لماذا نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف؟!
أحمد محمد الوضري
قال تعالى (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) في البداية أهنئكم بقدوم شهر ربيع الأول الذي فيه ِ ذكرى مولد سيد البشرية النور المهدى إلى الأمة ، أعظم شخصية عرفها التاريخ الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنهُ لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن يحتفل المسلمون بهذه ِ المناسبة بشكل كبير يمثل عظمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن هذه المناسبة في كل عام تُعيدُ النشاط والمعنويات والتفاعل الجاد وتصحح مسار البوصلة إلى الاتجاه الصحيح والمثمر في طريق الجهاد والحق والموقف الصادق ضد أعداء الدين والوطن، وتُجدد العهد والولاء لله ولرسوله والمؤمنين بأن نمضي في نفس النهج القرآني، نهج النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ونستلهم من هذه المناسبة كل عام كيف يكون تعزيز الولاء ومحبة الرسول الأعظم ، ونحنُ نحيي هذه المناسبة في ظل حرب عدوانية كونية وحصار مطبق بعدوان ممنهج اشترك فيه الأمريكي والإسرائيلي بأدوات رخيصة ودنيئة تمثلت في النظام السعودي و الإماراتي ومن تبعهم ولفلفيفهم ، فلماذا نحيي هذه المناسبة في ظل ظروف كهذه ؟! نحييها كوننا منتمين للأمة الإسلامية وعلينا أن نتمسك بنبينا أكثر ونجعل من نهجه ثقافة تحمينا من الوقوع والانجرار نحو الواقع السلبي والسيء لأن الثقافة القرآنية الإسلامية تجسدت في شخصية النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، لأنه ُ الأسوة والقدوة ، والنعمة المهداة للبشرية ولما لها من أثر عظيم وإيجابي يتمثل في رفع مستوى الوعي والبصيرة وإخراج الأمة من حالة السبات والذل والهوان ، لأن المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة ، كونها ( خير أمة أخرجت للناس ) فلن نستطيع مجابهة ومواجهة التحديات بما تتضمن من أطماع الأعداء وظلم المستكبرين إلا إذا سلكنا المنهج العظيم ، وتمسكنا بالنهج القويم، نهج محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، نعم مسألة النموذج لها أهمية كبيرة في الحياة ، لأنه النهج السوي المتمثل في تعليمات القرآن الكريم الذي أراد لنا أن نكون أعزاء وكرماء أن نواجه الظالمين ونصرخ في وجه المستكبرين ، محمديون باسم المصطفى هتفوا ما ( همهم ) تستمر الحرب أو تقفُ ، محمديون طه سر قوتهم: لو زُلزل الكون ما اهتزوا ولا وجفوا ! ففي كل مناسبة نحيي فيها ذكرى المولد النبوي الشريف تتجلى البشارات في واقعنا بشكل كبير جداً ، وتنفرج عنا غمة ، ويتيسر لنا عسر ، ويعود ذلك إلى عظمة الرسول الأعظم الذي نحيي ذكراه ، ولنعد إلى آيات القرآن الكريم في سورة الشرح في الآيات 4 ، 5 ، 6 قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك(4) فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6) صدق الله العظيم.. فإذا أحيت الأمة الإسلامية المناسبة بالشكل المطلوب والواعي الناتج عن محبة صادقة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سيتغير واقعها إلى واقع عز ونصر وكرامة وإباء في الجانب المعنوي ورخاء وخير وغيث وهناء في الجانب المادي ، وآخر هذه البشارات ” خروج الأسرى الأبطال المحررين من سجون الأعداء والظلمة وعودتهم إلى شعبهم وأهلهم وناسهم، فنحمد الله أن جعلنا من أمة الحبيب المصطفى.. وختام الحديث تساؤل: ما الذي يجب علينا حيال ذلك العمل السيء والفعل الشنيع الذي تقوم به الصحيفة الفرنسية شارلي ابدو ” من عمل وتصوير رسوم كاريكاتير مسيئة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيفية الرد على الهجمة الثقافية والإعلامية ضد الإسلام والمسلمين ؟ والإجابة: أن نكون أكثر وعياً وصلة بالله ورسوله وأكثر تمسكاً بهدى الله وأقوى ارتباطاً بأعلام الهدى ، وأن نواجههم بشتى الوسائل الممكنة كتفنيد وفضح أكاذيبهم وكشف زيفهم من خلال كتاب الله..
نسأل الله تعالى أن يرحم شهداءنا الأبرار ويشفي جرحانا ويفك عن أسرانا إنه سميع مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله.