30 نوفمبر .. تجسيد لحق الشعب اليمني في الحرية ورفض التبعية والاحتلال

تكمن في حسابات الزمن وساعاته ودقائقه ولحظاته منذ الثلاثين من شهر نوفمبر 1967م وحتى الثلاثين من الشهر نفسه 2013م مرحلة تاريخية مهمة تقدر بـ46 عاما◌ٍ منذ أن حقق شعبنا اليمني استقلاله الوطني¡ حيث كان قبل ذلك يرزح تحت وطأة الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثما◌ٍ على صدر جنوب الوطن 129 عاما◌ٍ خلال هذه الفترة عانى الشعب اليمني من ويلات ذلك الاستعمار ما لا يحصى ولا يعد ظل خلالها يسطر أنصع صفحات التاريخ المشرق في مقاومة الاحتلال الغاشم بدءا◌ٍ من الانتفاضات الشعبية ومرورا◌ٍ بالعمليات الفدائية فضلا◌ٍ عن تطوير أساليب الكفاح المسلح ضد قوات المستعمر لتشرق بارقة الأمل من قلب العمل الفدائي المسلح ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م المجيدة التي وضعت البدايات الأولى لإنهاء ذلك المحتل من اليمن وإلى غير رجعة حيث اعطت ثورة 14 اكتوبر قوة دفع حقيقية للعملية السياسية التفاوضية التي تجسدت معالمها البارزة في تحقيق الاستقلال الوطني واستعادة القرار السياسي اليمني من خلال جلاء الاستعمار الأجنبي.
اليوم يحتفل شعبنا اليمني بالذكرى السادسة والأربعين لإنهاء الوجود الانجليزي والبدء في تدشين مرحلة جديدة من البناء والتنمية والإعمار تتويجا◌ٍ للجهود المخلصة للمقاومة الوطنية اليمنية التي بفضلها وبفضل ثورة 14 اكتوبر تحقق الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م ليحيي اليمن قيادة وشعبا◌ٍ هذه الذكرى المجيدة وسط تحديات شديدة وظروف بالغة التعقيد يمر بها الوطن بالظرف الراهن وهو يستعيد الذكرى العزيزة على قلوب اليمنيين والغالية على نفوسهم والمتمثلة بانتصار الإرادة الوطنية التي كان أساسها ودافعها وجوهرها ومضمونها نيل الاستقلال الوطني والتحرر من تبعيات الاستعمار الانجليزي بما حملته تلك الذكرى التاريخية المجيدة من قيم التضحية والفداء ومعاني العزة والكرامة والتمسك بالمبدأ الوطني الثابت والمتمثل فكرا◌ٍ وسلوكا◌ٍ بحق تقرير المصير ليمن واحد موحد آمن ومستقر ومزدهر بدون قوى خارجية تعبث بإرادته الوطنية وتصادر استقلاله السياسي.
وما أحوج الشعب والقوى السياسية اليمنية من أحزاب وتنظيمات مختلفة أن تستشعر ذكرى الـ 30 من نوفمبر 1967م وما تجسده في حياة الشعب اليمن من دلالات عظيمة ومعاني وطنية محفورة في ذاكرة التاريخ المعاصر لشعبنا اليمني¡ حيث ينبغي استلهام العظات والعبر والدروس المستفادة من هذه المناسبة العظيمة وتجسيدها واقعا◌ٍ عمليا◌ٍ بعيدا◌ٍ عن التدخلات الخارجية لأن الثلاثين من نوفمبر 1967م كان ضد التدخل الخارجي ممثلا◌ٍ بالاستعمار الانجليزي بكل مكوناته وتحالفاته وعملائه وسلاطينه¡ كما كان الـ30 من نوفمبر طموحا◌ٍ مشروعا◌ٍ لنيل الحرية والاستقلال بعيدا◌ٍ كما أشرنا عن التبعية والارتهان والوصاية الخارجية بكافة أشكالها وأنواعها.
لذلك ينبغي تجسيد تلك المعاني حاضرا◌ٍ بالنظر إلى ما تمر به اليمن من أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية فضلا◌ٍ عما تواجهه من تحديات داخلية وخارجية حتى لا يكون الـ 30 من نوفمبر مجرد محطة عابرة في حياة القوى السياسية اليمنية دونما تجسيد لمعانيه وقيمه الوطنية النبيلة وترجمتها سلوكا◌ٍ عمليا◌ٍ¡ خصوصا◌ٍ وقد مثل 30 نوفمبر 1967م إحدى أهم المراحل التاريخية في حياة الشعب اليمني لأنه حمل نداء◌ٍ وطنيا◌ٍ صادقا◌ٍ ومخلصا◌ٍ بأن اليمن لا تقبل الاستعمار سواء◌ٍ أكان ذلك الاستعمار بقواته العسكرية وعتاده الحربي على غرار الاحتلال البريطاني أو كان ذلك الاحتلال دبلوماسيا◌ٍ ناعما◌ٍ بمخالب أشد من الاستعمار الانجليزي.
لذلك تكمن أهمية 30 نوفمبر 1967م في رفض الإملاءات الخارجية كون ذلك التاريخ أنهى الاحتلال البريطاني ويرفض شكلا◌ٍ ومضمونا◌ٍ وجود المحتل وأي تدخل خارجي يصادر الإرادة الوطنية للشعب اليمني وينتهك حقوقه الطبيعية الحرية والاستقلال طبقا◌ٍ لمبادئ وأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين وكذلك الـ 30 من نوفمبر الذي يجسد استقلال اليمن وقرارها السياسي ووحدتها الوطنية من الشروط الموضوعية والذاتية لاستكمال أسس ومقومات بناء الدولة الوطنية.

قد يعجبك ايضا