باسم الحداثة يمهدون لدولة الشيطان .. ويرسمون خطوط الدولة الماسونية
الثورة / صلاح محمد الشامي
• تنتشر في أوساط مجتمعنا اليمني، منذ فترة ليست بالقصيرة، كائنات من كوكب مجهول، تحمل ملامح بشرية، وأسماء يمنية، وتاريخاً يمنياً، تعمل على حرف المسلمين عن دينهم .. وبالحجج الواهية تشكك من تستهدفهم بدينهم وبنبيهم وبالقرآن الكريم، وتسعى جاهدة لتجعل من المتلقي المستهدف كافراً ليس فقط بالله، بل حتى بالتاريخ البشري بمجمله.
• التقيت قبل عشرة أعوام إحدى تلك الكائنات في اتحاد الأدباء والكتاب، ولم أره بعدها أبداً ولم أعرف اسمه، ولا أتذكر شكله، وكأنه ليس سوى شيطان رجيم، قام برجم ما حمل من أباطيل في بئرٍ ثم مضى .. والحمد لله أنني نجوت من مثالب شبهاته، معترفاً له بأنه داهية في مجاله، فبرغم أني أحمل من الثقافة الدينية ما يعصمني عن الذوبان في خنادق هؤلاء المُكفّرين، إلا أنه بذل ما لو تلقاه غيري لكفر بالله ورسوله وبوطنه ومجتمعه.
• لم أكن أعتقد أن تتكرر المقابلة – بحيثياتها وأغراضها – بعد ثماني سنوات من سابقتها، مع كائن آخر، هو أيضاً ليس معروفاً لدي، ولا أدري لماذا لا أستطيع تذكر شكل وجهه وملامحه.
وقبل يوم واحد من كتابة هذا التقرير، قرأت منشوراً في الواتساب، لمؤمن غيور، يتكلم عن مشاهدات للنوعية نفسها من هذه الكائنات، ما حفزني للإدلاء بما في جَعبتي، للوقوف بجدّية أمام هذه الظاهرة، التي يجب أن يقف الجميع في وجهها، والتصدي لها، وقمع أربابها وزبانيتها وأدواتها التي بدأت في تشغيل ماكينة جديدة من أدوات العدو/ العدوان، بكل وقاحة.
# شبهة نفي وجود الله والدين والكتب السماوية والرسل
• تقوم هذه الكائنات ببث سموم التشكيك بالدين الإسلامي وغيره من الأديان، وبالتشكيك بوجود الله، وأنه رب العالمين، وبالرسل والأنبياء، وبصحة القرآن، فماهو لديهم سوى كتاب كتبه ( محمد ) حسب زعمهم، وليس كتاباً منزلاً من السماء، وكلام رب العالمين، بلسان الصادق الأمين ( سيدنا ومولانا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين ) .. فلا يوجد لديهم رب على الإطلاق، وبالتالي ليس هناك من نبي ولا كتاب.
# الجغرافيا السياسية .. حجة عليهم لا لهم
• يحتج هؤلاء بأشياء تافهة، لا ترتفع إلى مستوى حجج وبراهين، فهم يطالبونك أولاً بإثبات الدليل على وجود الله، ثم يناقشونك حول مواضيع جاءت في القرآن، كالمنطقة التي نزل بها الرسل والأنبياء، لماذا منطقة الشرق الأوسط فقط هي التي جاء ذكر الأنبياء فيها، متجاهلاً – باعتباره مثقفاً، أو كما يدعي هو ذلك – أن علم ( الجغرافيا السياسية ) بكل ما فيه يتمحور حول منطقة ( الشرق الأوسط ) التي تجمع كلاً من ( العراق والشام والجزيرة العربية ومصر بالإضافة إلى تركيا وإيران ) .. وتقول النظريات كلها في الجغرافيا السياسية إن من يسيطر على هذه المنطقة يستطيع السيطرة على العالم، سواء كانت سيطرة عسكرية أو سياسية أو ثقافية .. وذلك لأنها منطقة إلتقاء القارات الثلاث “قارات العالم القديم” ، آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتتجمع فيها طرق التجارة، والمنافذ البحرية الأهم في العالم – ومعروف أن الإسلام لم ينتشر ويترسخ في إندونيسيا مثلاً إلا عن طريق التجارة، حين كان الإسلام كدولة يسيطر على هذه المنطقة بمجملها في كيان واحد غير مجزأ كما هو الحال الآن.
