الثورة نت/
كشف المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع عن معلومات لمخطط تسليم اليمن للعدو الإسرائيلي وعلاقة سلطة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بالكيان الصهيوني التي بلغت في العام 2007م مستوى عال من التواصل والتنسيق وتبادل الزيارات على مستويات عدة.
وقال العميد سريع في إيجاز صحفي اليوم بصنعاء” تأكيداً لما تحدث به قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابة في الذكرى السادسة لثورة الـ21 من سبتمبر عن علاقات النظام السابق بالكيان الصهيوني؛ اليوم تكشف القوات المسلحة لجماهير شعبنا اليمني معلومات تكشف لأول مرة عن مخطط تسليم اليمن للعدو الإسرائيلي”.
وأضاف ” وهذه المعلومات تؤكد أننا اليوم نواجه عدواناً يسعى بشتى الوسائل إلى تحقيق الأهداف الإسرائيلية في بلادنا والتي سنقف وللمرة الأولى أمام بعضاً منها كما وردت في الوثائق والمعلومات”.
وأردف قائلا” لعل أبرز الحقائق التي ينبغي كشفها اليوم وتسليط الضوء عليها هي المخطط التآمري على بلادنا وتمكين العدو الإسرائيلي من تحقيق كافة أهدافه ومخططاته من خلال العلاقة السرية بين سلطة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والكيان الصهيوني والزيارات المتبادلة بين الجانبين وكذا اللقاءات وأبرز الملفات المطروحة على طاولة اللقاءات والمباحثات والمراسلات إما بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء”.
وبين العميد سريع أن بعض الوثائق التي تكشف جزءاً من أطماع اسرائيل واهتمامها باليمن لم يقتصر على باب المندب أو البحر الأحمر أو بالجزر أو بالساحل الغربي فقط بل امتد إلى الجوانب الاقتصادية والثقافية والزراعية والأمنية والعسكرية.
وأشار إلى العلاقة بين سلطة الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح التي وصلت إلى تبادل الزيارات على مستويات مختلفة، إلى جانب الاتصالات المستمرة مباشرة وغير مباشرة بين الجانبين استمرت حتى مرحلة ما بعد المبادرة الخليجية وانتقالها إلى السلطة القائمة بتلك الفترة وصولاً إلى تاريخ بدء العدوان 26 مارس 2015م.
وأكد أنه وبعد العدوان اتجهت الحكومة العميلة إلى تنفيذ خطوات متقدمة باتجاه علنية التطبيع مع العدو الإسرائيلي .. وقال” في 14 يوليو 2007 وصل إلى صنعاء مستشار وزير الخارجية الإسرائيلي بروس كاشدان وبحسب الوثائق لدى الجهات المختصة فإن الزيارة غير المعلنة استمرت 48 ساعة التقى فيها المسؤول الإسرائيلي بقيادات عسكرية وأمنية من أقرباء الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وغادر مطار صنعاء الدولي في 16 يوليو 2007م”.
وذكر متحدث القوات المسلحة أنه تم الترتيب للزيارة من قبل مسؤولين يمنيين إضافة إلى دور دولة الإمارات العربية المتحدة .. معتبراً هذه الزيارة الثانية للمسؤول الإسرائيلي، فقد سبق وجرت زيارة سابقة في الثاني من فبراير 2005م.
وأضاف” من الملفات التي تم بحثها منها على سبيل المثال بحث التعاون اليمني الإسرائيلي أو بالأصح بين السلطة القائمة بتلك الفترة وبين الكيان الإسرائيلي في المجال الأمني وأمن البحر الأحمر وباب المندب وكذا المجال العسكري والمجالات الزراعية والسياحية الى جانب التعاون التجاري والسماح بل والترويج لمنتجات إسرائيلية في السوق اليمنية ومناقشة تنفيذ مشاريع مشتركة تحت عناوين مختلفة”.
وتابع” إن من أهم ما تم بحثه كان مجال الطيران المدني والتهيئة للوصول إلى توقيع اتفاقية تسمح للطيران المدني الإسرائيلي من عبور أجواء اليمن وأن المسؤول الإسرائيلي حرص على نقل شكر الحكومة الإسرائيلية للسلطة القائمة بتلك الفترة على تعاونها المستمر مع الكيان الإسرائيلي”.
