رئيس فريق التواصل الخارجي د. أحمد العماد لـ “الثورة “: الدبلوماسية الشعبية أثبتت قدرتها على إيصال مظلومية اليمن للعالم رغم اختطاف السفارات من قبل التحالف

 

ثورة 21 سبتمبر انتصرت لسيادة اليمن واستقلال قرارها السياسي والاقتصادي
بات جلياً للعالم نبل مقاصد ثورة 21 سبتمبر ومشروعيتها المستمدة من قيم الحرية والتحرر من الاستبداد والتبعية السياسية والاقتصادية

قال رئيس فريق التواصل الخارجي الدكتور أحمد العماد: “إن ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م أثبتت بصمودها الاسطوري أمام عواصف المؤامرات والحرب العدوانية المقرونة بالحصار الاقتصادي للعام السادس تواليا نبل مقاصدها وانسانية ومصداقية شعاراتها نظريا وواقعيا.. مؤكدا أن ثبات الثورة وصمودها يعكس مشروعيتها المستمدة من قيم الحرية والتحرر من الاستبداد والتبعية السياسية والاقتصادية”..
ونوه العماد في حوار صحفي خص به “الثورة” بما لعبته الجاليات اليمنية المنتشرة في دول العالم على مدى سنوات العدوان الحصار من دبلوماسية شعبية عوضت اليمن عن سفاراتها وملحقياتها المخطوفة من قبل التحالف وحكومة هادي المقيمة جبرا في الرياض.. متطرقا لجملة من القضايا ذات الصلة برؤى الفريق للمشهد الوطني داخليا وخارجيا، وجهوده وأنشطته منذ تأسيسه قبل أكثر من عامين.. وغير ذلك من القضايا ………… إلى التفاصيل:

الثورة /
محمد محمد ابراهيم

* بداية واليمن تحتفل بالذكرى السادسة لثورة 21 سبتمبر المجيدة ما هي رؤيتكم في فريق التواصل الخارجي لرؤية العالم الخارجي إلى هذه الثورة ؟
– بكل تأكيد أن العالم ينظر إلى ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014 في ذكراها السادسة كتحول حقيقي استثنائي بمنتهى الاستغراب ليس لحجم العدوان التاريخي والعداء المفرط من دول الاستكبار إزاء هذه الثورة المجيدة، بل ولأن ثورة 21 سبتمبر أثبتت للعالم بصمودها الأسطوري أمام عواصف المؤامرات والحرب العدوانية المقرونة بالحصار الاقتصادي للعام السادس تواليا نبل مقاصدها وانسانية ومصداقية شعاراتها نظريا وواقعيا، وبصور متعددة من الثبات الذي يعكس مشروعيتها المستمدة من قيم الحرية والتحرر من الاستبداد والاستعمار الجديدة والتبعية السياسية والاقتصادية بكل أشكالها..
لقد شكلت هذه الثورة تحولاً جذرياً في البلد عندما جاءت من اجل السيادة والاستقلال وهما مصطلحان لا يتناسبان مع رؤى الاستكبار العالمي والمصالح الغربية الاستعمارية الجديدة التي تحرص على أن تبقى الشعوب والدول دولاً مستهلكة ومطيعة غير معنية بأولويات شعوبها وأولويات أوطانها، هذه الثورة جاءت من اجل إخراج اليمن من حالة الوصاية التي كانت سبب كل ما عاشته من تبلد سياسي وضعف اقتصادي وتفكك اجتماعي وتفكك جغرافي كل هذه نتائج ارتهان لمخططات الخارج التي كانت تأتي عبر سفارات الدول الاستعمارية في اليمن، فجاءت هذه الثورة من أجل أن تنهض بالشعب اليمني إلى المصاف التي يريد أن يكون فيها، اليمن تتمتع بموقع استراتيجي وهو الأفضل على مستوى المنطقة، وتتمتع بجزر استراتيجية تتمتع بمخزون اقتصادي كبير ومخزون بشري ومخزون حضاري يتسم بالنزوع الكبير نحو العزة والإباء وعدم الارتهان للخارج، ولهذا صمدت وستصمد لأن الشعب اليمني وجد بغيتها فيها، ولهذا السبب أيضا كبر حجم عدوها الخارجي ليطل في تحالف سعودي اماراتي أمريكي إسرائيلي وغير ذلك من دول التحالف الذي كان يتصور أنها لن تستمر أمام حشده أسبوعاً أن لم نقل ثلاثة أيام، وها هو في العام السادس وهذه الثورة الفتية تزداد قوة وثباتاً وإنجازاً.
