الرؤية الوطنية نتاج ثورة ٢١ سبتمبر.. وهي مسار مواز للمسار العسكري للنهوض بالوطن والاستفادة من ثرواته
نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد لـ”الثورة”: ثورة 21 سبتمبر أزاحت مراكز القوى التي تاجرت بالمصالح الوطنية لعقود
أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية رئيس المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية الوطنية محمود عبدالقادر الجنيد أن ثورة الـ٢١ من سبتمبر تعد أكبر منجز تاريخي حققه شعبنا اليمني للتخلص من مراكز النفوذ والقوى التي كانت تتاجر بالمصالح الوطنية، والتي أخضعت اليمن ومقدراته للتبعية السعودية والتبعية الخارجية. مشيراً إلى أن شعبنا وقيادته الثورية والسياسية يخوضون اليوم معركةً مصيريةً مع القوى التي مازالت تفكر بإعادة اليمن إلى حالة التبعية والارتهان في السيادة والقرار.
وأضاف الجنيد: أن شعبنا استطاع بصموده وثباته أن يوصل قوى الهيمنة والاستعمار إلى مرحلة اليأس، بفضل الله وتلك الانتصارات التي يحققها شعبنا في معركة التحرر والبناء.
لافتاً إلى أن العمل يجري حالياً على تشخيص الوضع الراهن في إطار الإعداد للخطة المرحلية الثانية 2021 – 2025م من الرؤية الوطنية ، وتحديد الأولويات في الإصلاح المالي والإداري والسياسي، وإحداث النهوض الاقتصادي الزراعي والصناعي والتنموي.
كما تطرق نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية إلى جملة من القضايا الوطنية وجوانب المسار الراهن لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة ومستوى تنفيذ الخطة المرحلية الأولى، وإعداد الخطة المرحلية الثانية ، وتفاصيل أخرى في سياق الحوار التالي الذي أجرته معة “الثورة” .. فإلى الحصيلة:
لقاء/أحمد المالكي
ونحن نعيش الذكرى السادسة لثورة الـ ٢١ من سبتمبر ، كيف تقرأون مسيرة ستة أعوام من عمر هذه الثورة الفتية؟
– تعد ثورة الـ21 من سبتمبر أكبر إنجاز تاريخي حققه اليمنيون، ومن مخرجات هذه الثورة التخلص من مراكز النفوذ التي كانت تتاجر بالمصالح الوطنية، والتي أخضعت اليمن ومقدراته للتبعية السعودية، والتبعية الخارجية، واليوم نحن نخوض معركة مصيرية مع القوى التي مازالت تفكر بأنها تريد السيطرة على اليمن من جديد، والتي تحاول استعادة سيطرتها على قرارنا وعلى سياستنا وسيادتنا، وبفضل الله اليوم أوصلنا تلك القوى إلى مرحلة اليأس من إعادة سيطرتها مرة أخرى على اليمن.. وهذا إنجاز يحسب للثورة التي مازالت مستمرة وستظل مستمرة حتى نبني وننهض بواقعنا إلى المستوى الذي يليق بنا كبلد له امتداده الحضاري وانتماؤه الديني.
الثورة جاءت على إرث كبير من الفساد الإداري والسياسي.. برأيكم هل تمكنت الثورة إلى الآن من التخلص من هذا الإرث؟
– بالفعل الإرث كبير ويتطلب تضافر جهود الجميع.. نحن مثلاً الآن في الرؤية الوطنية نؤسس ونشخّص ونحلل الوضع الراهن، ونحاول أن نضع ونحدد ماهي الأولويات سواء في الإصلاح المالي أو الإداري أو الإصلاح السياسي، وإحداث النهوض على المستوى الزراعي والصناعي والتنموي، كما أن هناك أولويات أهمها تتمثل في الإصلاحات السياسية لأن وجود سلوك سياسي غير سوي سيجعل كل الإصلاحات تبوء بالفشل، لذلك في إطار الرؤية الوطنية والمحددات التي رسمتها الرؤية نعمل بشكل كبير وبمشاركة الجهات ذات العلاقة على تأسيس واقع نستطيع أن نبني عليه أموراً كثيرة على المستوى السياسي، والإداري وكذلك على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي والثقافي، وعلى كل المستويات.
أين يقف شعبنا اليوم من معركة البناء كهدف من أهداف ثورة ٢١ من سبتمبر ؟
– فيما يخص معركة البناء هنالك جهود كبيرة تبذل في إطار الرؤية الوطنية التي تعتبر نتاج ثورة ٢١ سبتمبر والمرحلة الأولى من الرؤية الوطنية ( خطة الصمود والإنعاش الاقتصادي) مرحلة التأسيس التي تسير بخطى متسارعة، وكل مؤسسات الدولة أبدت تفاعلاً كبيراً في التنفيذ رغم شحة الإمكانيات، وفي ظل صعوبات وحصار وعدوان، ولكن بالإرادة والعزم والتوكل على الله والثقة به لابد أن تجترح المعجزات كما أشار فخامة الرئيس المشير الركن مهدي المشاط في خطابه الأخير.
