك معنى اللحظة الراهنة¡ وقليلون هم الذين يستطيعون قراءة الواقع كما هو¡ ويعملون على تغييره إذا كان سيئا◌ٍ وفقا◌ٍ للقراءة الموضوعية للراهن الذي يعيشه الواقع.. وقليلون هم الذين يستطيعون قراءة الإشارات التي تأتي من الراهن الذاتي والموضوعي وتكون لديهم القدرة على تجاوز المحبطات والمعيقات بما اكتسبوه من خبرة التعامل مع الواقع في لحظاته التي تحتم التعامل بروح الإدراك لنتائج التهور أو أي حساب يخضعه البعض للمصلحة الشخصية فيذهبون بالأوطان إلى الضياع لسبب بسيط ومهم هو أنهم يتعاملون مع الراهن الأهم وهم في أبراجهم.. لذلك تكون حساباتهم دائما◌ٍ خاسرة. وكثيرون – للأسف الشديد- يحاولون جاهدين تأسيس مدرسة في السياسة تقوم على الكذب وشعارهم ولسان حالهم يخلق لديهم الظنون بأن في استطاعتهم خداع الناس خاصة البسطاء¡ ولذلك تراهم وقد استمرأوا الحالة يحاولون أن يحولوها إلى حال دائم. فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هو الرجل الذي أسس مدرسة الواقعية في السياسة¡ القائمة على التعامل مع الواقع عن كثب¡ بقراءة معادلاته وتوازناته¡ وتركيبته المعقدة¡ ولذلك تراه الرجل الذي طاف الوطن اليمني في كل جهاته وصار يعرف ويعلم دقائق الأمور¡ ولذلك تأتي قراراته ورؤاه وسياسته بالمجمل انعكاسا◌ٍ للفهم الواعي بالواقع القائم على التواصل الوظيفي والإنساني مع الناس ما أكسبه القدرة على التعامل مع الواقع كما تستدعي حاجاته¡ وحين يعمل على التغيير فلا تقفز السياسة التي أسسها كمدرسة إلى حيث تفقد توازنها وينهار البناء.. بل تنطلق من حاجة الناس ومتطلبات الراهن الوطني. ومن لحظة أن كبر الوطن¡ كبر الرجل بحجمه في نفس الوقت الذي أصر كثيرون على أن يصغروا به¡ لكن الوطن كبر وصغروا هم ولفظهم المنطق خارج حدود الفعل.. في اللحظة الراهنة والوطن قادم على ما هو استحقاق يستدعي من الجميع أن يكبروا¡ تجد كثيرين لا يزالون في نفس المربع الصغير¡ يصورون للآخر أن البلاد ليست آمنة¡ وأن الوطن على شفا هاوية¡ وفي حقيقة الأمر هم من يقفون على تخومها¡ وستذهب بهم هبة ريح إلى حيث يفترض أن يكونوا. يذهب الرجل إلى حيث يجب أن يكون الآخرون بحكم المواطنة ليرسل للجميع رسالة مفادها أن الوطن آمن¡ وكما سيستقبل خليجي 20 فسيصل إلى بر أمان الاستحقاق الأكبر القادم كونه الأهم ليظل الوطن في عيون الآخرين محميا◌ٍ بالشرعية¡ ونقاء التجربة بوحي من حوار هو أساس قاعدة الدرس الذي تؤكده السياسة العقلانية الآتية من صفحة الواقع¡ وليس صفحات الكتب الصفراء¡ أو من وحي خيالات مريضة تروج لأرقام صغيرة أو أصوات أصغر تحاول التشويش على صوت الوطن الأعلى والكبير¡ الذي يقوده رجل محنك عركته التجربة¡ جاء من أنقى شرائحه¡ رجل يدرك إدراكا◌ٍ عميقا◌ٍ أن الخائفين¡ والمرتجفين لا يؤسسون لأي تغيير أو جديد قادم أي قاعدة.. فالأيدي المرتجفة لا يصدر عن أصحابها سوى الخواء. إن التشكيك في كل شيء هو صناعة المحبطين الذين لو أعادوا النظر في الوسائل التي بها يضرون المواطن والوطن لوجدوا تجاوزا◌ٍ وصفحا◌ٍ عنهم. فقط لينضموا إلى المسيرة¡ وليقفوا بجانب تطلعات اليمن كلها لأن لا شيء غير التوبة تخلصهم من أدرانهم وإساءتهم التي ما انفكت تحاول ضرب كامل الخريطة¡ وهم واهمون إذا فكروا للحظة أنهم سينجحون وقد جربوا.. وإذا أرادوا أن يخبطوا رؤوسهم من جديد فلهم ذلك.. فالوطن بخير.. وما وعد به سيتم الإيفاء به¡ وهو فاتح ذراعيه لاستقبال ضيوفه¡ وسيثبت لهم كم هم المشككون سيئون. والضيف القادم في أبريل أيضا◌ٍ سيحل في موعده¡ برغم هبات الزوابع التي تظل زوابع ليس إلاø.. وسيثبت المؤكد أن علي عبدالله صالح رجل بحجم الوطن¡ بينما من يحاولون تشويه الصورة صغار لا حجم لهم..