* برأيكم ما سر هذا التصور لدى التحالف.. ؟ وما سر صمودها ..؟
– سر هذا التصور يكمن في كونه بُنيَ لدى التحالف وبالذات لدى السعودية على تفاعلهم وتعاملهم مع أدواتهم في الداخل التي اعتمدوا عليها بمكان حتى ظنوا انهم يجدون الشعب اليمني بذلك الوهن والضعف الذي يجدونه في عملائهم، لكنهم وجدوا أمامهم ثورة منطلقة من أصالة الشعب اليمني وشكيمته التاريخية كمقبرة للغزاة.. أما سر صمودها فتلك القيم والأبعاد التاريخية التي أسلفنا الحديث عنها والتي انسجمت مع حقيقة القيادة الثورية ممثلة بسماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يملك حضوراً معرفياً واسعاً وكاريزما جعلته مقبولا ومحبوبا في قلوب قبائل اليمن بمختلف مناطقهم والتف حوله شرفاء اليمن وما أكثرهم..
فريق التواصل
* بالذهاب إلى فريق التواصل الخارجي هلا وضعتم القارئ الكريم أمام صورة مختزلة لضرورات نشوئه وظروف تأسيسه ؟
– تعلمون أن الحصار على اليمن لم يقتصر على الجانب الاقتصادي او العسكري بل تعدى إلى الحصار دبلوماسي والسياسي بصورة كبيرة، حيث عمل العدوان وأدواته والداعمون له كدول الغرب ومنها أمريكا ومجلس الأمن وغيرها على وضع سياج قوي شديد على البلد دبلوماسيا، عبر اختطاف السفارات والملحقيات التي تحمل العلم اليمني شكليا، لكنها في مضامينها لا تستمد وجودها ولا شرعيتها من الشارع اليمني أبدا ووضعوا أشخاصاً ليسوا جزءاً من العملية السياسية اليمنية ولا من السلك الدبلوماسي ودخلاء على العمل الدبلوماسي من حيث المهنية قبل الوطنية، وأيضاً ينتمون لمشاريع وأجندات ليست يمنية مطلقاً، فساهم في رسم الصورة الذهنية لمجريات التدخل العسكري في اليمن مغالطة الرأي العام العالمي بشعارات زائفة عن الحرب وجرائمها وكارثية الحصار المفروض على الشعب اليمني، هذه المعطيات دفعت صانعي القرار الثوري والسياسي في صنعاء في التفكير بحلول بديلة لمساعدة العمل السياسي الخارجي في ظل اختطاف السفارات، فكان لا بد من تعزيز الدبلوماسية الشعبية، المتمثلة في المغتربين اليمنيين الذين ينتشرون في أنحاء العالم حيث نستطيع كسر هذا الحصار عبر تواصل غير رسمي مع فاعلين في الدول المعنية وخاصة المعنية بالملف اليمني في أمريكا وأوروبا، ومن هنا جاءت فكرة الفريق الوطني للتواصل الخارجي الذي يضم في جنباته ممثلين لأهم الجهات السياسية العليا المعنية بملف العمل الدولي، ومن خلاله يتم إيصال حقائق الواقع السياسي والاقتصادي والمعيشي والحقوقي المنتهك في اليمن من قبل التحالف الذي شن حروباً اقتصادية وعسكرية وسياسية وإعلامية شملت صرف مليارات الدولارات لشراء وسائل الإعلام الخارجية والمواقف السياسية المؤيدة لحربه المتعددة المسارات وتغطية مضامينها بشعارات ومقاصد شكلية، لكنها في جوهرها كاذبة يراد بها تضليل الإعلام الخارجي بصورة ذهنية مغلوطة مغلفة العدوان والحصار وجرائمهما بأبعاد سياسية وإنسانية وإنقاذية لليمن..
