بهامات ارتسمت عليها علامات العزَّة وتباشير النصر

الأسرى.. وهتافات القلوب

الثورة / وديع العبسي
وهم رافعون علامة النصر، بمعنويات تناطح السحاب، نزلوا من سلم الطائرة.
وعلى السجادة الحمراء ساروا وعلى هاماتهم ارتسمت علامات العزة وتباشير النصر.
في القرب كانت هناك الفرقة العسكرية تعزف لعودتهم موسيقى الشموخ على وقع هتافات «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل».
التحم الأهالي بأسراهم في عناق شع بالكثير من الامتنان لكل من كان لهم إسهام في فك أسر هؤلاء الأبطال.. وهناك عج المكان باليمنيين، وشهدت اللحظات استقبالا مهيبا في حشده، وقورا في مستواه.. اختلطت الجموع، رسمياً وشعبياً.. والكل صاروا كتلة واحدة قوامها مشاعر من فرح واعتزاز.
حط الأسرى أقدامهم على ثرى الوطن ثم خرّوا يقبلون ترابه فيما كان الناس ينثرون عليهم الورود وزهور الفل.
وفي المكان (مطار صنعاء الدولي) الذي أكثر العدوان ومرتزقته من الحديث عن انه قد فقد قدرته على استقبال الرحلات والقيام بدوره على النحو الصحيح، ومع لوحة رسمها المحتفون، بفرحتهم وألوانهم، علت نبضات القلوب بإيقاعها وصوتها تحكي اللهفة لعناق من كانوا غائبين في دهاليز العدو..
أم تسبقها الدموع، وأب همّ بتقبيل قدم ابنه وفي نفسه مشاعر اعتزاز بفلذة كبده الذي كان في مهمة لله وللوطن.. هناك، في ساحات الوغى ضد كائن قتل وحاصر وشرد الأبرياء في وطنه اليمن فحق عليه الدفاع عنه والتضحية من اجله.
بهيبة المجاهدين عادوا ثابتين على القضية التي رفعوا فيها اسم الله ومضوا يسبقهم الأمل في الشهادة وترافقهم قلوب كل اليمنيين المستضعفين، ليقعوا في الأسر وليعيشوا سوداوية نفوس السجانين وهم يسومونهم أشكالاً من الأذى، وفي تفاصيل حكايات الأسرى من أشكال التعذيب ما يثير الحفيظة الإنسانية، ويولد الألم في نفس المسلم على كائن نسي آدميته في لحظة من الضعف أمام مغريات الحياة التي طرحها له العدو.
سنوات في الأسر، وقسوة العدو لم تنسهم أنهم أمل الأمة لإعلاء قيم الحق والإنسانية، ولذلك كانت ملامحهم مستبشرة ومعنوياتهم في مستوى الاطمئنان.
إنه الإيمان وإنها الثقة بالله.. اجتهدوا في سعيهم لنصرة الله فنصرهم وأعادهم سالمين، وفي مقاييس المعارك منتصرين «وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم».
اليمنيون في هذه الجولة من تبادل الأسرى أثبتوا صدقهم وهم يطالبون بإخوانهم اليمنيين فيما كان الطرف الآخر يطالب بجنسيات أخرى سعودية وسودانية في كشف مخز عن مستوى الارتهان الذي لا تعبر عنه هذه الحادثة فقط وإنما أيضا ما يجري اليوم في الأراضي المحتلة في جنوب وطنّا الأبي وينقله سكان من المكان ما يؤكد أن العدو جاء غازيا ومحتلا وطامعا.

 

قد يعجبك ايضا