ومضى العميد سريع” بشأن المسؤول الإسرائيلي ومستوى أهميته في المنطقة فقد أكدت المعلومات والوثائق أنه يعتبر من أبرز المسؤولين الإسرائيليين المتخصصين في مجال تطبيع العلاقات مع الدول العربية وتولى الترتيب والتنسيق لإقامة علاقات بين الكيان الإسرائيلي وعدد من دول الخليج والجزيرة العربية وله مكتب دائم في مدينة دبي بدولة الامارات، كما تولى إدارة العلاقات الإسرائيلية الإماراتية والإسرائيلية السعودية والإسرائيلية مع السلطة اليمنية السابقة إلى جانب أنه يتخذ من الإمارات منطلقاً لنشاطه مع عدد كبير من المعاونين والمكاتب والأجهزة”.
واستعرض بعض المحطات لعلاقة سلطة صالح واسرائيل ومنها مطلع مارس 1996م زيارة قام بها وفد الكنيست الإسرائيلي إلى صنعاء وحظي ذلك الوفد بحفاوة واستقبال ملفت والتقى بقيادات عدة على رأسها الرئيس الأسبق بتلك الفترة علي عبدالله صالح إضافة إلى مسؤولين أمنيين ومدنيين، وما بين 1995- 2000م وفود وزيارات إسرائيلية إلى اليمن تحت غطاء السياحة تارة والاستثمار التجاري والاقتصادي تارة أخرى.
وفي 30مارس 2000م أكد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح أنه سبق وأن التقى بالرئيس الإسرائيلي فايتسمان وأن إذاعة الخبر من قبل الإذاعة الإسرائيلية بعد اللقاء بعشر دقائق فقط تسبب له بالإحراج الشديد، وقبل ذلك وتحديداً في 31يناير 1997م أكد الرئيس الأسبق لمسؤول عربي أن هناك زيارات لمسؤولين إسرائيليين إلى اليمن، ومن جانب سلطة صالح فقد قام وزير سابق بزيارة تل أبيب بتنسيق مسبق بين الجانبين.
كما كشف متحدث القوات المسلحة عن محاولات جادة في عام 2004م للعمل على تجنيس ما يقارب 60 ألف إسرائيلي بالجنسية اليمنية منهم 15 ألف يحملون جنسية أمريكية إلى جانب اتخاذ وجود طائفة يهودية يمنية ذريعة للعمل على إنشاء مشاريع ثقافية تهدف لما يسمى الحفاظ على التراث اليهودي باليمن كما جرت محاولات لشراء مناطق واسعة تحت ذريعة الاستثمار.
وبخصوص المجال التجاري، بين العميد سريع أن الكيان الصهيوني تمكن من الحصول على موافقة من قبل سلطة الرئيس الأسبق على تطبيع جزئي للعلاقات التجارية بين البلدين وفقاً لإجراءات محددة يسمح اليمن لبعض البضائع الإسرائيلية من دخول السوق اليمنية.
وقال” في 19 مايو 1997م أشاد السفير الأمريكي بصنعاء بقرار الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح القاضي بإلغاء المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة وقد كافأت الإدارة الامريكية سلطة الرئيس الأسبق على قرار إلغاء المقاطعة للبضائع الإسرائيلية من الدرجتين الثانية والثالثة بمنح القوات الجوية قطع غيار طائرات اف 5 شرط أن لا تسهم قطع الغيار في تحسين القدرة الهجومية للطائرات”.
كما أكد أنه وبعد بروز دعوات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ومواقفه المناهضة للسياستين الأمريكية والإسرائيلية ورفع شعار المقاطعة تمت ضغوطات أمريكية وإسرائيلية لإلغاء ما يسمى بمكافحة التمييز الاقتصادي وإلغاء المقاطعة التجارية للبضائع الإسرائيلية من الدرجة الأولى وكذا تقديم الدعم والمساعدة للسلطة السابقة لشن الحروب على صعدة.
