التسامح والقبول بالآخر من أهم أهداف ثورة 21 من سبتمبر
ثورة 21 من سبتمبر.. عنوان التوسط والاعتدال ومنارة التعايش
المحافظات الواقعة تحت الاحتلال لا ينعم مواطنوها بالأمان
جاء العام السادس من ثورة الـ 21من سبتمبر متزامناً مع العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني على الشعب اليمني وفرض الإملاءات والتدخلات الخارجية على السيادة اليمانية، لكن يأبى المواطن والقيادة الحكيمة- بعد أن تخلصت من الاستعباد، والهيمنة، والوصاية الخارجية- العودة إليها مهما كان حجم التحديات والتضحيات.. نظام فاشل محكم السيطرة على كافة مفاصل الدولة جعل البلاد تعيش في تبعية عمياء لأنظمة العمالة.. لقد أسقطت ثورة 21 من سبتمبر أذناب التفسخ والانحلال وأدوات الارتهان الذين ظلوا عشرات السنين ينهبون ثروات الشعب، ويسخَّرون كافة إمكانياته لتعزيز نفوذهم وأرصدتهم وتوسيع دائرة استثماراتهم الداخلية والخارجية في هلع وبدون تفكير بمستقبل الأجيال ومصير اليمنيين..
صحيفة “الثورة” في ذكرى ثورة 21من سبتمبر استطلعت آراء وانطباعات نخبة من العلماء والمرشدين والاكاديميين والمثقفين حول انعكاسات الثوة في نشر التسامح الديني، والتحذير من الغلو والتشدد الطائفي والمناطقي والعقائدي والحفاظ على الضروريات الخمس التي امر بها دين الإسلام الحنيف- حول هذا وأكثر نتابعه في الحصيلة الآتية :
الثورة / أمين العبيدي
في البداية استهل الدكتور أحمد إبراهيم الشامي- مدير مشاريع مؤسسة ربيع الخير التنموية الخيرية وأستاذ التخطيط الاستراتيجي في إدارة المشاريع للمنظمات الإنسانية -حديثه بقوله : المسيرة القرآنية عنوان التوسط وسبيل الاعتدال ومنارة التعايش وأصل البناء ومفهوم الحب والأخوة، ليس لها هدف غير نشر العدل بين البشر بمختلف توجهاتهم ومعتقداتهم وحتى أديانهم، لا تقصي أحداً ولا تتجاهل المصلحين وتدعم كل من يسعى ليخرج الأمة من غثائيتها.. هي بكل اختصار نور وحقيقة لكل أحرار العالم بأن نصر الله قاب قوسين أو أدنى واستخلاف الله للمؤمنين وعد من الله بدليل قول الله تعالى في سورة النور آية رقم ٥٥﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾..
وعن المفارقة بين التشدد الديني والعقائدي والاختلاف العنصري والتمزق الجغرافي للعملاء والمرتزقة والكراهية التي زرعها الاحتلال السعودي الإماراتي في ما بينهم وانخراطهم بالسمع والطاعة رغم ما يصنعونه في ما بينهم من تفريق ونهب لثرواتهم واستحقار لآدميتهم يقول الشامي: ومن يهن الله فما له من مكرم، إنهم يعيشون في خوف وتشرذم وإراهاب وسحل خلف الدراجات النارية والطقوم العسكرية وذل واستعباد وانتهاك للأرض والعرض بكل ما تعنيه الكلمة وبجوارهم وعلى أرضهم يدعوهم السيد رضوان الله عليه إلى العزة والكرامة ولكن للأسف ليس لهم عقول يعقلون بها وصدق الله تعالى حين قال في كتابه الكريم ﴿وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ﴾ وأشار الشامي في حديثه بقوله: المحافظات التي تحت وطأة الاحتلال مواطنوها يسومونهم سوء العذاب في مختلف مناحي الحياة سواء الأمنية أو الاقتصادية أو المذهبية أو العنصرية ..وعن التشدد والإرهاب تحدث بدون حرج: فما ندري بماذا يفكر المحتل.. هل بتجويع وتخويف وطعن النسيج الاجتماعي وتدمير كل ما هو جميل في الأراضي اليمنية أم بجعل الأرض ثكنات عسكرية للجماعات التكفيرية؟ والمواطن أصبح في مناطق الاحتلال يشكو الجوع والمهانة والخوف والعمالة لكن « وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ »
ونوه الشامي بأن ثورة 21 من سبتمبر أخرجت اليمن من مستنقع مؤامرات كبير، والمسيرة القرآنية كانت هي الدرع الحامي والسهم الموجع والسيف البتار في الحفاظ على اليمن، وماتزال المسيرة تسير بكل رجالها وعلى رأسهم الحكيم اليماني السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عليه سلام الله إلى تحرير كل شبر من الأراضي اليمنية.. واختتم الشامي حديثه: اليمن فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يقدمون الأموال والأنفس رخيصة في سبيل الله أولاً ثم العزة والكرامة التي نعيش في ظلها الآن أو في سبيلها نموت، اليمن فيها رجال يحبون الموت في سبيل الله كما يحب آل سعود ومكتوم الحياة، ونقول لهم سنرجّع سيادة الوطن المنهوبة مهما حاكوا من المكايد والمؤامرات وسيعود كل شبر من الأراضي اليمنية مهما كانت التضحيات.
