ثورة ٢١ سبتمبر ونهاية حكم الوصاية

 

عبدالله الأحمدي

منذ العام ١٩٧٠م لم يكن هناك نظام وطني، أو دولة مستقلة في شمال اليمن ، بل كان هناك مجموعة موظفين لدى البلاط السعودي والسفارة الأمريكية بصنعاء يختارهم السفير الأمريكي والسعودي بالتشارك ليقوموا بدور الوكيل في صنعاء.
ووصلت الوصاية والتدخل في الشؤون الداخلية إلى درجة اختيار مدراء أقسام الشرطة في العاصمة صنعاء من قبل السفارة السعودية ، وإنشاء جهاز أمن قومي تحت إشراف أمريكي.
الكل يعلم دور الملحق العسكري السعودي في أعمال القتل والتعذيب في جهاز الأمن الوطني والمشاركة في قتل الرئيس الحمدي ، بل قيل إن المجرم محمد خميس وأعوانه كانوا يبادلون رؤوس القتلى من الوطنيين بشوالات من المال السعودي ، يعني شوالة رؤوس بني آدم مقابل شوالة أموال سعودية مدنسة ، بل لقد اتخذت السفارة السعودية من القيادة العامة للجيش اليمني مقراً لها !!
كان المفروضون حكاما على اليمن من قبل الخارج يمدون أيديهم للتسول ليلا ونهارا ، مقابل ذلك كان العدو السعودي يقتطع الأراضي اليمنية ويزحزح اليمنيين عن أرضهم في كل وقت ، بل وصلت بحجة التدخل الأجنبي في شؤون البلاد إلى تدمير صواريخ القوات المسلحة اليمنية بإشراف أمريكي.
كان الشعب اليمني قد فقد حريته واستقلاله وسيادته ، ولم يبق له إلا العلم يرفرف بذل على بعض المباني الحكومية.
وإذا كان عفاش قد تاجر بقضايا اليمنيين ، وباع الاستقلال، والأرض والعرض ، وتنازل عن السيادة الوطنية ، فإن الفار «هادي» سلم كل أموره وأمور البلاد إلى السفيرين الأمريكي والسعودي ، ولم يبق له إلا التصريحات يرميها هنا وهناك كناطق باسم العدوان.
كانت الطائرات الأمريكية، وخاصة الدرونز تجوب أجواء اليمن ليلا ونهارا دون حسيب أو رقيب ، وكانت اليمن أشبه بإمارة سعودية أمراؤها عملاء يقبضون مقابل ذلك مرتبات مغرية من اللجنة الخاصة المكلفة بالتدخل بشؤون اليمن.
كان عفاش هو الآخر عبارة عن موظف لدى النظام السعودي يقبض مرتبا شهريا يفوق العشرة ملايين ريال سعودي.
حكم العصابات كانوا يشعلون الحروب، ويحتضنون القاعدة وداعش من أجل ابتزاز السعودية والغرب وجمع قليل من الأموال.
كانوا يحسبون أنفسهم أذكياء، أو متذاكين، ولا يعلمون إن الغرب كان يعرف كل شعرة في أجحارهم ، كانت الرجعية السعودية والأدوات في الداخل يتوهمون إنهم قد تخلصوا من ثورة ١١ فبراير بالمؤامرة الخليجية ، لكن كان هناك مسار آخر للثورة أشد وأقسى ضراوة على العملاء والأدوات هي ثورة ٢١ سبتمبر التي واصلت مسيرة التغيير الثوري دون تراجع.
جاءت الثورة الشعبية في ٢١ سبتمبر وقطعت أيادي التدخل الأجنبي باستعادة السيادة والاستقلال ، وحرية الوطن والمواطن واستقلالية القرار السياسي ، وتحرير الإرادة اليمنية من التبعية للأجنبي ، فجن جنون الأدوات والعملاء في الداخل والأعداء في الخارج ، فشنوا حربا عالمية على اليمن لم يعرف التاريخ لها مثيلا.
أكثر من ١٧ دولة مجرمة اشتركت في حرب الإبادة ضد الشعب اليمني ضاربة عليه حصارا من كل الجهات ؛ حارمة الناس من الغذاء والدواء والوقود والسفر إلى الخارج ، مما أدى إلى موت مئات الآلاف جوعا ومرضا، ناهيك عن أولئك الذين قضوا بالغارات والصواريخ والاغتيالات المباشرة من قبل المرتزقة في السجون والمعتقلات وتحت التعذيب.
اليوم وبعدما يقارب من ستة أعوام انكسر العدوان وها هو على مشارف الهزيمة، يستجدي اليمنيين المقاومين للعدوان نهاية للحرب.

قد يعجبك ايضا