بمناسبة حلول مناسبة المولد النبوي الشريف ، تتزين الشوارع والطرقات والأبنية الحكومية والمنازل في العاصمة صنعاء بالأضواء الخضراء الزاهية، ابتهاجاً بمولد النور الأعظم رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، وسلم ، الذي يحل علينا الخميس المقبل الموافق 12 ربيع الأول 29 أكتوبر.
وفيما تشهد العاصمة صنعاء حملة تزيين بالأضواء البراقة والأنوار الخضراء الزاهية بمناسبة حلول مناسبة المولد النبوي الشريف، تشهد عواصم المحافظات والمديريات وسائر القرى في اليمن حملات تزيين مماثلة، ابتهاجا بقدوم أكبر الأعياد قيمة ومعنى ، وتعبيرا عن الفرحة الكبرى بحلول مولد خير الرسل وأعظم بشر رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وقد تزينت مدن الحديدة وحجة وصعدة وتعز وذمار وصنعاء وكل عواصم المحافظات بالألوان البهيجة ، وأضاءت شوارعها الأنوار الخضراء، ابتهاجا وفرحا بقدوم ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الثورة / وديع العبسي
زاهية بلون الجنة
بلون الجنة.. اللون الأخضر بدلالته الروحية، بنقائه وطهارته يختط كل شيء، وبه تجيد ريشة اليمنيين نظم التعبيرات..به تكتسي صنعاء اليوم حلتها، وفي الانتظار مناسبة تختزل الدين والدنيا.. تذوب فيها الفوارق، وتتجدد قيم المحبة والسلام، قيم الإيمان والمبادئ كما علمنا رسول الإنسانية محمد بن عبدالله.
صنعاء بلون الجنة.. حسناء، زاهية، بهية، في ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي المشهد تفاصيل كثيرة من الجمال والإتقان في تشكيل لوحة الوفاء لرسول المحبة.
ولأن المناسبة تختص برسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، رسول الهداية والسلام، لذكرى مولده كل هذا التزيُّن ومظاهر الفرح..
بلون الجنة، الأخضر بدرجاته المتفاوتة.. يتشكل هذا الفرح، تجده موزعا في كل الأماكن والمساحات.. يحيط بك من كل اتجاه، واينما وليت بعينيك تجده بدلالته الروحية يعانق شوقك للقاء رسول الله.
الشوارع، الأحياء، المنازل، المؤسسات على اختلافها، وحتى وسائل المواصلات.. كل شيء أخذ زينته وجدد هيئته تعبيرا عن الحب لرسول الله، كيف لا وهو الذي جاءهم بالهدى فأخرجهم من الظلمات إلى النور، من حُلكة الجهل إلى مهارات العلم، ومن ظلمات الحياة إلى نور العدل وإعلاء القيم الإنسانية.
صنعاء اليوم، تراها من على مسافة وقد أخذت هيئة قبة رسول الله.. تتسرب منها خضرة الأنوار إلى السماء فتحيل كل الفضاء إلى لون واحد.. هو ذاك المقترن بالكثير من الدلالات والمعاني، ويكفي أن الله قد جعله لون لباس أهل الجنة ولون فرشهم، وصدق العظيم في قرآنه الكريم بقوله تعإلى { أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الانْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا } (31) سورة الكهف، وقال جل وعلا { مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } (76) سورة الرحمن وقال تعالى {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا } (21) سورة الإنسان
صنعاء، في حركتها اليوم، بالزخارف الضوئية، بالنشاط الجمعي في تجهيز اللوحات والملصقات والشعارات، والكثير من التفاصيل لاستقبال المناسبة، تعيد إلى الأذهان حدث الأمس حين استقبلت (المدينة المنورة) رسول الله القادم مهاجرا بدين الله بعد أن خذلته قريش في لحظة من أطماع الدنيا وعمى البصيرة، وحينها كان اليمنيون هم أنصاره، من استقبلوه وأسمعوا الكون: «طلع البدر علينا».. هُم من آووه ونصروه، كما هُم اليوم يستقبلون ذكرى مولده، تلفح الشمس جلودهم وهم يعملون للمناسبة فتحيلها لهفتهم للقائه إلى وقود تزيد من بأسهم في مواجهة المصاعب، كيف لا وهم يقدمون ابلغ صورة للولاء مشعّا بقوة الصدق رغم قساوة الظروف التي فرضها العدوان .
هكذا يُجزل اليمنيون في التعبير عن الابتهاج بمناسبة ترتبط بسيد البشرية.. وفي ذكرى مولده الشريف، تتبدد الهموم والجراحات وتصير الاهتمامات كتلة واحدة تسقي بعصارتها جذور الولاء لخاتم الأنبياء والمرسلين.
رسول الله، وفي إحياء ذكرى مولده الشريف، يتجدد الإيمان ويزداد ارتباط الأمة بالنهج الذي جاء حاملا إياه إلى البشرية بتكليف من الله، فأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد.
ومن مكانة الرسول عند الله ، تأخذ ذكرى مولده كل هذه المساحة من الحب والشوق واللهفة في نفوس اليمنيين، ولا عجب فهم أحفاد أنصار رسول الله، من قال فيهم «لو سلك الناس شِعباً وسلكت الأنصار شِعباً، لسلكتُ شِعب الأنصار، فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، الناس دثاري والأنصار شعاري، إنكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تلقوني على الحوض، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار”.
تراهم اليوم على نبض قلب رجل واحد في التعبير عن محبة الانتماء له، وغبطة انتمائه إليهم.
تصوير/ فؤاد الحرازي – عادل حويس