ما إن قام الشعب اليمني بثورته المباركة ضد الطغاة والمستكبرين والفاسدين حتى انقلبت الأمور رأساً على عقب لدى دول الجوار. . برأيكم لماذا كل هذا الحقد على هذه الثورة؟
– لأن ثورة 21 سبتمبر حقيقية نبعت من الشعب، وبإرادة حقيقية، وفي إطار توجهات وطنية خالصة ، وبالتالي فإن الدول التي اعتادت في المراحل الماضية على السيطرة، وفرض الوصاية والهيمنة وبعد أن جعلت اليمن كحديقة خلفية لها ، لا شك أنها فقدت مصالحها وأياديها ، وجيشت كل ما لديها من إمكانيات لوأد هذه الثورة، وإفشال اليمن مرة أخرى، ومازالت تحاول لكننا بحمد الله تجاوزنا مراحل الخطر ، واليوم نحن الأقوى بفضل الله، وها نحن اليوم نوجه ضربات موجعة لهذه الدول التي كانت ومازالت تفكر بأنها قادرة على إعادة هيمنتها على اليمن وعلى القرار اليمني.
كيف تقيَّمون صمود الشعب اليمني خلال ستة أعوام على قيام الثورة في ظل العدوان والحصار الغاشم؟
– شرفاء العالم كلهم معجبون بصمود الشعب اليمني الأسطوري والذي يعتبر مثيراً للاستغراب، فرغم انقطاع المرتبات، والحصار الشامل واستمرار العدوان والاستهداف للبنى التحتية، وكل صنوف المؤامرات التي تحاك ضد بلدنا ، لكن بفضل هذا الصمود ، وبفضل ثبات أولئك الرجال الأشاوس من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، تحققت الكثير من الانتصارات لشعبنا العزيز.
مشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني) هذا المشروع تجسد في الرؤية الوطنية.. ما أهم الإنجازات التي تحققت خصوصا وأنتم على رأس المكتب المعني بإدارة الرؤية الوطنية ؟
– بعد أن تم تشكيل المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية الوطنية، خضنا مسار التخطيط الشامل على مستوى كل الأنشطة الوطنية، وأنجزنا خطة المرحلة الأولى، واليوم نحن بصدد الإعداد لخطة المرحلة الثانية، وفي نفس الوقت نتابع تنفيذ خطة المرحلة الأولى.. وهناك تقدم نسبي كما ذكرت لكم رغم كل الظروف، وهذه هي ثمرة هذا المشروع الطموح الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمة الله تغشاه.
الشعب ينتظر منكم ومن مؤسسات الدولة انتصارات إدارية توازي الانتصارات العسكرية . أين أنتم من هذا المسار؟
– نحن بصدد المعركة الإدارية وهي معركة إصلاحات تقوم على أساس التشخيص والتحليل واستئصال المشاكل من جذورها ، ومواجهة الأسباب المؤدية إلى كثير من الاختلالات الموجودة بسبب عشوائية العمل في العمل الإداري طيلة الفترات الماضية، ونحن في صدد هذا المسار الذي سيلمس الشعب ثمرة ما يبذل من جهود في القريب العاجل إن شاء الله.
خطاب الرئيس المشاط الأخير للمنظومة المسؤولة عن الرؤية الوطنية وضع النقاط على الحروف، ماذا يمثل هذا الخطاب والموجهات الواردة فيه من أهمية فيما يتعلق بمراحل التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ للرؤية الوطنية؟
– تفاعل القيادة العليا للبلد يدعم مسار تنفيذ الرؤية الوطنية وأيضا يخلق حراكاً كبيرا على مستوى كل المؤسسات؛ وهذا ما نأمل أن يتم خلال الفترة المتبقية من العام الحالي لتنفيذ الأنشطة التي تضمنتها الخطة المرحلية الأولى.
أين وصلتم في الإعداد للخطة المرحلية الثانية -21 2025 م ، وماذا عن التقرير النصفي للخطة الأولى؟
– نحن الآن في مرحلة الإعداد والهيئة لإعداد الخطة المرحلية الثانية، وأنجزنا بعض الأدلة والموجهات المتعلقة بخطة المرحلة الثانية، كما أننا حالياً على مستوى كل مؤسسات الدولة نعمل في إطار تحليل الوضع المؤسسي الراهن للخروج بتحليل شامل وبعدها سيكون هناك تخطيط تشاركي ثم تخطيط تنفيذي في إطار الخطة القادمة.
مؤخرا اجتمعتم بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي مع لجنة الخدمات ممثلة بالوزارات الخدمية بحكومة الإنقاذ ما أهمية هذا الاجتماع؟
– طبعا لجنة الخدمات اجتمعت بالإشتراك مع المكتب التنفيذي لوضع قيادات الجهات والوزراء والوحدات التنفيذية أمام إنجاز التقرير النصفي الخطة المرحلية الأولى، وأيضا تحديد المهام التي يجب أن يتفاعل معها الجميع لإعداد خطة المرحلة الثانية.
كلمة أخيرة أو رسالة تودون توجيهها في ختام هذا اللقاء؟
– ندعو بل نؤكد ونهيب بجميع مؤسسات الدولة أن ترفع من وتيرة التفاعل والاهتمام بتنفيذ الأنشطة التحولية وإعادة البناء المؤسسي باعتبارها معركة مصيرية، وشعبنا يتطلع إلى تحقيق هذا الحلم الكبير المتمثل بالرؤية الوطنية، كمسار موازٍ للمسار العسكري في بناء واقعنا والنهوض ببلدنا والاستفادة من ثرواتنا، لإحداث التحول المنشود والتغيير الذي يجب أن نمضي في سبيل تحقيقه.