* ما هو تفسيركم لمعطيات بناء هذه الصورة ؟ وهل نجح العدو في مغالطة العالم والمغترب اليمني في الخارج.. ؟
– من أهم معطيات بناء هذه الصورة هو الوهم بأن الحرب الخاطفة لاستلاب ما تبقى من اليمن بعد إضعافه في الحروب القبلية التي ظل يغذيها المال السعودي، ستكون ناجحة في تقدير التحالف المدجج بأحدث الأسلحة، وما سبقه من انفاق الأموال الطائلة ليغالط العالم على اعتبار أن المسـألة مسألة وقت لا يتجاوز أسبوعاً، ليكتشف التحالف انه وحده الواهم والمضلل قبل الرأي العام العالمي بما يتصوره عن اليمن، وما إن ولج الحرب حتى حصل تغير جذري في الصورة الذهنية المغلوطة عن اهداف ودوافع العدوان.. وبذلك فقد اخفق التحالف في مغالطة الرأي العام العالمي والتدليس على اليمنيين وإن انجر بعضهم وراء تلك الشعارات..
* كيف تعاطى المغترب اليمني في أمريكا وأوروبا مع هذا الحجم الهائل من التضليل؟
– في بادئ الأمر انطلت الحيلة على الكثير منهم إلا قليلاً من الذين لديهم خبرة في تاريخ الصراعات والأطماع الاستعمارية في اليمن والمنطقة العربية، لكن مع الوقت ومرور الأشهر الأولى بدا الوعي يتسع بشكل اكبر.. وقد لاحظناه بشكل جلي لدى المغتربين في أمريكا وأروبا بالذات، وعندما نتحدث عن مغتربينا في أمريكا مثلا نحن نتحدث عن 500 ألف مغترب، وعشرات الآلاف في بريطانيا والآلاف في الكثير من الدول الأوروبية، ونركز على هذه الدول باعتبار أنها هي صانعة الحرب وهي من ستصنع السلام عبر أدواتها.. خاصة السعودية والإمارات أو مرتزقتهم في الداخل نخاطبهم بدرجة رئيسية ودور المغترب اليمني في هذه الدول هام بالفعل، هناك نماذج وطنية مشرفة نعتز بانتمائها لهذا الوطن وتحمل همه وتقاوم وتصارع الترهيب والترغيب فقط لأنها انتصرت لقضية الوطن الأم المحاصر للعام السادس تواليا، عدد منهم تم توقيفه وسجنه وعدد منهم تم تلفيق قصص ومشاكل وتهم عليهم وزجوا في السجون وما زالوا إلى اليوم في السجون الأمريكية بسبب خلفيات وطنية فقط ومواقفهم مع وطنهم، حوربوا في أرزاقهم.
* هل بالإمكان أن نذكر أسماء معينة.. ؟
– أتحفظ عن ذكر الأسماء، كون هناك قضايا أخذت مجرى قضائيا في تلك الدول، لكن تجدر الإشارة إلى أن ثمة شباباً كثراً يقفون مواقف حقوقية بطولية مؤثرة لا تتجاوز أعمارهم 20 أو 22 أو 24، شباب طلبة في الجامعات ينتصرون لقضايا وطنهم داخل أروقة هذه الجامعات، رغم محاولة دول العدوان وغرف عملياتها وأدواتها في السفارات اليمنية وسفارات هذه الدول خاصة السعودية والإمارات، إلفاق التهم لهم ومضايقتهم في معايشهم ومصادر رزقهم وحقهم في المنح التعليمية..
انكشاف الشعارات واتساع الوعي
* لو تحدثنا بالأرقام حول الفعاليات التي استطاع الفريق أن ينجح فيها منذ تأسيسه.. ؟
– لا ندعي لأنفسنا في فريق التواصل أي نجاح أو إنجاز، وإن كان ثمة نجاح حققه فريق التواصل الخارجي منذ تأسيسه في مسار مكاشفة الرأي العام العالمي بحقيقة جرائم تحالف العدوان والحصار بقيادة السعودية والإمارات بحق الشعب اليمني فهو يعود للدبلوماسية الشعبية للمغتربين اليمنيين في أمريكا وأوروبا واحتجاجاتهم التي نظموها تمويلا وتنفيذا.. أما دور الفريق فقد اقتصر على تزويدهم بالحقائق والأرقام المؤكدة من منظمات رصدوية محلية وعالمية معترف بها دوليا.. وفي هذا المقام أريد أن أسجل شكري وتقديري للشرفاء في الجاليات اليمنية والأحرار في هذه الدول، الذين بفضل تعاونهم ودعمهم السياسي والمالي حققت وتحقق هذه الفعاليات نجاحا كبيرا في إيصال صوت الشعب اليمني إلى العالم.
