فقر الأسرة وغياب القوانين وظلم المجتمع روج لعمالة الأطفال
> قضايا الطفولة أكثر إيلاما للضمائر وخاصة ظاهرة عمالة الأطفال كلما مررت من أمام أي محل ورأيت طفلاٍ يعمل شعرت بالحزن لهذه الطفولة البريئة التي أراها تتكبد المسؤولية منذ بداية حياتها هناك أطفال يعملون جزارين وزبالين وسقائين يبيعون في الجولات وآخرون يغسلون السيارات الطفولة تعمل ليل نهار في عصر الانترنت فقر الاسرة وظلم المجتمع يدفع بالطفولة البريئة إلى قارعة الطريق.
الطفولة تريد رعاية وأمانة عظمى لا تحتمل الاهمال وإن وقع فالذنب يتسع بتأثيره ليشمل مجتمعا بأسره فهم مشروع مستقبل يجب أن نرسم ملامحه بأيد سوية وبعناية فائقة هذا إذا كنا نحلم بغد أفضل فلماذا نتركهم بمفردهم لشيطان الحاجة يغتال طفولتهم البريئة أو لشواذ الشارع يوظفونهم للانتقام من مجتمع بأكمله نحن أول ضحاياه هذه دعوة إلى كل التواقين إلى غد أفضل أن يحافظوا على لبنات المستقبل طفنا تحت أشعة الشمس الحارقة وفي الجولات وتقاطع الشوارع حيث السيارات المزدحمة وفي الأزقة وعلى الأرصفة وعلى ضفاف الشواطئ البحرية بحثا عن نواة المستقبل »الطفولة« هؤلاء العصافير أحلامهم ضائعة نحن في هذا التحقيق نحاول تسليط الضوء عليهم:
صدام.. والظروف المرة
> صدام حسين أحمد «12» عاما دفعته ظروف أسرته العائدة من السعودية إلى طرق أبواب الرزق على أرصفة الشوارع فوضع الفحم واشعل النار فيه من أجل نضوج حبة الذرة لكي يبيعها على المارة فكيس صدام به حوالي خمسين حبة ذرة يوميا يبيعها على المارة مقابل عشرة ريالات على الحبة ومرت الأيام والشهور والسنوات وصدام يدرس في المساء ويجلس على الرصيف مع حبات الذرة من الصباح حتى الظهر وبعدها يذهب للدراسة .
اشتدت الظروف والأزمات الاقتصادية وكاد صدام أن يتخلى عن دراسته بعد أن وصل إلى الصف الثاني الثانوي وأصبح بين نارين نار الحياة اليومية ومتطلباتها المتعاظمة يوميا ونار الطموح بمواصلة الدراسة التي لم يعد قادرا على مواكبة دروسها اليومية بسبب العمل.
أنه الآن يعمل في أحد مصانع الأحذية البلاستيكية أصبح يتقاضى أجراٍ زهيداٍ بينما يتطلب عمله مزيدا من التفرغ فدفع طموحه ثمنا للقمة العيش ولكن تشبثه ابقاه طالبا منتسبا يحضر في آخر العام لتأدية الامتحانات نحن نحترمك يا صدام ومثلك تاج على رؤوسنا جميعا.
دراجة مهدي
> وفي صنعاء القديمة شد انتباهي دكان صغير وعليه لافتة مكتوب عليها مهدي للهندسة وإصلاح الدراجات الهوائية وبأسعار رمزية وأمام هذا الدكان تقبع «11» دراجة هوائية في انتظار دورها للتصليح.. محمد مهدي البالغ من العمر 15 عاما هو صاحب المحل بدأ يتعلم مهنة تصليح الدراجات الهوائية على دراجته التي شغلته كثيرا بتصليحها وتحسين مزاياها وسرعتها حتى تبدو مميزة بين بقية الدراجات الهوائية ولكن كيف تحولت هذه الهواية إلى مهنة يعمل فيها المهندس محمد مهدي وتدر عليه من المال ما يغطي مصاريفه واحتياجاته اليومية¿!