التشدد مرض خطير
وفي نفس السياق يقول الكاتب والباحث والناشط الثقافي الأستاذ عبد الحميد عبد الله المؤيد: التشدد الديني مرض خطير وعواقبه جسيمة على المستويين الداخلي والخارجي للبلاد، وهو يفيد المستعمر بشكل كبير كما ننظر اليوم كيف يقاتل التكفيريون أمام القوات المعتدية على بلادنا مع أن العدو يضربهم بطائراته ويصيبهم بمدفعياته ومع ذلك يقاتلون في صفوفه، إنها مأساة.. باعوا أنفسهم وأرضهم بثمن بخس دراهم معدودة في صورة مهينة يندى لها الجبين.. وأضاف المؤيد: ثورة 21 من سبتمبر لا أبالغ إن شبهتها بالشمس التي أشرقت فبددت كل الظلام.. وأشار المؤيد قائلاً: أسهمت ثورة 21من سبتمبر في الحرية والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية فأصبح لليمن قرار مستقل وسيادة مستقلة وقد كانت اليمن مرتهنة قبل الثورة للسعودية والإمارات هاتين الدولتين اللتين كانتا تتدخلان في كل شيء، حتى في تعيين مدير عام، ولثورة 21 من سبتمبر النصيب الأكبر في القضاء على الفساد والمتنفذين الذين تملكوا كل مفاصل الدولة، وإنهاء الثأر والاقتتال الداخلي بين القبائل والسعي الحثيث إلى تحجيمه ومحاربته، أيضاً القضاء على التقطعات ونهب المواطنين وابتزاز الدولة، وتفعيل القضاء والإسراع في فصل الخصومات والنزاعات بين الناس وإنهاء الاغتيالات والانفجارات التي كانت في الفترة السابقة تزعزع الأمن والاستقرار، وتفعيل كل كوادر الأمن ونشر الوعي بين الموطنين بأهمية الأمن، وكذلك إنشاء الهيئة العامة للزكاة فقد كانت الزكاة تصرف في غير مصارفها، هي ثورة الاعتماد على النفس والخروج من الوصاية الخارجية والدولية وتطوير الحاصل في التصنيع العسكري الذي ينكل بالأعداء كل يوم على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.. وأردف : ثورة 21 سبتمبر هي الثورة الحقيقية التي جعلت صنعاء وكل المحافظات المحررة آمنة ، ولا مظاهر عنصرية أو مناطقية بخلاف المحافظات المستعمرة.. وختتم المؤيد حديثه: لا توجد مقارنة بين إدارة أنصار الله لدولة وكلمات السيد المتكررة عن الأخوة وتصريحاته بالعفو عن المرتزقة وأن يتركوا الارتزاق ويعودوا للوطن وبين أولئك الذئاب الذين أعماهم الريال السعودي فباعوا وطنهم وأرضهم.
وفيما يتعلق بانعكاسات الثوة في نشر التسامح الديني، والتحذير من الغلو والتشدد الطائفي والمناطقي والعقائدي يقول الأستاذ هاشم أحمد حجر خطيب جامع الإحسان : الغلو الديني والتشدد الطائفي كان قبل ثورة 21من سبتمبر مستشرياً، فكم سمعنا عن حرب الدولة مع القاعدة في أبين والبيضاء وتفجيرات في صنعاء والاغتيالات المتكررة التي هزت أمن النظام فأصبح المواطن يعيش في خوف، واليوم تريد دول التحالف بقيادة أمريكا وإسرائيل أن ترجع تلك الصورة بطريقة مختلفة فقد جعلت من القاعدة والدواعش جيشاً يواجه المجاهدين، ولم تكتف بذلك بل ذهبت لتجمع كل التكفيريين من مختلف بقاع العالم تريد أن تجعل اليمن مسرحاً للحروب وأرضاً للتشدد والغلو الديني، لكن حكمة قائد المسيرة عليه سلام الله وصمود الأبطال في مختلف الجبهات أبطل مخططهم وجعل كيدهم في نحرهم، فعندما ينظر المنصف إلى حال المناطق المحررة يجدها تعيش في أمن اقتصادي وعسكري وسياسي فيما المناطق التي تحت سيطرة المرتزقة غير ذلك تماماً، فسعر الصرف مرتفع والغلاء أكثر بكثير عنه في المناطق المحررة، والأمن صفر، ففي تعز مثلاً لا يستطيع المواطن الخروج من بيته بعد غروب الشمس وفي عدن حثالة الإمارات وكلاب الانتقالي يحطمون كل ما هو جميل في جنوب الوطن، فلا دولة إلا دولة انصار الله ولا حكم إلا حكم الله ثم السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي.. وعن الكرامة يقول حجر: انطلقت ثورة 21 سبتمبر ثورة الكرامة اليمانية والشموخ والأصالة تحمل مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير الصناعي والزراعي والتصنيع العسكري هي ثورة التحرر من الخنوع لليهود وأذنابهم واهدافها كبيرة تحمل في طياتها مشاريع النهضة لكل العرب والأمة الإسلامية .