وما يتصل بالأرقام عن الفعاليات التي تم رصدها على مدى الأعوام السابقة، فلدينا تقرير سيصدر قريبا متضمنا كل التظاهرات والفعاليات والوقفات والأنشطة التي يقوم بها الشرفاء في مختلف هذه الدول، يوضح تاريخ النشاط والمدينة، والعنوان والهدف، والأصداء الناتجة عن تلك الفعاليات، وسيلاحظ المطلع عليه كيف تزايد الوعي الجمعي لأبناء الجاليات، وكف ترفع الكثير منهم تدريجيا عن المناكفات والتباينات السياسية التي كانوا يعيشونها في الخارج، مع بدء العدوان وكيف صاروا اليوم يدركون أن العمل السياسي والتباينات لا تخدم الوطن وأن عليهم تأجيلها إلى حين تعافي الوطن وتحرير أجزائه المحتلة وفق سياسة استعمارية جديدة، أي استعمار بأدوات إقليمية بتغطية تأييد محلي بطابور من المنخدعين بتلك الشعارات..
* على ذكر المخدوعين، رغم أن الحرب لم تنته ذهبت بعض دول التحالف إلى التطبيع .. كيف تنظرون لهذه الخطوة.. وهل لها صلة بمجريات الأحداث في المحافظات الجنوبية.. ؟
– ما يحدث في سقطرى والمهرة وبعض المحافظات الجنوبية والشرقية، وما يجري من تطبيع علني يتسم بالمهانة، كان مخططاً له بدقة أن يكون بعد الحرب والانتصار الذي كان محتملا للتحالف في حربه الخاطفة على أفقر شعوب المنطقة إن لم نقل العالم (اليمن)، لكن الصمود الأسطوري للشعب اليمني وانتصاراته التي تحققت، جعلت دول تخالف العدوان تتداعى كلاً على حدة، ولم يعد لدى العدو متسع من الوقت ليخفي وجهه القبيح، ومهانته كأداة فهرول للتطبيع وإعلان نفسه حاكما ووصيا على ما تحت يده من أراض يمنية محتلة، في انكشاف فج لم يكن يتمنى أن تتكشف صورته والعدوان لم يكتمل والمشروع لم يكتمل، هذا الصمود اضطره أن يكشف وجهه الحقيقي الذي كنا ندركه وكانت قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بالسيد عبدالملك تدركه وبوضوح ولم يكن معظم أبناء الشعب اليمني الذين ضحوا بأنفسهم وبأموالهم وبدمائهم في سبيل مواجهة هذا العدوان متفاجئين من هذا الموضوع، لكن أولئك الذين كانوا بعيدين عن دائرة الوعي السياسي القرآني التي تحمله هذه المسيرة وهذه الثورة وقعوا في هذا المازق انحرفت بوصلتهم عن الحقيقة وظنوا أن هؤلاء جاءوا من أجل الدفاع عن اليمن وظنوا أن السعودية فعلا تدافع عن نفسها أو أن الإمارات تدافع عن مصالحها أو أن هادي وحكومته يدافعون عن شرعيتهم، أو أن الجنوب يدافع عن قضيته، وما إلى ذلك من هذه العناوين الكثيرة التي تفنن بها العدوان في تضليل الناس كلا حسب خلفياته الذي لديه خلفيات مناطقية والذي لديه خلفيات سياسية قانونية حتى أثاروا النعرات الدينية والمذهبية والعنصرية وما إلى ذلك دخلوا لكل شخص من الزاوية التي يمكن أن يتأثر بها… غير أن التطبيع وهذه الممارسات غيرت المعادلة وأيقظت ضمائر كثير من المخدوعين واتسع الوعي بشكل كبير خصوصا في قيادات وأبناء الجاليات، وبل غيرت مواقف كثير من المنظمات الدولية والقيادات والشخصيات السياسية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها..