بدأ محمد مهدي بالتدرب على لعب الكاراتيه في نادي الحارة ومحمد مهدي يفضل أن ينادى باسم والده المتوفي منذ سنوات بعد عودته من اثيوبيا التي كانوا يعيشون فيها.. ونترك مهدي يحكي بدايته: كنت أقود الدراجة يوميا إلى النادي وكنت عندما اسرع بها أجد خللاٍ فيها فأقوم بتفقد اجزائها وتبديل التالف منها وهكذا حتى كان اصدقائي يأتون بدراجاتهم إلى منزلي لكي افحصها واصلحها وزادت شهرتي بهذا العمل بين اصدقائي وزاد عدد الدراجات التي تأتي إلى المنزل بشكل مزعج ففكرت بفتح محل صغير لإصلاح الدراجات بعد أن توفرت لدي العدة اللازمة لذلك وبالفعل فتحت المحل وبدأ العمل يزيد يوميا ويزيد الربح مع زيادة شهرتي واصبح يطلق علي المهندس مهدي في الحارة حتى أصبح الكثيرون يأتون لإصلاح دراجاتهم من خارج الحارة والحمد لله استطعت اعالة أسرتي التي تركها والدي رحمه الله.
بائعة اللحوح »الملوح«
> إحدى الفتيات رفضت ذكر اسمها تبيع «اللحوح» في الأسواق تبلغ من العمر «13» عاما تحت وطأة الشمس تقول أنها غير مرتاحة لهذا العمل لأن النقود التي تحصل عليها تذهب إلى خالتها «زوجة أبيها» ويبدو أن وراءها حكاية غامضة نغوص في اعماقها وتابعوا معنا قصتها: أعول أسرتي ولدي ثلاث اخوات أكبر مني يقمن بنفس العمل يوميا الأولى وتبلغ من العمر «16» عاما تبيع في باب اليمن والثانية «17» عاما وتبيع في شعوب والثالثة «20» عاما تبيع في الصافية أمي مطلقة منذ أربع سنوات ونحن نبيع منذ ثلاث سنوات ونصف وخواتي احداهن انهت الثانوية العامة بالقسم العلمي والثانية أول ثانوي والثالثة في ثالث اعدادي وأني لم أدرس حتى اليوم واني إن شاء الله سأساعد أختي الكبرى على مصاريف الدراسة الجامعية لأن معدلها أكثر من 85% علمي وإن شاء الله تدخل كلية الطب وتتخرج طبيبة.. وأبي لا يريدها تدرس ولكن عمي سيجعله يتراجع عن قراره ومهنة البيع متعبة أبدأ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصرا بدون وقت راحة أو حتى قضاء الحاجة بالإضافة إلى ذلك زحمة الأماكن التي نبيع فيها وزحمة البشر وسماع الكلمات النابية من قبل الذي يسوى واللي ما يسواش ومصروفي لا يتجاوز 200 ريال يوميا رغم أني ابيع يوميا أكثر من 2500 ريال وإذا نقص الدخل يغضب والدي ويضربني بسبب خالتي.
طموح عبدالله
> الطفل عبدالله عبده يبلغ من العمر «12» عاما يعمل في بيع الألعاب على الأطفال وخاصة في الأعياد تجده يحضر كل الألعاب الجديدة من السوق ويقوم بعرضها في كرتونه الصغير تجد أطفال الحارة مجتمعين حوله لشراء هذه الألعاب وخاصة الألعاب النارية كالطماش والمتفجرات النارية التي تنشر في الأسواق أيام العيد فتجد الطفل عبدالله يتحول إلى تاجر في حارته ولا أحد يستطيع منافسته في احضار الجديد والغريب وبعد العيد تجده يبيع البطاط على طلاب المدرسة في الحارة.. عبدالله ترك مقاعد الدراسة منذ المرحلة الابتدائية وخاصة بعد وفاة ابيه ولكن اليوم يحاول جاهدا إعادة مجد ابيه عندما عرف أن أباه كان مأمون القرية فهل يحقق هذا الحلم عبدالله.
