محمد صالح حاتم
ستظل ثورة26سبتمبر هي أم الثورات اليمنية ،كونها ايقظت ضمير الشعب اليمني شماله وجنوبه نحو التغيير، وطرد المحتل البريطاني من جنوب الوطن ولكنها تعرضت للتآمر منذ ولادتها من قبل أعداء الحرية والاستقلال والسيادة مملكة بني سعود أذناب الصهاينة والأمريكان .
فهذه الثورة كانت لها أهداف سامية لازلنا نحلم بتحقيقها رغم مضي 58عاما على توهج شعلتها ليلة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.
في هذا اليوم تمكن الضباط الأحرار من تفجير الثورة، وتغيير نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري.
بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وعندما شعرت جارة السوء أن هذه الثورة لم تقف عند حدود اليمن فقط بل ستمتد إلى أراضيها سعت بكل ما أوتيت من قوة إلى محاولة وأد الثورة، وإعادة النظام الملكي، فقامت بدعم أسرة آل حميد الدين ومن معهم من المشائخ والمرتزقة واستمرت الحرب الأهلية مدة سبع سنوات بين الجمهوريين والملكيين، فأنا لن أتكلم عن تاريخ ثورة 26سبتمبر لأن تاريخها تم تشويهه وتزييف الحقائق، بل وإخفاء الحقيقة نفسها، بل سأتحدث عن أهداف ثورة 26سبتمبر وما تحقق منها والتآمر الذي تعرضت له الثورة وأهدافها.
فمن يقتل الشعب اليمني بطيرانه ويقصفهم بصواريخه ويضربهم بدباباته ومدافعه منذ خمس سنوات ونصف هو من تآمر على ثورة26سبتمبر ومن غير مسارها التحرري والثوري وعمل على عدم تحقيق أهدافها الستة السامية والتي ظلت هذه الأهداف نقرأها في ترويسة الصحف الرسمية ونتغنى بها في إعلامنا، ونسمعها في الخطابات السياسية فقط، فلم تنأل اليمن الحرية والاستقلال بل بقت تحت الوصاية الخارجية وقرارها السياسي يتحكم به اللجنة الخاصة السعودية والتي جعلت من اليمن حديقة خلفية لها طيلة الخمسين عاما الماضية من عمر الثورة، ورغم وجود المدارس والجامعات والمعاهد إلا أنه لم يتم بناء الإنسان اليمني، فالغش هو السمة البارزة في الاختبارات، والوساطة والمحسوبية هي المعيار لمن يتم اختيارهم في المناصب والوظائف، كانت اليمن مكتفية ذاتيا من المواد الغذائية الأساسية يأكل المواطن اليمني الحبوب والقمح من خيرات بلاده، ولكنها تحولت إلى دولة مستوردة كل احتياجاتها من المواد الضرورية، ثروات البلاد الهائلة لم يتم استغلالها، ولم ينعم بها المواطن بل ظلت في إيادي مجموعة من الأشخاص وهم من يستلمون مرتباتهم من اللجنة الخاصة السعودية ،بل انهم اليوم يقبعون في فنادق الرياض وابوظبي ويقاتلون في صف قوى تحالف العدوان السعوصهيواماريكي منذ خمس سنوات ونصف، فأين الجيش الوطني الذي تم بناؤه ليدافع عن اليمن، وهاهم القيادات العسكرية خريجو الكليات العسكرية اليمنية والعربية والعالمية أصحاب الرتب العليا والأوسمة والنياشين يقاتلون مع تحالف العدوان، يشاركون في قتل وتدمير الشعب اليمني الأرض والإنسان .
ثمان وخمسون عاما والشعب اليمني يحلم بأن يحصل على العدالة والمساواة، فالظلم والقهر هو السائد فلا حقوق نالها أصحابها، ولاعدالة طبقت بمعناها الحقيقي، كان النظام ملكي فجاءت ثورة 26سبتمبر لتغيير نظام الحكم إلى جمهوري ديمقراطي ولكن وللأسف فالديمقراطية كانت صوريا وعقود وهم يكذبون على الشعب باسم الديمقراطية فمن حكم اليمن طيلة العقود الماضية هم انفسهم، فالرئيس هو نفسه أكثر من ثلاثة عقود، والوزراء هم أنفسهم ،وأعضاء مجلس النواب هم المشائخ والقيادات العسكرية الذين اغلبهم يستلمون مرتباتهم من اللجنة الخاصة.
إعادة تحقيق الوحدة اليمنية والتي تعتبر واحداً من أهداف ثورة 26سبتمبر والذي يعتبر هو الهدف الوحيد الذي يمكن أن نقول انه تحقق إلا أنه وبعد ثلاثين عاما من تحقيق هذا الهدف، نكتشف أن الشعب اليمني قبل الوحدة كان شعبا واحد ويوجد نظامين، وبعد الوحدة ولسوء من أدار وحكم اليمن تحول اليمن إلى شعبين ونظام واحد .
واليوم وبعد 58عاما من عمر ثورة 26سبتمبر وبعد أن عرف الشعب من المتآمرين على هذه الثورة ومن وقف ضد تنفيذ اهدافها، فأننا نقول إنه حان الوقت لإعادة الاعتبار لثورة 26سبتمبر والعمل على تحقيق جميع أهدافها، وما تضحيات شعبنا اليمني طيلة الخمس سنوات والنصف ضد تحالف العدوان إلا من أجل الحرية والاستقلال والسيادة والعيش بعزة وكرامة وبناء دولة اليمن الحديث، دولة المؤسسات دولة النظام والقانون، وارساء دعائم الجمهورية و الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وتصحيح مسار الوحدة اليمنية.
وعاش اليمن حرا ابيا والخزي والعار للخونة والعملاء.