ديمقراطية ” الأنفس الميتة”!

علي محمد الأشموري

بعد أن فاز “بايدن” واكتسحت الأصوات المؤيدة له ظهر بعض الجمهوريين المتشددين يبررون لـ”ترامب” حقه في رفع دعاوى والطعن في الانتخابات والأصوات التي اسماها بالمزورة وهذا من حقه، لكنه يراهن على جواد “خاسر” لأن الشعب الأمريكي يرقب أي مرشح وقراراته الصائبة والخائنة وعلى ضوئها يتقرر أو يقرر من هو الأصلح للولوج إلى البيت “البيضاوي”.. وبين عناد “التاجر” ترامب والسياسي بايدن يصر ترامب على أنه الفائز رغم أن “كوشنر” تواصل مع “عمه” ودار جدل يبزنطي بين الاثنين أن يقبل “ترامب” بنتيجة الانتخابات ولم يسمع بل جمع بجنون جيشاً من المرتزقة لمواجهة الديمقراطيين وأصر على أن كرسي البيت الأبيض من حقه، ومسبقاً أعلن أكثر من مرة أنه الفائز وظهرت زوجته على وسائل الإعلام لتقول له أن يقبل بالنتيجة، ورغم التهاني بفوز بايدن يعتبر “ترامب” أن حلفاءه وأقرب المقربين له طعنوه في الظهر وباعوه، ويبدو أن ترامب التاجر المقامر لم يعرف أبجديات السياسة ومن تبقى من الجمهوريين العقلاء نصحوه بقبول النتيجة وأضافوا بأنه في المرحلة القادمة سيرشحونه عن الحزب الجمهوري لكنه غضب التجارة وجشع التاجر الذي لم يدفع الضرائب على مدى أربع سنوات، والقرارات الهوجاء التي اتخذها وتجاوز مستشاريه الذين ضرب باستشاراتهم عرض البيت البيضاوي فقد شهدت السنوات الأربع أسوأ الكوارث التي أثرت على الشعب الأمريكي بارتفاع البطالة وقوانين مخصصة تخدم امبراطوريات المال والأعمال، فظهر الفقر بطبقته المسحوقة وتزايدت البطالة ومات الناس بالكورونا.. وهو صامت لم يعر العلماء والبحث العلمي أي اهتمام تجاه الجائحة التي صرفت الدول الكبرى معظم موازناتها للبحث العلمي للقضاء على الفايروس فأعلنت روسيا الاتحادية وصول العلماء الروس إلى لقاح يقضي على الفايروس، وكذلك الصين وهم مهتم بالمقاطعة التجارية للصين رغم تفوقها وقاطع روسيا وفرض العقوبات الاقتصادية على أكثر من دولة..
فالتاجر ترامب رجل أعمال لا يفقه في السياسة أدنى مقوماتها وركز على بيع الأسلحة ودعم المنظمات الإرهابية كبلاك ووتر ودس أنفه في حرب اليمن وراجت تجارة الأسلحة التي دفع اليمنيون الثمن دون ذنب وتمسك بالبقرة الحلوب ابن سلمان وابن زايد وتحالف الشر والعدوان على اليمن واستمرت الحروب وحصد الأرواح في اليمن المقاوم وسوريا وأفغانستان وغيرها وجعلت قرارات سمعة امبراطورية الشر أمريكا في الحضيض.. قد يقول قائل “للولايات المتحدة الأمريكية ” سياسة لا تتغير على مدى خمسة عقود.
لكن الرد يأتي “بايدن” استفاد من أخطاء ترامب خلال السنوات الأربع الماضية والحزب الديمقراطي كان يرقب الأخطاء عن كثب، فالسعودية والإمارات ومرتزقة الداخل اليمني قد أفرغوا خزائن النفط في الحروب والاعتداءات على اليمن بتاريخه العريق وسوريا، حتى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرضت لهذه العنجهية وفرضت عليها عقوبات إرضاء لممالك الرمال والعقالات.. وصمدت.
ويبدو أن عناد وعنجهية “المهووس” بالسلطة لا ترتكز على حقائق، وقد قال نائب وزير العدل السابق بعد ذلك بما معناه..
لكن يبدو أن ترامب لا يعرف من السياسة إلا رائعة الكاتب الروسي أيام القيصرية “الأنفس الميتة” واتخذ أحداث تلك الرواية المضحكة والمبكية في نفس الوقت ليوظفها في دفاعه المستميت أمام بايدن وحزبه الديمقراطي وعلى ما يبدو أن ما يحصل للولايات المتحدة وتحالف الشر هو من منع المستشارين المرتزقة اليمنيين.
فهل أمريكا قادمة على حرب أهلية تتطور إلى سقوطها بعد الاتحاد السوفيتي أو كما حدث له، اليوم أمريكا تعيش حرب الأنفس الميتة وترامب مع الصقور لا يقرون بنتائج الانتخابات.. فأين الديمقراطية التي تتغنى بها أمريكا ما يقارب قرنين والنصف من الزمن؟؟
كاتب السطور يراهن على عدم التغيير الجذري في السياسة الأمريكية ولكن كما يرى الخبراء والمحللون بأن التغيير سيكون طفيفاً خاصة في السياسة الخارجية.
ويبدو أن هناك ضغطاً على ترامب للتسليم بالنتائج لكنه لا يرى سوى مصلحته وورقة الأصوات الميتة.. وبدلاً من البحث عن أدلة تمنع بايدن من الدخول للبيت الأبيض ظهرت صفقة أسلحة بين دويلة الإمارات وترامب بمليارات الدولارات.
وعلى رأي المثل الشعبي “إذ قد أنت سارح كثر بالفضائح”!
ومن مصلحة روسيا وبعض الدول بقاء ترامب في السلطة للإجهاز على أمريكا وتفكيك الخمسين ولاية بحرب أهلية من أجل الكرسي.. فهل سيصمد البيت البيضاوي؟؟ أم أن الحرب الكونية قادمة فلا نستبعد ذلك من تاجر واشنطن”.