عصابة تحتضن أطفالنا
> الأطفال تجد الشوارع تحتضنهم بالمجان وتجدهم في الجولات وسط ازدحام السيارات يبيعون المياه الصحية والبعض تجدهم يأخذون قاروة الماء بـ«50» ريالا ويبعونها بـ«100» ريال والبعض تجدهم يبيعون الأشرطة التسجيلية وصنف آخر يبيع مناديل «الفاين» وآخرون يبيعون سجائر تجدهم تركوا الاعمال في المطاعم والأماكن التجارية وفضلوا الجولات. هناك أكثر من 50% من الأطفال الذين التقيناهم كان دافعهم للعمل الظروف الاقتصادية المتردية وارتفاع الاسعار وبعضهم من أجل الرفاهية لأسرهم كتوفير بيت ملك وثمن القات والسيجارة وهناك أطفال كشفوا لنا سراٍ هو وجود عصابات أو بالاصح بلاطجة وأكثر ضحايا هؤلاء هم القادمون من مدن أخرى كتعز والحديدة وذمار وإب فتجد هؤلاء البلاطجة أو العصابة تشغل الأطفال القادمين أو الباحثين عن عمل فيستغلونهم لحسابهم طيلة الليل والنهار ومن يحاول التمرد أو الفرار من قبضتة يحدث له ما حدث لطارق – طفل عمره الثالثة عشرة أتى من مدينة تعز عن طريق جار له يدعى ماهر اعطاه خرقة «منشفة» وسطل ينظف فيها السيارة ويسلمه كل ما يجمعه مقابل راتب شهري قدره «ألف ريال» ويسكن لديه في بدروم قذر يحوي «15» طفلا أغلبهم من الحديدة و«3» من تعز ويعملون لدى ماهر وصاحبه علي بنفس الراتب زملائي أخبروني بأنهم يحصلون على عشرة آلاف ريال شهريا من خلال تمسيح السيارات قررت ترك العمل مع ماهر واشتريت سطلاٍ خاصاٍ بي وأعمل لحسابي فحلف ماهر يمينا بأن يضربني وفعلا جاء معه عصابة وضربني.. لي شهرين جزي الله صاحب المطعم خيرا الذي يسقيني ويطعمني يوميا ويعتني بي.
هناك الكثير من العصابات المنظمة التي يتزعمها بلاطجة يستخدمون الأطفال لجلب مصالحهم الشخصية اين تذهب الأموال التي يجمعها الأطفال منذ الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء ¿! الطفولة تغتال براءتها من قبل عصابات وبلاطجة السوق وهناك أكثر من 20% بلاطجة فمن يردعهم¿!
سترة بالعافية
> وفي جولة كنتاكي تجد عشرات الأطفال يبيعون المياه الصحية والصحف والسيجارة والعلكة والليمون والأشرطة التسجيلية التقيت بزهرة بريئة تبلغ من العمر «15» عاما ذا قدمين نحيلتين وخدود محترقة بفعل الشمس تغطي رأسها بمنديل شبه مكشوف سألتها لماذا تعمل¿ اجابت: أعمل من أجل أن اعيش أنا واخوتي ووالدي فأبي طريح الفراش منذ خمس سنوات ولي أربع خوات وآني أبيع في الجولات لكي أصرف على أهلي والعمل مش عيب وحول الدراسة قالت أدرس بالمرحلة الثانوية وإن شاء الله أكملها وأدخل الجامعة لأني سوف اشتغل قريبا في محل خياطة أي كوافير لأن العمل في الجولات مش كويس أواجه المضايقات الشبابية والمعاكسة يوميا والحمد لله استطيع أصرف على أهلي ومستورين بالعافية.
بعض الأطفال من الذكور تغريهم عروض بعض التجار من أجل القيام بمهمة البيع في الجولات وعلى الأرصفة مقابل فائدة مالية معينة لكنها غير عادلة أو منصفة على كل حال والمحظوظون من هؤلاء الأطفال يرتبطون بعلاقة منفعة مع محطات تعبئة المياه ويقومون بمهمة البيع المباشر للمياه مقابل ضمانة مالية وبعضهم يأخذون عبوات المياه من البقالات وعادة ما يكون ربح هؤلاء الأطفال ضئيلا.
هناك أطفال كثيرون يعملون في شتى مناحي الحياة منهم من يعمل في الجزارة والحدادة وسقاية المياه والبعض في نقل الزبالة أما عمالة الأطفال الفتيات أكثر خطورة لأن الفتيات يتعرضن ويصبحن لقمة سائغة لذوي النفوس الضعيفة واغراءات المكسب السهل.