وتطرق متحدث القوات المسلحة إلى أبرز الأهداف الإسرائيلية في اليمن كما يلي : ضمان السيطرة على باب المندب والساحل الغربي وصولاً إلى الحديدة من خلال أدوات عميلة، والإشراف على منطقة الساحل الغربي وباب المندب من خلال عدة وسائل منها تنفيذ مشاريع اقتصادية في باب المندب وفي بعض الجزر اليمنية وإخضاع تلك المناطق لتشكيلات عسكرية من المرتزقة والعملاء والخونة، إلى جانب محاربة الأنشطة الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الداعمة للقضية الفلسطينية أو المعادية للمشروع الإسرائيلي في اليمن أو المنطقة أو فلسطين والقضاء على تلك الأنشطة والمشاريع الداعية لها.
وأفاد أن من ضمن الأهداف الإسرائيلية في اليمن العمل على إفشال أي جهد يمني يهدف للتحرر والاستقلال وبما يفضي إلى تحقيق السيادة اليمنية الكاملة على الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية والاستفادة من موقع اليمن الاستراتيجي وثرواته البحرية وثرواته الأخرى، وكذا السيطرة على القرار اليمني من خلال من تم تجنيدهم للعمل لصالح الكيان الإسرائيلي من مسؤولين وغيرهم وكذلك من خلال مشروع تجنيس الآلاف من اليهود الإسرائيليين واليهود الأمريكيين بالجنسية اليمنية.
وبخصوص مرحلة العدوان، أوضح العميد سريع أنه تم التدخل الإسرائيلي في الشأن اليمني من خلال المشاركة في العدوان وقبل ذلك بالتحريض على شن العدوان ثم المشاركة فيه بشكل مباشر وبشكل غير مباشر
ولفت إلى أن تصريحات ولقاءات وتحركات لمسؤولين بدول العدوان واتصالات بين تلك الدول والكيان الإسرائيلي جميعها أدلة على حجم التنسيق والمشاركة بالعدوان .. مؤكداً أن القوات المسلحة تمتلك أدلة أخرى على المشاركة العسكرية الإسرائيلية في العدوان وسيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.
وجدد متحدث القوات المسلحة التأكيد على أن التصدي للعدوان هو الموقف الصحيح الذي أتخذه ويتخذه معظم أبناء الشعب اليمني وأن الوقوف في وجه المؤامرة الإسرائيلية يأت حفاظاً على اليمن الأرض والانسان التاريخ والهوية والثقافة.
وأفاد بأن تطبيع العلاقات بين أنظمة وسلطات دول العدوان والكيان الإسرائيلي المشارك في العدوان على اليمن، يؤكد أن اليمن في الموقف الصحيح وأن خيار المواجهة والصمود هو الخيار الذي لا يمكن التراجع عنه.
وأشار إلى أن القوات المسلحة تهيب باليمنيين مواجهة المخطط الإسرائيلي القاضي بتجنيس عشرات الآلاف من اليهود بالجنسية اليمنية لما لهذا المشروع من خطورة على الأمن القومي اليمني .. محذراً حكومة العملاء والمرتزقة من الإقدام على أية خطوات أو إجراءات تعمل على تحقيق تلك الأهداف لا سيما مشروع تجنيس اليهود بما في ذلك اليهود من أصول يمنية لأنهم أصبحوا يحملون جنسية كيان معادي وولائهم لم يعد لليمن بل للكيان الإسرائيلي.
وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة تدعو كافة أبناء اليمن في الداخل والخارج لا سيما العاملين في السفارات أو أي جهة مختصة تابعة للعدوان بالوقوف أمام هذا المشروع حفاظاً على اليمن وانتصاراً للقضية الفلسطينية.
وأهابت القوات المسلحة بكافة اليمنيين ممن يعملون لصالح القوى الأجنبية العودة إلى جادة الصواب وتغيير مواقفهم والتوقف عن الإسهام في تحقيق المشاريع الأجنبية الهادفة إخضاع اليمن للقوى الأجنبية المعادية.
واختتم متحدث القوات المسلحة الإيجاز الصحفي بالتأكيد على دور المجتمع في إفشال هذا المخطط الذي يستهدف اليمن والعمل على تحصينه بإتباع سياسات ثقافية وإعلامية توعوية وكذلك اتخاذ إجراءات قانونية وأمنية وعسكرية.