• هذا المتثاقف مقر بذلك، مقر بأن ما وصل إليه العالِم اليهودي من هذه الحقائق عن منطقة “المياه الدافئة” أو “الشرق الأوسط” ، وأهميتها في السيطرة ونشر الأفكار، وامتلاكها ما يقارب ٧٠٪ من ثروات العالم، أنها صحيحة ..مقر أنها بتلك الأهمية حسب نظريات الجغرافيا السياسية، ولا يقر هذا المثقف أن الله ( سبحانه وتعالى ) وهو أدرى حيث يضع رسالته، قد اختار هذه المنطقة لهذه الأسباب ولغيرها مما يجهله ونجهله حتى الآن عنها، وأن ذلك قد أهلها لحمل تكاليف نشر الدين من ثروات مادية وبشرية، وأودع في باطن أرضها ما تعجز مخيلته عن تقديره، من ثروات لا يزال بعضها مجهول الهوية والغرض حتى الآن، مكنونة لمستقبل، لن يكون فيه ذكر لكافة أشكال الطاقة الحالية من نفط ومعادن وغيره، وأن العالِم اليهودي ما وضع نظرياته في الجغرافيا السياسية إلا بعد أن درس القرآن الكريم والكتب السماوية، وتفكر في كتب التاريخ الإنساني، واستخلص من ذلك كل أهمية استراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، تسعى الماسونية الصهيونية للسيطرة عليها منذ وضع مفكرها اليهودي نظريته تلك، ومن قبل ذلك أيضاً، وتسعى إلى أن يجهل كل عربي أهمية موقعه، ويكفر بدينه ومعتقده وربه ونبيه، ليسهل عليها اقتلاعه منها، والإنفراد بها، فهي المنطقة التي من يسيطر عليها، يسيطر على العالم أجمع.
# بين مواثيق “الأمم المتحدة” وتعاليم القرآن
• المهم هو يقر أن ( محمد ) حسب قوله شخصية سياسية واجتماعية مرموقة، ورجل خلده التاريخ، لكنه لا يعترف بنبوءته ورسالته، كما يدعي أن ( سيدنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو من ألّف القرآن نظراً لعبقريته، ولا يقر أن يكون القرآن كلام الله، ويقول بالحرف : إن مواثيق “الأمم المتحدة “ ضمنت حقوق الإنسان وخاصة في مسألة تحرير العبيد، أكثر مما فعله القرآن الكريم..لم يكفه سبق القرآن منذ ١٤٠٠ سنة في تحرير البشرية جمعاء من العبودية لغير الله، فبعد أن كان بلال بن رباح يُمنع من دخول الساحة المحيطة بالكعبة المشرفة، والساحة آنذاك ممتلئة بالأصنام الحجرية والبشرية، هاهو بلال نفسه يصعد على الكعبة في فتح مكة، ليصدح بالأذان من على سطحها..
• لم يكفه سبق القرآن إلى التشجيع والحض على تحرير العبيد والإماء، وأن عتق الرقبة لا يقابله سوى العتق من النار ، وأنه كفارة لكبائر الذنوب، وبنصوص هذا القرآن الذي يكفر به، ويود من الآخرين أن يكفروا به..
• لم يكفه معرفة أن هؤلاء “من وضعوا مواثيق الأمم المتحدة” ما أخذوا سوى من الإسلام ما يتباهون به من سن قوانين عمرها أقل من نصف قرن.
# حقيقة “الأمم المتحدة” وما تفعله حالياً من رفد سياسات الماسونية العالمية
• لم يكفه أن يرى ما تفعله الأمم المتحدة نفسها حالياً من سكوت وتبرير لأمريكا وحليفاتها وهي تقوم باستعباد شعوب العالم، بما فيها اليمن موطنه وبلده الذي لم يحرك كل هذا العدوان ضده في صدره خلجة من حرية وإباء لرفضه وإعلان هذا الرفض، ولم يتحرك في داخله سوى رفضه للإسلام، رفضه للقرآن، ورفضه للإقرار بنبوة ورسالة سيدنا ( محمد ) صلى الله وسلم عليه وعلى آله ..
ويدعي هو وأمثاله التحرر والحداثة والثقافة والوعي …!!
# عودة يهود 48
• السؤال هنا : من هذه الكائنات الطفيلية ؟!! ومن أين جاؤوا ؟!! ..
هل هم أحفاد ( يهود ٤٨ ) أحفاد تلك الأسر التي أنزلتها مروحيات بريطانية عقب وأثناء ثورة ١٩٦٢ في مناطق متفرقة من اليمن، وغيرها من دول المنطقة العربية، عادوا بعد أن درسوا القرآن والحديث والفقه، ليدعوا الإسلام، ثم يرحبوا – فيما بعد – بالوهابية التي صنعتها الماسونية، ثم بعد ذلك يخرح أحفادهم وأولادهم ككائنات داعشية، وأخرى متثاقفة تعمل على حرف ضعاف الإيمان وضعاف النفوس عن دينها ؟!!..