خطورة وخوف
> وهناك على شاطئ الحديدة تجد مئات الأطفال وخاصة أثناء العطلة الصيفية يذهبون لخوض مغامرات أكثر صعوبة في أعماق البحر التقيت بالعديد من الصيادين الصغار.
ابراهيم عبده جنيد «16» عاما نموذج للأطفال الذين يعملون في مهنة الصيد يذهب إلى ممارسة هذه المهنة أثناء العطلة الصيفية فقط تجده يلبس تلك الفوطة القديمة يغطي بها جسمه مع تلك الفنيلة المشهورة (ابو بقرة) في البحر يصارع الامواج ويتحمل الخطورة وهو صغير في اليوم يرى الموت أكثر من عشرات المرات لكثرة الرياح في البحر.
وجدنا الطفل ابراهيم ابكر يبلغ من العمر «17» عاما يعمل في قارب ابيه رأينا وجهه شاحباٍ وقشرة جلده أسود من أشعة الشمس الحارقة.. البحر هم وغم وعذاب ومعاناة هكذا قال وحكي لنا معاناته قائلا: البحر العمل فيه شاق تجد أكثر من يذهب إليه العاطلون عن العمل نحن أطفال القرية بعد انتهاء الدراسة نسافر للبحر بسرعة ولكن البحر الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود كما قال الصيادون الاوائل الصياد تجده يصحو بعد الفجر يشتغل في الشباك وصيد الاسماك حتى الساعة التاسعة ليلا لا يعرف الراحة ابدا ويقاطعه زميله أحمد علي سالم الطفل البالغ الـ«15» عاما قائلا: نحن أطفال القرية نهرب من القرية بعد الدراسة للبحر خوفا من قيل وقال.. ايضا عدم وجود أعمال نعمل فيها بالقرية تصدق أن أكثر أطفال القرية غادروا مقاعد الدراسة في المرحلة الاساسية لأن مدرستنا لا تشجع على التعليم مطلقا احيانا نذهب للبحر أيام الدراسة ونأتي لتأدية الاختبارات نهاية الدراسة لأن مدرستنا لا يوجد بها مدرسون واذا درسنا لا نحصل على شهاداتنا الدراسية انا بالصف الثالث الاعدادي وحتى الآن لم استلم الشهادة منذ الصف الخامس ولم نرها لستْ وحدي ولكن كل زملائي مصيرهم نفس مصيري لهذا فضلنا العمل في البحر رغم خطورته وخوفه. في العام الماضي اكثر من عشرين طفلاٍ ماتوا في البحر غرقى لشدة هول وكثرة الامواج الخطيرة.
سالت الآباء لماذا تأخذون أطفالكم وتعرضونهم للخطورة اجابوا: الافضل أن يكون فلذات اكبادنا معنا ونعودهم تحمل المسؤولية منذ الصغر بدلا من ضياعهم في الشوارع وعلى الارصفة وخطورة لحظة خير من تدمير العمر والتعليم اليوم مافيش فايدة منه لانه أصبح النجاح بفلوس لكن الجريمة الذي ارتكبها الصيادون في حق أولادهم الصغار انهم لم يرقبوا ابناءهم تركوهم رفقاء لحزمة القات وعلب السجائر والمعسل ودور السينما حافظوا عليهم من الضياع بالقرية ورموهم ضحايا في المدن.
الاحلام تقتل
> الأطفال واحلامهم الوردية وطموحاتهم وأمنياتهم في المستقبل قمنا بحوارات معهم وسألناهم عن أحلامهم في المستقبل فكانت اجاباتهم فورية ويعيشون أحلام اليقظة باستمرار يروون أحلاما لم تفارق خيالهم رغم مرارة الواقع المر.
فالصياد الذي يشعر بمسؤولية كبرى تجاه اسرته تمنى أن يصبح وزيرا فأحمد علي الذي يشعر بمسؤولية كبرى تجاه اسرته تمنى ان يصبح وزيرا للثروة السمكية ويهتم بالصيادين ويحافظ عليهم ويوزع «زلط» وقوارب خيرات للصيادين الفقراء وأطفال الصيادين ويفتح لهم مدرسة سمكية ارشادية بخطورة البحر وهمومه.
