فلسطين قضية اليمن الأولى

 

حنان غمضان

ما بين مطرقة الكيان الصهيوني وسندان هرولة بعض زعماء العرب للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي تقف القضية الفلسطينية في الوسط الأليم، فلم يكفِ العرب أنهم لم يناصروها حق مناصرتها يوم الوعد المشؤوم وعد بلفور عام 1917م الذي تحل ذكراه المريرة كل ٢ من شهر نوفمبر ليحتفل به اليهود احتفال المنتصر على المغلوب على أمره ويحق لهم الاحتفاء به فقد أعطاهم ما يقارب القرن (103)أعوام الحق في مد خيوط الاحتلال لتشمل أغلب الأراضي الفلسطينية والسيطرة على زعماء العرب واحتلال أراضيهم بالفكر الصهيوني حيث نص هذا الوعد في رسالة لم تتجاوز عشرات الحروف على احتلال فلسطين.. جاء في هذا النص:
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق من وزير الخارجية البريطاني إلى أحد زعماء الصهاينة، ورغم ما نص عليه الوعد المشؤوم من عدم استنقاص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية في فلسطين على حد زعمهم إلا أنهم تمادوا بعد فشل العرب وهزيمتهم النكراء في العام 1948م ليتوسع الكيان الإسرائيلي في فلسطين.
فلم يقف عند هذا الحد من الاستيطان اليهودي لفلسطين بل سعى إلى محو فلسطين من الكرة الأرضية، وهذا ما حدث فعلا في خطوة أقدمت عليها الشركات الأمريكية كآبل ومن قبلها جوجل في العام 2016م لطمس خارطة فلسطين وجعل سكانها الأصليين من الفلسطينيين هم الغرباء والمحتلين، والأعظم من ذلك ما يعرف بصفقة القرن في محاولة لطمس من هي فلسطين وعندما لم تنجح هذه الصفقة لجأ الكيان الإسرائيلي للتطبيع مع بعض زعماء العرب لتمرير ما يريده من احتلال وطمس الهوية الفلسطينية تحت مسمى معايشة السلام.
وهكذا بدأت القضية الفلسطينية بتلاشي المناصرة من قبل من أفرغوا عقولهم لما تمليه عليهم أمريكا وإسرائيل..
إلا أنه مع كل هذا الانبطاح من بعض زعماء العرب لن ننسى مواقف الشرفاء والأحرار من العرب في مناصرة القضية الفلسطينية وعلى رأسهم اليمنيين الشرفاء بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة، فرغم ما تعانيه اليمن من عدوان وحصار كوني إلا أن أولوياتها الأولى هي قضية فلسطين، فلا يخلو خطاب من خطابات السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله إلا وهو يعلن المناصرة ودعمه للقضية الفلسطينية ودعوة الشعوب إلى الوقوف الجاد مع فلسطين شعبا وأرضا وكل الشعوب التي تسيطر عليها أمريكا وإسرائيل..فكيف لا نناصرها وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟!.

قد يعجبك ايضا