التواصل الدولي
* خارج نسق التعاطي مع الجاليات ماذا حقق الفريق على صعيد التواصل والوصول إلى صناع القرار في أمريكا وفي أوروبا في كثير من الأنظمة التي لها صلة بالحرب والسلام كما ذكرت.. ؟
– الفريق لا يقتصر في عمله ومهامه على تفاعله مع أبناء الجاليات اليمنية في هذه الدول مع أهمية الدور المناط بهؤلاء باعتبارهم يحملون جنسيات هذا البلد ويتحدثون لغات تلك البلدان التي يعيشون فيها ويفهمون تعقيداتها، بل تجاوز الفريق هذه المهمة، مستمدين من هؤلاء الشرفاء الكثير من البيانات والمعلومات لأهم الشخصيات السياسية والحقوقية الموجودة في هذه البلدان وهي مقربة من صناعة القرار والتاثير الإعلامي والسياسي واخترقنا جدار التضليل الذي كانت تعيشه هذه القيادات واستطعنا أن نحصل على بيانات هامة جدا لقيادات سياسية وحقوقية, كما نجحنا في الإلمام بالتناقضات السياسية في هذه البلدان والتعاطي وفق هذه التناقضات، وهو مهم جدا ويلعب دوراً فاعلاً في هذا الجانب، وبناء على ذلك اتسعت دوائر تواصل جغرافياً وزمنياً، يومياً وأسبوعياً من خلال هذه العلاقات ومن خلال ما يمدنا به الكثير من الشرفاء في هذه البلدان..
تحديات التواصل الخارجي
* ما هي التحديات التي يواجهها الفريق في مسألة التواصل مع الجاليات ولم شملها في ظل تباينات معينة، والصراعات الشخصية أحيانا تطغى.. ؟
– أهم تحد هو ما تقوم به الغرف المغلقة لسفارات دول العدوان في الدول الكبرى صانعة قرار الحرب والسلم بأمريكا وبريطانيا وغيرها، حيث تعمل على ترهيب وترغيب أبناء الجالية الشرفاء الذين يقومون بأعمال عظيمة في مقاومة الآلة الإعلامية لتحالف العدوان الهادفة لمواصلة مغالطة الرأي العام العالمي، ولهذا تعرض كثير من أبناء الجالية للمحاربة في رزقهم، حيث تم إسقاط المنح التي كانت مرصودة لبعضهم إضافة إلى مضايقات سياسية وأمنية وحبس تلفيق اتهامات كل هذه.. لكن للأمانة وكما إخوانهم وربعهم في الداخل تمكنوا من التغلب على الآلة العسكرية لدول العدوان والتغلب على المطابخ السياسية والإعلامية التي تعمل على ترهيبهم وترغيبهم، وانتصروا على كل أصناف الضغط برغم الفارق الكبير في الإمكانيات.. وأجدها فرصة في هذا المقام بأن أوجه نداء لمن تبقى من الذين ما زالوا في فلك العدوان بأنه حان الوقت لتصحو ضمائرهم بعد أن تكشفت كل حقائق التحالف وبعد أن راحت كل هذه الدماء وكل هذه الضحايا وبعد أن حطم الشعب اليمني بصموده الأسطوري كل عناوين وذرائع العدوان على اليمن، والذي جاء من أجلها، حمل شعار الحفاظ على الوحدة اليمنية وعمل على تمزيقها، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وحمل شعار إعادة الشرعية المزعومة، ويفرض عليها الإقامة الجبرية في الرياض، ولم يحاربها احد مثلما حاربتها دول العدوان ولم تستطع أبدا أن تنزل في مدينة يمنية، ولم يعد عمل الجمهورية اليمنية في المبنى الذي تقيم فيه الشرعية جبرا، وفي الاجتماعات التي يحضرونها في الرياض، وإنما علم التشطير هو الذي نجده في القصور والأماكن الرسمية التي يتم الاجتماع بها.. لذلك على كافة اليمنيين أن يستيقظوا ويدركوا أن هؤلاء لا يمثلون الشعب اليمني ولا يمثلون أطيافه، نحن نقول أن كل الأطياف السياسية فيها أحرار وينبغي أن يثوروا ضد قياداتهم التي ارتمت في أحضان العدوان المطبعين مع الكيان الصهيوني جهارا نهارا، ضاربين بقضايا الأمة المصيرية والمحورية عرض الحائط.