الطفولة واللعب البريء
> أ/نجيبة حداد.. امرأة عظيمة وكتلة من الحنان تغمر الاطفال- مدير عام ثقافة الطفل بوزارة الثقافة- تقول حول ظاهرة عمالة الاطفال: طفولة هؤلاء تقتل بالاعمال الشاقة وتحرمهم من التعليم وممارسة أبسط حقوق الطفولة وهي اللعب البريء.. والأطفال العاملون في الجولات والشوارع يكتسبون سلوكيات خاطئة تنعكس على اسلوب تفكيرهم وثقافتهم مثل العنف والجهل وهؤلاء الاطفال ضحايا جهل الاسرة بالاضافة إلى اهمال المجتمع الذي سيعاني من مغبة تركهم مع شواذ المجتمع أو الجاهلين الذين يسيئون استخدامهم.
ارتفاع متزايد
> وحسب احدث احصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فإن الأطفال دون سن الرابعة عشر يمثلون ٪10.5 من اجمالي القوى العاملة في اليمن أي 588.000 طفل وطفلة من أصل 5.6 مليون عامل وهناك 9.054.000 طفل وطفلة دون سن الرابعة عشر حسب آخر تعداد لسكان اليمن عام 1994م هناك 4.693.300 تتراوح اعمارهم بين 6-14 عاما يعملون في حضر اليمن وريفها ويزاولون مهنا وحرفا مختلفة منها الشاق جدا ومنها الخطر جدا على صحتهم وسلامتهم.
كان عدد الاطفال العاملين في سوق العمل عام 99م 433.701 طفل %51.7 منهم ذكور و48.3 اناث وجميعهم تقل اعمارهم عن 14 عاما حسب تقرير الجهاز المركزي للاحصاء لكن العدد يزداد بمعدل نمو سنوي مضطرد قدرته اللجنة الوطنية للمرأة في تقريرها السنوي لنفس العام بـ%3 وقد انضم الى عمالة الاطفال في المدن اليمنية 40 ألف طفل وطفلة فقط خلال العام الماضي وفق مسح ميداني نفذته منظمة اليونيسف عام 2000م. عمالة الأطفال في الريف تفوق كل التصورات ان ارتفاع معدلات الفقر هي السبب الاهم في كثرة العمالة وحسب احدث الاحصاءات الرسمية المعلنة على %39 من الأسر اليمنية لا يتجاوز دخل الواحد دولارا امريكيا واحدا في اليوم أي ما يعادل 170 ريالا يمنيا بالكاد توفر 17 رغيف خبز في الواقع.
لذلك يوجد %45 من أطفال اليمن أي 4.073.300 طفل وطفلة في سن التعليم 6-14 عاما لكنهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم حسب تقرير اليونيسف ووزارة التربية والتعليم يعملون في الزراعة لكسب القوت بسبب فقر أسرهم ومع ان هؤلاء المزارعين والصيادين الصغار يعملون في تربية المواشي وجمع الاعلاف والحطب وجلب المياه من الارتوازات والسواقي وغيرها من أعمال الزراعة وايضا صيد الأسماك.
في عام 1991م وقعت اليمن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل واعد بهذه الاتفاقية قانون بهذه الحقوق من المنظمات الحكومية والمدنية عام 99م وقدم إلى مجلس الوزراء لاقراره ثم احيل للمناقشة في مجلس النواب والمصادقة عليه وهناك استراتيجية وطنية للحد من الظاهرة اعدت عام 1998م ورفعت للمناقشة والمصادقة ولكنها لم تقر حالها حال القانون لم يناقش هو الآخر ولم يقر حتى اليوم.
يزوال هؤلاء الأطفال في أسواق المدن مهنا وحرفا مختلفة وتشمل غسل السيارات ومسح زجاجاتها بيع المياه المعدنية المناديل المعطرة الصحف والمجلات والسجائر والعلكة والبسكويت والحلويات وغيرها من السلع التي يسرحون بها عند اشارات المرور أو على أرصفة الطرقات.. وهناك أطفال يعملون في النجارة والحدادة والسمكرة واللحام والسباكة والميكانيك سيارات وإصلاح أجهزة كهربائية وإصلاح الاحذية وفي معامل صناعة الطلاء والطوب والطباشير والبسكويت والكيك وفي المخابز والمطاعم ومتاجر الملبوسات وأعمال البناء وفي البحر وغيرها من المهن المحفوفة بالاخطار وما خفي كان أعظم.