# عناصر مخابرات العدو الصهيوني
• بالطبع فإن تحركاتهم مدروسة ومحسوبة، ومن ناقشك اليوم قد لا يناقشك مرة ثانية إن طلبت أنت منه ذلك، وكأنهم عناصر “موساد” يخشون وجود أدوات تسجيل، حتى لا يتورطوا في نقاش قد يودي بهم إلى خلف القضبان، لذلك يرد عليك في المرة الثانية بقوله : يا رجال .. صدّقت ؟!! احنا كنا نمزح معاك، ونبسر ثقافتك، كنا نستفزك .. ونبسر ماعاد تقل ؟!!..
طبعاً يتكلم بصيغة الجمع لأنه لا يتكلم عن نفسه فقط، بل وعن الشلة التي يجالسها عادة، أو عنه وعن من يقفون وراءه .. وقد يرد عليك أحد هؤلاء الجلساء بالنيابة عنه، سواء في غيابه أو حضوره، ويقول لك : وانت صدّقت ههههههههه الرجال بيقوم يصلي قبلنا، هو هكذا يشوف ما عاد تقل…
يا الله .. وذلك الإصرار والنقاش الجادّ، أين ذهبا، وذلك الهدوء والإتزان وعدم الحدة أثناء إلقائه تلك الشبهات، وكأنه مُدرب على ذلك، أو اعتاد إلقاء تلك السموم، فلم يعد ينفعل، ما يوحي بأنه محترف في مجاله.
# حروب متعددة والغرض واحد
• هل نترك آلات التكفير وأدواته في أوساط المجتمع تنخر كالسوس في جسد الأمة، هذا الجسد الذي يتلقى حرباً منظمة ومدروسة للسيطرة عليه وإخضاعة، حرباً وحشية ظالمة، وحصاراً مطبقاً، وعصابات تخريبية، وحروباً ناعمة، ثم تأتي هذه الكائنات لتفريغ روح هذا الشعب المؤمن من الداخل، لتشكيك الناس بدينهم وتاريخهم وعقيدتهم، حتى لا يتبقى لديهم شيء يقيهم ضربات أكثر إيلاماً، أو يتقبلون ويقبلون على الغازي، باعتباره المحرر، و ( المُخَلِّص ).
# كيف نتصدى؟
• لا ينبغي لمن يسمع مثل هذه الأباطيل أن يصمت أو يلجم، ثم لا يجرؤ على الرد كي لا يقال عنه جاهل … أنت جاهل حين تسكت، وحين تتقبّل ما لا يتقبله عقل .. أنت جاهل حين ترى من يستهدف دينك في قلبك، ويريد انتزاعه اليوم، ليدوسك غداً، ثم تسكت، أو تنصاع كالبهائم لحجج واهية، ما هي إلّا كيد ماسوني مدروس، وفصل آخر من فصول العدوان، الذي ماكان ليتحرك لولا رغبة وإرادة الماسونية العالمية، التي تمثل في الحقيقة عبادة الشيطان، والتي تسعى منذ قرون وقرون للسيطرة على العالم، فمن غير الشيطان يسعى ليجعل الناس يكفرون برب العالمين ؟!!…
# قرن الشيطان
• هؤلاء هم أدوات الشيطان، هؤلاء هم قرنه .. وهم يعلمون أن سر صلابتك في وجه مؤامراتهم ماهو إلا دينك وإيمانك الراسخ، لذا يحركون دماهم الباهتة، أنصاف المثقفين، المدعين بأن الثقافة ماهي إلا رفض للماضي بكل أشكاله وصوره، رفض للتاريخ، ورفض للدين، ورفض للفضيلة .. فماذا يتبقى من الإنسان بعد أن يكفر بمن خلقه، ويجهل ما خلق لأجله؟!!.. ماذا يتبقى من الإنسان بعد أن يكفر بإنسانيته ويرفض تاريخه ؟!!
لن يتبقى منه إلا ( صورةُ اللحمِ والدمِ ) كما قال الشاعر، فهو وهم كالأنعام، بل هم أضل سبيلاً .. وهذا ما يصبو لتحقيقه الأعداء، أن نصير كالأنعام، ليسهل عليهم سوق القطيع، كما تُساق الآن قُطعان أنظمة الخليج إلى موائد اللئام، في كل من تل أبيب وواشنطن.