تظاهرة ومؤتمر نيويورك
* شهدت نيويورك هذا الأسبوع حدثين هامين: الأول المظاهرة التي شهدتها نيويورك يوم الجمعة الماضي، الحدث الثاني هو المؤتمر الوطني الأول لمغتربي اليمن في أمريكا.. ما هو تقييمكم لمستوى التفاعل في هذين الحدثين وهل من نتائج على صعيد المواقف الأممية والدولية إزاء الحرب والحصار.. ؟
– تابعنا باهتمام كبير المظاهرة الحاشدة التي نظمتها الجالية اليمنية الأمريكية في نيويورك الجمعة أمام مكتب السيناتور الديمقراطي “تشاك شومر” والممثل الأول لولاية نيويورك في الكونجرس، وحقق نجاحاً كبيراً في إيصال مظلومية اليمن والوضع الكارثي جراء الحرب والحصار، وخرجت بوعود من كتلة الحزب الديمقراطي بالضغط باتجاه رفع الحصار عن مطار صنعاء والموانئ اليمنية، وكذا إعادة صرف المساعدة الإغاثية الأمريكية لليمن البالغة 73 مليون دولار.. كما تابعنا المؤتمر الذي انعقد في منهاتن في نيويورك، حيث كان قريبا من مقر التآمر وإعلان الحرب على اليمن، وهنا تكمن أهمية المؤتمر، إلى جانب انعقاده بالتزامن مع مرور 2000 يوم من العدوان على الأراضي اليمنية، والملاحظ في المظاهرة والمؤتمر انهما نتاج جهود وطنية لنخبة من شرفاء الجالية في الخارج من مختلف الانتماءات السياسية ولأول مرة تتكامل الجهود من اجل إنجاح المظاهر وأيضاً نجاح المؤتمر الذي حمل أجندة وطنية شاملة وجامعة لا تنتمي لفئة أو لحزب بل تنتمي لليمن، حيث ارتكزت مخرجاته على المطالبة بوقف هذه الحرب الظالمة على اليمن، ورفع الحصار وبالأخص عن مطار صنعاء الذي تضرر منه كل يمني في الداخل والخارج بمن فيهم من أبناء الجالية في أمريكا وغير أمريكا.. وكذلك المطالبة برفع الحصار عن تعز، والإفراج عن سفن المشتقات النفطية وصيانة خزان صافر وإنهاء التواجد الأجنبي في الأراضي اليمنية ورفض التدخل الخارجي في الشأن اليمني.. والأهم أن هذه المخرجات حظيت بإجماع أبناء الجالية الشرفاء وستكون لهذه المخرجات لجان متخصصة وآلية عمل تتسم بالجدية لمتابعتها لإيصالها إلى أعلى المستويات داخل أروقة السياسة الأمريكية والأممية أيضا باعتبار الأمم المتحدة مقرها بنيويورك، ستتكفل هذه اللجان كلا فيما يخصُّها بمتابعة هذه الجهات.
* كلمة أو دعوة أخيرة في هذا الحوار ؟
– أدعو أولاً وأخيراً إلى الاصطفاف والتوحد والترفع عن أي جدل سياسي عقيم، والالتفات إلى الوطن كمظلة جامعة للجميع وأن نؤجل الجدل والمناكفات إلى حين يتحرر هذا الوطن من العدوان الذي تكشف للحجر قبل البشر ببشاعته وأجندته التي تتناقض مع فطرة ووطنية ويمنية أي يمني حر شريف، اليمن يتسع للجميع والقيادة السياسية تؤمن بذلك وترحب بكل القيادات وبكل الأصوات التي عاشت في مرحلة من مراحل التضليل السياسي والإعلامي، ولم تزل متأثرة بذلك التضليل فقد حان الوقت لأن تعود إلى جادة الصواب وأن يسهموا في الانتصار لليمن القطار أوشك أن يصل إلى مرحلة حاسمة واليمن منتصر وأوشك على الانتصار النهائي فلا يغيب عنهم شرف الركب في هذا القطار فالقطار سيصل بهم أو بدونهم، فقط من المهم أن يكون لهم شرف المشاركة في معركة الوصول إلى الانتصار اليمني الكبي.

قد يعجبك ايضا