لن يَهزمَ الشَّعبَ هذا في الوغى أَحَدُ

عبد الجليل الرفاعي


شعبٌ على اللهِ في المَيدانِ يَعتَمِدُ
أبيرَقُ النَّصرِ شِبراً عنه يَبتعدُ؟!
أيخذلُ اللهُ مَن آوَوا ومَن نصَرُوا؟!
يأبى القويُّ العزيزُ الواحدُ الأحدُ
يأبى الذي قلبَ الهيجاءَ مَحرقَة ً
على رُؤوسِ غُزاةِ العصرِ تَتَّقِدُ
فلا العتادُ الفريد الضخم أنقذهم
من اليمانيِّ في الهيجا ولا العَددُ
لا “الإفُّ” و”الميجُ” بالغاراتِ أرعبتا
شعباُ عليه شِرارُ العَالَمِ اتَّحَدُوا
لكنَّهُم أفلَسُوا في كَسرِشَوكته
فكُلُّهُم لِليَمَانِي في الوَغَى سجَدُوا
ولا “الأباتشي” معَ “الإبرمزِ” ركَّعَتا
شعباً عليه شياطينُ الورى احتشدُوا
وحَشَّدوا ضدَّه الدنيا بأكملِها
فذابَ كالثلجِ في الميدانِ مَا حشَدُوا
حاشَا لِشعبٍ بحبلِ اللهِ مُعتصِمٌ
شنَّت عليهِ الوغى أعداؤهُ الجُددُ
فمَا انثنى للأفاعي قيدَ أنمُلةٍ
ولا اعتراهُ بسَاحات الوغى كَمَدُ
أن يرفعَ الرايةَ البيضا بمعركةٍ
مَا ظلَّ فيها لِمَن شَنَّ الوَغَى جَلَدُ
لن يعرفَ الرُّعبَ يوم الزَّحفِ قسورة ٌ
ولن يُطأطِأَ رَأسَاً للعِدى أَسَدُ
لم يرجعِ القهقرى في أيِّ واقِعَةٍ
من قلبهِ الخوفُ في الميدانِ يُفتَقَدُ
بأسُ اليمانيِّ في الميدانِ مُعجِزة ٌ
بها الغُزاةُ جميعاً في الوغى شَهِدُوا
من اليماني بساحات القتال غدت
فرائصُ الجن قبل الإنسِ ترتعِدُ
لهُ الرَّواسِي انحنت في الحَربِ راكعة ً
كما انحنى راكعاً للمرتضى أُحُدُ
بلاؤهُ الحيدري في كُلِّ معركةٍ
مِنهُ الغُزاةُ بميدان الوغى شَردُوا
لم يعرف الكونُ شعباً مثلَهُ أبَدَاً
لم تخطف النَّصرَ في الهيجاءِ مِنهُ يَدُ
شجاعة ٌ لم تكُن إلاَّ لِحَيدَرَةٍ
حصراً بها حيدرُ الكَرَّارُ ينفَرِدُ
لكنَّها برزت في فتيةٍ رَضعُوا
حُبَّ الوَصِيِّ مِن الآباءِ مُذ وُلِدُوا
فما استكانوا ولا ذَلّوا لطاغيةٍ
كمثلهِم في الإبَا ما أنجبت بَلَدُ
تاللهِ لن تُركَعَ الأعداءُ قاطبَة ً
شعباً ملائكة ُالباري لهُ مَدَدُ
بهِم جُنوداً شديدُ البطشِ أمدَدَهُ
فهُم إلى كلِّ سَاحات الوغى وفَدُوا
كُلُّ الغُزاةِ برمضا بأسِهِ احترقُوا
فما نجا والِدٌ منهم ولا وَلَدُ
للتُّركِ في يمنِ الإيمَانِ مقبرة ٌ
في بَطنِها التُّركُ رغماً عنهمُ رَقَدُوا؟!
عُلُوجُ إنجلتَرا العُظمِى على يدِهِ
إلى الجحيمِ بِمَيدانِ الوغى وَرَدُوا
على يديهِ سلُوا الأحبَاشَ كيفَ قضَوا
وكم جُنُودٍ لهُم في أرضِهِ فُقِدُوا؟!
تاللهِ يا شيعةَ الكَرَّارِ ما عرفت
كُلُّ البسيطةِ جُنداً مثلكُم صَمَدُوا
صُمودُكُم أذهل الأعدا وأرعَبَهُم
كبَأسِكم في الوغى تاللهِ ما وجَدُوا
(إن تنصُرُوا اللهَ يَنصُركُم) فلا تَهِنُوا
لن يَهزمَ الشَّعبَ هذا في الوغى أحَدُ
في صنعاء
ذو القعدَة /1441هـ يونيو /2020م

قد يعجبك ايضا